خطوة
"ميسون هل نظفت الصحون البارحة قبل أن تنامي
نعم امي فعلت"
"هل انت متأكدة؟"
"نعم متأكد"
"إذا ما هذه الصحون التي في المغسلة؟"
"ليس ذنبي ان ريان لديه اربع معدات ويتعشى خمس مرات قبل أن ينام!"
"لا بأس، لكن بما انكِ لن تذهبي إلى الجامعة اليوم فأرجو أن تبقي المنزل نظيفا، فاحتمال أن تزورنا خالتك غدا"
" ولا تنسي أن تحضري الغداء فأنا سأتاخر في العمل اليوم وساعود بعد المغرب"
قالت امي وهي ترتدي حذائها وتستعد لمغادرة المنزل.
بعد أن توفي ابي اضطرت أن تعمل حتى توفر قوت يومنا، وحتى تدفع اقساط الجامعة لي واقساط المنزل.
انا وامي وأخي نعيش وحدنا؛ مع ذلك بعد وفات والدي بالكاد نستطيع تدبر حالنا.
توفي والدي فجأة من مرض لكوميا الدم.
خطفه منا ذلك المرض في غضون أسبوع، لم يكن قد انتهى من إجراء الفحوصات حتى!
اخي ريان يعمل في مصنع للاثاث، لم يرغب في استكمال تعليمه لأنه يكره الدراسة، اقنع والدتي انه من الأفضل له أن يعمل لجمع المال بعدها عندما يقف على قدميه سيفتتح محله الخاص لبيع الأجهزة.
بينما أنا ادرس تخصص الهندسة المدنية، لا زلت في عامي الثاني مع ذلك بدأت افقد الامل من التعليم بالفعل!
المواد صعبة جدا، والأصعب أن تجد مرجعا أو أي شخص موثوق ليشرح لك المادة، وعند موعد الامتحان تتفاجأ باسئلة مريخية لم تكن لتخطر على بال نيوتن نفسه!
ما يدفعني للاستمرار بعد كل نكسة وبعد كل اختبار هو وصية ابي بأن اعتني بأمي، لهذا السبب وعدتها أن ابذل جهدي واصبح مهندسة مرموقة حتى لا تضطر هي للعمل وحتى اساعد اخي ليبدأ في مشروعه.
اخي ريان يعمل حتى ساعة متأخرة كل يوم، وعندما يعود إلى المنزل يكون جائعا جدا فلا عجب أن تجد والدتي المطبخ في حالة من الفوضى عندما تستيقظ في الصباح، لكن يا ليته ينظف ورائه قليلا أو على الأقل أن يكون متحضرا ولا يترك فوضى عارمة ورائه!
بعد ساعة تقريبا سمعت صوت جرس منزلنا، ذهبت لأجيب فوجدت اخي ريان يقف على عتبة الباب في ملابس عمله، تعجبت لأن هذه هي أول مرة يعود إلى منزل مبكرا هكذا!
بعد أن دخل وألقى السلام أجبته :
"وعليكم السلام.
ليس من عادتك أن تعود إلى المنزل مبكرا هكذا، خير ان شاء الله، هل حدث شيء؟"
"ليس بالأمر المهم، انا جائع حضري الغداء لو سمحتي، أو لا عليك ساحضر انا الغداء؛ فقد رأيت وصفة دجاج على الإنترنت البارحة واريد تجربتها!"
"حسنا كما تريد، قالت امي انها ستتاخر اليوم ولن تعود حتى المغرب، لناكل معا ولنترك لها حصتها حتى تعود"
ذهبت لاستكمال دراستي وذهب اخي لتبديل ملابسه وإعداد الغداء.
بعد ساعة ونصف تقريبا ناداني لتناول الطعام معه، بعد أن جهزنا المائدة، جلسنا لتناول الطعام معا.
بعد أن فرغت تذكرت ان اسأله عن سبب عودته المبكرة اليوم فقلت :
" قلت انك ستخبرني لاحقا، هيا أخبرني ما الأمر؟"
تنهد اخي وقال:
"لقد تشاجرت مع مدير المصنع؛ لأنه يضغط علي كثيرا في العمل؛ فأنا اعمل من الثامنة صباحا حتى الثامنة ليلا ومع ذلك بعض الموظفين الذين لا يفعلون شيئا رواتبهم أعلى!
طلبت منه زيادة الراتب فرفض، فطلبت منه تقليل ساعات العمل فرفض، وبعد جدال عقيم معه قدمت استقالتي"
"هكذا إذا!
لا عليك أن شاء الله ستجد عملا أفضل وبراتب أعلى.
سيعوضك الله خيرا فلا تيأس"
" إن شاء الله.
اتعلمين، تحضير الطعام والطبخ ساعد على تحسين مزاجي، منذ أن توفي والدي والطعام هو أكثر شيء يواسيني"
ضحكت وقلت :
" هذا متوقع من شخص شره وأكول مثلك"
يبدوا ان كلامي قد ازعجه؛ فقد اختنق بطعامه وأخذ يسعل ،ناولته كأس ماء فشربه ثم قال بصوت متقطع :
" لست شره، وزني صحي جدا، كما أني أكل كثيرا لاني اعمل واتعب كثيرا "
قهقهت وقلت :
آسفة، بالفعل انت رشيق و وجسدك صحي لا تنزعج، بالمناسبة هذه الوصفة لذيذة جدا، يجب أن تعلمني اياها حتى احضرها عندما لا تكون موجودا، والحساء لذيذ أيضا ما هو سره؟"
ابتسم بثقة وقال بفخر:
"لن أخبرك فهذه لمستي الخاصة، الا اذا دفعتي لي"
"صحيح، لما لم نفكر في هذا! "
" نفكر في ماذا؟"
سأل اخي بتعجب.
فاجبته :
" أنت بارع جدا في الطبخ، فلما لا تعمل طباخا؟
يمكنك البدء بمشروعك الخاص؛ أن تطبخ بالمنزل وتبيع عن طريق الديلفري، وعندما يزدهر مشروعك بإمكانك افتتاح مطعمك الخاص!"
" بصراحة هذه ليست فكرة سيئة، سانشئ موقع للتسويق لمشروعي، وسانشر اعلانات عليها رقم هاتفي، وباستطاعي عمل صناديق وجبات طعام لطلاب المدارس والجامعات والعمال إلخ...
وسيكون الربح بالكامل لي بما أنني صاحب المشروع ولن اضطر للعمل عند أحد ولا للسهر بلا مقابل، بالفعل انا عبقري!"
" كلا بل أنا العبقرية، فهي فكرتي!"
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top