* لاشيئ بعد لؤي *

عندما تخرج كلمات من فمك اياك ان تخلفها
هناك من يصدق اي شيئ
فخدلان اعتقاده
يجرك لعواقب كنت بغننا عنها
فكر قبل ان تتقرب منهم
*********

مرت بضعة ايام و لم تعد تستطيع مراقبتهما فلم يدرسا بالمكتبة لفترة ؛ لا شيء سيوقف فضولها حتى تفهم كيف و لما هما هكذا فوقفت امام باب المدرسة تنتظرهما〞انا مدركة اني ساجن〝لحظات و ظهرا معا كالعادة يضحكان فلم تبعد عينيها ليلاحظها بهاء قائلا : ههه هي واقفة امام الباب هناك

فرد ضياء غير مهتم بما يحاول بهاء ايصاله : وماذا في ذلك
-ربما تنتظرك
-ان كنت ستسخر فتوقف
-حسنا ههه

مرا بجانبها فانزلت رأسها للارض بحزن بعد نظرة بهاء المعتادة 〞انظر لي كما تريد انا استسلم لا يمكن ان يكون لي علاقة كهذه ااه .. هل اغار منهما〝 بعد وقت من وقوفها تحاول ايجاد عذر لمعاملة الجميع لها حتى وجدت رائد بجانبها : امل صباح الخير .. ماذا تفعلين هنا

بابتسامة ردت التحية ليدخلا المدرسة معا حيث يسيران خلفهما فما كان عليها الا ان تحدث رائد في النهاية هو ليس كالاخرين : رائد متى تعرفت عليهما اممم ضياء كان زميلنا لكن الاخر جديد
-قبل ان ندخل المدرسه بايام التقينا بالملعب
-وبعدها

ضحك قليلا ليمازحها : هناك شخص مهتم جداااا

لكنها ليست بمزاج لتضحك فهدأ : حتى انتِ لاحظت علاقتهما مختلفة عن الجميع .. ضياء قال انه انتقل مؤخر جوار منزله .. لا اعرف الكثير
-مؤخرا ..اذا كيف ينسيان لقائهما
-حتى انا استغربت لا نعرف بهاء لكن ضياء لا يكذب

دون ان يشعرا وصلا لحجرة امل و بعد ان جلست مكانها قال : حسنا راقبيهما جيدا إن عرفت اي جديد اخبريني بسرعة
-انا لا اراقب احد ههه

ضحكت اخيرا ليطمئن رائد رغم نفيها للحقيقة فشكرته لايصالها و مزاجها تحسن فرد ببساطة وهو خارجا من حجرتها : لا داعي ساكون موجودا ان احتجتني

على الاقل يوجد شخص كرائد بهذه المدرسة لم تكتمل ابتسامتها لتلتف فتيات الصف حولها : هااا امل هل اتفقتما اخيرا .. ستكونان ثنائيا رائعا

غبائهم لا ينتهي و هذا همهم الوحيد فردت بانزعاج ليقلب مزاجها مجددا : لا يوجد شيء كهذا بيننا فتوقفوا
............
في اخر الحجرة حيث كانا يراقبان ما يحدث تحدث ضياء لحظة خروج رائد : اتظن ان ابتسامتها غبية الان
-اهذا يعجبك
-نعم ليست وحيدة

〞مجرد رؤيتها سعيدة جعلته يبتسم〝بهاء قد حفظ كلماته فرد مبتسما لسعادته : هكذا اذا
-توقف عن السخرية مني

نسى كل شيء و جلس مقعده ما ان دخل الاستاذ : حااضر..وقت الحصة عد للواقع الان

الواقع حيث سهرا امس كثيرا و بعد تركيزهما مع الحصص و صلت الرياضيات و بعد مدة رفع الاستاذ صوته : حسنا لدينا مسألة هنا من سيحلها

رفعت امل يدها كالعادة لكن الاستاذ التفت لاخر الحجرة بانبهار : ضياء ههه لم اتوقع ان اعيش للحظة التي ترفع فيها يدك ههه

لم يكترث لسخرة الاستاذ و لا لضحك البعض فوقف مكانه : حسنا ساحاول لست متأكداً من الحل

رد الأستاذ مشجعا :جيد نحتاج لهذا..حاولوا .. عملنا ان نساعدكم

صعد للوح حقاا و لا احد يفهم لماذا و امل لا تذكر انها رأته بمنظر كهذا من قبل ؛ بعد الكثير من المحاولات و تجربة ما درسه بهاء سابقا تمكن من حل بعض الاسئلة :ههه بدأت الامور بالتعقيد

الجيد لا احد يجرؤ على الضحك غير شخص واحد بآخر الحجرة

بعد اكتفائه من ما يفعل فبهاء لم يشرح له الدروس المتعلقة بالاسئلة الاخيرة توقف و وضع القلم على المكتب فلم يستطع الأستاذ كبت سعادته : ضياء تقدمت كثيرا حاول مجددا و استفد من اخطائك احسنت .. من الجيد رؤيتك مع اللوح ههه

هز برأسه محرجا قليلا فأول مرة يثني عليه أستاذ الرياضيات فكل ما يسمعه منه صراخه ليخرج من الحصة ؛ صعدت امل لتكمل الحل و تصحح ما اخطأ به في حين عاد لمكانه و شعور انه لم يفعل شيء يراوده فتعليق بهاء سيكون الحاكم و ليس الأستاذ فوقف بجانبه : اسف بهاء كنت احاول ان اريك ما درسنا لكن اظنني فشلت هه

اتسعت عيناه لا يصدق ما سمع : اكان من اجلي حقا ؟
-من اجل من اذا

و قبل ان يستفسر عما اعتقده اعطاه بهاء ورقة ليجلس مكانه ؛ و عندما حاول فتحها استدار بهاء بلهفة محاولا حذف اول سطر لكن ضياء بدأ بقرائتها : ~حاول ان تحل المسائل قبل ان تحاول ابهارها~ .. لاداعي لتكمل مسحها .. مازلت تسخر مني
-حسنا لاتهتم اسف

التفت امامه ليكمل ضياء رؤيت الورقة ؛ كان قد حل كل الاسئلة مع وضع ملاحظات على هامش كل جواب
*احسنت السؤاال الاول مثالي و شرحته جيدا
*جييد
*لم تشرح شيئا هنا و اللوح ليست مسودة
*انت تفكر هذا مفاجئ

ضحك قليلا ليكمل

* كان يمكنك اكمال هذه لو فكرت بطريقة بدل التوقف
*لم ندرس هذا من قبل ساشرحه مساءا
*يمكنك نقل الحل الان فهي ستصلح كل شيء
*في النهاية عمل جيد واصل هكذا و نظم اجاباتك للمرة الالف

توقع ان تصححها ايضا ؛ 〞ايظنني صعدت من اجلها〝؛ كتب على ورقة اخرى و نادى عليه ليعطيها له محاولا كبت ضحكه ؛ فتحها ليرى ما كتب ~عندما تغار لا تجعل ذلك واضحا~

رغم انه لم يفهم ماقاله سابقا لكنه كتب ردا مناسبا و اعاد له الورقة ليفتحها
~اقرب من الجميع ها هاهاااااا~

رفع ضياء صوته متوترا : اجعلني اقصفك مرة واحد
-ههه مستحيل

نادى الأستاذ كالعادة عليه ليهدأ فزاد ذلك ضحك بهاء و الاخر ابتسم لما يراه 〞لا اعرف انه يحب هذا نوع من المزاح لكن هه انت تضحك و هذا مايهم〝
..........
دخل منزله بحماس بعد ان لمعت فكرة بمخيلته مناديا على والدته ؛ اتجه للمطبخ بسرعة ليسألها : امي مازال عندك بعض خيوط الصوف
-خيوط .. نعم .. لماذا
-اريد صنع رباط يد مثل ما كنت تفعلين لي و طبعا احتاج مساعدتك
-حسنا فهمت .. لكن اين المشكلة في قول انه لبهاء ههههه

انزل رأسه خجلا كالعادة و عنده حق بذلك : امممييي .. لا خطأ في صنع واحد له صحيح
-ههه طبعا اليس صديقك تناول طعامك و سنصنع رباطا مميزا جدا له

اخذت تلعب برأسه بسعادة لكن 〞ماذا يكون بهاء بالنسبة لي〝؛ ابتسم لا يعرف جوابا فالاكيد هو اكثر من مجرد ذلك
.........
بما انهما سيسهران ليلا فلن يلتقيا حتى بعد العشاء ؛ غير ملابسه رتب غرفته و جلس امام مكتبه لا يعرف ما يفعل تغير الكثير بعد معرفته حتى الدراسة اصبحت مملة إن لم يوجد معه ؛ اخذ احد كتبه ليقرأها فلم يفعل هذا من وقت طويل ؛ بعد ساعة من جلوسه محدقا بكتابه نادته والدته فجأة ؛ خرج من غرفته ملبيا لطالما مضى الوقت دون ان يشعر لكنه ليس وقت العشاء فاكملت والدته : ضياء ينتظرك امام الباب قال احضر دفاترك لندرس

〞ضياء يطلب هذا !!〝 لم يفهم شيء لكن فعل ذلك و ستأذن من والدته ليخرج ؛ ذهب لمنزله و هو على عجلة من امره ضحك على الغرفة المرتبة و اجلسه على السرير ؛ و على غفلة اخذ ضياء يده ليلف شيئاً ما على معصمه قال بابتسامة سعيدة : هذا من اجل الاحمق الذي يسخر مني طول الوقت

رفع يده بدهشة ليرى رباط صوف مضفور بطريقة جميلة بالوان مختلفة : رائع .. هل هذه رشوة
-اذا كنت ستتوقف فنعم ههه صنعتها مع امي ارجو ان تعجبك

رد على كلامه و عينيه لم تفارق معصمه : اعجبتني كثيرا ههه ساحتفظ بها لكن رشوتك ناقصة اريد واحدا اخر
-هاا الايكفي واحد ههه حسنا انتظر الغد .. و يمكننا ان نبدأ

-كنت مستعجلاً من اجل هذا و ليس الدراسة
-توقف عن قصفييي

ضياء كان سعيداً جدا لكن حقيقة الرباط كانت امراً اخر〞اقترب الوقت كثيرا اريد ان ابقَ معك حتى لو رحلت من الحياة〝؛ درسا من اجل اخر امتحان شهري و كان أملُ ضياء الاخير ليعوض سوء نتائج الامتحاناته الاخرى فزاد هذا من توتر بهاء الذي يبالغ باهتمامه :اخذنا وقتا طويلا في دروس العام الماضي... والدروس الاخرى .. ربما لن ننتهي .. لكن لا تقلق سيكون كل شيء بخير

ضحك ضياء ردا عليه : انت القلق فاهدأ .. ههه لنتمنى ان يكون سهلا
-لاتنتظر ان يكون سهلا ..بل ادرس واجب مهما كان صعبا هذا ما قاله لؤي

لا حل آخر غير ان يركز و يزيد من جهده و فجأة تسائل : بهاء يمكنك حل كل شيء اذا لم ننتهي
-من الخاارق الذي يُجيب دون دراسة
-هههه انت طبعا
-لنكمل دون اضاعة الوقت و كفى غباءا

اشار لجبهته : اصبحت تؤلم من قصفك اتعرف
-تستحق ذلك

خطط و خطط ليجد طريقة لجعل ضياء ياخذ افضل نتيجة يمكنه اخذها ؛ فتذمر من كثرة التفكير و ضياء الذي لا يستوعب سريعا حتى ان صوته اخذ يعلو في كل جملة : يمكنك حل بعض الاسئلة بشكل جيد .. و مهما كان ماسيحدث لاتوقف التفكير في حلول .. يبقى امتحان شهري نتيجته لن تأثر كثيرا

وقف مكانه صارخا : اااا..لنقفل كل شيء..سأعود لمنزلي و نكمل غدا .. لتنم فقط لاتفكر بشيء
-حسنا .. اسف لازعاجك
-لامشكلة ههه

ودعه بابتسامة لطيفة ليذهب ضياء لتناول عشائه ثم ليستلقي بغرفته و الموضوع الوحيد الساكن بعقله 〞بهاء كيف ساخبرك〝قبض على صدره بابتسامة فخلال الاشهر الثلاثة الماضية شعر براحة كبيرة〞اسف ربما كنت اخدعك او اخدع نفسي الحياة اقصر مما نتوقع رغم انك هادئ 〝؛ قصد قلبه ؛ و في نفس الوقت تذكر طلب بهاء فجلس مكانه و حاول صنع رباط اخر و حتى نبض قلبه سعيد لانه اعجبه 〞بهاء كيف تفعل كل هذا ببساطة〝؛ وقف صباحاً امام المرآة بتفاؤل عازم ان يخبره اليوم ؛ كما يفعل من ايام 〞بهاء انا مريض قلب ليس الوضع خطيرا لكن .. لكن 〝هز براسه نافيا بعد ان تذكر دموع بهاء ففكر بطريقة اخرى ليتذكر كلماته ~كن بخير فقط~ فتنهد لا يعرف ما يفعل 〞لست بخير تماما هل ستتركني ببساطة〝 لحظات ليسمع والدته تنادي فبهاء بالخارج ينتظر ؛ خرج مستاءا ليرى تلك الابتسامة التي اعتادها كل صباح فحاول ان يضحك : مجددا انت تنتظرني .. بدأت أشك بأنك تنام
-لا..لا اريد ان نتأخر فقط

بعد وقت لاحظ الرباطة بيده فتذكر ما طلب ؛ اعطاه له فاخذه مبتسما : دورك هات يدك

اخذ يد ضياء و ربطه حول معصمه كما فعل امس فربما هذه طريقة افضل ليبقى معه و ببساطة اخبره ما يعني رباطه : هههه هذه من اجل ان لا تاخدك الانسة امل و لا رائد و لا اريد ان يُبعدك اي شيء عني

كان ذلك اخر ما توقعه صنع رباط ليربط بيده و هكذا اكمل بهاء كلامه ليشجعه بعد ان ترك يده : ضياء سننجح معا

و لاول مرة ينتبه ضياء :هذه ليست مجرد غيرة و رائد ايضا .. لححظة انت لم تكن تطيقها
-لا اغار من احد .. اكمل طريقك فقط

لكنه اكمل استنتاجه : و الان تتحدث عنها ببساطة .. هاااا انت تكرهها هه لاني احبها

استغرب بهاء كلامه فهل حقا هذا السبب تجاهل الامر ببساطة :احمق .. وفر تفكيرك لدروسك
-انت فعلا تكرهها
-لاااا
-تحبها
-احممممق لااا
-لا يوجد شخص اكثر حماقة منك
-اصصصمت..انا اكره الجميع على اي حال و لا اعامل احدا
-هاااي و انااا
-مادخلك بالجميع

امسك ضح يده بسرعة مشيرا لرباطه قائلا : هذا من اجل لو حدث اي شيء ساكون معك

تمنى ان يتحقق ذلك و طبعا لا سبب غير قلبه يمكن ان يبعده عن بهاء لكنه لم يبالي بكلامه و اكمل طريقه اما ضياء فرفع صوته ممازحا : معك فقط هههه بهاء فقط

لحق به ليرى ابتسامته مجددا فضحك ليعيد كلامه : هههههه قلنا ان كره العالم ليس حلا
-كأنك الحل مثلا
-اعرف اني الحل مسبقا
-حسنا حسنا اسرع سنتاخر هكذا
-ههههه تم قصفك و لم ترد لقد خسرت ... فزززت اخييرااا
-اصصمت

رغم كل ذلك الضحك لكن ما بداخله شيء اخر 〞ارجو ان يبقى حلك بخير لا اريد الابتعاد عنك لكن كيف اشرح〝 ؛ وصلا لحجرتهما و هي جالسة بمقعدها كالعادة : بهــــاء انها هناك سندخل
-ااااه.. ادخل اذا

امسك كتفيه ليوقفه : قبل ذلك ماذا لو قلت لها انا معجب بك لكن بهاء يكرهك ماذا افعل

بسرعة ابعد يديه ليدخل لأنه منعه : اصصمت وابتعد لادخل
-اا او ساقول بهاء يكرهك لايمكن ان احبك هههه
-اااه احمقق
-سأدايقك من نفس كأس الامس
-لن ازعجك مجددا اسف
-اعتذارك مرفوض هههه..انا قررت .. ساتوقف عن حبها
-كانه امر بسيط

ابتعد ليدخلا و مازال يضحك :ههه نعم بهاء يكرهها سيكون بسيطا

مرا بجانبها ليشتعل شيء ما بداخلها 〞توقفوا عن الضحك امامي〝؛ هنا انتبهت لرباط يديهما لتبدو علاقتهما اقوى〞كأنهما يلعبان ضدي〝؛ ضربت الطاولة و خرجت متجاهلة من حولها 〞ااااه هذا مزعج〝

تعجب بهاء من تصرفها :مابها

فرد ساخرا ببساطة : سمعت انك تكرهها

دفعته ليصلا لمكانهما :اااا توقف ركز مع دروسك لا تنسَ الامتحان يجب ان ننهي ماتبقى

لكن كلماته بقت تتردد بعقل بهاء〞بهاء يكرهها سيكون بسيطا〝 ؛ لقد صدق ذلك و فوقها سأل اخاه 〞لؤي لقد كنت تحبه فهل كرهته لهذا السبب وقتها ؟ .. هل انا احبه حقا ؟〝 مع ذلك لم يجد جوابا
...........
كان جالسا مكانه بالمقعد الاول و الحصة لم تبدأ بعد ؛ فلفتت امل انتباهه و هي تسير بالرواق و الانزعاج يعلو وجهها فاسرع لها عله يساعدها : هاا امل توقفي اين تذهبين

لم تتوقف بل اكملت للدرج و رائد خلفها : امل هل ضايقك احد .. اخبريني
-لا
-اذاا

استسلمت تماما فلا يمكنها فعل شيء : لاشيء مهم

ارتبك قليلا و هو مدرك انها تخفي الكثير :ستبدأ الحصة دق الجرس لنعد .. سأوصلك واعود ههه

هزت برأسها موافقة لكنه حاول تغيير مزاجها كما يفعل دائما : ليتك كنت بفوجي ههههه لاهزمك و اكون الاول مجددا منافستك امر ممتع

عادت بعض الذكريات لعقلها عن منافستهما العام الماضي فاشتعلت نار الانتقام لانها لم تفز عليه بعد : اااه كأنك اعتدت ذلك هههه حتى لو كنت بفوج آخر سأنافسك

ضحك لعودة امل التي يعرفها : اخر امتحان ههه
فردت بتفاؤل : علامة كاملة اتحداك

رائد: حسنا اتفقنا هههه تأخرت .. نلتقي لاحقا و ابتسمي قليلا

احرجت قليلا لتودعه لكن كل شيء اصبح مملاً بهذه الحجرة حتى انها ملت من مراقبتهما فهي لن تفهم

**********
ودعوا الايام الهادئة .. فالمشاكل ستضهر .. كل كلمة مهم .. انه تذكيئ فقط
**********

لم يبتعد الموضوع للحظة من عقله فلم يجد طريقة ليخبره و رغم ذلك بقي ينتظره بعد العشاء ليسهرا مع الدراسة فجلس مع والدته بالمطبخ و هي تنظف فاخذ يتذمر كعادته : ااه الانتظار ممل متى سياتي
-لا احد سيخطفه فلا تقلق

ابتسم لوالدته لكن فكر للحظات بحال بهاء و ما قال صباحا 〞مازال يكره العالم قلت له سأجعلك تحبه لكن لم افعل شيء لحد الان .. ولا يعامل احدا ماذا كان يقصد .. بدأت أناقض نفسي اقول اني سابقى معه متجاهلا اني قد اختفي〝وضع رأسه على طاولة الطعام بيأس فهو واقف بين اكثر القرارات سوء بحياته داخل دوامة لم يجد مخرجا له فقال : امي متى اموت .. انا حقا احتاج وقتا اطول

رغم ارتجاف قلبها لكن اجابت بابتسامة: ههه لم تسأل هذا منذ وقت طويل .. الجواب لايتغير .. بني لا احد يعرف
-امي لم اخبر بهاء بعد ربما ..

اوقفته قبل ان يكمل : باي طريقة يجب ان اشرح لتفهم ااه مازلت احمقا ههه
-لا اريد

اقتربت لتضع يدها على راسه : هههه فكرة الموت لم تعد تعجبك

〞ربما عليّ الابتعاد عنه.. لن يحتاجني بأي حال〝 كان سيجيب امه لكن سمع طرق الباب قبل ذلك فوقف متناسيا ما يحدث :واخيرا بهاء اتى سافتح الباب

اتجه بسرعة تحت ضحكات والدته ففتح الباب ليجده كالعادة بهاء و الابتسامة التي لا تفارقه كلما كان معه :مرحبا ضياء

لحظات و انتبه لنبض قلبه فجأة و كأنه يذكره بالواقع ؛ الواقع الذي قد يبعد بهاء عنه ؛ فاختفت ابتسامة الاخر بعد رؤية تلك التعابير التعيسة على وجهه : ضياء مابك .. هل حدث شيء
-هه لاشيء مهم
-ااا قل مابك

حاول ان يعيد ابتسامته ليدخله ؛ حسنا لقد حاول
.........
كان تركيز ضياء اسوء من اي وقت سابق بل تائه تماما و كأنه ليس هنا مع تحديقه المطول ببهاء بدل الدفاتر :ضياء انت بخير
-امم اسف انا ازعجك مجددا
-ااا سألت عن حالك و لم اقل اعتذر
-ههه انا بخير
-لست كذلك مابك
-لا تهتم كثيرا لاشيء

و مع ذلك لم يتحسن و بما ان الامتحان بعد غد : امم ضياء مارايك ان نصعد للسطح قليلا .. ستكون احسن هناك
-الجو بارد
-كالمرة الماضية لناخد غطاءا فقط
-حسنا كما تريد ساخبر امي
... .......
كان الجو بارداً كما توقعا فمن يفهم ففصل الخريف المتقلب لكن كان مثاليا فالسماء صافية لتلمع النجوم باشكالها المختلفة جو اشعر ضياء ببعض الراحة خصوصا ان بهاء جواره و الغطاء حولهما بل تمنى ان لا تنتهي هذه اللحظة فانزعاجه يأول لاحداث اسوء ، لمحه بهاء يبتسم اخيرا : تشعر بتحسن
-نعم هه اقصد لم يكن بي شيء اصلا

بعد ان تحسن حقا نادى عليه كعادته حين يريد ان يسأل : ضياء
-همم
-ما قلت عن امل .. كيف بدأ كل شيء .. ايمكن ان تجيب

بمزاحك المعتاد رد : ههه مازلت مهتما

ارتجف كل ما بداخله لكنه عازم على اخباره اليوم و ليحدث اي شيء بعدها : لدي شيء مهم لاقوله فقط

صمت للحطات ثم رد و هو يحدق بالسماء : كانت جديدة بالمدرسة وقتها فبقت لوحدها دون ان تختلط بالاخرين .. ببساطة اردت مساعدتها فوضعها لم يعجبني لكن حدثت بعض الاشياء فلم اتحدث معها
-متى و ماذا حدث
-ليس مهم ههه كنا بالسنة الاولى مضت الايام حتى وصل وقت الامتحانات اصبحت معروفة بنتائجها.. امم لم افهم وقتها انهم لاشيء بالنسبة لها .. كل عام يتكرر ذلك .. ربما اردت ان افهم لماذا لم تمل مثلي .. لكن كان وضعها اسوء بكثير ههه و انا كالاحمق كنت سعيد بما انها بخير
-اردت مساعدتها و بلا سبب احببتها

احرج ضياء من كلامه فقد قاله ببساطة : هههه امم كنت اراقب فقط دون ان اقترب .. ههه لنقل اني كنت صغيرا وقتها لكن ههه

فاكمل مكانه : لم يتغير شيء و لم تنسَ ذلك

هز براسه و تاه بعض الوقت حتى اعاده بهاء بندائه : ضياء
-هه ماذا ايضا .. اه ماذا كنت تريد ان تقول
-اا كيف اقول ..

تردد بكلماته محاولا جمعها ليوصل ما يريد لكن دائما ما يتخذ الطريق الطويل بدل المختصر حين يحاول ان يشرح ما بداخله : أنا لا افهم الكثير من الاشياء

〞بهاء لا يفهم〝 لم يتخيل ضياء ان توضع هذه الكلمات بجملة واحدة فماذا لا يفهم مثلا و يأتي الجواب الذي لا يصدق : ماقلت عن كرهي لأمل ربما صحيح
-ربما .. انت تمزح

لا يصدقه التفت بنظره بعيد و اراد التوقف :حسنا لا تهتم

فاصر ضياء ان يكمل معتذرا : بهاء لن اقاطعك مجددا ساسمعك للنهاية

التفت له و الخوف يملأ عينيه: حسنا امم ظننت انك قد تبتعد بسببها .. لم افهم جيدا لما كرهتها.. انت تحب بلا سبب لكني اصبحت اكره بلا سبب
-بعد لؤي
-انا لم احب الكثير من الاشخاص في حياتي اصلا

ضياء يعرف هذا او هذا ما اعتقده : لؤي و عائلتك ههه لم يكن لديك اصدقاء

تشابكت يداه بتوتر لكنه حقا تعب من تحمل ذلك بصراحة اجابه : في الحقيقة ربما كان لؤي فقط او هذا ما ظننته
-ماذا تقصد ماذا عن عائلتك
-لا اعرف
-حتى امك ..بهاء تدرك ماتقول

اغمض عينيه و كأنه يحاول ان يصرخ :انا لا اعرف كان لؤي كل شيء .. كل شيء بمعنى الكلمة
-ظننته اخ تحبه ليس لهذه الدرجة

حاول التوقف مجددا لكنه يريد ان يتحدث بنفس الوقت و الاهم 〞لما هو خائف هكذا〝فحاول ان يطمئنه قليلا ليكمل : صحيح ان امي من اعتنت بي في اشهري الاولى .. صحيح ان ابي قدم الكثير وافنى عمره في العمل من اجلنا لكن ..

ضم ساقيه لصدره محاولا اخفاء ارتجافه و بألم شديد أضاف : لكن كل ما اذكره ان لؤي من كان معي طول الوقت .. لؤي فقط

قبض على يده و اخفض رأسه ليستقر بين دراعيه و مازال يشد بساقيه لصده ليجبر نفسه على الكلام كل هذا تحت انظار ضياء المصدوم بما يسمع ؛ عاد بهاء للحديث بعدما صمت لعدة ثوان :لؤي اخر من ارى قبل ان انام والاول بعد ان استيقظ .. لؤي من يأخدني للمدرسة و يعيدني .. لؤي من كان يدرسني ..لؤي من يسهر معي ان مرضت.. لؤي من يهتم بي ويخاف علي ..لؤي ولؤي ولؤي هذا ملخص ماعشته
-بهاء انت بخير .. ارجوك اهدأ

رفع رأس باستياء : اتعرف اصبحت ذكريات جميلة بسببك

مع ارتباك ضياء الا ان الاخر اكمل ملتفتاً للارض: انا اذكر انزعاجي من ذهابه للمدرسة و تركي قبل ان ادخلها..كنت انتظره طول اليوم ليعود .. كرهت المدرسة التي تبعده عني .. فقط كان يعتذر كل مرة حتى فهمت انه لا يقصد ذلك .. وبعد دخولِ المدرسة كنت ادرس لانه طلب ذلك وحسب .. انا ادرس من اجل لؤي فقط
-بهاء هذا اكثر مما تصورت
-اعرف لم اخبرك بكل شيء من قبل.. كلام لؤي ظل ملتصقاً بعقلي..كان دائما يقول لامي ~امي لاباس ان احب بهاء اكثر من الجميع حتى انتم~ و امي تضحك وتقول لاباس
-فاحببته اكثر من الجميع حتى والديك

بقي ينظر للفراغ وقد نسي ما قد يشعر به همه الوحيد ايصال ما يريد : لا اعرف لكن كنت سعيدا حقا بذلك..لا افهم الان لكني ربما احببته وحده فقط.. لؤي من علمني كل شيء .. انا افعل ما كان يطلبه مني..ولحد الان
-لا اعرف ما اقول

مايريده هو ان يسمعه لا اكثر لن يطلب اكثر من ذلك : استمع فقط لا تقل شيئا

هز برأسه موافق و هو ينظر لتلك الملامح التي تتغير بين الحزن لاسوء منه مع ابتسامة عابسة ! فاكمل : بعد ان فقدته..تداخل كل شيء ببعض.. كأني لم اعد اشعر بشيء او ربما كنت اشعر به فقط.. ماهو الحب ان كان لؤي غير موجود انا حقا لا اعرف .. طبعا امي وابي حاولا معي و غيرا الكثير من اجلي .. ببساطة انا لم اهتم .. ليس لاني لا اريد ان اهتم انا لم افهم ما حدث فقط لكن يجب ان اسمع كلامهما
-لان لؤي طلب ذلك
-امم
-انت لا تشعر باهتمامهما بك ولا اي احد اخر
-امم
-لاشيء بعد لؤي

قال ذلك و مازال لا يصدق ما تسمع اذناه عائلته ؛ والدته ؛ بهاء لا يشعر بشيء ؛ و ضياء الذي يحاول جاهدا تعويض مكان اخيه و بعد ماقاله فذلك مستحيل ؛ هذا اسوء بكثير 〞اذا انا ههه على من اضحك〝 ؛ عاد ليكمل و مازال يحاول ان يتحدث 〞مابه!؟〝
-لاشيئ حتى انا ظننت ذلك.. لكن لؤي ترك لي شيئا مهما في النهاية
-ماذا
رغم انه لم يفهم بعد لكن ما قال ضياء صحيح :اولا كنت محقا امي كانت تنتظرني و تحدثت معها قبل ان اتي عندك لذلك تاخرت
-عن ماذا
-بعد ماقلت عن امل اردت ان اعرف كيف كنت معك و مع اخي..لاني لم اجد جوابا ..عقلي كان مشوشا..قلت انك تحب امل ببساطة ..هل اكرهها لهذا حقا؟..لماذا انا اقرب من الجميع ؟.. لماذا تستمر في قول انك ستبقى معي؟ بل لمَ اريد هذا ؟..لمَ ارتاح ببقائي معك ؟..انا لا اريد حقا ان يبعدك شيء عني .. ماقالت عن صغرنا كان مفاجئا
- ماذا
-لاني كنت احب لؤي كل هذا و انت كنت معنا ظننت اني كنت اكرهك وقتها..لاني كرهت كل مايبعده عني

لهذا يكره العالم الان فاكمل : في البداية كنت لا اريد للؤي ان يلمسك حتى وبعدها ..كان العكس تماما..قالت اني كنت اقلد كل ما كان يفعل لؤي لي و افعله لك
-مااذا
-تذكر مرضك و سهري معك كان تقليدا لما فعل لؤي معي وحسب .. يوم جرحت يدك..لو كنت انا ..ماكان ليترك يدي .. وكان ليقلق كثيرا .. يضمد اي جرح مهما قلت انه لا يؤلم

ارتبك ضياء تماما فما فعله كان تقليدا لا اكثر و مازال يكمل : كان يهتم لما اريد و يفعله حتى لو لم يرد ذلك
-وهذا ماتفعله طول الوقت معي
-وفي صغرنا نفس الشيء امي قالت انها غيرة لان لؤي كان يحبك ايضا لكن ان كانت غيرة لما كنت ابكي حين ينتهي اليوم وتعود لمنزلك ربما لم افهم انه لايمكنك اكمال اليوم معنا ..والان لما افعل ذلك حتى قبل ان اعرف اننا كنا معا ونحن صغار..لما اعاملك بنفس الطريقة لما قد اغار منك ..من يوم عرفتك وانا احاول فهم كل هذا وحدي .. لكن لم استطع

فرد ضياء في نفسه فقد اصبح عاجز عن الكلام حياة بهاء بذلك التعقيد 〞انت لا تفهم حقا او انه توجد تكملة لكلامك بهاء ارجوك توقف هذا مؤلم〝
-بعد رحيلنا قالت امي اني كنت اخطئ باسم لؤي احيان لاشهر .. كنت اناديه باسمك معظم الوقت.. اظنه ما حدث سابقا معك انا خلطت بين لؤي وانت بعد رحيلنا

ضربات قلبه بدأت تضطرب فقد فهم ما يحاول قوله : و انت لا تذكر هذا صحيح

احرج قليلا لينظر للارض : امم ..ضياء انا لا افهم نفسي .. لكنك قلت ان كره العالم ليس حلا ..انا مازلت اريد البقاء معك ..اردت ان اسألك مامعنى كل هذا بعد لؤي ..ربما لانك تشبهه بنظري

حاول جاهدا ان يتحمل لكن فشل في النهاية لقد فهم كل شيئ فاوقفه و الاخر صدم : لا اريد سماع شيء اخر توقف .. انت صديقي لا شيء اخر
-لكن لم اكمل كلامي ..

قطعه لا يعرف ما يفعل لكنه مدرك حقا لخطورة وضعه : لا يهم الماضي انت صديقي الان و انا اريد مساعدتك لهذا ساكون معك حين تحتاجني
-لكني تذكرت كلام لؤي

لم يجد مهربا بل وجد القرار الصائب وقف مكانه صارخا بوجه بهاء :مجدداا .. لؤي لؤي لؤي اوقف الحديث عنه هو لم يعد موجودا.. لم يعد موجودا اتفهم

بدا و كأن الحزن سيتحدث مكانه مع تلك النظرة لكنه قطعه مصرا على ما يقول : اذا اردت ان اكون صديقك فانا هنا .. لكني لست لؤي و لا انت لتعاملني مثله انا لا شيء .. لا شيء اتفهم

لا يجب ان يتعلق بشيء سينتهي قريبا هذه فكرة ضياء التي لبثت بعقله لسنوات لكن بهاء وقف امامه بهدوء يطالب بشرح لكن لا شيء سيوقفه بعد ما سمع الان فاحسن حل ان يترك الخيار بيده : اما صديقك فقط او ابتعد

ليس بعد فمازالت تكملة لكلمات بهاء بل اهمها فتشبث بدراعيه محدقا بسواد عينيه و لو لم يتمالك نفسه لفاضت زرقة عيونه : حتى المرة الماضية لم اكمل كلامي .. لا تريد ان اكمل..لماذا ضياء .. انا لا افهم

ابعد وجهه بعيدا متجاهلا كلماته و بهدوء رد ربما كانت اول مرة يكذب فيها ليس على بهاء وحسب بل على نفسه ايضا : لا اريد فقط و لا اهتم ان كنت تفهم ماقلت او لا .. انا حقا لا اهتم .. فقرر بنفسك .. مللت من كل هذه الفوضى في محاولة اسعادك

اعاد بنظره محدقا بعينيه بعد ان ترك الاخر
رراعيه : لستٌ لؤي ولا اريد ان اكون هو .. افهم هذا فقط

انزل راسه ساكنا للحظات فعقله قابل لتقبل اي شيء : حسنا اذا كنت لاتريد

تردد قليلا ليقبض على يديه ثم رفع رأسه لينظر له بطريقة لم يراها من قبل فضياء حقا لم يرى وجه بهاء الذي لا يبال بشيء غير اخيه حقا : و..و انا اعرف ان لؤي لم يعد موجودا .. واعرف ان لا احد سيأخذ مكانه

التفت يحمل دفاتره متجاهلا الوضع 〞لم اطلب ان تسعدني او تأخذ مكانه اصلا حتى تمَّل〝 ثم اكمل طريقه لينزل و قبل ذلك التفت لضياء بصمت للحظات لتكون اخر نظرة 〞لؤي لم يسمعني شخص اخر مجددا ماذا يعني كل ماعشناه اكان لا شيء .. لاشيء فقط .. ظننته مختلفا〝 ثم نزل و عاد لمنزله

اما ضياء امسك صدره و تنفسه مضطرب فقد تحمل اسوء موقف مر بحياته ؛ هكذا ببساطة قرر ان يختار حياة بهاء على حياته ففهي النهاية بهاء من سيعيش بعده و هو حقا 〞لا يجب ان أُؤذيك انت اصبحت افضل حالا .. على الاقل تحسنت علاقتك بامك .. و عزلتك انتهت〝نزل ارضا على ركبتيه و المه زاد لتنزل دموعه〞اسف جدا .. هذا يخنقني بل و يخيفني لن تتاذى بسببي .. لا اريد .. لا اريد لاحد ان يحبني .. لكن ماذا تذكر عن لؤي .. هذا لايحتمل مؤلم مؤلم جدا .. اسف حقا .. لؤي كل شيء .. ماذا انا ماذا〝سقط على الارض شبه مغمى 〞توقف ارجوك هذا مؤلم〝

لحظات و صعدت والدته للسطح بعد خروج بهاء من المنزل فوجدت ضياء بتلك الحالة اسرعت عنده منادية عليه بخوف: ضياء ماذا حدث .. ضياء مابك

ساعدته ليجلس فضمها هاربا من كل تلك الافكار : امي اسف

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top