Chapter 19

انتشر نور الشمس داخل تلك الغرفة الشبه واسعة لتسقط علي وجه الساكن علي سريرة .

انزعجت ملامحة لتمتد يده تحجب نور الشمس عن وجهه وابتعد جفنيه لتظهر زرقاويه ليجول بعيناه بالغرفة بشرود .

استند بيديه ليعتدل بجلسته ورفع قبضتيه ينظر لهما بحيرة بينما يحاول تذكر ما حدث قبل ان يغفو ومالبث ان انتشل نفسه من التفكير ونزل من سريرة ليدلف للحمام ليغسل وجهه .

ما ان انتهي حتي توقف أمام المرآه ينظر لها بصمت وتدقيق .. يشعر ان هناك شئ غريب بوجهه لا يألفه ولكن ما هو ؟!!

امتدت يده لجبينه وتنهد بخفه بينما يرجع خصلات شعره للخلف وابعد عيناه بملل عن المرآه ليرفعها مجدداً ..

شهقه مصدومة خرجت بينما يندفع جسده للخلف خطوة وتناثرت خصلاته الداكنه علي جبينه مجدداً وثواني من التجمد حتي رفع كفه وابعد شعره عن جبهته مجدداً بدهشة بينما يحدق بذلك الوشم المرسوم بدقه بمنتصف جبينه ... رسمة عبارة عن جوهرة صغيرة بالكاد ظاهرة وعندها تذكر كل شئ دفعه واحده ليخرج سريعاً لوالده بقلق مبالغ فيه !!

نزل درجات السلم بسرعة بينما ينادي والده بقلق : ابي اين انت ؟

توجهت انظار كايتو والجميع علي رين الذي ظهر امامهم بالصاله الكبيرة ليقف كايتو بسرعه مقترباً منه ليحتضنه بقوة شاعراً بالراحة لكونه استيقظ وبخير ، كيف لا يقلق وابنه كان نائماً ليومين ولولا استيقاظة لكانوا فوتوا موعد العودة للديار !!

:_هل انت بخير بني ؟هل تشعر بتحسن ؟

نطق كايتو بقلق ليومئ رين ويتكلم بغيظ بينما يبعد شعرة عن جبهته : انا بخير ولكن ماهذا الوشم الذي ظهر علي جبهتي يا ابي ؟

تسمر الجميع بدهشة وتبادلوا النظرات فيما بينهم ليقاطعهم صوت زين قائلاً بمرح: هل غسلت وجهك قبل ان تأتي ؟

نظر له رين باستغراب يسأل : اجل غسلته ولكن لماذا تسأل ؟

تلقي ردهم بعلو ضحكات اصدقائة الخمسة وخاصة ماكس الذي سقط ممسكاً بمعدته من شدة الضحك وبسبب ملامح رين التي حدقت ببلاهه وحيرة باصدقائة قبل ان يفهم الموضوع كله ليشهق بصدمة فيما تزايدت ضحكاتهم عليه اكثر .

:_حمقي .. مزعجون .. خائنون ماذا فعلتم بوجهي المسكين ؟!

صرخ ببكاء وغيظ بينما يفرك جبينه يبعد تلك الالوان التي رسمها اصدقائة عن وجهه العابس بشدة بينما تجاهله الجميع ضاحكين عليه .

تقدم زين ليفرد كفه أمامة هاتفاً بسعادة : انظر لهذه القلادة يا رين لقد وجدت جوهري .

توقف رين لينظر لتلك القلادة الذهبية التي توسطها حجر اخضر اللون بينما تقدم بيتر هاتفاً : بنفس اليوم وجدت حجري ايضاً انظر انه بنفسجي .

تقدم جاك ليظهر حجرة الذي وجده باللون البرتقالي وألبرت كان جوهرة باللون الاحمر وتجمع الاصدقاء حوله كل واحد فيهم يظهر جوهرة الملون بابتسامة سعيده ليختم رين بإظهار قلادته التي احتوت علي حجر ازرق اللون بشكل قلب لتشع الجواهر فجأه حولهم لبعض الوقت قبل ان تختفي بضوئها تاركة دهشة كبيرة بوجوه اغلبهم .

نظر رين بابتسامة ليده التي احتوت الكوهينور الازرق وقد كان الحجر سليماً غير اخر مره كان بها معه لينظر لأصدقائة ليبتسم قائلاً بهدوء : الامر رغم كل شئ كان جيداً .. ان كان مقدر لنا ان ننقذ عالماً اخر عير عالمنا سنقوم به بالتأكيد .. انتم معي ؟

مد يده ليبتسم ماكس متقدماً ليصافحة مقبلاً علي تلك الفكرة : انا موافق .. انا معك يا رين .

ابتسم له لينظر لكلاً من زين .. بيتر .. جاك .. بالاضافة لآلبرت .. جميع اصدقائة تقدموا ليضعوا ايديهم مع بعضها بكل جدية وتأييد راغبين بالمساعدة .. راغبين بدخول ذلك العالم بكل كيانهم لإنقاذه وانقاذ عالمهم حتي لا يتدمر شئ .. راغبين بالذهاب واظهار قدراتهم .. راضيين بقدرهم المكتوب عليهم بكل امل بعودتهم سالمين من الخطر .

:_سمعت ان هناك بوابة لدخول ذلك العالم يمكنني من هناك فعلـ...

نطق رين بهدوء لاصدقائة ليقاطعه صوته الحاد : لن تفعل رين .. ولا احد منكم سيذهب الي ذلك العالم مضحياً بنفسه .

نظر الجميع لكايتو بدهشة ليتحدث رين : لكن ابي ..

قاطعه كايتو بحده بينما يقترب منه : اصمت واذهب لغرفتك رين.

عقد رين جبينه بعدم رضا ليتحدث باعتراض : انا لست طفلاً .. انا..

امسكه من كتفيه بقوة يهزه بخفه هاتفاً بغضب : بل لازلت طفلا احمق لا يفهم شئ .. انت لا تعلم شئ ابداً عن ذلك العالم أيها المغفل ..

قاطعه هذه المرة رين صارخاً بينما يدفع يده بعيداً بغضب وإعتراض : لا تعاملني هكذ...

صدع صوت صفعة قوية بأرجاء القصر تزامن مع سقوط جسدة ارضاً واتساع اعين الموجودين وشهقاتهم المتفاجئة والمصدومة مما حدث للتو !!!

امسك وجنته التي طبعت اثار اصابع والده عليها بغير تصديق وشعر بسكين قوية تستقر بقلبه تشعرة بالالم مما حدث فيما تقدم شقيقة منه ليجثو جانبه يتفقده بقلق بينما يصرخ بوالدهما : ابي لما ضربته ؟

الا ان كايتو صرخ به بغضب محذراً : اصمت انت الاخر لا اريد سماع صوتكما .

بادله اليكس نظراته بعدم رضا وما كاد يتحدث ليشعر بيدي شقيقة تحاوط عنقه ويدفن وجهه بكتفه بصمت .. تنغرز اصابعه بكتفي شقيقة من الخلف ليبادله الاكبر غارزاً انامله بين خصلات شقيقة الداكنه هامساً بصوت حنون مهدئه : اهدأ اخي لا بأس .

:_لقد صفعني .. ؟!
همس بهما وكأنه لا يصدق ما فعله والده بحقه ، فهل هو مخطئ بشئ ؟!

كان هدوء رين مريب بعض الشئ وهذا فقط جعل أكاي ايضاً يتقدم يقف بكل جدية امام كايتو : عمي كايتو انا اعتذر عما سأقوله الان ولكن اخبرنا مما انت خائف ؟ .. لما تقسو عليه وهو يحاول فعل الجيد ؟...

قاطعه ببرود بينما ينظر لرين وآليكس : هذا لمصلحته .. ثم لا احد يتدخل بيني وبينه ..

انهي حديثة مقترباً من إبنيه وقبل ان يتحدث أكاي توقف مشدوهاً ينظر لعمة الذي سحب رين بحده من بين يدي شقيقة ليفصلهما ليسحبه خلفه بعنف تحت دهشته وقلقه ليتبعهم الجميع بقلق ومهما حدّثوا كايتو كان هذا الاخير لا يستجيب لهم ابداً .

دخل الغرفه ليدفعه للامام ليوازن رين نفسه بصعوبة واستدار لوالده الذي تحدث ببرود فظيع عكس شخصيته الاخري وكأن شخصيته تلك تحولت لشخصية اخري تماماً .. شخصية يملئها القسوة والعنف : اعطني القلادة رين ..

تطلع رين بوالده يتمعن بملامح والده التي تغيرت بشده .. ينظر لعيناه التي غزاها الظلام وكأنه لا يأبه ان كان ابنه وكل ما يهمه هو هدفة فقط !!

اخفض رين بصرة وتراجع خطوتين ينفي بهز رأسه هامساً : لا ، انا اسف لا استطيع .

:_قلت اعطني إياها يا رين وحالاً .

انتفض رين والجميع علي صوت صراخة لينظر له رين بملامح طغي عليها الالم والحزن الشديد ليتحدث بنبرة منخفضة محطمة بينما تتكاثر الدموع بعيناه : ماذا فرقت عن جدي ديمتري الان ؟ .. فيماذا فرقت عنه يا أبي .. قسوتة .. ظلمة .. معاملاته الظالمة معك بالماضي .. في ماذا فرقت عنه انت ؟! ..

اخفض بصرة واغمض عيناه محاوطاً رأسه بيديه ليجثو علي ركبتيه صائحاً بألم و تحطم منفعلاً : منذ صغري والجميع لا يعاملني بطريقة جيدة .. كلكم تفرضون رأيكم فقط عليّ .. الجميع يمنعني من الخروج وفعل ما اريده ملقيين علي الاوامر .. لا تذهب هنا .. لا تلعب بذاك .. لا تشاغب .. لا ولا ولا .. ماذا افعل لكم انا ؟ .. أليس لدي حقوقي ؟ .. أليس لدي ما اود فعله وتجربته طوال حياتي بإرادتي الخاصة بعيداً عن تذكيري دائماً بإعاقتي ؟! .. تباً !!

صمت يتنفس بعنف مقاوماً سيل دموعه التي ارادت ان تنهمر ومقاومتة التي تضعف بالتدريج فهو بالنهاية مريض قلب ولا يصح له الانفعال او التعرض لضغط نفسي حاد !

كان الجميع مدهوشين من كل تلك الافكار التي كان يخزنها رين بعقله وقلبه بعيداً عن الجميع واحس بعضهم بالندم وشعروا بأنهم قسوا عليه فعلاً ..

تقدم كايتو بخطوات هادئة ليجثو امامة وامتدت يده ترفع خصلات ابنه الداكنه عن وجهه ليرفع رين وجهه لوالده بصمت في حين تحدث كايتو بهدوء حنون بينما يقبل رأسه الذي حاوطها بكفيه : اسف بني لاني آذيتك .

رفع رين يده ليحاوط بها كفيّ والدة الذان يستقران علي وجهه وفجأه ازاحهما بعنف متراجعاً للخلف يطلق كلماته بغضب : ابتعد ، لا اريد شفقة احد .

حدق كايتو بيده المدفوعة ثم نظر له ليقترب منه بقامته هامساً بصوت عميق : رين لا بأس ..

قاطعه رين صارخاً بينما يقف مبتعداً : قلت لا اريد ان اري شفقتكم عليّ .. ابتعدوا عني فقط .

حدق به الجميع والكل يفكر بكيف يهدئوه ويجعلوه يفهم ان ما يفكر به خاطئ تماماً ؟!!

:_انتم خائفون عليّ أليس كذلك ؟! .. انا اعلم ذلك ولكني فقط اسف ..

نطق بهدوء مريب بينما ينظر للارض ليرفع نظرة مضيفاً بإبتسامة هادئة بينما يده تخرج القلادة : سأنهي كل شئ والان .

توسعت حدقتي كايتو حين فهم المعني وما صدمة اكثر هو ارتفاع يد ابنه بالقلادة ناوياً ان يكسرها ولكن ليس اليوم !! .. اليوم ستفتح البوابة !!

تقدم كايتو منه محاولاً ايقافه : لا تفعلها يا رين ستؤذي نفسـ...

الا ان صوت ارتطامها بالارض جعل الجميع يتسمر وبتلك اللحظات الغير المستوعبه نظر رين للقلادة التي انفصلت عنها الجوهرة وتحطم جزء منها قبل ان يشعر وكأن سكين حاد رشقت بقلبه ليشهق متهاوياً ارضاً بقوة بينما احاطته الاشعة التي تشبه العنكبوب الزرقاء !!

صرخ الجميع بإسمه بينما يقتربون جميعاً ولكن وقبل ان يصل له ...

ظهرت بوابة من العدم وظهر صاحب المعطف الطبي الابيض .. العالم المجنون إكس !!

ضحكات خافته خرجت منه بينما يظهر عدة أشخاص اخرون حوله مسلحين ليتوقف الجميع بصدمة مما سيحدث ؟!!!

:_اذاً تجربتي الناجحة ليست بخير ؟!!
نطق بابتسامة لطيفة عكس ما قاله بينما يتقدم ناحية الملقى ارضاً ليجثو قربه فأراد كايتو ان يتقدم ولكن صوت صراخ ماكس أوقفه وأوقف الجميع لينظرون له ..

كان ماكس مقيداً بين يدي كلاوس الذي ظهر متخفي بأحد الرجال الملثمين واحدي يديه امسك بقلادة ماكس بابتسامة عريضة بينما يحاول الفتي الابتعاد عنه دون جدوي فتقدم ويليام بغضب صارخاً : اترك ابني حالاً ..

الا ان ذلك زاد من ضحكات كلاوس لينظر لإكس متجاهلاً ويليام الذي امسكه سيمون يمنعه حتي لا يتأذي شقيقة : إكس هيا خذ الفتي ولنذهب وانا حصلت علي الفتي المطلوب لذا هيا بنا .

لكن اوقفهما اشعة ذهبية ظهرت بالمكان يليها صوته الهادئ والمرح : وهل نسيتموني أصدقائي الاغبياء ؟ ليس بتلك السرعة كلاوس .

تسمر كلاوس بدهشة تحولت لابتسامة فيما ضحك إكس لينظر لإيڤان هاتفاً بمرح : أوه إيڤان اشتقت لك أيها الخائن ولكن لا مجال للسلامات فهناك عمل اود انهائة لذا اذهب من ..

اسكته سكين حاد مر بسرعه كبيرة من جانب وجهه جعلت خط رفيع من الدماء يسيل من خدة يليها ضحكاته بينما ينظر لإيڤان التي اظلمت عيناه بغضب ليتقدم منه سريعاً ليخلص ابن شقيقة ولكن ..

توقف بعد ان اعترض كالڤين طريقة مدخلاً شئ حاد بمعدته وقبل ان يبتعد حاوط كالڤين ظهرة بذراعيه قائلاً بأذنه بخبث : أراك فيما بعد عزيزي إيڤان .

أغلقت عينا إيڤان بعد ان شعر بدمائة الدافئة تسيل من معدته بغزارة وكل شئ حدث لثانيه بقي الجميع متسمراً فمن كل جهة عزيز عليهم .. رين ... ماكس .. إيڤان !!

اختفي الجميع بعدها من الغرفة أخذين الصبيان معهم بقلائدهم بينما انهار إيڤان ارضاً ودمائة تسيل ليهرع كايتو نحوه يرفعه بعيون متسعة قهراً .. غضباً .. استياءاً من نفسه !!

يريدون القوي ؟! .. اذاً سيريهم القوة .. سيريهم ما معني القوة الحقيقية .. سيريهم كيف تدمر هذه القوة كل ما بنوه .!

أغمض عيناه ويداه امتدت تغلق جرح اخيه الصغير المتألم و ثواني حتي انتشر نوراً يزداد اشعاعاً كلما تمتم كايتو بكلمات لم يسمعها غيره واتسعت معها عيون اصدقائة واستغراب ودهشة الباقين ولكن لم يعودون يكذبون شئ بعد ما حدث معهم بالفترة الاخيرة .. لقد اصبح كل شئ كروتين يومي لهم يشاهدون احداثاً يعجز العقل عن تصديقها ولكنهم رأوا الكثير لهذا يصدقون كل شئ متعلق بكايتو واسرته .

اقترب تايلور .. دايموند .. تشارلز .. ويليام .. جثوا بجانبه ليرفع هو يديه يظهر جرح اخيه الذي توقف عن النزيف وانغلق ليفتح إيڤان عيناه هامساً بندم : أعتذر ..

الا ان كايتو رفعه ليحتضنه بقوة متشبثاً به بقوة هامساً : أحمق اخبرتك مئة مرة لا تتدخل بشئ يعنيني ولكنك مجرد غبي .. هل تريدني ان افقدك إيڤان ؟ .. ارجوك يكفي كل هذا يكفي احداثاً مؤلمة .. حاولت إبعاد ابنائي عن الخطر ولكن يبدو ان القدر يريد كتابة ألحانه علي الجميع ولكن اليوم أنا من سيعزفها بإرادتي .

ابعد شقيقة حين انهي كلماته بكل ثقة لينظر لاصدقائة متسائلاً : أنتم مستعدون ؟

ابتسموا له مؤيدين ليضعوا أيديهم بأيدي بعضهم لتشع ألوان مختلفه بدائرة فوقهم فنظروا لكايتو بدهشة فابتسم كايتو قائلاً : لقد كسرت الختم عنكم جميعاً لاننا سنحتاج لقوتنا لنريهم كيف يكون الحُماه أباءاً .

ابتسموا له بثقة .. سينهون ما بدئوه هم منذ اكثر من عشرون عاماً .. سينقذون اطفالهم وينقذون العالمين !!

تقدم زين .. جاك .. أكاي .. آليكس .. سيمون والتوأم .. تقدم الجميع منهم حتي السيدتان لينضموا معهم بكل اصرار .. سيكونون معاً للنهاية !!!

*
*
*
يتبع..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top