* اسمعني لاخر مرة *

لن تكفي الكلمات و لا الحروف لتروي ماحدث فقط سيتر العنان لدموعه لتعبر عن كل شيئ
فتح قلبه
*********

وصلا للقمة بعد صمت طويل حتى يجمع بهاء كلماته فقد وصل للعالم الذي لا احد غير ضياء فيه ، عالم هاذئا بعيد عن الجميع ، كانت الغيوم قد تلبدت فوقهما لتندر عن الامطار القادمة

وضع ضياء الاغراض تحت شجرة ضخمة ذات اوراق و جدوع كبيرة اما بهاء اسرع للمرتفع قرب الشجرة ليكون اعلى بقى صامتا يتأمل المنظر المبهر لمدينتهم و الجبل تلفها من كل جانب ، ربما يحاول ان يشعر بالحرية حقا

بدى عالمه واسع تحت انضار ضياء ،اخد بهاء نفسا عميقا وفجأتا صرخ باعلى صوته : لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤي سينتهي كل شيئ هنا فسمعني لاخر مرة

بلكاذ تفاجأ ضياء من صراخه حتى يتفاجئ من كلامه (يسمعه هو يحدث لؤي حقا لكن لؤي !!..)

فاكمل بهاء : لا احد هنا لن يسمعني احد غير ضياء

كلامه المتناقض شوش تفكير ضياء لكن تذكر كلام لؤي الذي قاله بهاء السابق ~حين لا يسمعك احد ساسمعك~  (هذا ما كنت تريده ان اسمعك انا او لؤي)

في حين ضياء مندهشا مكانه لا يفهم شيئا ، اخد بهاء يحكي باعلى صوت يملكه كل ما يجول بعقله قاصدا لؤي بحديثه : انا انتظرتك ذلك اليوم  لتعيدني من مدرستي كما تفعل دائما .. انتظرتك كثيرا..رغم ان الطريق لالمنزل لم تكن بعيدة..لكن انتظرتك ولم تاتي..حتى و جدت ابي امامي على غير العادة ~لما لم ياتي لؤي~ ..لم يجبني انه ابي وقلت انه يجب ان اسمع كلامه.. ذهبت معه لكن لم تكن طريق المنزل ~ابي اين نذهب~ لم يجب ~ابي اين لؤي سنذهب عنده~ انا لم انسى تلك التعابير على وجهه .. ومع ذلك لم يجب ~ابي لؤي بخير~ لم يجب.. فبدات الطريق تتغير امامي بين اني اريد الوصول لك بسرعة او لا اريد لاني لم افهم مايحدث ~لؤي بخير او لا ابي ماذا يحدث~ هو فقط بقي صامتا

هذه ذكرياته و يخبر لؤي عنها فاكمل : اكملنا طريقنا حتى وصلنا امام مستشفى .. ابي ضمني اليه وقال انه مهما حدث سنكون معك ~لؤي من يجب ان يفعل هذا ابي~  لم اهتم .. و دخلنا لنجد امي بالرواق كانت تبكي وكما فعل ابي ضمتني ايضا سنكون معك  ~لماذا اين لؤي ماذا نفعل هنا ربما وصل لمدرستي لنعد هل يعرف اننا هنا امي~ خرج الطبيب .. لم افهم مايحدث..قال شيئ عن وداعك  ~اين لؤي تحدثو اين هو~  ذهبت عند الطبيب  ~اين لؤي اجبني~ .. لم يتحدث احد حتى رأيتك داخل تلك الغرفة مستلقي على الفراش و ذهبت عندك .. ~لؤي انت بخير~

لؤي مات بالمشفى لم يخبر ضياء بذلك و الان يريد للؤي ان يعرف ما حدث بعده

ارتجف بهاء و كأنه يرى لؤي على الفراش الموت حقا فعاد لرفع صوته : ~سنعود للمنزل كنت انتظرك .. لؤي استيقظ~ .. انت لم تتحرك.. ~مابه راسك لؤي~ كان ملفوفا ببعض الضمادات المتسخة بدماء على جانب راسك  ~ لؤي لما انت صامت كالجميع انت تسمعني~ .. امسكت قميصك علك تستيقظ .. ~لؤي انت لست نائما انت لا تنام بهذا الوقت ..لؤي رد علي ..لما لا تجيب~ .. التفت لامي .. ~امي لؤي لا يجيب مابه~ .. لكن كانت تبكي فقط .. بدات دموعي تنزل ايضا

نزلت دموعه حقا كتلك اللحظة : ~لؤي تعرف ان هذا مؤلم لما لا تنهض .. قلت انك ستضمني عندما ابكي استيقظ~ .. لا اعرف ان كنت فهمت مايحدث او اني لم ارد .. مازلت انتظر ان تستيقظ  ~لؤي هيا لما تفعل هذا بي انه مؤلم~ . فبقيت ابكي وانا امسك راسك بكيت كثيرا .. فكرة انك مت دخلت ذهني فجأتا.. ~لؤي انت لن تبتعد عني ستبقى معي دائما .. ليس عليك ان تذهب لمكان ما بدوني هيا عد~ ..بكيت وبكيت .. كما كانت تفعل امي ..لكن لؤي لم يعد..امي من كانت تضمني ..كان كل ذلك بلا معنى .. لؤي لم يعد حقا..بل سيذهب بعيدا

صمت للحضات و كأنه تائه مع ذكرياته و اكمل بهدوء مريب و مازال يحدث لؤي : حين انتهى كل شيئ فهمت انك اصبت في حادث في الطريق و تضرر رأسه كثيرا اخدوك بسرعة للمستشفى لكن لم يستطيعو انقادك انا لم اخبرك حتى باني اصبحت اخاف الدخول هناك .. لم افهم شيئا لما عليك ان تذهب هكذا كنت انتظرك لكن انت لم تعد ..لم تعد فقط .. ~لؤي لم يعتذر لغيابه~ ..توقفت عن الذهاب لالمدرسة كنت اسئل عنك فقط امي كانت تضمني و تبكي و كل ذلك كان و مازال بلا معنى لما تغير هذا .. ~لــؤي من يجب ان يفعل هذا~ .. لم اخرج من غرفتنا لم انم لايام لؤي لم يعد فقط .. كل ما كانو يفعلونه هو البكاء .. لم افهم لما يبكون اصلا .. ~لما علي ان ابكي امي~ .. وابي اخد اجازتا من عمله ليبقى معنا .. اما انا كنت هادئا جدا .. انتظر عودتك كنت تقول دائما ان علي ان اكون هادئا في غيابك

كان هاذئا كما الان ينتظره ؟ بهاء اخبر الاخر بذلك يوم بكى اول مرة تحت الشجرة قال ان لاشيئ جيد بعد لؤي و عاد ليصرخ مجددا و هو يبكي : ~لؤي انا مازلت هاذئا انتظر عودتك~  قلت لالجميع هذا انا انتظر ان تعود و تضمني سابكي .. سانام .. ساعود لالمدرسة  وقتها اخبرت امي بكل شيئ ..الم تقل لي انها ستسمعني في غيابك .. قلت لها اني اراك بكل مكان و تختفي بعد لحضات قلت لها انك ستعود .. ~لاتبكي امي لؤي سيعود هو يكره ان يراكي هكذا~ لكن ..لكن  اعرف ان لا احد منهم سيسمعني مجددا تغيرت نظاراتهم لي مضى شهر على غيابك بنفس الطريقة .. ما حدث بعدها امي قالت عليا ان اذهب لطبيب

توقف مجددا ليعود ضياء بذكرياته لقد اخبره عن الطبيب من قبل لكنه تناسى ذلك حتى لا يجرح بهاء دون قصد ، فشخص يذهب لطبيب نفسي ستشك بعقله تلقائيا

بعد لحضات واصل بهاء حديثه لكن بهدوء كأنه يعيش تلك الايام مجددا : ساسمع كلامها و اخرج معها اتعرف ما قال ذلك الطبيب انها صدمة و ستمر بسبب وفات اخيه ربما هو مازال لا يصدق هذا .. ~عن ماذا تتحدثون انا اعرف انه توفي و اعرف ان من يموت لن يعود لكن انا لا افهم لما اصبح العالم مضما لما كل شيئ بارد هكذا مالا اعرفه هل انا ميت او مازلت اخبريني امي لما لا اشعر بشيئ~ .. امي انفجرت باكيتا لما تبكي مجددا خرجت بهدوء وحسب لست بحاجة له .. انا فقط انتظرك بهدوء  ماذا بعدها طبيب اخر و اخر لما كل هذا مثلا و عندما انهت تلك السنة غيرنا منزلنا بسببي المنزل حيث كنا معا فيه عليه ان يتغير ايضا .. اخدو اغراضك من غرفتنا و سريرك حيث كنت تنام مقابلا لي حتى هذاياك فقط كذبة ليبقى الدفتر و بعض الكتب معي على الاقل  .. لا يريدونني ان اراك و قد نجحو في ذلك انا لم ارك من يومها ..ببساط الجميع يريد مني ان انساك و انا لا اريد .. لا اريد

طبعا ضياء كان حائرا من قصة هذايا لؤي فقد عاشة معه وقتا طويلا و يستحيل ان تكون تلك الهدايا هي كل شيئ و مع ذلك لم يستطع ان يسئل

عاد ارتجافه كتلك الايام : بعدها اصبحت اشرب ادويتا كمهدئات لكني هادئ ماذا يرونني افعل او هل يمكن لالدواء ان ينهي خوفي مثلا .. انا لم اعد استطيع الحراك من التعب لكن اردت ان انام و انت معي قلت انك ستعود ستضمني لانام كالعادة بقيت انتظرك كل يوم

عادت دموعه للانهمار : لكن الحل بسيط ادوية اخرى انا لم اخبرك حتى باني لا انام و انت بعيد انا لم اعد احدثك بسبب تلك المنومات

فصرخ باعلى مايمكننه : لـــــــــــــــــؤي  الا يكفي اني فقدتك حتى يـريد الجــميع ان افقد عقلي ايضا  اخبرني لؤي .. ارجوك رد علي

نزل على ركبتيه ليزداد بكائه سوءا فاسرع ضياء ليضمه له فماكان من دموعه سوى النزول متأسفا : اسف لكل ما قلته .. اسف حقا

انفجر بهاء باكيا بطريقة مختلفة بين دراعي ضياء و بين شهقاته و كلماته المتقطع مازال الكثير ليقوله : ضياء .. ضياء .. هذا ما حدث لاخي لؤي بعده ..ضياء لاشيئ سعيد هنا انا كنت اريد ان ابكي فقط ان ابكي على نفسي اكوني لا افهم يجعل كل هذا يحدث انا لم اقصد كره احد او الابتعاد تغير كل شيئ فجئتا حتى معاملتهم لي اصبحوا يراقبون كلامي و تصرفاتي كان كل شيئ مؤلما جدا مؤلما لدرجة اني لم استطع ان ابكي اردته ان يعود ان يكون معي ان يشرح لي ما يحدث  لكن ان كان صمتي سيجعل الجميع يتوقف فساصمت لن اقول شيئ عن لؤي لاي احد بل لن احدث احدا اصلا سابقى مجهولا في مكان ما حيث اعرف نفسي .. انا سانام بهدوء دون قول شيئ هذا ما ظنه الجميع وقتها انا بخير و تقبلت كل شيئ عدت بعد شهرين لالمدرسة وكل ما اسمعه اني مجنون ينتظر اخاه الميت ان يعود  بل ذكر اسمه فقط اصبح كجريمة فابتعد الجميع حتى من قالو للؤي انهم أصدقائي  .. الاصدقاء الذين هاجموني من كل جانب دون اكتراث .. انا لم ارد عليهم بما ان لؤي لا يريد مني ان اتشاجر بالمدرسة لكن حين التفو حولي خارجها تغير الموقف ليشتكوا لوالدي عن تصرفاتي .. يومها وقفت عائلاتهم معهم ضدي و كأن اولادهم لم يفعلو شيئا لي .. المفترض ان تكون العائلة هكذا لكن اتعرف ما فعل والدي .. اروهم ملفاتي الطبية و ادويتي ليزداد الوضع سوءا بتلك المدرسة .. لم اعد مجنون فقط بل ذلك المكان لا يناسبني اصلا ليطالب الجميع برحيلي مجددا .. ما كان عليا الا ان اصمت و اصمت و اصمت .. لم يسمعني احد .. لا احد صدقني .. فلما قد ادافع عن نفسي امامهم .. لكن كان يمكنني اكمال حياتي هكذا اعرف كيف اقف مع نفسي دون حاجة احد اكملت طريقي و كانه لم يحدث شيئ في حين كنت اموت وسط ذلك الضلام حيث لا احد  ماذا افعل لامي و انا هكذا قل لي ماذا هي حقا فقدت كلينا رغم اني هنا لكني لا افهم انا لا اشعر بهم

قبض على قميص ضياء ليضمه اكثر : لما على هذا ان يتغير .. كل ما تبقى داخلي ان لؤي كل شيئ هو الوحيد الذي سيفهم .. انا اسف لم اقصد خداعك ايضا عندما رايت هذا المكان اردت ان اخبر لؤي بكل شيئ .. اردت مكان بعيدا عن الجميع حتى لا يسمعني احد غيره .. اسف لإدخالك هنا.. ضياء انا

قد وصل لنهايته بدأ يتنهد مجبر نفسه على الحديث سيقول كل شيئ : انا كنت احبه .. كانهم لايعرفون هذا ..لا اعرف بما تفكر الان لكن انا هكذا لا افهم ما حدث

صمت للحظات ثم ابتعد ليحدق بعيون ضياء حيث لم يتمالك نفسه لتنزل دموعه ايضا

حاول جعل صوته يهدأ ليقول اهم ما عنده : ضياء انا اشعر ان لؤي مازال موجودا .. اخي لن يتركني وحدي بل يستحيل ان يفعل ذلك .. لم يسمعني احد طول السنتين فكنت احدث لؤي لكن اردت الحديث معه بصوت عالي بدل ابقاء كل هذا مع نفسي .. لينتهي كل شيئ هنا .. انا اعرف انه توفي .. لكن اشعر بهذا ضياء لم ارى لؤي مند غادنا ذلك المنزل لكنه كان موجودا للحضات يوم قابلتك على سطح .. فقط لؤي اصبح اصغر سنا هو بطولك تقريبا ولا اعرف لماذا .. كلما وقت معك ياتي فجاتا بعض الوقت ثم لا اعرف اين يذهب .. ضياء انا مازلت انتظره انا لن اتوقف حتى اجده لكني .. لست مجنون

لكنه تعب حقا تعب من تحمل كل ذلك وحده امله الوحيد هو ضياء و لو قال ماقالوه فالنهاية واضحة

ليس لان ضياء يعرف انه يرى لؤي معه و ليس بسبب كلامه الغريب الذي لم يفهمه بل (لم تضع كلمة اشعر في جملة تعنيك من قبل .. مهما كان ما تقصد)

اخد يده ليمسح تلك الدموع من وجهه : انا اصدقك ساسمعك دائما اخبرني فقط .. ان كنت تشعر بهذا فانا سانتظر لؤي معك و نجده معا .. اكنت تخاف ان ابتعد ايضا كالجميع

~يصدقه~ كم تمنى سماع هذه الكلمة الكلمة التي عكسها الجميع ليدمروا ما تبقى من حياته بل و فوقها ضياء سينتظر معه : كنت خائفا جدا اريدك ان تبقى معي ..لا امي و لا ابي من بين الجميع اختف ذلك الضلام بوجودك😢 ضياء لا تبتعد لا اريد ان اعيش هناك مجددا

ابتسم لحماقته فكلامه مازال واضحا : ستبقى اخي لاتقلق لن يتغير شيئ

تلك الكلمات كانت كالحلم عنده فعاد ضياء لضمه فيبدو ان عقل بهاء اعتاد رفض الجميع و كالعادة على ضياء اعادة كلماته : ساصدقك دائما .. لؤي سأجعله يفهم حتى لو كان اخر شيئ افعله في حياتي صدقني لن اتخلى عنه ابدا

حتى ضياء اصبح احيانا يحدث لؤي حين لا يعرف ما يفعل اما بهاء فقد رد مباشرتا : تعرف انه لا يسمعنا
_ومع ذلك اخبره انا افهم ماحدث الان

الجميع حاول اقناعه بان اخاه لم يعد موجودا دون ان يحاولوا فهمه ، لم يكن سهلا عليه تقبل الامر لكنه مدرك حقا بوفات اخيه فماذا كان سيفعل و هو يراه بكل مكان حوله، يسمعه، يلمسه، يحدثه، و حين عبر عن ذلك لاقرب الناس بعد اخيه يعامل كمجون فقد عقله ، حقيقة ما حدث ان الجميع تغير حوله فما كان منه سوى ان يصمت ليصمتو و يرتاح ببساطة لا احد صدقه او ساعده فقط وجد من يهاجم من كل جهة المنزل المدرسة الشارع فقال اخر شيئ يؤلم مع محاولة ضياء جعله يهدأ : انا لم اره قبل الحادث لم اسمع اخر ما سيقوله لي ..على الاقل اردته ان يعلمني كيف اعيش في غيابه لكن اعتقد انه سيقول كلامك ساعيش في هذا العالم الحياة لم تتوقف و لا تقتصر على شخص واحد ضياء انا حقا بخير و انا معك
_لو توقفت وقتها ما كنت لاراك انت افضل صدفتا قابلتها في طريقي صدقني
_كفى حماق لم تعرف الا المشاكل من يومها و انت تبكي من اجلي اصلا انت لا تبكي الا لهذا السبب لدرجة انك اخبرتني انك تريد ان تعيش لهذا اليوم متجاهلا كل شيئ اردت ان توصلني هنا حتى و انت لا تعرف مايحدث
_مشاكل اخي مشاكلي عندك اعتراض لاباس باي شيئ ان كان من اجلك

~اخي~ هذا وحسب كان كفيلا بان يزرع الراحة داخله ، كان محقا و ما حدث اثبث ان لا شيئ افضل من اخوتهما

لحضات حتى قررت السماء ان تمطر و كأنها تبكي لحاله ايضا فتجها بسرعة تحت الشجرة لكن بهاء مازال يتنهد و هذا ما يعني انه لم يبكي لسنتين حقا

انه مدرك الان لخطورة مرضه فلتفت له متناسيا حال الجو : اسف اعرف ان كل ماحدث قد يكون سيئا بنسبة لقلبك ..انا

اسنده ضياء لصدره فحقا لا ينقصه الان ألم اخر : اتسمع هو ينبض إهدأ فقط انا معك
_معك فقط .. انا لا ارى غيرك ..
_افهم هذا الان .. اسف
_كانت ستعرف في النهاية اني لم اكن بخير طول الوقت صمتي لا يعني ما فهموه كل هذا من اجل اني حاولت ان افهم

لف ضياء دراعيه حوله محاولا احتوائه و كل حزنه : كان خطا كبيرا و وجدت حلا كما قلت لي لن يعاد هذا مهما كان ماسيحدث
_لم اعرف ما افعل غير البقاء هكذا انا مدرك لما فعلت و افهم ما يقصدون لكني ..
_لست كذلك و ساقتل الجميع
_احمق هي عائلتي في النهاية.. عائلتي
_وانا واحد منها صحيح

رفع رأسه ليرى وجهه مبتسما و طبعا ضياء جزء من عائلته

ابتعد ضياء للحظات ليخرج غطائا خفيفا من حقيبته ثم نزل ارضا و يجلس مستندا لشجرة طالبا من بهاء ان يقترب ، فضمه لصدره مجددا و لف الغطاء لهما : لا اريد ان نمرض
_و فكرت بهذا ايضا

مسح على رأسه ببتسامة مطمئنة : يمكنك ان تنام عندنا وقت حتى نعود .. استرح

رد بستياء و صوت حزين : ضياء لست صغيرا
_كن صغيرا حقا لمرة واحدة .. لتنم حتى يتوقف المطر ونعود سيكون كل شيئ بخير لست وحدك الان
_سينتهي كل شيئ هنا المكان هاذئ الان
_امم .. هاذئ ههه لا اعرف كيف سنعود لو بقي الجو هكذا اممم حسنا لن نعود لاحد سنبقى معا فقط 
_ضياء امك تنتظر

ابتسم لينبه فيوجد من ينتظره : و امك ايضا

تشبت بهاء بالاخر متمنيا ان لا تنتهي هذه اللحظة لتنزل اخر دمعة : ان كان حب اخي يعتبر جنونا فانا لا اريد ان احب احدا هذا ما تعلمته وقتها
_كفى قولا لالحماقة الان
_انت الشخص الوحيد الذي لم استطع خداعه لماذا

مسح تلك الدمعة و هو يحدق بتلك العيون التي احمرت من كثرة بكائه : امم اولا اتعرف نسيت شيئ قد قلته لامل
_ههه ماذا
_ لن اسمح لاحد ان يمسك بسوء هذا واضح استرح فقط و اخبرتك من قبل

قبل جبينه بكل راحه ليهدأ كل ما بداخل بهاء تماما فاكمل : هذه السبب ههه لاتفعل هذا الا لي

رد بهاء في نفسه (توقف عن حماية كطفل صغير رغم اني الاكبر هنا لكن..) فاغمض عينيه مبتسما : اريد هذا حقا

يريد ان يكون صغيرا حقا بل ان يحميه شخص ما، شخص يعتمد عليه كما لؤي، شخص كضياء الذي لن ياخد احد مكانه

ضحك ضياء بخفة لرده فضمه اكثر : لاتخف من شيئ و تعرف من اين بدأت تلك القبلة
_نعم انها امي

ابتسم اخيرا فوقت الراحة قد حان اما ضياء فتاه بتفكيره بما كان يقوله طبعا اي احد سيفهم ما فهم الجميع عن تصرفات و كلام كذلك لكن بنسبة لضياء فهو يعرف بهاء حق المعرفة فلو قال شيئ فمؤكد انه يعني شيئ ما و المهم (ان كان عقلك الخارق مجنونا فمن العاقل الذي سيبقى على وجه الارض )

لم يتوقف المطر عن الهطول و هما تحت الشجر فبقى ضياء يحدق بالمطر في حين الاخر نائم بين دراعيه

بدى الامر و كأن ضياء افسد خطة بهاء باخبار والدته عن عالمه فهو اخفى كل شيئ عن الجميع حتى لا يعاد ما حدث

بهاء شخص يصعب فهمه حقا فطول الطريق كان يبتسم لينفجر باكيا في القمة ، ما تأكد منه ضياء ان الاخر مختلف قليلا عن الاخرين و انه بدل ان يتذكر ذكرياته بهاء يعيشها مجددا

تلك الابتسامة الهادئة كانت تخدع الجميع ليبدو بخير و بهذا لؤي و حبه ليس سبب الذي جعل عالم بهاء يتشكل بل ابتعاد الجميع و خدلانهم له

في هذه اللحضات ضياء تمنى لو اتى بهاء قبل هذا لو عرفه قبل سنتين مثلا ماكان ليتركه وحده و ماكان لكل هذا ان يحدث له و بما انه عاش تلك السنتين ايضا فاخيرا تعلم شيئا مهما : انا فعلا احمق ماذا سيمنع ان اعيش سنوات اخرى معك .. مجرد مرض و سيشفى .. رغم ان كل ما يحدث بيننا غير منطقي تقريبا ههه لكن من يهتم  للعالم كان يكفي ان تتمسك بي بطريقتك لاتمسك بالعالم الذي ساعيدك له .. شكرا علمتني معننا اخر لذلك الخوف

مايشعر به الان كان نفس ماشعر به لؤي يوم ولد بهاء : ههه هذا اخي انا .. ساتقبله كيف ما كان

.............
نظر لصغر يديه لا يفهم شيئا فمتى عاد لمنزله لحظات ليتجه اخاه امام ناضرية للباب خارجا فاسرع ليمسك يده فلتفت مبتسما له قائلا : بهاء ستكون هاذئا في غيابي صحيح

هز برأسه موافقا لكنه تذكر شيئ مهما : ضياء الان .. سيخبرك

استغرب ذلك لينزل عنده محاولا فهمه فقال بهاء : مهم.. ضياء بسرعة

وافقة على رؤيت ضياء ليتجها للمنزل المجاور دق لؤي الباب و لحظات ليخرج صغير لم يكمل الرابعة من عمره بعد فتقدم بهاء عنده محدقا بوجهه : ضياء كما قلت لي .. هيا اليوم .. لؤي هنا

انخفظ لؤي عندهما لتحمر وجنتا ضياء الذي يحاول قول شيئ ما : كما بهاء انا .. انا

اراد لؤي ان يفهم لكن ضياء عاجز تماما عن قول اي شيئ تحت اصرار بهاء فما كان منه سوى اتخاد خطته المعتاذة ليتحدث الاخر فقال بهاء ببتسامة بريئة : لؤي انا احبك

فاعاد ضياء كلماته بلهفة :و انا احبك مثله

كان على لؤي ان يفهم ذلك بسبب احراج ضياء فقَبَل جبينهما ثم ضمهما له: هههه و انا ايضا احب كلاكما ابقيا معا دائما اتفقنا

اعتذر بهاء لانه قد يتاخر بسببهما فتبعه ضياء بالاعتذار فوقف لؤي بسعادة : لاباس وداعا .. بهاء انت الاكبر الان اعتني جيدا بضياء مفهوم

هز برأسه لينفد طلب اخيه و حين ابتعد التفت لاحراج ضياء ببتسامة : لؤي قال .. انت اخ لنا .. ضياء .. ابتسم فقط
............

توقف المطر و تفكير ضياء لم يتوقف فلاخر مرة قرر ان يكون لؤي و يواجه الجميع من اجل اخيه و يبقى سؤال (لؤي كيف علمته ان يثق بنفسه هكذا رغم وقوف الجميع ضده)

مرت قرابة الساعتين ليفتح بهاء عينيه مستيقظا من نومه و اول مارآه ضياء طبعا فعانقه مبتسما ليخبره انه رآى لؤي و يدرك انه كان بحلم جميل جمع ثلاثتهم

ابتعد محدقا بوجه ضياء ليقول بتفائل واضح و مزاجه باحس حال : اتعرف لم نخبر لؤي بشيئ مهم من فترة طويلة

اندهش ضياء من كلامه فوقف بهاء ليذهب للمرتفع مجددا فحذره من الانزلاق فالارض اصبحة موحلة جدا لكن بهاء اكمل طريقة ليعود لرفع صوته مجددا : لـــــــــــــــــؤي اشتقت لك كثيرا .. لاتقلق انا بخير حقا يمكنني ان اعيش الان .. اسف لكل ما فعلت بحياتي بدونك .. اسف لامي و ابي ايضا  و لقد عدت لضياء رغم انه احمق لكنه سيبقى معي دائما .. مهما كان ماسيحدث مستقبلا انا لن اتركه ساعتني به جيدا و سنجد حلا معا .. اخي شكرا لكل شيئ احــــــــبـــــــك

فعلا صوت صراخ ضياء بجانبه فجأتا : لــــــــؤي ساكمل ما بداته سنجد حلا لكل شيئ لن يظلم اي عالم حوله مجددا حتى لو لم اكن موجودا ساكون معه اعدك بهذا لن يبقى وحده ابداااا .. اخــــي انا احـــبــك ايضا سننتظرك .. شكرا لاني اخ لكما

ضحك بهاء بخفة لما قاله ثم صرخ قائلا: لؤي اتعرف ضياء ليس محرجا

لم يفهم ما يقصد فالاخر لم يخبره بتفاصيل حلمه فصرخ بهاء مجددا ضاحكا من كل قلبه : هذا مريح جدااا كل شيئ هاذئ عدى انا هههه

فاخدا يرفعان صوتهما في جو سعيد : احححمممق اتسمع
_ليس بقدررك .. يجب ان اجد دواءا لحماقتك بسرعة

هدأ ضياء رادا : لست كذلك سنبقى معا حتى يصل ذلك المستقبل

اما صراخ بهاء لم ينتهي : نعم .. امــل سيكون شخص مذهلا لذلك وافقي بسرعة

احرج ضياء ليضحك بهاء على منظره فعاد ادراجه تحت الشجرة ليجمع الاغراض و بهاء يصرخ من مكانه :شكرا لمجيئنا هنا

رد بصوت يسمعه : فهمنا انك لست هادئ توقف
_لااااا ههههه اشعر انه يمكنني النوم وحدي .. لــــؤي انتهى كل شيئ كل مابداخلي مرتاح وهااااذئ جدااااا

مازال كلام ضياء هاذئا : ههه جييد اول مرة اتوقع شيئا ويحدث

عكس صخب بهاء : سنعوووود لالمنزل لن نبكي مجددا .. سنبقى سعداء فقط من اجل قلب ضياء

استدار لينظر لضياء الذي يضحك مكانه و مازال يصرخ : ستكون بخير وسنكون معك دائما
_انا هنا يمكنني سماعك هههه
_انـا وامــك وامــي ولن ننسى امــــل
_ااه اصمتتتت

نزل عنده بعد ضحك دام للحضات و ليصرخ لاخر مرة : ضياااء اخر شيئ انا حقااا ..

ضمه بسرعة ليكمل مكانه : انا حقااا احبك .. اتعرف تمنيت فعل هذا من وقت طوييييل انا احمق حقا .. لاشيئ مخيف انا ساعتمد على اخي

قال ذلك و لتنزل دمعته في حين بهاء مبتسم بسعادة : لينبض بحرية الان و  ستجعلني احب هذا العالم ايضا فلا تبتعد لنعش مع الجميع فيه
_طبعا .. سنفعل ذلك
_ضياء .. شكرا انا حقا بخير
_بل شكرا لاني انا و ليس اي شخص اخر هذا حقا يسعدني
_احمق ههه و هل شخص سعيد يبكي

ابتعد ليمسح تلك الدموع التي نزلت : قلت انه يشبهك هههه و سابقى اكره هذه

ابتسم ضياء برضى ليختما رحلتهما، حملا الاغراض لينزلا قليلا فقال بهاء بتفائل واضح : سنصل ليلا و يمكنني رؤيت النجوم مجددا معك

اشار ضياء لسماء و هو متقدما بخطوة : سترى الغيوم اسرع او ستمطر مجددا
_ههه حسنا متى سناكل انا جائع
_سننزل قليل ثم ناكل .. حتى لاتصرخ مجددا
_هناك من كان يستمتع بهذا ههه
_حسنا اسف ابقى هاذئا احسن
_ههه انا كذلك

وما ان خطى خطوة اخرى انزلق لتتسخ ملابسه من الخف ليعلو ضحك بهاء : اننتبه اححمممق .. حظك ابتسم هااا
_حسنا فهمت جييدا انه سيئ اااه

مازال يضحك ليتسائل : لكن ماذنبي انا
_انت اخي فتحمل فقط
_حسنا حسنا ههه اظن ذلك

وقف ضياء مكانه و بعد تحديقه بضحك بهاء صرخ فجأة من المنظر الذي خلفه فاشار له بلهفة : بهــــــــاء انظر هناااااك

صمت ليستدير خلفه و يعجز تماما عن التعبير، جبل عال جدا قد لامست الغيوم الرمادية قمته كان بالجهة المعاكسة لالتي كان يراها بهاء و يصرخ من قبل بعد ذلك الصمت و التأمل قال : ضياء اتريدني ان ابكي مجددا

اما ضياء فهتف بسعادة فيمكنه ان يحقق طلب بهاء اخيرا : اااااه يمكنك ذلك ستلمس الغيوم حقااا هنااك
_هههه اظن ذلك

ربما كان ذلك بسبب المطر لم يتحركا من مكانهما و قبل ان يحدث بهاء نفسه سبقه ضياء ضاحكا لياخد رقبت بهاء عنده : اريد الوصلك هناك اخبرتك انك ستقول شيئ كهذا في نفسك
_هههه لما كل ماتتوقعه يحدث اليوم طبـــــعا لنصل هناك لكن لن نبكي سنكون سعداء فقط
_ههههه يمكنك ان تصرخ لم ننزل بعد

قال ذلك بعد ان ابتعد و تضاهر بغلق اذنيه ليصرخ بهاء : اريــــــــــد الوصول هنااااك اريد هذا حقاااا سنكون اقرب لسماء بكثثثيـــــــــــــر

فصرخ ضياء بجانبه : لاتفكر كثيـــــراااا ساوصلك هناااك ايضا 

اخفظ بهاء صوته فعلى ما يبدو الامر مستحيل لكن عند ضياء خطة : لا ساقنعهم ولن نعود وقتها سنكون ليلا هناك لترى افضل من افضل منظر دعنا نكبر اكثر و سيوافقون
_عطلة من المدرسة .. اهذا ما كان يحتاحه عقلك ليعمل .. ههه خطكك مثالية اليوم

رد بفخر : ههه لا تستهن بي

ضحك قليلا ليلتفتى للبناء المهجور قربهما الذي ضناه بئرا اول مرة لكن بعد تفقده كان منزل قد توقفو عن بنائه بعد بضعة جدران و يبدو قديما جدا بعد ذلك نزلا بضعت خطوات ليقول بهاء بمزاح : يمكننا ان نهرب هنا كل عطلة و نحضر طعاما اكثر ليكفيك

رد ضاحكا : حتى انت اصبحت تاكل كثيرا
_احــــمق بسبببببببك

كل شيئ كان هاذئ ضحكا بكيا و الاهم تحدثا عن كل ما يخفيانه من خوف كل ما قرراه هو اعادة السنتين الماضيتين بطريقة افضل بما انهما معا سيعتمدان على بعض و لن يخافا من شيئ

حتى انا ظننتها النهاية لكن لم تكن كذلك فهل تلك الحرب التي  بداخل بهاء انتهت هكذا، هل وجد بهاء نفس حقا ليبدأ من جديد

********
كتبت بدموعي و ليس بهذه الحروف نزلة دموعي في كل مرة وجدت هذه 😢 بها
ان لم  تبكي فسيقتلك ضياء 😢😢

مارأيكم بما حدث في الماضي .. ماذا سيحل كل هذا .. هناك نقطة لا اعتقد انكم انتبهتم لها .. مجرد كلمة ستفك كل شيئ .. فمع شخص كبهاء عليك التركيز مكانه 😶😶

في النهاية هل من حل لكتابت كل ذلك الحوار الطويل بشكل مؤثر لتصل مشاعره  بدل وضع هذا 😢😢 لاني لم اعرف كيف اعبر دون قطع كلامه .. انتظر نصيحتا منكم

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top