زيّنَة
"زينااااااااااااا!
استيقظي لقد أعلنوا نتائج الثانوية العامة!"
قالت شقيقتي الصغرى سلمى وهي تهز السرير وتصرخ في اذني.
إلتقطتُ الغطاء الذي ألقته اختي على الأرض بينما كانت تحاول ايقاظي، دفنت نفسي تحت الغطاء تماما وقلت :
"توقفي! هذه المرة الخامسة هذا الأسبوع، لن يقوموا بإعلان النتائج على الساعة الخامسة فجرا!
طالما أنك مستيقظة اذهبي صلي الفجر ونامي وتوقفي عن ازعاجي! "
منذ أن أنهيت امتحانات الثانوية العامة وشقيقاتي المزعجات يقومون كل يوم بافزاعي من النوم على مقولة "لقد أعلنوا نتائج الثانوية العامة! "
" زينة استيقظي أعلنوا النتائج ولا زلتِ نائمة! "
" زينة لقد رسبتي يا خيبتك! "
ألا يكفي أنني لم انم طوال فترة الامتحانات؟
لما عليهن تعذيبي هكذا؟!
وكأن عذابي النفسي وتوتر انتظار إعلان النتيجة لا يكفي!
بعد ثالث مرة لم أعد أصدق شقيقاتي ولم أعد استيقظ مهما صرخوا، حاولت أن أعود للنوم، لكن قبل أن اغمض عيني سمعت صوت زغاريط في منزلنا!
أيعقل ان يتمادوا في المقلب لهذه الدرجة؟
كلا مستحيل ان يطلقوا الزغاريط في وجود ابي؛ فاذا سمعهم سيقوم بتوبيخهم، كما أن هذا الصوت هو صوت زغاريط امي؛ أيعقل أن امي متواطئة معهن في هذا الملقب؟
اقترب صوت الزغاريط من غرفتي، بعدها فتحت امي الباب وقالت :
"ألف مبروك ابنتي حبيبتي!
الف مبروك زينة على النجاح، ستصبحين طبيبة أسنان كما توقعت وسنغيظ جارتنا ام محمود وابنتها الصيدلانية!"
لا أدري كيف لكني وجدت نفسي خارج الغرفة وفي الصالة ابحث عن جهاز الحاسوب الشخصي، وجدته مع والدي؛ يبدو أنه هو من إتطلع على النتيجة من موقع الوزارة!
نظر إلي والدي والفرحة تملأ وجههُ الحنون، ابتسم لي وقال :
" ألف مبروك يا ابنتي ومنها للأعلى"
اخيرا بدأ عقلي يعمل وبدأت استوعب الموقف، سألته بصوت متقطع من اللهفة :
"كم.. كم المعدل؟"
قام بالإشارة إلى خانة المعدل على شاشة الحاسوب، قرأت المعدل الكلي (96.99)!
لوهلك ظننت أنني قد قرأت الرقم خطأ، مسحت عينيّ ثم نظرت للشاشة مرة أخرى، سألت ابي مرة أخرى :
" كم المعدل؟".
ضحك ابي وقال "ستة وتسعون وتسعة أعشار، سنجبرها ونقول 97 لا فرق برأيي!
جئن أخواتي وإلتفوا حولي وهم يصرخون ويقولون :
" مبروك زينة!
هل سنقيم احتفالا اليوم؟
هل ستدخلي كلية الطب؟
هل ستصبحين الدكتورة زينة؟ "
جاءت امي من غرفتي وقالت :
" بالطبع ستدخل ابنتي كلية الطب، بمعدل كهذا لا بد أن تصبح طبيبة!"
لم أنتبه لكلام امي واخواتي فقد كنت لا أزال احاول استيعاب الأمر،صحيح أنني قد توقعت معدلا مرتفعا لكن لم أتوقع هذا الارتفاع، توقعت أن يكون بارتفاع جبال عجلون لا الهميلايا!
"هذه نتيجة العمل الجاد، فلتتعلموا منها يا بنات، اختكم الكبرى كانت تدرس ليل نهار ولم تكن تضيع وقتها على ألعاب الجوال ومواقع التواصل"
بالفعل لم أكن اضيع وقتي على مواقع التواصل لأنهم أخذوا هاتفي مني من بداية السنة الماضية!
وكنت ادرس ليل نهار بالفعل؛ لأن أمي كانت تقف خارج الغرفة وتحسب الدقائق التي امضيها في الحمام أو في المطبخ!
بصراحة نصف المجهود يعود لأمي؛ فقد كانت متوترة حول الموضوع أكثر مني!
أمسكت يدها وقبلت كفها ورأسها وقلت :
"لك اكبر الفضل في هذا الإنجاز يا أمي، اشكرك من أعماق قلبي على دعمي ومساندتي طوال هذا العام"
تأثرت والدتي وقامت بتقبيل وجنتي والدموع تسيل من عينيها وقالت :
"كيف لي ألا أساند طفلتي حبيبتي، كل أملي في الحياة هو أن أراكِ انتِ وشقيقاتك في سعادة وهناء ومن نجاح لنجاح "
احتضنت والدتي وتجمعن اخواتي حولنا وجاء ابي وانضم إلينا في هذا العناق الجماعي.
قالت والدتي وهي تشهق :
"كم انا متحمسة لاراكِ في زي الأطباء الرسمي، سأذهب معكِ في يوم التسجيل لألتقط صور اول يوم لك في الجامعة"
إن أمي امرأة بسيطة بالفعل، احب رؤيتها سعيدة لهذا السبب لم أخبرها حتى الآن أنني لا أرغب في دخول كلية الطب، يا ترى كيف ستكون ردة فعلها إذا اخبرتها أنني أرغب بدخول كلية اللغات؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top