وجهان لعملة واحدة


"أخبرتك انه لا مشكلة لدي مع الاثاث"
إذا لما انتِ مستاءة؟
"! من قال لك أنني مستاءة "
"تعابير وجهك واضحة يا علياء، أخبريني ما خطبك؟"أخرجت علياء هاتفها من حقيبة يديها وتجاهلت سؤاله تماما.

"لستُ في مزاج للجدال فقد سئمت من هذا"
"حسنا لا تنزعجي يمكنك تغيره إذا أردتي المهم راحتك "
" لا داعي لتغيره، لا تزعج نفسك"
قالت وهي تشيح بنظرها من الهاتف إلى نافذة السيارة.
فأجاب خطيبها بصوت حاد
" إذا ما خطبك!
أنا لا أحب المرأة المزاجية، لذا من الأفضل أن تتحدثي بسرعة قبل أن ينفذ صبري"
إلتفتت إليه وزجرت:
" بل أنا من نفذ صبري، لم تترك امرأة في المجمع إلا وتفحصتها من أعلى رأسها لاسفل قدميها!
ما هي مشكلتك!؟
على الأقل احترمني قليلا، احترم ان زفافنا بعد اسبوعين، لا أفهم كيف لشخص على وشك الزواج ان يفكر في النظر إلى امراة غير التي على وشك أن تصبح زوجته"

صرع جواد من ردت فعل خطيبته، تلعثم بالكلام وأخذ يبرر ويقول:
" هذا غير صحيح، انا لم انظر لأحد، لقد كنت منشغلا بمكالمات من العمل اساسا، لم انظر سوى لامرأة واحدة لأنها تشبه صديقة والدتي، لا أفهم ما خطبك انت غيورة جدا، لم تغارين من امرأة في سن والدتك!

"في سن والدتي!
لقد كانت ترتدي معطف احمر فاقع اللون ومكياجها صارخ أكثر من ممثلات السينما العربية!"
"الا تشعرين انك تبالغين بالغيرة؟
في كل مرة اخرج بها معك تفقدين أعصابك من أمور تافهة"
كهذه"
" بل أنت من تستمر بتصرفاتك الامبالية والوقحة معي "
" هل تنعتينني بالوقح؟"
اشاحت بنظرها عن خطيبها وقالت:
"لم أقل انك وقح بل بعض تصرفاتك وقحة"
"لا فرق، كلاهما إهانة!

اعتذري لي حالا!"
رفعت صوتها وقالت:
لن اعتذر قبل أن تعتذر انت اولا، وعليك أيضا أن تعدني أن تتوقف عن تصرفات المراهقين تلك ولا تنظر للنساء من الآن فصاعدا "
عندما رفعت صوتها أوقف السيارة على جانب الطريق وبادلها الصراخ وقال:
" عن أي تصرفات تتحدثين!
لم انظر لأي امرأة بوقاحة في حياتي، انت انسانة مهووسة ولا يعجبني طبعك هذا "

"هكذا إذا، يبدوا أنني لم أعرفك على طبيعتك، بعد سبعةِ اشهرٍ من الخطوبة!
اخيرا ظهرت على حقيقتك، فلتوصلني لمنزلي لو سمحت بعدها لا تتحدث معي الا لما تعتذر! "

امسكت رسغها بشدة وقلت :
" اسمعي، لا تعامليني هكذا، لست وحدك من يقرر إذا كنا سننفصل ام لا، وإذا كان هذا هو اسلوبك فيسعدني أن نفترق، عندها سأكون قد خلصت نفسي من حفرة من التعاسة كنت سأقع بها بزواج كهذا "

أوصلتها لمنزلها ونحن نتشاجر ونطلق رصاصات من السم على بعضنا، آخر كلمة قالتها لي قبل أن تلقي الدبلة في وجهي وتصفع باب السيارة ورائها :
"! تفضل، يا خسارة الوقت الذي أضعته مع شخص تافه مثلك "

رواية جواد :

لم أكن في مزاج يسمح لي بالعودة إلى المنزل فاتصلت بصديقي منير لأرى إن كان متفرغا ليقضي بعض الوقت معي، إذا عدت إلى المنزل وانا غاضب هكذا وعرفت امي بما حصل فبالتاكيد ستحملني المسؤولية على ما حدث وستقف بصفها؛ فهي من اختارتها لي.
بعد بضع ثواني التقط صديقي سماعة الهاتف وقال :
"السلام عليكم، كيف حالك يا صديقي، ما الذي جعلك تشتاق لي فجأة فمنذ أن ارتبطت ونحن لا نستطيع التواصل معك! "

أخذت نفسا عميقا ثم قلت:
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اهلا يا صديقي، الحمد لله انا بخير حال، سامحني على الانقطاع فقد كنت مشغولا"

"لا بأس، أهم شيء انك في صحة جيدة "
" بارك الله فيك، هل انت متفرغ؟
اريد ان ألقاك لنتحدث قليلا، ما رأيك أن نلتقي في المقهى المجاور لبيتك؟"

"لا مشكلة لدي، لقد عدت من العمل للتو، ساغير ملابسي والقاك هناك "

وصلت إلى المقهى قبل صديقي وانتظرته حوالي نصف ساعة قبل أن يصل.
عندما وصل تبادلنا التحية والاحضان ثم طلبنا فنجاني قهوة.
بعد أن اوصل النادل طلبنا إلتفت إلي منير وقال:
" هاقد وصلت القهوة، الان ارجو ان تشربها وتهدئ من روعك حتى تخبرني ما خطبك"

عقدت حاجبي ونظرت إليه باستغراب وقلت :
"ومن قال لك أنني غاضب حتى اهدئ"

"انا اعرفك جيدا يا صديقي، صوتك على الهاتف وتصرفاتك جعلت الأمر واضحا وضوح الشمس، انا اعرفك منذ ايام الجامعة ولم تطلب أن تلقاني بعد الدوام يوما؛ لأنك كسول وتحب أن تنام في فترة بعد الظهر، لو كنت طلبت لقائي لغرض التسكع فقط؛ لكنت طلبت ذلك في الليل كما تفعل دائما"

تنهدت ومسحت وجهي بكف يدي، ثم اجبته :
" صحيح معك حق، بصراحة حصلت معي مشكلة وانت اول شخص فكرت به لاخبره بالأمر "

" كما توقعت تماما، خير ان شاء الله، ماذا حدث؟ "
" باختصار شديد، تشاجرت مع خطيبتي وانفصلنا! "

يبدوا ان صديقي لم يتوقع الأمر تماما كما اتدعى؛ فقد سكب بعض القهوة على نفسه من الصدمة، ناولته بعض المحارم لينظف قميصه، بعدها قلت:
" ما خطبك، هل الأمر مفاجأ لهذه الدرجة "
حملق بي بنظرة لم أراها على وجهه من قبل وقال
" مفاجأة؟
جواد الذي لم نراه منذ أن خطب، جواد الذي تملأ حساباته على مواقع التواصل منشورات الحب والتوافق والمحبة بين الأزواج والمرتبطين، الذي أطلقنا عليه لقب عنتر وجميع حالاته عن حبيبته وخطيبته التي يعشقها والتي سيكرمها حينما تصبح زوجته فجأة يكلمني ويطلب أن يقابلني لأخباري انه فسخ خطبته بعبلة!
كلا بصراحة الأمر غير مفاجأ بالمرة، لا أدري كيف تفاجأت سامحني على ردت فعلي، انا شخص مبالغ به! "

" لا داعي للسخرية لو سمحت، إذا كنت لا ترغب بسماع وجهة نظري فلا بأس "

" لم اقصد السخرية، لكن على الأقل اعطني بعض التفاصيل حتى أفهمك، لا تختصر الأمر كما فعلت وتطلب مني التعاطف "

تنهدت واستغفرت بصوت منخفض ثم رفعت بصري إليه وقلت :
" معك حق، انا من طلبت منك الحضور لذا يجب أن أكون مفهوما على الأقل، بصراحة لا أدري كيف بدأ الأمر، في البداية كنا معجبين ببعضنا بشدة كما قلت، وكانت لطيفة ومتفهمة للغاية، لكن بعد فترة صارت لحوحة وحساسة وغير صبورة، دائما هناك شيء لا يعجبها ودائما انا الملام!"

" ما رأيك أن تطرح لي مثالا حتى تكتمل الصورة عندي؟ "

" مثال؟!
حسنا... اليوم مثلا انزعجت وفقدت أعصابها لأنني رأيت امرأة في المصعد تشبه صديقة والدتي، فتمعنت بها قليلا للتأكد إن كانت هي أم لا، فصديقة والدتي التي تشبه تلك المرأة كانت تزورنا باستمرار وكانت لطيفة جدا معي في صغري، لكن أخبارها قد انقطعت عنا بعد أن سافرت لتعمل في الخليج، حاولت أن اشرح لها الأمر في السيارة، لكنها أخذت تصرخ ولم تسمعني "

" وكيف تعاملت انت مع الأمر؟ "
بعد أن غضبت إنفعلت انا الآخر وتشاجرنا، وبالنهاية عندما وصلنا لبيتها ألقت الدبلة في وجهي وقالت إنها لا تريد أن تراني ثانية"

"وماذا عنك؟
هل تريد حقا أن تنفصل عنها؟"

"لا أدري، فنحن لم نتزوج بعد وقد بدأت الحروب بيننا بالفعل!
من يدري ماذا سيحدث بعد سنين من الزواج، قد. ينتهي بنا الأمر بالطلاق أو بقتل بعضنا "
قلت ساخرا وانا اخذ رشفة من فنجان القهوة.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top