* انت لطيف جدا *

في طريقنا المعتاد الى المدرسة بدا ضياء متعبا جدا فهو ليس معتاد على السهر مع الدراسة اما الاخر فكأنه لم يسهر بل خرج باكرا لينتظر خروج ضياء ؛ فتسائل ضياء عن هذه العادة فهل بهاء يحب المدرسة لهذه الدرجة :هل امك من توقظك كل يوم او ماقصة ابكارك؟
-لا .. اضبط منبها واستيقظ عندما يرن .. لا يجب ان اتأخر
-ههههه انا اطفئه ألف مرة حتى لا استيقظ وان لم افعل تكون امي فوق راسي

ضحك بهاء قليلا لينتبه ضياء لنومه الغريب فليلة امس عندما ناما بالسطح نزل المطر فجأة ؛ استيقظ ضياء وقتها بسرعة لكن بهاء بقي نائما بعمق فجاهد ضياء ليوقظه ؛ اراد تفسيرا لما حدث فمجرد منبه يوقظه عادةً فما هذا التناقض ؛ غير بهاء الموضوع مباشرة ليخبره ان يستريح اليوم قدر ما يريد و سيدرسان بوقت اخر ؛ ابتسم ضياء مجيبا : هههه ستكون استاذا رائعا مستقبلا
-استاذ لم افكر بهذا .. امم ماذا عن مستقبلك ؟
بلا مبالات اجابه : لا اعرف .. ربما لن يصل
-اححمق و هل هذا جواب ؟

و الان وقت ضياء ليغير الموضوع فسأل عن طلب الاستاذه ؛ فطمئنه لانه حلها
........
في الحجرة قبل ان يدق جرس البداية كان بعض الطلاب في اخر الحجرة يلعبون بحقيبة احدهم ككرة بينهم و صراخهم مستمتعين بذلك لا ينتهي ؛ جعلو المقاعد الاخيرة كملعب لتكتمل الفوضى و لم تجد رئيسة الصف ما تفعل غير انتظار الاستاذ ليوقفهم ؛ كانت جالسة بانزعاج و مازاد ذلك نظرة احدهم داخلا من الباب فردت على نظرته بما يماثلها و كل ما بداخلها يغلي بسبب الفوضى 〞ااه توقف عن النظر لي هكذا انا لن اقتلكما او شيئا ما〝

مع ان بهاء لم يفهم لحد الان سبب مراقبتها لهما و الاهم عدم اكتراث ضياء مجددا ؛ قطع تلك النظرات دون قصد : هنا ادفأ من الخارج ههه الجو متقلب ربما ستمطر مجددا

اكملا الطريق لمقاعدهما و ابتسامة على وجه بهاء كأنه انتصر بقتال ما ! لحظات حتى انقلب وجهه بسبب الفوضى الموجودة فأسرع ضياء لترتيب المقاعد متجاهلا الاخرين ؛ جلس مكانه ليفتش بحقيبته قائلا : لقد صححت و رقتك صباحا
-و وجدت وقت لذلك ايضا .. رائع

في حين كان ضياء يفكر بنتيجته في خوف علا صوت ممزوج بخوف من مقدمة الحجرة : ضياء انتبه !!

لم يفهم ما يحدث ؛ كان الأمر مفاجئا ، لكنه ابتعد قليلا للخلف فلمح حقيبة تطير في الهواء بسرعة متهجة نحو النافذة ، كان وقعها قويا مما أدى إلى تطاير الزجاج بقوة كل هذا حدث خلال ثواني امام مرآى ضياء الذي لم يفكر بشيء غير ضم رأس بهاء لحمايته ؛ بعد ان توقف تساقط الزجاج تحت انظار الجميع ابتعد ضياء بقلق ليتفقد يدي بهاء و راسه قائلا : انت بخير لم تصب صحيح ؟

لم يلمسه شيء فتنهد براحة و بهاء مرتبك قليلا لم يستوعب ما حدث بعد ؛ في لحظة غضب حمل ضياء تلك الحقيبة و وجهه يحمل ملامحا لا تفسر ، أستدار و رماها بقوة على اول شخض وقعت عينه عليه ، كان خائفا فأردفى بصوت خافت : اسف لم نقصد

زمجر ضياء كوحش : ولك وجه لتعتذر .. من الاحمق الذي رماها ؟

رمى الحقيبة بينهم :حقيبة من هذه الأفضل أن تتحدثوا بسرعة

في تردد و خوف رد احدهم :لم نقصد كان خطأ

نهض بهاء ليوقفه متجاهلا ما كان يحدث لكن ضياء لم يلتفت له حتى بل شد بقبضته على عنق احدهم و كأنه بركان ثائر :خطأ . . تقول خطأ ! .. كان سيصاب بسببكم ان اردتم اللعب ساعلمكم القواعد الصحيحة

اخيرا وصل الاستاذ و امل لم تستطع حتى التقدم لفك ذلك الشجار فيبدو ان ضياء سيضرب كل من يقف بوجهه و كما هو معروف عنه فلا احد يمكنه ايقافه لكن هذا المشهد لم يره احد منذ مدة

مع محاولات بهاء الفاشلة لايقافه وقف الاستاذ صارخا باول الصف : توقفوا عن الشجار .. مَن كسر الزجاج ؟!

و كأن تلك الكلمات يمكنها ايقافه ؛ كان كالبركان الهائج الذي لا يوقفه شيء ؛ وجود الأستاذ لم يمنعه من لكم الفتى بوجهه ، نظر للفتى الثاني لكن بهاء سارع للوقوف بوجهه بعد أن لاحظ الدماء على ظهر كفه لكن ضياء تجاهله مجددا ، كان مظهره غريب ثار بشكل مبالغ ،
في حين تنفد كل الخيارات لإيقاف شيء يزعجنا نلجأ إلى القوة . . قبض بهاء على يده و صرخ بوجهه :
اصمت احمق جرحت يدك فتوقف حالا

لم ينتظر رده ، جره مباشرة خلفه فلم يستطع الاخر افلات يده

-بهاء .. لم اكمل يحتاجون درسا
-قلت لك اصمت .. لا اريد سماع شيء
-اين نذهب توقف .. بهاء .. يدي

رغم تظاهره بالقوة لكن يده كانت تؤلمه بسبب امساك بهاء بها ضاغطا على الجرح النازف . . فاوقفهما الاستاذ اخيرا : هاا اين تذهبان الحصة بدأت !

و بوجه خلا من التعابير حدق بعين الاستاذ مجيبا : من يهتم لحصتك سنخرج !

ترك المعلم مع ملامحه المتعجبة و خرج يتمتم :
لو أنه لم يتأخر و أتى منذ البداية لما حدث شيء

اضافة لذلك التنبيه وقفت امل بسرعة امام الاستاذ مدافعة عنهما بعدما اقفلا الباب رغم ان البعض بدأ يفكر بأن يقلب الموقف لصالحه خصوصا بعد ان ضرب ؛ فقالت : يد ضياء جرحت بسبب الزجاج الذي كسر سيذهبان للعيادة ربما ارجو ان تعذره

صدق استاذ شرح امل لما حدث فحدق للخلف : حسنا انتم ستتحملون العقاب .. و يجب ان تعتذروا لزميلكما و ان لم يقبلا سيضاعف عقابكم .. وسأحتاج استدعاءا لاوليائكم

كبتو غيظهم مما حدث فلا حل اخر
........
في الرواق اندفع بهاء متجاهلا كل شيء ليتجه للعيادة و مازال مصرا :احمق ماكان عليك فعل كل ذلك من مجرد زجاج قد كسر

ماكان ليتوقف لولا صوت متألم خلفه فوقف ملتفت ليده فارخى قبضته اخيرا :اه اسف آلمتك
-لا .. لاتهتم .ههه لنعد للحصة
-اين العيادة
-قلت لا تهتم
-و انا قلت اين العيادة

عناد بهاء لا مثيل له اندفع دون ان يعرف مكان العيادة اشار ضياء خلفه مستسلما : من هناك

بقى ضياء يدله على موقعها في تعجب و بهاء يجره خلفه و كأن يده قطعت ؛ لما هو قلق هكذا ؟

وصلا للعيادة ليجداها مقفلة فالوقت لم يحن لتفتح بعد لكن و كأن ذلك قد يوقف بهاء : لنخرج

-لن يسمحو لنا

دون اكتراث لكلامه رد : امم لنغسل يدك اولا ثم نخرج توجد صيدلية قريبة
-انت تسمع مااقول
-لا .. اصمت فقط

ضحك ضياء ليتوجها لدورة المياه كان ليغسل يده كما طلب الاخر فاوقفه مجددا ؛ ليتخطى كل معاني المبالغة و يغسل يده في قلق : احمق الدم لا يتوقف يجب ان نضمدها بسرعة

اخرج منديلا نظيفا من جيبه ليلفه حول يدي ضياء و بابتسامة قال : حل بسيط حتى نخرج .. لا تقلق

استسلم ضياء تماما منه لا يمكن ان يتوقف حتى يضمد يده ؛ اكملا الطريق لباب الخروج مباشرة دون ان يهتم لشيء فانتبه الحارس لهما ليقف قاطعا طريقهما : ماذا تفعلان مثلا ؟

ببروده المعتاد رد :سنخرج ماذا نفعل برأيك؟

رد الحارس ممازحا : و هل هذا منزل والدك لتخرج متى تحب؟

كلمات بهاء لم تنتهي بعد : منزل والدي فيه بعض الضمادات و معقم و ليس عيادة مقفلة

لم يتوقع الحارس رده فاراد ان يفهم ما يحدث فعاد بهاء لاصراره متجاهلا امر الحارس و دون شرح شيء : سنخرج ونعود يجب ان نسرع .. افتح الباب انت تضيع وقتنا

تعجب ضياء تماما من كلام بهاء فهل هذا قصف او رد جيد لكن أيا يكن لا يجب ان يحدث رجلا اكبر منه بهذه الطريقة فاوقفه قبل ان ينطق : اصيبت يدي بسبب زجاج كسر في حجرتنا لذلك احتاج تضميدها و العيادة مقفلة الان لم نجد ما نفعل غير الذهاب لصيدلية خارجا

فاكمل بهاء بانزعاج : الجرح لايتوقف عن النزيف ماذا لو اصيب رأسه او كان وضعه خطيرا .. لايجب ان تقفل العيادة .. افتح الباب ماذا تنتظر ايضا

تنهد الحارس فالواضح ان الفتى المنزعج يبالغ :كان يمكنك قول ذلك من البداية بما انك قلق على صديقك تعالا سافتح العيادة الخروج ممنوع

شكره ضياء ليعود بهاء لجره متجها للعيادة دون قول شيء تبعهما الحارس ففتح العيادة قائلا : ستجد ماتحتاج من اجل يدك لكن يجب ان اقفلها و اعود فضمدها بنفسك

و قبل ان يرد ضياء نطق الاخر و كأنه ليس بحاجته : افتحها وحسب انا هنا ساضمدها

لم يعرف الحارس باي طريقة يعامله :من اجل صديقك سأحتملك

كان سيكمل رده فاوقفه ضياء دون ان يفهم ما اصابه اين اختفى هدوءه و صمته فجأة : أتأسف بالنيابة هو منزعج فقط

رفض الاخر كلامه مباشرة فرفع صوته بانزعاج ربما يستفيق : يكفي ما قلت لحد الان و يزيد .. اصمت

ابعد بهاء عينيه عنه بانزعاج فلمَ قد يصرخ بوجهه كان هذا اكثر شيء يكرهه ؛ لحظات و دخل العيادة ليحضر ما يحتاج و يعود الحارس لمكانه بعد ان اقفل العيادة

جلسا بمقعد في الرواق و ضياء قلق على الغياب فلا يريد ازعاج والديه ككل مرة لكن رد بهاء براحة : لا تقلق سنعود اولا لاضمد يدك و كل شيء سيكون بخير

-حقا ماابك الا ترى شيء غير يدي ؟
-لا . . ارى احمق معها ههه سيؤلمك هذا قليلا

تحول فجأةلشخص لطيف اخد ينظف الجرح و يعقمه باهتمام حتى لا يؤلمه ؛ لم يجد ضياء تفسيرا غير : انت لا تشعر بالذنب صحيح بهاء هذا ليس بسببك
-اعرف

ردوده الغريبة لا تنتهي فاكمل بابتسامة : هذا بسبب الاحمق الذي لم يرد ان اتأذى

ضحك ضياء قليلا فكأن الاحمق اصبح اسمه ليناديه طول اليوم به اما الاخر انقلب وجهه تماما : لاتفعل هذا مجددا كان خطيرا
-ههه و خطرا عليك ايضا
-اصمت ولا تعدها لما لا تفهم

تنهد ضياء ليجيبه : حسنا لا اعدك ههه

صمتا كلاهما ليركز بهاء بتضميد الجرح تحت انظار ضياء و هو ممتن لاهتمامه الواضح ؛ رفع بهاء راسه بعد شرود دام دقائق عدة ؛ مد يديه و كأنه يحاول ضم ضياء ، لولا تلك التعابير الغريبة التي قابلته ما كان ليقف باحثا عن شيئ ما ؛〞اين هو ماذا يحدث〝؛ لم يفهم شيء ؛ و قبل ان يسأل ضياء عنه التفت له بابتسامة تخفي كل ما بداخله : ضياء انت بخير الان

لم يبدي اي ردة فعل مما حدث فتحدث متناسيا ذلك :نعم شكرا أنت تجيد فعل هذا ضمدتها بشكل متقن ههه لكن اخبرتك انها لا تؤلم من البداية
-حسنا لم تصب بمكان اخر صحيح

مع تلك الابتسامة وقف ضياء ليضع يده المصابة فوق راس بهاء : نعم .. بهاء شكرا انت لطيف جدا

اندهش باحراج مع ابتسامة غريبة ابعد يده ليمسكها و يستدير عودة للصف : لست كذلك .. هيا لنعد

〞كل ذلك القلق كان للؤي طول الوقت صحيح〝 ؛ و رغم فهمه لذلك و تقبله كان جزءا منه حزين في نفس الوقت فإلى متى سيستمر لؤي بالظهور مكانه ؛ مع ذلك ابتسم ممازحا و هو يسير خلفه : ههه سنصل للصف متى تنوي ترك يدي او سنكمل اليوم هكذا

ابعد يده معتذرا و كأنه لم ينتبه لما كان يفعله اصلا ؛ و بعد جدال دام طول الطريق عن طريقة حديث بهاء عادا للصف ليدخلهما الاستاذ : اهلا .. اهلا بمن لا يهتم

فرد ضياء بسرعة لان بهاء وعده بان لا يقول شيئا : اسف لخروجنا بلا اذن اظنك تعرف ما حدث

الأستاذ: و انت

لا يمكن لأحد ان يجبره على الاعتذار : جرحت يده لن يخرج وحده و انا هنا

لا امل منه فوجه الاستاذ نظره لضياء : اولا ماكان عليك ضربه توجد قوانين هنا و لو لم تجرح لكنت تحت العقاب ايضا لكن المهم الان .. هل انت بخير

هز ضياء رأسه بهدوء ينصت للاستاذ و هو حقا لم يفهم كيف وصلت القصة للاستاذ دون تلفيق الاخرين المعتاد ؛ فعاد ببساطة لمقاعدهما بعد ان نُضف المكان لكن لم يصلحو الزجاج بعد و الرياح الباردة مع بعض قط
ات المطر التي لم تجد وقت غير هذا لتبدأ ؛ جلس ضياء و كل تفكيره هو العودة لمكانه حتى لا يمرض بهاء و بعد ان دق الجرس اسرع طالبا من بهاء ذلك فعاد لرفضه : سنتبادل في ما بعد
-لا اريد الان
-لا يمكن
-هيا اليوم فقط
-لا
-لالحصة القادمة ممكن
-لا لا ولا فهمت
-اااه هو مقعدي من الاساس فنهض لمقعدك
-لن اغيره
-لماذا
-هكذا فقط

رغم محاولة اخفائه لقلقه لكن لا حل معه : لو بقيت هنا ستمرض
-كأنه لابأس في ان تمرض انت
-نعم
-احمق

كان بهاء يفكر بنفس الطريقة فتجاهل طلب ضياء وحسب و هنا ينادينه التلميذ الذي كسر الزجاج فاستدرت له : ماذا تريد ايضا ؟
-ضياء .. اسف حقا لقد بالغنا في لعبنا

ديّق من عينيه ليشعر الطرف الاخر بالخطر : مازلت تسميه لعبا .. المرة القادمة انشر فوضاك خارجا .. وقتها لن يمنعني احد من فعل ما يجول ببالي
-امم اقبل اعتذارنا فقط لن نعيدها
-حسنا اعتذر له هو من كان سيتأذى

دون ان يستدير لهم اجاب بهاء:احمق انت من جرحت

وكأن ضياء يهتم لذلك فاجبر الفتى على الاعتذار لبهاء ليبدأو جدال اخر بمن عليه ان يقبل الاعتذار اولا فاوقفهما الفتى مجددا : فعلا ساكون في مشكلة لو لم تقبلا

بلا مبالاته المعتادة : ليست مشكلتي
-ارجوكما لو سمع ابي سيقتلني

من اجل والده فقط قرر ضياء التوقف لينهي ما يحدث مترجيا بهاء ان يقبل الاعتذار فوافق اخيرا ؛ اتفق مع الفتى حتى لا يعيد ازعاجهم بل ان لا يقترب من اي احد من تلك المجموعة اليهما ؛ فاستدار بعدها ليجد بهاء يضحك : اضحكنا معك !

التفت بهاء يحمل اغارضه و يضعها مكان ضياء و هو يقول :حدث هذا مع لؤي من قبل .. كنا نتجادل كثيرا عما نريد لكن دائما ما يسمع كلامي في النهاية .. اما الان يمكنك الجلوس بمقعدي

لم ينتهي اندهاشه لياخد بهاء سترته و يضعها على كتف ضياء : ستحتاجها .. اسرع لتجلس ستبدأ الحصة

اخذ اغراضه و جلس مقعده ثم غرق بشروده بعيدا عن الحصة يفكر بما يحدث لبهاء لاول مرة عقله يطالب بتفسير ؛ لؤي يدرس بهاء يسمع كلامه يهتم به اكبر منه بهذا يكون ضياء مكان بهاء لكن بهاء يناديه بلؤي بل اكثر من ذلك يظنه لؤي معظم الوقت ؛ اذا من يكون بالضبط ؛ على غفلة وجد عيونه الزرقاء تحدق به مباشرة : ضياااااء ناديتك كثيرا دون رد

بقى ينظر بعينه يحاول ايجاد جواب مقنع : هل انا ضياء حقا ؟
-هاا من تكون اذا

لم يستوعب ما يحدث : نعم ضياء !

بسخرية رد :هههه اكتشاف عظيم لم اكن اعرف

وهنا انتبه اخيرا ؛ بهاء قريب جدا منه ابتعد بسرعة للوراء و كاد يسقط من مقعده ثم وقف باستقامة محرجا لكن انفجر بهاء ضاحكا عليه ؛ فابتسم ببساط 〞المهم انك بخير و هذا كل ما اريده〝
..............
كان الحارس جالسا حين اقتربا منه : انتما مجددا هل من مشكلة اخرى ؟

ضحك ضياء مجيبا : كل شيء بخير لكن هل يمكن ان تخبر شخصا ما ليصلح الزجاج

وافق الحارس ليلتفت ضياء للصامت الذي بجانبه : بهاء هيا

ادار بهاء وجهه بعيدا : حسنا اسف

رد الحارس بابتسامة ساخرة : على ماذا ؟

بدا فخور بنفسه لكن لو فتح الباب من البداية ما كان بهاء ليقول شيئا ؛ يعني انه مقتنع تماما انه لم يخطئ بشيء ؛ ببساطة اجاب ملتفتا لضياء : لانه طلب ذلك

توتر ضياء كليا محاولا تصحيح ما حدث : لم اقصد ان تقول هذا .. اسف على كلامه لقد كان متضايقا بسبب جرحي فقط

لم يطلب احد ان يشرح مكانه فعاد لاصراره : ضياء لانك طلبت فقط

ضحك الحارس : لم اتوقع ان يعتذر اصلا .. كيف تتعامل معه ؟

ضياء: لا .. هو لطيف حقا لا اعرف ما الذي اصابه اليوم

بانزعاج قالها بهاء مجددا بينما كان يدحرج عينيه :
لست كذلك !

تعجب الحارس من اسميهما : بهاء و ضياء تبدوان كأخوين لكن احدكما مزعج جدا
ضياء: ههه ليس مزعجا و هو صديق فقط

هذه الكلمات القليلة من ضياء كان لها وقعا قاسيا في نفس بهاء ، لقد صدم بالفعل ؛ فقط ؛ صديق فقط ؛ ضياء يعتبره صديقا فقط ! ؛ هذه الكلمه لن تمر بانزعاج بسيط كما حدث مع الاخرين فضياء من قالها هذه المرة
............
حصة الفيزياء اخذ بهاء ماطلبت منه امس و قد بدأ يكره هذه المادة بسبب الاستاذة ؛ وضعها على مكتبها بصمت فهذا افضل من ان تذهب بنفسها لمقعده و تبقى تحدث ضياء كما يحدث دائما

اندهشت لنظام ورقته بل الاكثر دهشة انه حل اسئلة لم يصلوا لها بعد و قد وضعتها عمدا لتزعجه : يبدو كل شيء صحيح ، من ساعدك ؟

-هل ساعدني احد عندما حللت امس
-حسنا لا اعرف كيف اتعامل معك؟
-لم اطلب ذلك يمكنني ان اعود
-حسنا

فتوقف بنظرة حادة لها لتفهم ان عليها الابتعاد عن ضياء :و ضياء كتب درس امس كاملا

ابتسمت المعلمة ليستدير عائدا لمقعده و هي حقا لا تفهم شيئا فيه ؛ هادئ لا يبال بشيء غير ضياء و ذكي جدا رغم نتيجته بامتحان المستوى : لما يتصرف هكذا ؟
.........
انهى بهاء عشاءه إستاذن كالعادة ليصعد للسطح فاوقفته والدته : اتسمع انها تمطر بغزارة الان حتى هو لن يتمكن من الصعود فلا تقلق
-امم
-تريد البقاء معه
-امم
-حسنا لايمكن الان لكن ان بقي الجو هكذا فاحضره للمنزل او اذهب عنده غدا لاشيء يمنع ذلك

كانت فكرة لم تخطر بباله من قبل ؛ حاولت والدته ان تضحك معه قليلا عله يغير القليل من ملامح وجهه فوضعت يدها على راسه مداعبة شعره حيث مازال جالسا على طاولة الطعام : لايوجد مطر بالداخل كما تعرف " قالتها ممازحة إياه "

ابعد يدها بانزعاج و هو ينظر للارض 〞لا معنى لفعل هذا〝 فرد على كلامها : حسنا ان لم يزعجك ذلك .. و شكرا على الطعام

استدار مبتعدا لغرفته فهو لا يغادرها اصلا عدا وقت الطعام ؛ نظر والديه لبعضهما بحزن لا يعرفان ما يفعلان ؛ فقط لو ان لؤي موجود لما غادرت الابتسامة وجه احد ؛ لما كان منزلهم بهذا الهدوء و الصمت
............
بعد فترة انهى بهاء وظائفه بل حضر ما سيدرس مع ضياء غدا و مازال وقت ليحين موعد نومه ؛ درس و درس و درس كما يفعل دائما حتى انه قريبا سينهي منهاج هذا الفصل لبعض المواد ؛ و مازال الوقت مبكر بالنسبة له ؛ توقف ليرتب اغراضه بعد ان تجاوزت الساعة منتصف اليل ؛ جلس على سريره ضاما ساقيه لصدره و لا شيء غير الهدوء يحوم حوله ؛ اخد يده لراسه متذكرا ما فعل ضياء ~بهاء انت لطيف جدا~

مع تلك الكلمات توسعت عيناه ليختفي بريق الحياة منهما فاستعاد احداث ذكرى قديمة
.........
الطفل الذي لم يكمل سنته الرابعة رفع عيونه الزرقاء محدقا باخيه و هما ينزلان الدرج دون ان ينتبه توسعت عناه بخوف لا يعرف ما يحدث ؛ انزلق بشيء ما و كاد يسقط من اعلى الدرج لو لم يخطفه اخوه لصدره لافا ذراعيه حوله ليحميه و بعد ان تدحرج على الدرج ارتطم على الارض بقوة و اول ما فعله هو النظر للصغير الذي بين دراعيه قائلا بصعوبة و هو يتألم : انت بخير .. لم تصب .. صحيح ؟

جلس مكانه دون ان يتحرك لؤي و هو يلاحظ تلك التعابير على وجهه لا يعرف ما اصابه ؛ بكلمات متقطعة و نظرة بثت الرعب بجسم بهاء: امي .. نادي امي .. بهاء هذا مؤلم جدا

لم يفهم بعد فردد كلامه : مؤلم !

مع ذلك تحمل لؤي اكثر لتتجمع بعض دموع الالم بعينيه: امي بسرع

اخد بهاء يركض للمطبخ تجاه والدته فوقف امامها مناديا عليها التفتت له بابتسامة فاكمل : امي .. بسرعة

الام:بهاء ههه لماذا مابك

عاد ليردد كلمات اخيه :هذا مؤلم

استغربت والدته فهو يبدو بخير تماما : اوو حقا اين الالم !؟

اشار بهاء لمرفقه مردد نفس الكلام فتفقدت والدته يده ؛ هز براسه نافيا يريد قول شيء غير هذا هو يقصد شيء اخر لكن والدته لم تفهم بعد ؛ حاول ان يجمع كلمات اكثر حاول ان يوصل ما حدث ؛ اخيرا :لؤي .. مؤلم .. هنا .. بسرعة

في اللحظة التي فهمت ما يحدث علا صوت ألم لؤي ؛ فاسرعت لتجده مرميا ارضا بلا حراك و دموعه تنهمر من الالم ؛ صعق بهاء تماما من منظره اما والدته فحاولة فهم ما يحدث و هي تساعده ليقف : لؤي لما لم تناديني من البداية؟ ماذا حدث؟

لم يتحدث لؤي مجددا بل نظر لبهاء و كأنه يطلب منه ان يخبرها ما حدث ؛ فتحدث بهاء لتشرق عيونه و هو ينفد طلب اخيه : الدرج ..هو .. فوق

رغم الالم و قلق والدته ابتسم لؤي ؛اراد تعليم بهاء شيئا مهما و ربما ؛ ربما بهاء قد فهم ! ؛ فقطع قلق والدتهما تلك النظرات : هل سقطت اجبني لؤي لما انت صامت ؟ ربما كسرت يدك او ساقك

لؤي اراد منه ان يخبر والدتهما مكانه لكنها لا تفهم بهاء ؛ دائما ما تأخذ وقتا اطول من لؤي لتفهم ما يحاول قوله ؛ ماكان يهم بهاء وقتها هو ابتسامة اخيه و لا شيء اخر

ذهب لؤي للطبيب و قد كسرت يده فعلا من اجل ان يحمي اخاه الصغير ؛ وضع جبيرة على يده و استلقى على سريره ليلا بل لنقل سريرهما مستعدا لنوم ؛ تحدث بهاء الواقف بجانب السرير ببساطة لا يعرف ماهي الجبيره و لا ما اصاب اخاه فاعاد ما كان يرددها الجميع : يده .. كسرت

ضحك لؤي ليقول : نقول يدك حين تكلمني

صحح بهاء كلماته ليرفع لؤي يده الاخرة بتفاؤل : لا تخف مازالت أملك ذراع اخرى لتنام عليها

صعد بهاء السرير مباشرة بعد هذا ليستلقي على ذراع اخيه و مازال لا يفهم ما يجول بداخله : لؤي .. مؤلم

ابتسم محدقا بعينيه ليشرح : لا يؤلم بعد ان وضع الطبيب الدواء .. حين يؤلمنا شيء نضع دواء الطبيب ليشفى اتفهم

المشكلة ليست هنا بهاء يقصد شيء اخر فاخذت الدموع تنزل من عيني أخيه : هذا مؤلم .. مؤلم

لؤي توتر تماما لرؤية تلك الدموع و الاسوء أنه لا يملك يد ثالثة ليمسحها :لا .. انا بخير .. لا تبكي .. لؤي بخير

فرد بعد ان اغمض عينيه بقوة يحاول ان يوقف دموعه : انا .. مؤلم

هنا فهم ما يريد قوله فضحك و هو يضمه له : تقصد ان يدي تؤلمك ههه ليس بسببك لا تقلق

داعب شعره قليلا ليهدأ اخيرا : شكرا انت لطيف جدا .. اخي
.......
ضياء قال هذا ايضا ؛ لؤي لا يعرف ضياء ؛ فتح عينيه ليخبر اخاه ببساطة لكن كان وحده بتلك الغرف فبقي ينظر للمكان و تعابير الدهشة لا تفارق وجهه ؛ انها نفس الغرف نعم انها نفسها و لؤي كان بجانبه لقد كان مستلقيا على ذراعه مند قليل فأين اختفى ؛ بعد لحظات من بحثه فتذكر الحقيقة التي جعلته يعود لضم ساقيه كما كان ؛ فقط لو ان اخاه هنا لاخبره عن ضياء ؛ عن تلك الراحة التي تنتابه كلما كان معه ؛ عن الشبه الكبير الذي بينهما ؛ انه استطاع ان يبكي مجددا و انه اصبح يتحدث كثيرا معه عن كل تلك الاوقات التي بينهما ؛ فنطق اخير قبل ان يغلبه النعاس و يسقط نائما : لؤي اريدك ان تعرفه ايضا .. انه ضياء
...........
دخلت الغرفة لتتفقد نومه فهذا الوقت الوحيد الذي يمكنها فيه ان تملأ الفراغ العميق الذي تركه وفات ولدها برؤية وجه ابنها الصغير ؛ فوجدته نائما بطريقة غريبة كما يفعل احيانا و يده على راسه و كأنه يتألم ؛ رغم ذلك هو لن يخبر احدا بذلك ؛ جلست بجانبه تداعب شعره و تتمنى لو كان صاحيا لترى تلك العيون التي اشتاقت لها ؛ فقط ليكن بخير ليكن امام عينيها و ليعاملها كما تريد ؛ لن تهتم لكل ذلك ؛ ففي النهاية : بني مازلت انتظرك ..

قبلت جبينه بلطف حتى لا يستيقظ و خرجت
*************
تعليقاتكم على الاحداث حتى الان
كيف يعيش بهاء و ضياء في منازلهم 😓😓.. سيكشف سر مفاجئ في الفصل القادم 😮😮

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top