* انا ساجيبك *

احيانا نحب و في بعض الحالات يكون اكثر من ذلك بكثير
فمتى سيفهمان
**********

ركبا الحافلة لينزلا باحد شوارع يقال ان منزل ضياء بها ؛ بقى يمشيان بدون وجهة محددة حتى رأوا طلاب المرحة الابتدائية فحاولو ان يسألوا احدهم ؛ وقعت عين امل على فتاة دات شعر بني منسدل و عيون عسلية مميزة تقدمة لتسئلها حيث كانت تعبر الشارعة لوحدها طلبت مساعدتها فواقت لتظيف امل : صغيرتي تعرفين فتى بعمرنا يسكن بهذه المنطقة اسمه ضياء ولديه صديق اسمه بهاء هو جاره

تفاجأت الصغيرة لترد بحيرة : من تكونان انا اخت ضياء

ضحكت امل بخفة فاخته لا تشبهه تماما : ااا لديه اخت جميلة جدا ..هه نحن اصدقائه من الصف نريد زيارته

شكرتهما لذلك و نزلا الطريق يتبعانها لاخره فلم يتوقف فضول أمل بعدما رأت منزل ضياء : واين منزل بهاء

التفتت ريم بنزعاج للمنزل المجاور : انه ملتصق بنا

ضربت طرف شعرها للخلف غير مهتمة بذلك المنزل لتدخل منزلها و هنا يضحكان من ذلك فقالت أمل : ايعقل أنه يتجاهلها ايضا لتفعل هذا هههه

ضحك ايضا فحسب ما يعرفان عن بهاء فهذا احتمال واضح

بعدها سمعو نداء ريم على والدتها : امييي صديق ضياء و فتاة لطيفة يسألان عنه

احرجت أمل مما قالت ليفهم رائد ان عليه اخد دور الفضولية في لحظة وقوف سيدة تبدو فوق سن الثلاثين من عمرها بشعر فحمي و عيون سوداء كأنها نسخة طبق الاصل من ضياء ففهما انها والدته

تحدث رائد بكل احترام و البسمة تعلو وجهه بعد ان رحبت بهما : اهلا سيدتي انا رائد نحن من زملاء صفه .. ضياء هنا
ردت بلطفها المعتاد لتخبرهما انه خرج قبل فترة ثم اضافت : حسنا في الحقيقة هو يبحث عن بهاء لانه خرج مسرعا من المشفى دون ان نعرف السبب

لم تستطع منع نفسها :وكيف حال ضياء هل هو بخير

التفتت لها مجيبتا ببتسامة : امم لا تقلقي سيجد بهاء و يكون بخير

بعد هذا لم يعرف رائد ما عليه فعله لتفاجئه امل فهذا اخر ما توقع ان تسئله : سيدتي عذرا على وقاحتي و تدخلي لكن ما قصة بهاء و ضياء ليسا مجرد صديقين

اهتمامها بامرهما اصبح واضحا ردت والده ضياء : حسنا تفضلا لداخل لم اكن اعرف ان لضياء اصدقاء غير بهاء و يقلقون عليه هكذا

دخلا تحت إلحاحها ليجلسا بقاعة الضيوف : على كل حال حتى لو وجد بهاء فسيتاخران بالعودة لحظة ساحضر شيئا ما لتتناولانه واضح انكما اتيتما من المدرسة مباشرتا

لم يظن ان الامر سيصل هنا ارتبك ليجيب :ههه لاباس لاتزعج نفسك نحن بخير
 
ضحكت قليلا لتستاذنهما و تذهب فهمست امل : والدته لاتقلق عليه بما انه مع بهاء رغم انه كان بالمستشفى حقا .. لاي درجة وصلو بعلاقتهما

هز برأسه و قد فهم ذلك ايضا لحضات وعادت تحمل صينية بها العصير مع بعض فواكه و بسكويت و بعد ان تناولاه جلست تقابلهما فاخيرا اتتها فرصة لتجعل بعض من زمله يتقربون منه : حسنا ماذا تريدان ان تعرفا

انفعلت امل متحمستا :كل شيئ .. ههه اسف .. من فضلك

لم ترى شيئا كذا من قبل : هههه مهتمت بهما

احرجت امل قليلا : امم نحن اصدقاء .. ربما

رغم انها تعرف انهما سيندهشان من القصة لكن اخدت تتحدث : حسنا حتى انا لا افهم علاقتهما جيدا .. بهاء عاش مع ضياء قرابت الاربع سنوات الاولى هنا كاخوى و بسبب ضروف انتقو و عادو الصيف الماضي

اخيرا فهما اول نقطة : لهذا هو جديد و في نفس الوقت لايذكر كيف التقو

فاكملت كلامها :نعم .. عرفوا هذا قبل فترة فاصبحو اقرب لبعض ههه لم نرد ان نجبرهم بهذه العلاقة لانهما نسيا كل شيئ فبعد ان اعتادو بعض اخبرناهما

فضولها لم ينتهي بعد : اه مذهل و قبل ان يلتقيا

اجابت محاولتا تركيب جملها : بهاء كان منعزلا جدا عن الاخرين و لا يحدث احدا بسبب بعض الضروف و ضياء كان يعيش يومه فقط و يتوقع ان يموت باي لحظة

على الحزن وجه امل فليس اي شخص يخبرهم عن ضياء بل والدته : .بسبب قلبه اهو بهذه الخطورة

حاولة طمئنها ببتسامة تخفي الكثير فلا يمكنه وصف مايعاني به : كان كذلك اما الان فهو بخير تقريبا ربما بسبب بهاء تغير لكنه تأثر بمرضه كثيرا

بما انه وصل هنا فلن يتوقف : بسبب بهاء .. كيف

ردت بصراحة : هذا مالا نعرفه اردنا انا و والدة بهاء ان نجمعهما لكن علاقتهما كانت اقوى مما تخيلنا .. مايمكن قوله انهما وجدا من بعض حلا لكل شيئ دون تدخل احد علاقتهما الواضحة لا يمكن كسرها بسهولة سيجدان حلا معا لاداعي لنقلق عليهما و جميعنا يجب ان نكون صادقين في علاقاتنا دون تضاهر فقط مايهم ان نبقى معا

كانت خاتمتا مريحة لحديثهم فأمل تعلمت ذلك منهما بالفعل هزا براسيهما يوافقان رأيها فوقف رائد مباشرتا بعدها لتتبعه امل فقد مضى الوقت و عليهما العودة :اذا ضياء بخير و كذلك بهاء و هذا ما يهم .. شكرا على استقبالنا سيدتي

وقفت معهما شاكرتا لهتمامهما  : اهلا باصدقاء ضياء و بهاء باي وقت

ودعتهما ليعودا و بعد خطوات : امل سنرى ضياء غدا .. اتمنى ان تكونِ ارتحت الان

ابتسمت برضى : نعم هما بخير سنراهما غدا .. شكرا اتعبتك بالمجيئ و اتمنى ان توصل اعتذاري لأمجد

فرد ضاحكا : لابأس حتى انا كنت فضوليا بشأنهما .. و بالنسبة لذلك الاحمق لا تهتمي
.................

على حافة قطعة ارض مخضرة ، وقف يقابله من بعيد ليبتسم بخفة لا يفهم لما اماكن هروبه واضحة هكذا و كأنه ينتظره ، اقترب منه بخطوات هادئة دون ان يشعر الاخر به ، جلس و استند لضهره

تفاجأ لوهلة ثم عاد ليغرس وجهه بين ركبتيه وصدره حيث مازال جالس يضم ساقيه

كالعادة على ضياء التحدث اولا : اخيرا وجدتك .. لم ناتي هنا من وقت طويل

ببرود رد : يمكنك ان تختفي لاشيئ مهم الان .. ابتعد

رغم الكلمات الجارحة رفع راسه محدقا لسماء ليلامس رأس بهاء :لا سأضل ملتصقا بك ههه .. لنعود لالمنزل عندي ما اقوله لك

مازال مصرا على موقفه : لا اريد العودة .. ساسمعك هنا

كانت كفرصة شبه اخيرة ليتحدث بهدوء و مازال يحدق لسماء : حسنا وضع قلبي ليس مستقر .. لكني بخير

قبض على يديه كاتما كل ما بداخله : كل شيئ ..لا تحاول التهرب مجددا .. اخبرني كل شيئ

بدى محطما كليا ، صمت مريب اجتاح المكان ، الوقت المناسب الذي كان ينتظر لقد حان : انا بخير الان .. بخير حقا و انا معك لكن اسف .. لا اعرف لمتى

صمت للحضات ثم اكمل : خضعت لعميلة على قلبي من سنتين و ذلك سبب الجرح الذي رأيته سابقا .. كانت ناجحة بطريقة ما .. نجحت و يجب ان اعيدها يوما ما .. لكن لا شيئ يضمن ان اعيش لوقتها

نزلت دمعة تحمل اسوء ذكرياته فاكمل جمله المتقطعة : ظننتك لم تعد بحاجتي .. ماذا قد تفعل بشخص سيموت قريبا و فوقها ماحدث بعد لؤي سيعاد .. بسببي انا ..انا .. تمنيت حقا ان تكرهني قبل كل هذا

اخفض راسه ليضم نفسه لتتال دموع خوفه فما حدث سابقا قد يعاد له باي لحظة ببساطة و لا يريد ان يقحم احدا بحياته لكن بهاء كان شيئ مختلفا : اسف حقا لكل شيئ .. لا اريدك ان تعيش بضلام عالمك مجددا وحدك .. لا يجب ان تعيش هكذا .. اخبرني انت ماذا يمكنني فعله لاجلك حتى لو لوقت قصير

بين شهقاته الكبوتة فليس معتاد على البكاء امام شخص غير والدته و يكفيه ما عانت من اجله ليعاني شخص اخر مثلها اضاف : بهاء ان لم اكن موجودا ماذا سافعل لك لاني لا اعرف ماهو الحل ..  لما انا لما ليس اي شخص اخر اسف جدا .. اخبرني انت ماذا افعل

تلك الذكريات كادت تغزو عقله الا انا صوت هادئا قطعه : اذا .. كان لاجلي حقا

رفع رأسه ليراه قربه : افعل ما تريد لن امنعك

اخد الاخر يديه لمرفقي ضياء و اكمل مع دموعه فقد وجد جوابا : لؤي كان بعيدا وقتها لكنك مازلت معي .. ليس خطأك و لا خطأ لؤي بل ربما على حياتي ان تسير هكذا .. هذا انا .. ساتقبل الامر فقط
 
  ~ ببساطة يفقد من يحب~

هز ضياء براسه نافيا ما يقول بصمة فاخد الاخر يسمح دموعه لان هذه المرة مختلفة حقا و بنبرة هادئة جادة : ساخبرك ما تفعل .. انا ساجيبك

ضياء قد قطع كل اماله فماذا يمكنه ان يفعل حقا : ماذا ؟

اكتسبت عينيه بريقا فريدا من نوعه معلنا قراره بسعادة : لنعد للمستشفى .. لن احتمل شيئا مجددا و لن يحدث شيئ لي .. لن اسمح بموتك .. لذلك لنعد يمكنك اخد قلبي

اتسعت عينا ضياء بصدمة لم يشهد لها مثيل مع اخر كلماته في حين ابتسم الاخر ليكمل : لست بحاجته ان لم تكن موجودا فلن اوجد ايضا .. على احد ان يتبرع بقلبه لك .. حسنا سافعلها .. و ساخبرك لما انت ..

لم تكتمل صدمته ليقترب بهاء حيث مازال يلامس وجهه بيديه ليقبل جبين ضياء مجددا و ما قاله : لاني فعلا احبك لا اريدك ان تبكي مجددا ..

توقف الزمن للحظات ~احبك~ كلمة بريئة بدت كطفل في رابعة من عمره ، مازال عالمه مضيئا سعيدا و لا احد غير ضياء فيه ابتسم لتتوقف دموعه عكس ما حدث سابقا و قد فهم شيئ جديد بهذه اللحظة 〞انت تبكي كطفل و تضمني كذلك .. مازلت تريد ان تكون صغير لؤي و فوق هذا تقبلني .. اريد ان افهمك اكثر〝

اكمل جملته بعد ان وقف مادا يده لضياء : ساحبك دائما لهذا لنذهب

بهاء مُصر حقا بل لا توجد ذرة تردد بكلامه و لا بعينيه عازم على ذلك

نهض بلهفة ليحيطه بدراعيه ، يستحيل ان يتخلى عن شخص مثله : حقا لا اعرف كيف كنت اعيش بدونك و الان تريد ان تتركني ههه اي احمق امتلكه

حاول ان يبتعد : لستُ احمقا .. انت تضيع الوقت لنسرع

شده له اكثر بعد ان ضحك قليلا : لا اعرف من يحتاج قلبا لكن ليس انا

تركه ليبتعد قليلا متفاجئا محدقا بعينيه : طبيبك قال هذا .. ضياء لا تكذب .. لقد سمعت كل شيئ

امسك يد بهاء ليضعها على صدره ببتسامة : قلبي ينبض بشكل طبيعي ههه ربما يقصد شخص اخر

ابعد يده بحيره بعدما احس بنبضات قلبه〞لم يقصده〝 كل ما تخيله بهاء كان خاطئا : اذا مابه قلبك .. اخبرني  انت بخير حقا

اكمل ضياء ضحكه : نعم فقط قلبي قرر ان لا ينبض الا اذا كنتُ معك .. فكر في الابتعاد و سيتوقف

صبره حقا قد نفد فقال بنزعاج : احمق لو توقف للحضات ستموت حقا .. ماتقوله مستحيل

عاد للجلوس مكانه كاتما ضحكاته : انت لا تصدقني ! لكن متى ستوقف بكائك على كل صغيرة و كبيرة

نزل يقابل و يريد ان يفهم : حين توقف حماقتك و تخبرني ماقال طبيب و لما اخفيت كل هذا

اخد نفسا عميقا بعد كل ذلك الخوف : اتعرف بهاء استرحت كثيرا الان خفت ان تبتعد لو كان وضعي سيئا

قبض على يده فلم يعرف اين كانت لتاخده افكاره : كان خوفك في مكانه

اخد يديه لوجه الاخر ممازحا : لن تبتعد لن اسمح لك ههه الست ضياء الخاص بك .. بك فقط هههه

لكن نظر بحزن ليفهم ضياء ان وقت الجد قد حان حقا عدل من جلسته ليبدأ : حسنا قال الطبيب اني تحسنت كثيرا فقط يجب ان اداوم الادوية و الفحوص

تعجب مما قال تماما : انا معك كل يوم من يوم عرفتك من متى الى متى تخضع لهذا الفحص
_كل ثلاثة اشهر

وضع بعض الحسابات بذهنه ليتفاجأ : يعني قبل ان اعرفك مباشرتا
_في الحقيقة كان يوم التقينا على السطح اول مرة

نعم كان يومها لم يجد ما يفعل غير الصعود لسطح ليستنشق بعض الهواء فحاله كان سيئ بعض الشيئ لكن تفاجأ بضهور الشخص المجهول من المنزل المجاور

ثلاثة اشهر مضت فهل وضعه بتلك الخطورة : اكمل لنهاية .. ساسمعك

_انا مريض من صغري و احتمال ان ابقى حيا ضعيف .. بهاء اردت مساعدتك .. لكن بعد ان فهمت ان مشكلتك كانت في اخيك اردت ان اعوضك عنه .. بعدها لم استطع اخبارك لانك .. ههه اسف لجعلك تتعلق بي

بعد تلك القبلة ضياء فهم ان بهاء قدم له مكان اخيه لكن لم يعرف كيف يصوغ كلماته اما بهاء لم يحاول شرح ذلك حتى : قبل اسف اكمل مازال عندك ما تقول
_في الحقيقة لا يمكنني اجهاد نفسي كثيرا .. فقط بعض التمارين الخفيفة او المشي صباح و مساءا يساعد و اكثر من ذلك يضرني .. لا خوف لا حزن لا سعادة زائدة كل هذا يؤثر علي .. عدى رائد لا احد بالمدرسة يعرف بمرضي و لم يكن مقربا مني لدرجة ان يخبرك حسنا ازعجني باسئلته الكثيرة العام الماضي فاخبرته
-اذا هذا ما كان يعرفه عنك
-ههه نعم و تذكر اول حصة رياضة حين خرجت قبلك و تركتك .. كان الاستاذ يعرف ايضا بما انه درسني من قبل و يعرف اني احب اللعب لكن دون ان اجهد نفسي .. لم ارد ان اكون معفى من رياضة
-كنت تستريح كثير و بلكاد تلعب اصلا لهذا لايعاقبك
-ههههه طلبت منه ان لا يقول ذلك امام الجميع و لا يعاقبك ايضا اذا تبعتني
-ااه ماكل هذه الحماقة تجيد اخفاء الامور جيدا .. هل مازال شيئ اخر
-انتهيت و ما كنت تحاول قوله من قبل .. اااسف جدا

اقترب ليعانقه مجددا و بهاء يضحك بهدوء : انا اسف بهاء .. لن اشاجرك مجددا

_ههه حسنا لدي اخ احمق ساتقبل هذا ايضا

~اخ و احمق ايضا~

بدت فكرة مريحة : اذا لست متضايقا مني

ابتعد ليجد ابتسامته اشرقت مجددا ، مهما كان ما بينهما و بما ان ضياء سعيد : ضياء علاقتنا فعلا تعجبني
_انا ايضا

اخد الرباط من جيبي فقد فكر في اعادته له : اسف لاني نزعتها لكن هذه لك الان

ربطه على معصمه و قد تبادلهما و عبارة ضياء وقتها هي الصحيحة الان :ضياء لو حدث اي شيئ ساكون معك .. لنهاية .. لذلك لا تخلف كلامك مجددا

ابتسما لبعض و تحدثنا بوقت واحد : لن ابتعد

وهذا كل ما اراده بهاء حتى لو لوقت قصير سيبقى معه مع انه لم يفهم شيئ عن مرضه : هيا لنعد تاخرنا .. سنعاقب هكذا

وقف بجانبه ليسيرا معا : لااا .. يجب ان يتحملا كلامهما .. سنسمح باي شيئ لتعيدو العشر سنوات
_مع ذلك يجب ان نعود اريد الحديث مع امك
_امي امم حسنا

حتى ضياء يجب ان يحدث والدة بهاء باقرب وقت
.........
دخلا منزل ضياء ليعلو صوته :اميييي نحن هنا

ردت متسائلتا بعد ان رحبت بهما : بهاء اخبرت امك انك هنا

انزل رأسه مباشرتا بعدما وقفت امامهما : نعم مررنا عليها قبل ان ندخل

قطع ضياء توتره :امي لقد اتفقنا على قرار مهم

لم يتفقى على شيئ في الطريق نظر له بهاء بحيرة لتبدأ ضحكات والدته فلم تستطع التحمل : ستتزوجان !؟

صدم كلاهما لتكمل امنياتها و يحرج ضياء تماما فهكذا والدته تستغل اي فرصة لتلعب بضياء : امزح فقط لو كان احدكما فتاة لكونا عائلتا مذهل

و على غير المتوقع ضحك بهاء : ضياء كان ليكون فتاة حمقاء

دخلا بالقصة ليبدأ جدالهما المعتاد : ااااه وهل تظن بعيونك الزرقاء ستكون فتاتا جميلة مثلا

بدى الامر كأنه اعتاد على وجود والدة ضياء بل ربما لانها والدته فقط و رغم حيرته من ضحك لكنه كان مرتاحا : من يريد ان يكون فتاتا اصلا او انك تريد

انزعج ضياء قليلا ليرمقه بنظرة ليفضحه : من كان كفتاة شقراء صغيرة جميلة بشعر طويل

اندهش بهاء و قبل ان يدافع عن نفسه اوقفتهما والدة ضياء : حسنا لنتوقف كانت مزحة سيئة هههه ماذا قررتما لنجلس و نكمل

اعتذر ضياء عن كلامه فتوقف بضحكة  الاخر تلقائيا ، جلسا بجانب بعض بصالة ، بما ان بهاء لا يريد ان يخبر احدا على ما يبدو فقد وجد ضياء سببا منطقيا اخر ليتحدث بحماس : اذا اردتم ان نعيد العشر سنوات الماضية اسمحو لنا بنوم معا يوم عندي ويوم عنده

استغرب بهاء كلامه تماما :متى قررنا هذا ؟

تجاهله ضياء ليكمل اقناع والدته التي بدت بعض الحيرة على ملامحها فليسا صغيرين ليناما معا : هههه اذا كنا طوال اليوم معا فستعاد العشر سنوات بسرع اريد البقاء معه اكثر .. امي ارجوكِ

فكرت بعض الوقت و لم تجد مايمنع ذلك : ان وعدتمان ان تدرسا اكثر بدل السهر بلا فائدة .. فسنسمح لكما

بدى ضياء سعيدا ليعدها بذلك لكن بهاء لم يفهم سبب طلبه اضافتا انه لن يفعل شيئ مالم توافق والدته : ملاحظة امي ليست هنا

ابتسمت والدة ضياء و هي تحدق ببهاء ليرتبك كليا :لاتقلق ستقبل هههه فقط قل لها ههه

هز براسه موافقا لتتذكر : اه اتى صديقين لكما مساءا

استغربا ذلك لكن صراحة بهاء شيئ اخر : هل لدينا اصدقاء مثلا ؟

ضحكة الام فقد توقعت هذا : هههه كان فتى اسمه رائد و فتاة لطيفة اه .. لم اسئل عن اسمها .. كانا قلقين على ضياء و سألا عن حالكما

فهم بهاء مباشرة انها امل اما ضياء لم يفكر في من تكون اصلا بل شعر ببعض الذنب لوقاحته مع رائد فالى متى سيستمر بجرحه فاكملت والدته : في الواقع تحدثت معهما كثيرا علاقتكما مفاجئة لجميع و المهم لا اعرف ما علاقتكم ببعض لكنهما يعتبرانكما من اصدقائهم حقا فحاول التقرب منهما و لا تنسيا شكرهما على الزيارة

وافقا على طلبها ليتيه بهاء بافكاره 〞امل اهي مهتمت بضياء او كلانا انا لا افهم ما تريد〝فقطع ضياء شروده بعد ان ناد عليه كثيرا : بهاء .. بهاء كنت تريد الحديث مع امي

توتر قليلا ليرفع راسه لها : عذرا يا خالة و لكن لم افهم شيئ .. عن مرض ضياء غير انه احمق
انفعل من بجانبه :ااه و لما لم تخبرني

بصراحة اجابه : كنت لتعيد حماقاتك من البداية

~خالة~ اعادة تلك الكلمة متذكرتا لؤي اما بهاء حاول ان يشرح فلا يجب ان يعامل هذه المرأة بسوء : حسنا لا اعرف كيف اناديك .. و بما انك مقربت من امي .. لم اجد غير كلمة خالة .. ايمكنني هذا

حالها كحال بنها الذي مازال مقتنع بلطف بهاء : اه انت لطيف جدااا انا البنت الوحيدة في عائلتي

بذلك لم تكن خالتا لاحد غير لؤي و الان بهاء كبر ليناديه بذلك ثم اضافت و هي تلاحظ ارتباكه فحاولة اضحاكه : اولا هو فعلا احمق و ربما لايوجد علاج لهذا
_امييي

ابتسم بهاء موافقا على كلامه و هو ينظر لاحراج ضياء فاكملت : هههه من يوم اكتشفنا مرضه وهو يظن انه سيموت .. مرضه ليس بتلك الخطور او لنقل لم يعد كذلك .. اكتشفناه مبكرا و سارعنا في علاجه وهذا ساعد كثيرا

هذا ماكان ينتظر سماعه مند صباح ليستريح : يعني لن يموت

لكن ضياء مقتنع بما قاله سابقا :حسنا يمكن ان يعاد ما حدث

التفت له بهاء بطرف عين :يكفيك ما قلته من امس ولحد الان اصمت .. انا لا احدثك

صمت ضياء تماما ليترك المجال لوالدته : هذا ما يليق به ههه مرضه كان تصلب في شراين المتصل بالقلب نادرا ما يمرض به الصغار و لكن حدث
_يعني
_كان يعاني من ضيق في تنفس و اجهاد كبير واحيانا يفقد وعيه في البداية ظنناه تعب وحسب وعندما كشف طبيب عنه وجد ضيق في شرايين التصل بالقلب مما بطئ عملية انتقال الدم اليه
_والحل كان عملية لتوسيعها
_نعم اول سنتين بدأ بادوية وقد ساعدته كثيرا لكن بعد فترة ساء الوضعه فجأه و مع ذلك كانت العملية اخر ما يمكن فعله بسبب صغر سنه لكن اضطر لذلك .. نجاته وقتها كان معجزة و بهذا تاثر قلبه اكثر
_متى بدأ كل هذا
_هذه السنة الرابعة مند بدأ يزور الطبيب و العملية كانت قبل سنتين تقريبا وعليه ان يعيدها بعد عشر سنوات على الاكثر لكن الطبيب قال ان القلبه كان ضعيفا من صغره و للاسف لم نلاحظ حتى ساء الامر

فكرة واحدة طرقة بذهنه قبل اربع سنوات 〞هذا ماحدث حتى ابتعدت عن امل كان خائفا من اجلها ايضا فلم يقترب منها〝، فاكمل اسئلته : وكيف حاله الان
_عليه مراجعت الطبيب كل فترة من اجل التأكد ان قلبه يعمل بشكل جيد
_اهو بخير حقا
_نعم لا تقلق فحص هذه المرة كان جيدا لم يجهد نفسه طول المدة الماضية بطريقة ما حتى الطبيب اندهش من ذلك

وقف امامها محدقا بعينيها لاول مرة و بدى ان عنده ما يفعله من اجل ابنها : يمكنني الذهاب معه كلما كان عنده فحص .. اريد ان اكون معه كل مرة

ابتسمت الوالدته و مازالت مصرتا ان هدوء بهاء هو ما اثر على ابنها : حسنا ستكون معه شكرا لاهتمامك

حان وقت ان يعتذر لما حدث فقد كان خائفا و لا يعرف بما فكرة به : لا داعي و اسف لما فعلت .. خرجت دون قول شيئا .. ساحاول ان لا يعاد ذلك .. اسف

كانت اول مرة يراه يعتذر بها بلكاذ صدق بل الاهم 〞لما دائما ما يعتذر لي فقط؟ و هل حقا تقبل مرضي بهذه البساطة〝

ابتسمت والدته و كأنه لم يحدث شيئ ليلتفت بهاء له :ااه يجب ايجاد حل لحماقتك

فردت الام ممازحتا : صعب صعب جدا

تم الاتفاق على راس ضياء فنهض بنزعاج : خالتي دعتنا للعشاء ساذهب عندها و ضحكِ كما تشائين

فردت بسرعة :يمكنكما الذهاب و ترك بهاء لي

تم قصفه ليكمل بهاء : ساحاول شرح بعض الاشياء لهذا الاحمق واسف لو قتلته صدفتا

فردت موافقة ليحرج ضياء اكثر : اااه امييي اتريد التخلص مني

فاخدت تضحك ثم اخبرتهم انها جهزت سريرا اخر بغرفة ضياء حتى لا يناما ارضا مجددا ، و بهذا قررا ان يكون اول يوم بمنزل ضياء

خرجا ليعلو الحزن وجهها 〞اسفة بهاء حتى انا مازلت احاول تقبل الامر〝

ماكانت تلك الضحكات الا تضاهرا ليبقى ابنها قويا و يواجه هذا المرض فإن لم تحتمل هي ماذا قد يفعل ضياء و الحل الذي لطالم نصحه الطبيب و هي به 〞كان يجب ان يتعلق بشخص ما هكذا شخص غيري شخص يبقى معه طول الوقت حتى بالمدرسة .. افعلا ما تريدان معا هذا مايمكننا فعله من اجلكما .. بهاء شكرا〝
**********
اي قناعة صدقتم ..
💔💔 هل اتخيل او ان الجميع يحب ضياء اكثر
الفصول القادمة ستعرفون بهائي 😍😍 اكثر .. و مايخفيه و سبب الكثير من الاشياء

طلبت من احد صديقاتي رسما للموقف فوق و هذه النتيجة رايكم هل جسدت ما مكتوب مع اني اتخيلهما اقل من هذا

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top