Chapter 21
النُّضج..
هو أن تُدرِكَ اليوم، سَذاجَة تصرُّفِكَ بالأمس! 🧡
----
صوت همهمات كانت تحوم حوله ليستجيب لصوت عقله ويفتح قزحيتيه الزرقاوين بكل هدوء ليقابلة سقف الغرفة الابيض المزخرف .. انه بقصر والده بالعاصمة ؟!!
ضيق عيناه محاولاً التذكر لما حدث لتتوسع عيناه بصدمة !!! .. ذلك الطبيب هل قتله ؟! .. هل استعمل تلك القوي الغريبة ؟! .. هل ...
توقفت أفكارة علي شعورة بأحدهم يحاول ان ينبهه انه ليس بمفردة ليدير بصرة وتلتقي عيناه بأعين اصدقاءة القلقون ؟!!!!
":_هل انت بخير يا رين ؟
بادر جاك بقلق لتتجه انظار رين له بينما يحاول ان يعتدل باستنادة علي يديه ليقترب منه ماكس يساعدة ..
فتبسم رين مجيباً : لا تقلقوا انا بخير .
بادلوه رفاقه بالابتسام ليقترب آلبرت متسائلاً بهدوء : حقاً ؟! ام تكذب علينا ؟!
نظر رين له بهدو ليتمتم بملل :"احمق".
نظر له آلبرت بغيظ ليتقدم منه يضربه علي رأسه كعقاب له ولكن رين راوغه ضاحكاً باستفزاز فنظر له اصدقائة بدهشة بينما هو نظر لآلبرت الذي سقط علي السرير هاتفاً باستفزاز : احمق كتايلور !
شهق آلبرت وقد استفزه كلامه وقبل ان يفعل شئ ترك رين السرير ليخرج مسرعاً تحت دهشة رفاقه بما يحدث بينما ينظرون لآلبرت الذي لحق به والغضب يملئه متوعداً له بالانتقام !!
بعد ساعة كان رين جالساً بجانب والده الذي ارتاح لاستيقاظ صغيرة ولكن كان ينظر له وللاولاد بيأس فرين منذ استيقاظة وهو يتعارك ويستفز آلبرت الذي يحاول الانقضاض عليه لولا امساك باقي الرفاق له يمنعونه بينما يقهقهون علي تصرفهم .
:_رين هل يمكنك التوقف قليلاً عن الشجار انت وآلبرت ؟ فقد اصبتموني بالصداع !
نطق كايتو بينما يضغط بسبابته وابهامه بتعب منهم لينظر له رين قائلاً بهدوء مبتسماً : اسف ابي سنذهب نحن من هنا لنلعب خارجاً بكرة القدم .
انهي كلامة بالنهوض متوجهاً للخارج ليمسكه كايتو من معصمة فنظر له رين باستفهام بينما تحدث كايتو بعدم رضا : هل انت واعي لما تقوله يا رين ؟
تنهد رين وعبس ليتقدم منه جاك ضارباً رأسه بقلة حيلة : غبي انت يا رين .. لا يمكنك اختيار لعبتك نحن من سنختار .
:_ماذا ؟! ..تمزحون أليس كذلك ؟!!!
هتف رين بدهشة وعبوس شديد مستنكراً ليضحك رفاقه عليه وتقدم ماكس وزين لسيحبانه من يده للخارج يضحكون ويستفزونه بينما لم يتوقف عن التذمر فيما تابعهم كايتو بنظره مبتسماً الي ان غابوا عن نظره .
.
.
.
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ...
كان تلك العينان تحدق بالفراغ بينما يستلقي علي السرير بغرفته المظلمة التي لا ينيرها الا ضوء القمر المنبعث من النافذه التي تحرك الهواء ستائرها الفيروزية ..
كان يتعمد ان ينام بوسط ظلام الغرفه الدامس كي لا يعلم احد انه مستيقظ بينما تلك الافكار تدور بعقله بكثرة فحقاً هو الوحيد المستيقظ بهذا القصر فقد نام الجميع !!
مل من التفكير بالاحداث منذ طفولته الي الان ليعتدل عن سريرة يغادرة بخطي متزنه كي لا يعبر وسط الظلام بدون ان يصاب .. يريد الان وبشدة شخص يسمعه .. شخص يدعمه .. احداً ينسيه تلك الذكريات السيئة !!
وقف امام باب احدي الغرف بتردد فهل يدخل ام يتركه نائماً ويغادر هو ؟! .. لكن هو هكذا سيزيد بالتذكر بتلك الزكريات وهو يريد نسيانها تماماً .. فقط لما عادت اليه ذاكرته ؟! .. لما لا يفقدها مجدداً فقط ؟!! علي الاقل سينسي تلك الاحداث المزعجة!!.
دخل بهدوء بعد ان فتح الباب بخفه بدون ان يصدر اي صوت ليقترب من النائم بعمق علي السرير ليتوقف امامة منزلاً نظره للارض بندم فهو سيوقظه هكذا ! .. ألا يكفي انه يتحمل تصرفاته ومشاكله دون ان يتذمر ؟!
لكن بعد التفكير والصراع .. فازت عاطفة رين ليقترب من سرير والده ليندس بقربه مغطياً نفسه دون اصدار صوت معطياً ظهرة لوالده النائم .
كان يظهر بملامحة الكثير من الحزن وبدأت ذاكرته تعرض عليه ما حدث في ذلك المكان وكيف ان ماكس اختطف معه للمرة الثانية ولو لم يفعل ما فعله وحرر تلك الطاقه التي شعر بها تسري بجسدة فجأه لما كان نجي مع رفيقة من هؤلاء ....
احس بيدين تحيطة من معدته و تسحبه ناحية جسد الاكبر الذي رفع احدي يديه يلعب بشعر ابنه هامساً بلطف : لما صغيري يبدو حزيناً ومتضايقاً ؟ .. هلا تخبرني ؟
ترقرقت الدموع بعين رين ليغمض عيناه ويستدير بجسده كله ليغمره بحضن والده متمسكاً ببيجامة نومة فأحاطه كايتو بذراعيه يلفها حوله ليبادله الاحتضان بحنان وصمت منتظراً من الاصغر ان يتكلم .
بعد صمت دام لمدة ليست بطويلة همس رين بصوت مكتوم : أبي هل نمت ؟
همهم كايتو بمعني لم يفعل فتابع رين بهدوء : ابي هل انت غاضب مني ؟
عقد كايتو جبينه باستغراب فلما سيفكر رين بأنه غاضب منه ، فسأل : لما اغضب منك وانت لم تفعل شئ ..
قاطعه رين بصوت حزين مكتوم بينما يدفن وجهه اكثر بصدر والده : لكني قتلته ..
صمت كايتو بدهشه وخاصة حين أحس بدموع رين الحارة بينما يشد بقبضته علي بيجامته اكثر وما دامت الا ببضع شهقات خرجت ليشتد كايتو من احتضانه هامساً بأذنه بحنان وقلة حيله : إبكي كما شئت بني لن امنعك .. اخرج كل شئ يرهقك .. فقط اريدك ان تعلم انه لولا فعلت ذلك وقاتلت بتلك الشجاعه لما كنت توصلت إليكم وعثرت عليكم ولكان ذلك الطبيب فعل شئ سئ لك او لماكس .
هدأ رين قليلاَ فإبتسم كايتو لانه تجاوب معه وأخذ يربت علي شعرة والاصغر لم يتكلم بعد ذلك بل تمسك بوالده يستمد و لو بعضً من القوة منه بينما كايتو كان صامتاً .. كان يعلم ان هذا سيحدث وخاصة حين رأي شجارة مع رفاقه وضحكاته صباحاً حين استيقظ .. يعلم ان ابنه يداري حزنه وقلقه ومشاعرة السلبية تحت قناع من الهدوء والمرح الي ان يأتي الوقت يود فيه اخراج تلك الطاقه السلبية التي ارهقته وها هو فعل ما توقعه .
انحني تجاهه طابعاً قبله ابوية حانيه علي رأسه حين احس بهدوءه وعلم انه غفي بسبب التعب والارهاق ليريح رأسه للخلف مفكراً بشرود وحزن :" كاتي .. لما تركتني وحدي مع طفلان لا يعلمان قسوة هذه الحياه الا حينما رأوها ؟.. آليكس ورين عانا الاثنان كثيراً منذ مغادرتكي وخاصةً رين فمنذ رآكِ تموتين امام عينيه وشخصيته قلبت للاسوأ .. كما ان ما حدث معه ومازال يحدث يدمره تدريجياً .. لا اعلم ماذا افعل له ليطمئن ؟.. فقط لو انكي موجودة لما كل ذلك حدث !!."
تنهد بعمق وحزن لينظر لرين النائم ثم احتضنه اكثر ولكن حركة رين وانزعاج ملامحة اثناء نومة جعل حاجبي الاكبر ينعقدان بحيرة وقلق وثواني حتي هدأ فتنهد وكاد يرجع لنومة مجدداً ولكن انتبه ليد رين التي تشبثت ببجامته من عند قلبه فضيق عيناه بقلق فهل انزعج بنومة لاجل شعورة بالألم بقلبه ؟
":_عليّ أخذه غداً والذهاب لفحصه فهو لم يذهب منذ مدة ."
تمتم كايتو قبل ان يتنهد بعمق ليحيط ابنه مرة اخري لينامان معاً بعمق غير عالمين ما ينتظرهم من مصائب !!!
.
.
في صباح اليوم التالي فتح زرقاوتيه ليجد نفسه علي سرير غير سريرة فضيق عيناه بنعاس قبل ان تنتقل زرقاوتيه لتحدق بوالده الذي خرج من الحمام بينما يجفف شعرة بالمنشفه ويطلق صفير من فمه ويدندن فإبتسم رين لرؤيتة هكذا ولم يعلق في حين انتبه كايتو لابنه ليترك ما بيده متقدماً نحوه يقول بابتسامة عذبه : صباح الخير صغيري .
اجابه رين بصوت مبحوح اثر النوم : صباح الخير أبي .. ثم توقف عن مناداتي بصغيري انت تحرجني فأنا أصبحت كبيراً .
قهقه كايتو ليرد بينما يمشط شعره للخلف ويعدل من بدلته السوداء : مهما حدث فمازلت صغيري ثم ابعد هذا العبوس يا صغيري المدلل .
عبس رين وتنهد بقلة حيله و اطرق الصمت علي الغرفه لمدة ليباغت كايتو ابنه قائلاً علي حين غُرّة : هيا حضر نفسك لنذهب لطبيب القلب ليفحصك .
كان كايتو ينتظر التذمر من رين ولكن فاجئة هذا الاخير برده الهادئ المطيع : حسناً سأجهز نفسي سريعاً يا ابي .
ختم كلامة بالنهوض ناحية الحمام بينما تابعه كايتو بشك فهل يخفي شئ عليه ؟ .. هل يتألم ولا يخبرة ؟ .. هذا سيعلمه حين يذهب للمشفي لمعاينته ..
هذا ما فكر به كايتو ولم يكن يعلم ان رين كان يشعر ببعض الالام التي تباغته علي حين غفلة منه و هذا من مدة ليست بقصيرة ولكن كان يخفي الامر ويبدو ان حالته ازدادت سوءاً بالفترة الاخيرة .
بعد ساعة..
كان رين وكايتو يجلسان بالسيارة التي توقفت امام المشفي لينزل كايتو منها منتظراً رين الذي توقف عن النزول قليلاً ليخرج من السيارة مغلقاً الباب خلفه .
دخل الاثنان للمشفي ليذهب كايتو لموظف الاستقبال يسأل بهدوء ولباقه : مرحباً .. هل يمكن لحضرتك اخباري أين اجد الطبيب مايكل اديسون ؟
نظر له موظف الاستقلال وهو رجل بنهاية الاربعين بشعر رمادي وعينان سوداء .. قائلاً بهدوء : اهلاً بك .. ودكتور اديسون انه بعيادته لديه مريض الان يمكنك الانتظار الي ان ينتهي .
أومأ كايتو ليمسك بيد رين ساحباً اياه لحيث تلك العيادة الي ان توقف وتنهد بضيق حين رأي الكثير من المرضي أمامة ينتظرون ادوارهم ليضطر ليجلس منتظراً انتهاء تلك الادوار رغم ان ذلك سيؤخره عن العمل .
رين كان جالساً بجانبه ينظر للاولاد والناس من حوله بشرود شديد سارحاً بأفكارة الي ان توقف كل شئ لديه حين فاجئة الالم علي هيئة نغزة قوية أشعرته ان سكيناً ضربت بصدرة لينحني ممسكاً بصدرة بألم وازدادت بذلك وتيرة أنفاسه وضيقها حتي شعر انه لا يستطيع التنفس !!
انتفض كايتو بقلق حين انحني رين بألم علي حين غرة ليمسكه من كتفه بقلق هاتفاً : رين هل انت بخير ..؟
لم يكمل الا ان رين ازداد اكثر بتكومه وألمه وأصبحت صوت أنفاسه أعلي و كاد يسقط لولا يد والده الذي احاطته من خصره متمسكاً به بقلق شديد ليجلس أرضاً يحدثة بتوتر وفزع ولكن رين كان بعالم أخر .. الالم سيطر علي كل ملامحة لتتغير .. أصوات الناس التي اقتربت بقلق لما حدث جعلته يشعر بالصداع فقط والتشوش ليزداد ألمة أكثر وتخط تلك الدموع علي وجنتيه متمسكاً بقميص والده الابيض.
:_يا ممرضة ارجوكِ ساعديني ..
هتف كايتو بذعر لتقترب احدي الممرضات منه تتفقد الفتي لتهرع بعدها بملامح غير سارة وثواني حتي ظهر رجل بمنتصف الثلاثينات بمأزرة الطبي بشعرة الاشقر و العينان الخضراوين التي تحولت لقلقه حين رأي من يكون المريض وخلفه توقفت الممرضة !!
هرع مايكل ناحية الجميع وابعدهم لينزل علي ركبتيه يتفقد رين بينما يسأل كايتو بقلق : منذ متي يعاني من تلك الاعراض يا كايتو ؟
نظر كايتو له بخوف وارتبك : لا اعلم يا دكتور مايكل .. انت تعرف انه كتوم ولكن ارجوك اخبرني انه بخير .
ظل مايكل يتفقد رين الذي اغمي عليه بقلق حتي توسعت حدقتيه بذعر لينظر لكايتو صارخاً بتوبيخ بينما يجذب رين من بين يديه : هل تمزح معي يا كايتو ؟ ..كيف لا تعرف انه يعاني من اعراض للمرض وتسبب بإنتكاسته !!
حمل رين بين يديه وخطي من امامة بينما يتحدث : انه لن يتحمل اكثر يحتاج لإجراء العملية قبل موعدها .. انسة كلارا اخبريهم بتحضير غرفة العمليات فوراً انها حالة طارئة .
وضعه علي السرير ليبدأ بإجراء اللازم له بينما تقدم كايتو بخوف وقلق شديد : لكن دكتور .. كيف ذلك ؟ اليست عمليته حين يكمل السادسـة عـ....
قاطعه مايكل بهدوء : لا .. الان ليس من الممكن فعل ذلك فهو بحالة خطرة وان لم يجري العملية خلال نصف ساعة فإبنك .. سيموت .
نزلت كلماته كالصاعقة علي رأس كايتو حين سمع الكلمة ليتحدث بارتباك خوفاً علي ابنه : افعل ما تراه مناسباً دكتور .. لكن حاول انقاذه ارجوك ..
:_كايتو ؟.. ماذا ؟! .. ماذا حدث لرين ياكايتو ؟
هتف تايلور الذي سمع الخبر بقلق شديد حيث هرع الي هنا ليعلم ما حدث ويطمئن علي رين .
لم يتحرك كايتو او ينظر له فكل ما حاز علي تفكيرة ومشاعرة كلها هو صغيرة الذي نقلوه من امامة لغرفة العمليات غير عالم بمصيرة ..
اقترب تايلور يساند صديقة الذي يقف بملامح طغي عليها الندم والخوف ليتحدث بهدوء : اهدأ كايتو سيكون كل شئ بخير .. رين سيصبح بخير .
غطي كايتو وجهه بكف يده و رد علي رفيقة بنبرة حزن وندم واضحة : انا المخطئ .. لم انتبه له بالايام الماضية .. انا متأكد انه كان يعاني من الاعراض المتفاوته ولكنه لم يكن يخبرني ابداً ..
ربت تايلور علي كتفه ليغادر بعدها ليشارك مايكل بالعملية الجراحية الخاصه برين فهو طبيب جراح في النهاية .
*
*
*
يتبع...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top