القرش 4

تبا هذه ثالث مرة ارسب في هذه المادة، إذا عرفت والدتي ستقتلني!

ما الأمر يا حنان؟"
وجهك مخطوف ولونك شاحب هل انت بخير؟"
سألت صديقتي ميسون وهي تضع يدها على كتفي، أشرت لها أن تنظر لشاشة هاتفي فنظرت إليه ورأت جدول علاماتي، وعندما رأت علامتي في مادة الكيمياء العضوية فهمت سبب انزعاجي وقالت :
"اووف، هذه المادة مزعجة بالفعل أخبرتكِ ألا تعيديها هذا الفصل مع باقي المواد الصعبة، اتركيها حتى آخر فصل ولا تفكري بها كثيرا"

"لكن يا ميسون انا في السنة الثالثة بالفعل، هذه المادة ستفتح المجال لمادتين بعدها، إذا تركتها لآخر فصل فساتاخر  سنة كاملة بعدها!"

"ارجوكِ وما الفرق بين التخرج في أربع سنوات أو خمس، ثم  إن والدكِ ثري ولا أعتقد أن موضوع الأقساط الاضافية سيزعجه وألم تقولي انه سيفتتح لك مختبركِ الخاص بعد أن تتخرجي فلم العجلة طالما وظيفتكِ وكل شيء مضمون بالنسبة لكِ؟ "

" انتِ محقة، والدي لن يزعجه الأمر كثيرا، بل هو على الأغلب لن ينتبه سواء تخرجت في أربع سنوات أو خمس؛ فهو لا يعرف شيئا عني وبالكاد أراه. يسألني كل صباح عن دراستي عندما يناولني المصروف ويدير وجهه قبل أن اجيبه "

"  أخبرتك انه لا داعي للقلق، هيا انا جائعة فلنذهب لتناول الطعام في ذلك المطعم الجديد الذي أخبرتك عنه ".
قالت ميسون وهي تسحبني ورائها.

************************************

اتصلت بابني حسن ٤ مرات منذ الصباح ولم يجب!
لم يعد إلى المنزل منذ ٣ ايام، ولم يجب على هاتفه ولا يرد على الرسائل!
من عادته أن يخرج في رحلات برية مع أصدقاءه ويغيب لأيام دون أن يخبرني لكنه دائما ما يجيب على هاتفه أو يرد على رسائلي باجابة مستفزة قصيرة ويختفي، لكن هذه المرة لم يجب على هاتفه ولا رد على الرسائل!
ما الذي يحدث مع هذا الشاب!
منذ أن تخرج من الجامعة وهو مشوش وغير مستقر، لم يتقدم لأي عمل ولم يحضر المقابلات التي دبرها له والده للعمل في شركات معارفه.
منذ أن تخرج قبل ثلاث سنوات وهو إما نائم أو منشغل بالهاتف أو في رحلة غامضة مع أصدقاءه الغامضين، منذ الصباح وانا احاول التواصل مع أي أحد من أصدقاءه ومعارفه لكنني اكتشفت أنني لا أعرف أيا منهم!

لم يسبق له أن أخبرني عن أصدقائه ولم يزره أيا منهم في البيت، دائما ما يلقاهم في الخارج أو يتحدث معهم على الهاتف.
كيف لم يخطر على بالي ان اطلب رقم أحدهم من قبل، فتشت صفحته على الفيسبوك  لاحصل على حساب أو هوية أيا منهم لكنني وجدت أن حسابه فارغ وأن قائمة الأصدقاء مخفية!
ما هذه الورطة!
كيف له أن يفعل هذا بوالدته!
كيف له أن يختفي فجأة هكذا دون إعلام احد!
قررت أن اتصل به للمرة الأخيرة قبل أن أتصل بالشرطة، لكن قبل أن اضغط على زر الاتصال وردتني مكالمة منه، أجبت عليها بسرعة ورفعت سماعة الهاتف وانفعلت عليه وقلت :
"اخيرا قررت الاتصال بوالدتك يا سيد حسن، لا أدري كيف تنازلت عن مقامك العالي وقررت تفقد أحوال امك المسكينة، أين أنت ولماذا لم تجب على اتصالاتي؟"

لثواني لم أتلق اي إجابة، لكن ما أثار ريبتي وزاد خوفي هو الأصوات المحيطة به، فقد كان المكان حوله صاخبا وسمعت أصوات أشخاص يصرخون بكلام غير مفهوم، وكأنني سمعت أحدهم يقول" "اتصلوا بالأسعاف!"
وآخر يقول
"كلا إذا فعلنا فستحضر الشرطة!"
لم أفهم ماذا يحدث عندهم ولم استطع تحليل الموقف، شعرت أن جسدي قد تخدر وتجمد في مكانه، بعد ثواني أجابني أحدهم اخيرا وقال بتردد
"هل هل انتي والدة حسن؟".

لم يكن هذا صوت ابني، من يكون هذا الفتى ولمَ يملك هاتف حسن، تأكدت من هوية المتصل وقد كان رقم ابني حسن بالفعل! لم أعد استوعب ما يحدث فسألته بنبرة حادة :
"من انت، ماذا يحدث عندكم وأين حسن؟!"

"اهدئي قليلا يا خالة وساشرح لك الأمر، يبدو أن حسن قد قد
أخ أخذ جرعة زائدة وفقد الوعي!"

جرعة زائدة؟
جرعة زائدة!
هذه كانت آخر جملة سمعتها قبل أن أفقد وعيي
جرعة زائدة.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top