* خطوة للاعماق المضلمة *

بعض الكلمات اكبر مما تبدو بكثير
**********


_ضياء .. ضياء استيقظ

تحت هذه النغمات الهادئة بالنسبة له ابتسم ليفتح عينيه ببعض التثاقل

_ضياء .. هيا بسرعة

رد بكسله المعهود : امي خمس دقائق

لكن سريعا ما تدارك نغسه ما المميز غي اليوم حتى توقظه والدته لم يعودوا للمدرسة بع حاول الوصول للمنبه الذي يكون عادة على المكتب قربه ليصدم حرفيا : الثامنة لما علي الاستيقاظ الآن

طول الصيف وموعد استيقاظه يكون بعد العاشرة و أحيانا يواصل النوم حتى وقت الغداء

ضحكة لتداعب شعره : لا تريده أن يذهب صحيح

عن من تتحدث انتظر جوابا وهو يحدق بها فضمت يديها بسعادة لصدرها : جارنا الصغير قرب الباب ينتظرك

تعجبت والدة ضياء لوجود صديقه ساكنا قرب المنزل دون أن يدق بابهم فسارعة بايقاظ ابنها

اتسعت ابتسامته لينهظ سريعا متجها نحو النافذة وبصوت سعيد ناداه : بهاء

ابتسم بهاء تلقائيا ليرفع يده له كتحية صباح مشرق فاستدار ضياء مكانه ليسرع بالخروج كأن حلما قد تحقق توا لولا والدته التي ضمته من خلفه قرب باب غرفته :اوى اهدأ ثانيا اغتسل ايها المتهور وثالثا لا خروج دون تناول فطورك

رد بتذمر ضاما ذراعيها : امي

ردت بضحكة سعيدة لحماسه : نفذ بسرعة وهو لن يهرب

بسرعة فعل ذلك ليخرج بابتسامة عريضة  لمن ينتظره خارجا : مرحبا

بادل بهاء نفس الابتسامة دون قول شيء ليستفسر الآخر عما كان يفعل فأشار بحيرة ناحية أحد المنازل المجاورة وموضوع الشجرة المعطوعة مشوش بذهنه

هكذا باشرا مشيهما للذهاب سويا نحو شجرة التوت ومن هناك إلى قمة الجبل حسب ما خطط بهاء فالاصرار واضح على وجه وزرقة عيونه لم تفارق القمة

لم تكن الغاية سهلة المنال بل كانت مليئة بالعقبات وأولها عبور سفح طويل فأخذا يحللان الطريق وعلما أن التعب الشديد سيكون حليفهما حتى يصلا

كان بهاء بالكاد يبتسم لم يغير من طباعه الباردة كثيرا اما ضياء حاول اضحاكه بافكاره الساذجة ليختصر طريقهما : لو امكننا رمي رمح من هنا حتى الجبل وانزلقنا على حبل نكون قد ربطناه به مسبقا لوصلنا بشكل اسرع

رد بهاء سريعا : لا طريق مختصر يجب ان نتعب ان اردنا الوصول الى القمة

وهذا جعل ضحك ضياء يزداد فبهاء بدى كحكيم زمانه، بدأت حرارة الجو بالارتفاع مع كل خطوة فما كان منهما سوى الاسراع أكثر

كلما تقدما أكثر نحو سفح الجبل بدت الطريق اطول واعداد الأشجار تتزايد في حين المنازل تتناقص

بعد مضي وقت لا بأس به قررا أخذ استراحة بسيطة والإستلقاء بمكان واسع مخضر به بضعة شجرات لا اكثر وراسيهما قرب بعض

لم ينفك بهاء عن التحديق بزرقة السماء فكان هذا يثير التساؤل في نفس ضياء : اذا لا يتعلق الامر بالنجوم فقط .. ما قصتك مع السماء ؟

ابتسم مشيرا إلى الغيوم البعيده قائلا : رؤيتها وهي تسبح في السماء .. تعبير دقيق للحرية الغيوم .. النجوم ..  كل ماينتمي لها مذهل

لاحظ ضياء انبهاره وهو يرفع يده محاولا امساك الغيوم فضحك : اتريد الذهاب للأعلى
_الجبل .. نعم
_لا اقصد السماء ..  اتريد ان تذهب للفضاء هل هو حلمك مثلا
_ليس كذلك لكن اريد رؤية افضل المناظر للسماء .. و ان امكنني الذهاب فطبعا اريد
_ااا تحلم بالحرية وتصنع عالما ضيقا في نفسك
_رغم ضيقه .. عالمي يعجبني
_يعجبك كيف؟!
_انه المكان الوحيد الذي لن يتغير مهما رحلت او ابتعدت سيبقى في نفسي

ضياء لم افهم شيئا من حديثه فحاول الآخر ان يشرح : انه مفتوح دوما لانتمي اليه .. حيث اصنع ما اريد .. ويحدث ما اريد .. وفيه من اريد ايضا
_مكان تكون راضيا بكل مافيه .. عالم يعجبك
_بعد اخي اصبح مظلما جدا .. ظننته لن يعود
_أخوك ؟! يمكنك الحديث عنه؟

ضياء كان مهتم بمعرفة من يكون بنفس الوقت كان يخشى أن يؤلمه ذلك فتفاجأ ببتسامة مختلفة كليا عن سابقيها ليرد رغم تردده : لؤي اخي الاكبر .. كان يحلم بامتلاك شقيق أصغر يبقى معه .. حتى لا يكون وحيدا فعلاقاته بالاخرين لم تكن تدوم بسبب انتقالنا المتكرر كل مرة .. هكذا حتى تحقق حلمه عندما اكمل الثامنة من عمره وُلدت .. قالت أمي أن الأرض لم تحمل سعادته وقتها .. قالت أني كنت هادئا على الدوام لم أبكي كثيرا وانا رضيع فأخي لم يفارقني كان يعيد هذا كثيرا

صمت للحظات فقال ضياء : ماذا ايضا لا تتوقف

همهم قليلا لينبس : لقد علمني معظم الأشياء حتى أبسطها .. كالمشي .. الأكل والكلام .. وقت المدرسة كان يوصلني صباحا ويعيدني مع مساء كل يوم .. أما انا فقد كان يكفيني بقاؤه قربي كنت ملتصقا به طول الوقت .. ولم يزعجه ذلك ابدا بل كان العكس كأنه اراد دوما ان اكون معه
_رائع اذاً معظم حياتك كانت مع أخيك
_نعم
_إذا هل كنت مجتهدا في المدرسة ؟
_امم كنت . .

استغرب ضياء رده لكن بهاء غير الموضوع بسرعة وكأنه يحاول اخفاء شيء ما : لنترك الدراسة لوقتها .. وماذا عن طفولتك ؟

بتذمر : بدات لا افهمك
بهدوء رد : اليوم الذي ستفهمني فيه لم يصل بعد ليس بهذه السرعة .. واذا؟

فحكى له ضياء قصة شغبه اللا متناهية وتعذيبه لأمه وكمية العقابات التي تلقاها فعادة حكم بهاء حسب رأيه لكن فهم سببها فبهاء شرح قبلها

_عندما يعاقب لؤي كان يقول لي دائما ~بهاء تعلم من اخطائي حتى لا تخطء وتعاقب مثلي .. اتفقنا ~ و لهذا لم اعاقب كثيرا وربما ابدا
_اااه .. نصيحة جيدة التعلم من اخطاء غيرنا
_ليست كذلك
_كيف؟

صمت بهاء للحظات ثم قال : فقط لاتطبقها كثيرا

فقد ادرك في وقت سابق ان بعض الاخطاء التعلم منها قاتل من جهة اخرى ضياء تمنى كثيرا ان يمتلك اخ يمضي معه وقته وحديث بهاء عن اخيه جعل بعض الغيرة تتغلغل داخله لكن سرعان ما ابعد تلك المشاعر بتذكر اخته الصغير والمواقف التي جمعتهما معا فضحك على نفسه قليلا ثم جلس مستديرا لبهاء الذي من الواضح ان الفضول ليس جزء من طباعه فبالكاد تماشى مع اسئلة ضياء لا اكثر

انهيا حديثهما عن الماضي ليعودا لموضوعهما الطريق للقمة طويل للغاية يحتاج يوما أو يومين وكل ماتوقعاه انه يستحيل ان توافق عائلتهما على ذلك

علا الاستياء وجه بهاء كأنه لم ينجز اي شيء مهم اما ضياء حاول تغيير مزاجه : ستكون اقرب الى سماء لهذا يجب ان نصل .. على الاقل نحاول

رد عليه بسؤال لا يعرف جوابه : ماذا عنك؟ ماذا تريد؟

نظر لقمة الجبل للحظات ثم ابتسم له : ان اعيش ليومها
_جعلت ايامك بلا فائدة
_لا .. المهم ان نعيش بافضل مايمكن كشرط 

وقف ضياء بسعادة لم يفهم بهاء سببها، كأنه لم يواجه شيئا في حياته، عادا بطريقهما مشيا والحرارة ارتفعت اكثر واكثر
 
بعد وقت بهاء شعر ببعض الدوار دون ان يعرف مايحدث معه فقال بتعب : لا استطيع ان اسرع اكثر

رد ضياء ضاحكا وهو متقدم ببعض الخطوات عن بهاء : انحن باخر الدنيا او ماذا؟ ااه ابتعدنا كثيرا
_وفر طاقتك واصمت قليلا

ناصفا الطريق بصمت حتى قال بهاء وقد تحمل الكثير : الحرارة قاتلة

رد على كلامه بسرعة و مازال يسبقه : ألم تقل وفر طاقتك؟ كف عن تدمر واسرع
_انا لا يمكنني .. ساسقط
_اه هيا اقتربنا انا ارى الشجرة لم يبقى الكثير

بدأت الطريق تختفي للحظات امام بهاء ليرى اخاه مجددا فحدث نفسه

"انتظر .. لا تذهب لؤي انا لا ارى شيئا .. اين اذهب .. توقف قليلا .. لؤي اتسمعني؟"

قالها ضياء وهو غير مدرك لما يحدث خلفه : تحدث لمَ انت صامت؟ واسرع ماذا تفعل بالخلف؟

فتوقف متجمدا لتهزه رعشة قوية ويكن الخوف قلبه حين سمع صوت ارتطام على الارض التفت له ليجده قد فقد وعيه : بهاااء

كان وجهه شاحبا قد خطف لون الحياة منه، جلس ارضا بجانبه لايفهم شيئا مناديا باسمه عله يستيقظ مع محاولة طمأنة نفسه دون جدوى

بهاء قد سمعه قبل ان يفقد وعيه كليا قائلا في نفسه

"مازلت اسمعك لكنك بعيد جدا اين انت؟"

أخذ ضياء يلتقط انفاسه من الخوف لم يستطع التحرك لكن بعد لحظات اجبر نفسه على فعل شيء ما المهم ان يكون بهاء بخير 

حمله على ظهره ليلاحظة خفة وزنه تجاهل ذلك واسرع باتجاه الشجرة

وضعه تحت ظلها وبدأ يركض لاقرب منزل ليحضر قارورة ماء وبسرعة عاد عنده

جثى على ركبتيه ليقابله وأخذ يرش الماء على وجهه بلهفة : بهاء استيقظ بهاء .. هيا ..  بهاء

اطمأن اخيرا بعد ان تحركت تعابيره فابتسم كأن الروح عادت لجسده

"احمق كدت اموت بسببك"

ثم قال : بهاء يمكنك سماعي؟

كان بهاء يستعيد وعيه مع سماع ذلك الصون الذي بدى مألوفا بدأ يحدثه وعيناه مغمضتان

"انه انت هل عدت؟ لؤي اريد رؤيتك مجددا .. لاتبتعد"

شيئا فشيئا فتح عينه بصعوبة ليرى النور رمش بعينيه بخفة وبحركات مفاجئة نهض فتناثرت قطرات الماء من شعره المتطاير الذي كان قد تبلل بالكامل ليضمه بشدة : ارجوك لؤي لا تبتعد!

تلك الكلمات العميقة، تلك الحركات المفاجئة، كلها كانت تؤثر بضياء

"لست لؤي لكن لن اتركك"

هذا الذي كان يجول بخاطره فلم يجد سوى ان يبادله العناق بصمت لتهدئته : لا تخف انا معك

كان ذلك كفيلا بزرع الراحة في نفسه لكن لم يلبث حتى توضحت له الصورة ابتعد بسرعة والحرج يعتريه، ظن أن أخاه بجانبه، ظن أنه بين أحضانه ! فأخذ بالإعتذار فوراً من ضياء

هذه المرة نظرات ضياء قد تغيرت كان هادئا للغاية، ببساطة فهم ما يحدث

"تريد ان يضمك لؤي ساكون مكانه .. انت حقا ترى لؤي معي"

فعاد ليضمه كما لم يفعل احد من وقت طويل هامسا له : ساكون هنا .. لن ابتعد

لم يتلقى جوابا فاعتدل بجلوسه مستند على الشجرة وبهاء بين ذراعيه ليربت على شعره بلطف : بهاء يمكنك ان تبكي لن اتركك حتى تهدأ .. ليس عليك تحمل كل هذا

حاول ان يجد ردا ما في نفسه

"ماذا افعل لؤي هذا كلامك"

لكن كلمات ضياء لم تتوقف : لست وحيدا وانا معك صحيح

هل ما يقوله حقيقة سأل اخاه كثيرا دون رد فاستسلم في النهاية فقال بألم شديد وكل همه ان يسمع شخص ما الصراخ الذي علا بداخله : ضياء
_نعم اسمعك
_انا .. لا اريد ان انساه
_ لن تفعل

مسح ضياء على شعره وكاد يبكي من نبرة صوته المهتزة : انا افتقده كثيرا
_امم

ارتجفت شفتاه بخفة ليؤكد كلامه : كثيرا جدا .. هذا مؤلم .. مؤلم

اكمل كلامه المتقطع وقد أمطرت عيناه بغزارت خلالة ثوان عدة ليفرغ كل ما حمله قلبه لسنتين رغم هدوئه : مر وقت طويل لكن هذا لا يغير شيئا .. لم اختفى؟ لا معنى لما اعيشه .. لاشيء جيد بعد رحيله .. لم اعتد الحياة بدونه

اغمض عينيه بقوة ربما ليوقف دموعه لكن كانت محاولة يائسة ففيضانها لا يتوقف ليحرك رأسه نافيا بخفة : لا اريد ان اعتادها اصلا .. لم لايعود؟ أنا اريده ان يعود .. فقط لبعض الوقت .. لأضمه قليلا .. لن يطول ذلك فقط ليعود

مع هذه الكلمات نزلت دموع ضياء الصامت ليضمه له أكثر فواصل الآخر كلامه : كل شيء كان مظلم .. مظلم جدا .. لؤي سيعود .. و اعرف ان هذا مستحيل .. لؤي .. مازلت انتظرك .. انا انتظرتك كثيرا
 
رغم مرور كل ذلك الوقت بهاء لم ينسى اخاه بل يستحيل ان ينساه كما لن ينسى ضياء هذا الموقف فكأن بهاء لم يبكي من وقت طويل

بهذا واصلت دموع كليهما الجريان دون أن يرى احدهما الأخر فالاول يخفي وجهه بعنق التاني وهذا الاخير يسند راسه لكتف الأول وهو يضمه مرددا : بهاء انا معك

فترك التعليق لنفسه

"لقد اهتم بك .. اتمنى ان اتمكن من تعويضه ولو قليلا لايمكنني تركك الان ساتمسك بك قدر مايمكن"

مر وقت قليلا ليعم الهدوء المكان فحاول أن يسأل عن حاله هامسا  : بهاء انت بخير؟ بهااء

لا رد يذكر فاخد نظرة سريعة على وجه بهاء ليجده نائما بعمق مبتسما وبعض الدموع عالقة بمقلتيه ليمسحهما بهدوء

ذلك الوجه البارد قد اصبح بريئا جدا لدرجة أنه مسح دموعه بلهفة ليعود لضمه : امم لن ابتعد مادمت بحاجتي .. لن ازعجك استرح قليلا فلؤي من يضمك

مضى الوقت ولم يتحركا مليمترا واحدا من مكانهما، أعلنت الشهمس أن وقت الظهيرة قد حان وبذلك قد تأخرا عن موعد الغذاء فكان يجب عليه ايقاظ النائم بحضنه فانبس كاتما ضحكاته من منظره : بهاء .. هيا تأخرنا  بهاااء

"اتعرف كم مرة ناديتك اليوم يبدو كطفل صغير سيستيقظ كيف أقول عن شخص اكبر مني بستة أشهر أنه لطيف"

اتضحت زرقة عيونه ليقابل شخصا كان قريبا جدا وكل ما سأله : اين انا؟

ضحك ضياء بخفة لاستغرابه وهو يراه يمسح عينيه كأنه نام لساعات طويلة : استيقظ وستعرف
_لؤي ألم نعد للمزل بعد
_نعم

اكتسحت وجنتيه بعض الحمرة وترد في الكلام بعدما رأى وجه ضياء يقابله : ضياء .. اسف .. انا .. انا

ابتسم له وكأنه لم يحدث شيء : انت بخير الان؟ وقت الغداء يجب ان نعود لكن لحظة لاتتحرك .. ساحضر بعض توت الحلو وستكون افضل واشرب بعض الماء أيضا
 
ابتسم بهاء بعفوية ونفد ما قاله ليكمل حديثه مع اخيه

"لست وحيدا هاا .. لؤي هذا مريح"

عاد ضياء عنده ويديه مليئة بالتوت اعطاه اياه وجلس بجواره بدأ يأكل وهو ليست معتاد على قرب الاشخاص منه فما كان منه سوى الإعتذار فرد ضياء : ااه لا عليك كن بخير فقط عندما تكون مستعدا قلي لنعود
_حسنا
_هل تعاني من مرض ما؟

مازالت اسئلة ضياء لا تنتهي فاجابه : لا .. ربما كان بسبب الشمس .. اضافة

قاطع ضياء كلامه بقلق : اضافة انك لم تخرج هكذا من مدة طويلة وانا اخرجتك
_لا ليس كذلك
_وفوق ذلك لم أكن انصت لك
_ااه توقف!
_كل هذا بسببي

فضحك بهاء بوضوح وهو لا يفهم شيئا في شخصية ضياء : انا بخير حقا .. هذا ما يحدث كلما ابتعدت عن المنزل كثيرا خصوص مع شمس كهذه .. فكف عن كلامك
_حدث من قبل حقا؟
_نعم واكثر ما اعتدته هو رؤية لؤي عندما استيقظ كل يوم .. لهذا
_افهمك لا داعي .. سأكون معك

لم يعلق ضياء عن حديث بهاء وهو يبكي  و هذا جعله يستريح اكثر بحديثه

مع نظرة ضياء المضحك اكمل بهاء كلامه : خرجت صباحا دون فطور
_لم تأكل شيئا وكنت تنتظرني
_حسنا .. كيف اشرح .. انا

انفجر ضياء غاضبا عليه فقد يسامح على اي شيء عدى هذا : ان لم ترد ان تموت اعدها مجددا .. لا خروج من المنزل دون اكل شيء مفهوم

اغلق بهاء أذنيه قليلا وهو ينظر لعصبية ضياء المخيفة : اخفض صوتك .. يمكنني سماعك

اكملا طريقهما لمنازلهما لكن تعمد ضياء السير خلف الآخر وكل خطوتين يسأله عن حاله وكأنه نادم لما حدث : انا بخير

رد بلا مبالاة على كلامه : امم اكمل سيرك فقط لم يبقى الكثير

"انه يفتقده .. لن ينسى اخاه ببساطة .. ساحاول ان انقص كل هذا الحمل الثقيل .. حتى لو بقيت لؤي بنظرك"

بالغ ضياء بقلقه قليلا فاوصل بهاء حتى باب منزله ولم يبتعد حتى فتحت والدته ليدفعه للداخل ومازل بهاء مصرا : بخييير انا بخيير

ابتسمت الام لذلك : اهلا هل احدث شيء؟

رد بهاء على والدته : لا .. لا اطلاقا

تحدث ضياء بانزعاج : ادخل .. ولا تخرج مجددا حتى اناديك
_لا .. انا بخير
_كما قلت مساءً فوق
_سأكون هناك

اقفلت والدة بهاء الباب بعد ذهاب ضياء فقالت : واذا ماذا حدث؟

عادت الملامح السابقة لوجهه فرد ببرود : لا شيء
_تريد الخروج مجددا معه
_امم
_وستصعد للسطح معه ايضا
_امم
_الم يتغير شيء حقا الان
_امم
_حسنا الى الغداء انه جاهز
_امم

رغم الرد التي اعتادته منه تقدمة مبتسمة رفقته للمطبخ بتفاؤل بعدما رأت ابتسامته قبل أن يبتعد جارهم الصغير

"ستبقى عنيدا فقط اعطه وقتا اطول على الاقل ملامحك الباردة اصبحت دافئة قليلا ضياء سأشكرك قريبا فأكمل"


***********
من اقصر الفصول ههه رايكم لحد الان
قبل ان انتقل للقادم ساريكم رسما لابطال القصة لتتضح اكثر .. و الباقي عندكم تخيييلو

بهاء .. تاريخ الميلاذ 14 من الشهر الاول .. ثلاثة عشر من عمره .. قصير بعض الشيئ بنسبة لاقرانه

ضياء اضيف عيونا سوداء لتكتمل الرسمة .. ثلاثة عشر ايضا لكن اصغر من بهاء بستة اشهر .. تاريخ الميلاذ :25 من شهر السادس و الاطول تقريبا بنسبة لاقرانه

اعتبلوه لؤي الاخ الاكبر لبهاء توفي من سنتين .. تاريخ الميلاذ 2 من الشهر الرابع .. اكبر بثمان سنوات من بهاء لكن ذلك الوهم الذي يراه بعمرهما تقريبا و هناك تكمن المشكلة

وو شجرة 😂😂😂
اتمنى ان تعجبكم الرواية و هذا الفصل نلتقي بالفصل القادم
باب النقد مفتوح للجميع 😊😊

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top