~•°|مساعدة|°•~
•
°
•
°
ضرب الباب بقوة كبيرة ، لتأتي إمرأة متوسطة في السن وتفتحه أرادت الصراخ بوجه ابنها ، لكنها صعقت من الفتى الذي في أحضانه
_ مَن ؟! ما به ؟! لما هو بهذه الحالة
أجابها باضطرابٍ وخوف :
_ أرجوكِ أمي أحضري لي منشفًة وماءٍ بارد
اومأت إيجابًا لتذهب وتحضر ما طلب إبنها منها
دلف إلى غرفته بسرعة أخذ منشفًة كبيرة وثيابًه الخاصة به ، خلع ملابسه المبتلة عن الفتى ونشفه ليلبسه ملابسه وضع المنشفة التي أحضرتها والدته في الماء ليعصرها جيدًا ويضعها على جبينه
_ بنيّ ، إذهب وبدلّ ثيابك ، سأعتني به ريثما تعود
ابتسامة كبيرة ظهرت على وجهه لتلك الفكرة التي ضربت بعقله ، تقدم ليقبل جبين والداته
أمي شكرًا لكِ
صعد الدرج بسرعةٍ كبيرة ليأخذ حمامًا ساخنًا ، ويرتدي ملابس دافئة ومريحة ، ثم ذهب إلى الأعلى قاصدًا العلية ، عبثَ في أشيائه القديمة ليخرج ملابس كثيرة لفتى في العاشرة ، أخذ أثقلها ونزل على عجل
تبسمت الأم عن رؤيتها لملابس ابنها الذي كبرَّ أمامها
_كيف هو الآن
طمأنته أنه بخير لتساعده على تبديل ثياب إبنها التي كانت واسعة وكبيرة عليه
أنهيها ذلك ليعد كأسان من الشوكلاه الساخنة
رشفت الأم منه لتقول :
_ ريو ألا تظن أنه من عائلةٍ غنية ؟!
أخذ كأسه باحثًا عن الدفء :
_ لا يا أمي لا أظن ، بشرته بيضاء و شعره أشقر وعيونه زرقاء لكن ألم تلاحظي ثيابه المبتلة رغم بساطتها إلا أنها لم تبدو للأغنياء قط
همهمت بتفهم :
_ لكن لما هو بهذه الحالة
أراد إجابتها لكن صوت رنين الهاتف تعالى في الغرفة ، حدق ريو بحزن عندما علم هوية المتصل
رفع سماعة هاتفه ، لكنه كان متيقن من الإجابة وبالطبع هي " لا لقد رفضت "
قاطع تفكيره صوت رجلٍ من الهاتف
_ مرحبًا سيد ريو ، أنا أتصلُ بكَ لأعلمكَ أنكَ قد قبلتَ في مدرستنا غدًا أولُ يومٍ لك أرجو أن تكون عند حسن ظننا
هو لم يصدم فقط بل شكَ بسمعه ليقول بتلعثمٍ واضح :
_ ما.. ماذا قلت .. سيدي ؟!
ضحكَ الرجل على ردة فعله ليعيءد كلامه بطريقة بطيئة :
_ لقد .. قبلتَ في مدرستنا .. غدًا .. أول يومٍ لكَ أرجو أن تكون عند حسن ظننا .. أستاذ ريو
توسعت حدقة عينيه ليشكر المدير مرارًا
_ شكرًا لك ، شكرًا لك ... أنا لا أصدق شكرًا لك
قهقه هو لم يتوقع أن الأمر محمس لهذه الدرجة أغلقا الهاتف مع عبارات الشكر المتكررة
نظر إلى أمه التي تفاجأت فما الذي يحدث ليكون متحمسًا لهذه الدرجة ...
أمي ... لقد تم قبولي وأخيرًا
بدا كطفلٍ في الرابعة بهذا التصرف
_ هذا لأمر رائع يا بنّي أنتَ تستحقها أرجو أن تبذل جهدك بهذه الوظيفة ولا تقصر أبدًا
اومأ لها إيجابًا ، سرعان ما سمع أنينًا وشهقات متقطعة ركض ٍ إلى غرفة ليونهارد ، ليجده ضامًا نفسه و دافنًا وجهه يحاول كتم شهقاته التي تتعالى تدريجيًا ، تفاجأ من ذلك ليجلس على سريره ويقترب منه حاول لمسه لكنه ارتجف ليتمتم :
_ لا .. تقتربوا .. لا .. لا
تقدم ليحضنه محاولًا طمأنته أنه ليس شخصًا سيئًا ، ربت على كتفه مرارًا حتى هدأ ثم قابله لتلتقي زرقاواه بعينيه حاول تجنبه ليبعده عنه بقوة
ابتسم ليقول :
_ تتعرض للتنمر أليس كذلك ؟!
تفاجأ فكيف عرف ؟
هل يثق به ويخبره ؟
هل سيساعده إذا علم بما يجري له ؟
قال بصوتٍ مبحوح ولكن نبرته لم تخلُ من الغضب أبدًا :
_ لمَ أنقذتني ؟ لمَ لم تتركني أنفذ ذلك ؟ من أنتَ أصلًا حتى تسألني؟! ثم اللعنة هل تعرفني لتستضيفني في بي..
قاطعه ليربت على كتفته
_ أدعى ريو آلبرت ، مرشدٌ مدرسيّ سأعمل منذ الغد أعني أني سأتعامل مع طلابٍ لطيفين مثلكَ أنت
ارتاح لنبرة صوته ، شعر بالأمان له مسح دموعه لتظهر شبح إبتسامة عليه ليقول :
_ سعيدً لأني تعرفتُ عليكَ ريو ، أنا ليونهارد روبرت ، في أيّ مدرسةٍ ستعمل ؟
توسعت عينيه عندما سمع اسم عائلة روبرت
قال بسرعة
_ أحقًا ؟! هل حقًا أنتَ من عائلة روبرت؟ أمي كان معها كل الحق في ذلك ؟
أنزل رأسه بحزن ليردف بصوتٍ متوتر :
_ ما الأمر ؟!
أجابه :
_ مضى شهرٌ على هذه الحادثة لكن نحن فقدنا كل شيء نعيش الآن في كوخٍ صغير أمي تعمل في مشغل خياطة وأبي يتلقى الإهانات على ما حصل
وأن..ا وأن.
انهمرت الدموع من عينيه الزرقاوان ضمه مجددًا إلى صدره محاولًا تهدأته
_لا بأس يا ليو ، هذا ليس عيبًا ، وما الأمر في هذا لكن يا صغيري لا يجوز أن تقدم على الانتحار فقط لسببٍ كهذا أليس ذلك صحيحًا ؟!
نفى ذلك الأمر وهو يعاود مسح دموعه التي تأبى التوقف
_ لا ... لا لم أفعل ذلك لأننا خسرنا كل شيء ... تعرضت للتنمر مرارًا في المدرسة هم فعلوا الكثير ، اهانوني لم أستطع الدفاع عن نفسي ، كنتُ بخير وحاولت أن أكون بخير ، لكنهم لم يقصروا على ذلك دخلوا ... إلى مأوانا ودمروه وسخروا منا كثيرًا
قبض ريو يده بينما الأخرى تربت على ظهر ليونهارد ، هدأه مرًة آخرى ليقول :
_ لا بأس ، سنحل ذلك
اخبرني فقط في أي مدرسةٍ تدرس ؟!
قال بين شهقاته :
_ مدرسة الحياة
ضحك وتعالت ضحكاته ليرفع ليونهارد رأسه مستغربًا من ردة فعله
_ ماذا هناك ؟
أجابه وهو يضع يده على معدته
_ لا أصدق هذه الصدف ... أنتَ وأنا سنلتقي مجددًا
أجابه بعدم فهم :
_ ذكيف ذلك ؟
_ منذ الغد سأعمل مرشدًا لمدرستكم أليس هذا رئعًا
قالها وهو يرفع يديه للأعلى بنصر
ضحك الأصغر عليه ليقول :
_أجل أجل أستاذ ريو
انفجرا كلاهما بالضحك وتحدثا كثيرًا ريو وعده بأن يحلَّ مشكلة التنمر في المدرسة ويحلُّ ما يواجهون
أخذ يحاول إعطاءه النصائح ويشرح له ماذا يفعل او كيف يتصرف
_ إذًا عزيزي ريو ، تعرف أن التنمر دارجٌ بلا شك وأرى أنهم يتنمرون عليك لأنكَ كنتَ في السابق من أحد ارقى الأغنياء
أومأ له بعد ان أخفض رأسه بحزن ليردف ريو
_ لا تبتئس ، ليس هناك أيُّ عيب ، هي أقدارٌ مكتوبة و مشاكل نحلها فقط بالتأني أنتَ تعلم ذلك الصراع بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء وتتخللهما الطبقة الوسطى ، أعني كأمثالي لربما يعانونَ من التنمر ، الجميع يعاني من التنمر أتعلم من هم ؟!
هز رأسه نافيًا ليتابع كلامه
_ ذو الشخصيات الضعيفة ، و أنا الآن صنفتُ شخصيتكَ هذه بأنها منطوية و لا تملك أيَّ أحد يقف معها وكتومٌ جدًا وبما أنكَ لم تخبرني بكل ما حصل معك فبالتأكيد هناك ما تخفيه هل تكتبُ على ورق ؟ لا تجب بشيء أعلم أن الكتابة مريحة فعلًا لكن هذا لا يغنيكَ عن شخصٍ تبوحُ به عن كل ما يحصل لك وأنتَ لا تملكُ أيُّ أحد وهذا واضح ، الآن أعطني تلك الأوراق
نظرت خضراوتاه إلى ليونهارد ليتفاجأ بدموعه الحارقة على وجنتيه ويحاول كبحها لكن ماذا ؟ هو لا يقدر حتى
نهض ليقترب إليه ويبعثر شعره الأشقر
_ ما الذي يبكيك أخبرني ؟
حاول أن يخبره ليجمع كلماته المشتتة
لقد.. لقد.. قد تركتُ ... مذكرتي بالقرب من الجسر
_ لم أرَ شيئًا هناك
ليمسح له دموعه ويردف
_ لا تبكِ لقد توقف المطر هيا لنذهب لإحضارها ثم سترفقني للمدرسة لألقي نظرة عليها ونذهب بعدها لمنزلكم
تحمس للفكرة لينهض بمرح
_ هذا رائع ، لكن ربما لن نجدها على حالها أنا متأكد أنها قد أتلفت
طمأنه مجددًا ليحضر له سترة ثقيلة أعطاها له ليرفضها ليو
_ لا أريدها هذا يكفي شكرًا لك يا أستاذ ريو على كل ما قدمته لي
عقد حاجبيه بانزعاج :
_ ما هذا الذي تقوله يا صغير ، أنتَ لا تعير لصداقتنا أي اهتمامٍ حتى ، وثم ما هذه "أستاذ" لا تناديني بهذا إلا وأنا أعمل ، أرى انكَ صغير ولا تتعجب إن أصبحنا صديقان هذا ليس سيئ أتفهم سأكون أخاكَ الأكبر منذ اليوم هل هذا واضح
ارتعب من كلامه ليقول بخوف :
_ ح..حاضر يا أخي ريو
تبسما واتجها إلى الجسر
•
°
•
☁انتهى البارت ☁
يتبع...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top