part 4

*******

لم تلبث دقائق بعد تناولها اللقمة الثالثة و يقف هو الآخر ينظر لها بغرابة حتى توجهت لغرفة والدتها  وتصرخ متظاهرة بالألم :
{ مااماااا ..!!!  }

وقفت والدتها حائرة تنظر في أمر ابنتها التي تضع يدها على بطنها والأخرى تتكئ بها على باب الغرفة وتقول بغرابة :
{ ايش فيه!! }

{بطني بتموتني ايش اساوي }

{ روحي دفي حالك ما في شي }
لم تكمل والدتها بالجملة الأخيرة حتى أكملت ترتيب حجاب رأسها على مرآتها..

لم يعجب نتالي عدم مبالاة والدتها ففكرت بخبث لتكمل صرختها المتصنعه :
{اخخخخخخخ.. }

تفاجأت والدتها كثيرا من صراخ ابنتها لتتجه نحوها وتسألها بخوف :
{انت منيحه؟  نتالي.! }

اكمل نتالي الكلام بتعب وارهاق وقد احسنت التمثيل : 
{اها ماما انا كتير تمام،  خلص روحي كملي مشوارك..  وانا بهمم بحالي وبضيف صاحبتي وامها }

زادت والدتها حيرة لتقول :
{ ايش صارلك؟  وبعدين شو اضيفي صاحبتك }

تأوهت نتالي لحظة شعورها بألم أوجعها لكنها اكملت محاولة تغاطي هذا الوجع :
{صاحبتي سمر بدها تزورني وامها بدها تيجي معها }
صمتت هنيهة لتكمل جملتها ببطىء وكأن وجعاً يسيطر عليها :
{بس خلص انت رح تروحي انا بستقبلهم }

افلتت والدتها الحجاب الذي على رأسها وخلعت سترتها وهي تقول :
{لا يا نتالي،  انت هلأ حبيبتي روحي البسي اشي منيح وريحي. حالك وانا بعمللك كاسة اعشاب لحتى توصل صاحبتك يلي اسمها سمر }

ابتسمت نتالي بنصر في داخلها لتقول :
{هلأ بروح اشوف شو البس }

ونهضت ولم تتفوه بأي كلمة أخرى لتتجه نحو غرفتها وهي تلتذ بالنصر داخلها،  بحثت عن أخيها في داخل غرفتها وكان ممسكا بأوراق اختبارات الخاصة بأخته نتالي،  أسرعت في التوجه نحوه لتأخذ جميع الأوراق من يده بقبضة واحده..

ليقول لها بتهديد :
{ايش الخبايص هاي يا سحلية.!  وانا اللي مفكرك شاطرة.. }

قاطعته بقولها :
{اها اعمللي فيها ابو العريف،  وبعدين انت يا شاطر احكي لهاي ع قولة ماما اللي اسمها سمر انها تتفضل هي ماما بطلت تروح }

نهض يوسف من فرحته وامسك بكتفي أخته بحماس والفرح يتسرب في وجهه ويردف لها :
{ولك يا سحليتي انت،  ما في متلك  ثنتين }

ضحكت له بقرف لتكمل له :
{روح اشتري شغلات زاكية مهو انا يلي قاعده معها يعني بدك تضيفني متل ما راح تضيفها }

ضحك قليلا ليقول لها بعجرفة متزايدة :
{طبعاً..  مهو حبيبتي سمر يلي راح تيجي مو حد ثاني }

ضحك باستهزاء واخته متفاجئة وقبل ان يهمّ بالخروج دخلت والدتهما وهي ترى الامر الغريب في وجود يوسف في غرفة نتالي،  شعر بالاحراج فلم يعتد احد بتواجده هنا الا لسبب كارثي من وجهة نظر اي فرد في المنزل..

تدخلت نتالي في اللحظة الاخير حيث قالت والدتها :
{ايش المصيبة اللي راح نشوفها،  ترا قلبي بحس باشي غريب }

تصنعت نتالي بضحكة وابتسامه لوالدتها وهي تقول لها :
{لا ماما،  بس انا قلت ليوسف وعم اترجاه يروح يشتري شغلات زاكية عشان سمر رح تيجي،  هو وافق الحنون وهيني بدي اعطيه فلوس  ..  ..}

تدخلت والدتها لتقول :
{شو قلة الحيا هاي انت وياها ؟!؟ }

ثم ناولته بضع نقود وهي تقول له :
{اشتري يلي طلبته اختك منك ولا تتأخر }
ثم خرجت متوجهة خارج الغرفة...

تعالت صوت ضحكهما في ارجاء الغرفة ليقول لها :
{والله انك سحليتي،  وتكرم عيونك لاجيبلك كل اشي زاكي بس مشان الله لا تتغيري وخليكي هيك تنقظيني بكل المواقف }

{اقلب وجهك يا حيوان }

...

*******

ازداد الجو حرارة،  فالصيف هذا العام كان حاراً جداً..
أمسك إيهاب هاتفه وهو يقف امام سيارته قريبا من جامعته وقد انهى دوامه تواً،  بحث بين الارقام ليصل الى جهة الاتصال التي يريدها واتصل به :
{اه الو دينا!! }
صمت ليدعها تقول ما ارادته..
من ثم اخبرها :{اسمعي..  انا راح اتاخر اليوم.. }
اكمل :{عندي شغل..  بس اخلصه برجع ..  ويمكن اتاخر شوي }

صمت ليسمعها من ثم قال لها :
{طمني الوالده..  يلا سلام }

ركب سيارته وتوجه حيث اراد..  كان هادئا طوال طريق وجهته،  كان شابا مقبلا في العشرين من عمره،  يزداد طوله ويساعد في ذلك طول شعره ليصل الى سقف سيارته المرتفع.. 
كانت مقلتاه كلوحة فنية ابدع الفنان في رسمها،  و كانت مقلتاه تتسعان لتجعل بؤبؤة عينه السوداء تظهر بشكل كامل،  كانت تلمع ببريق لامع أبيض يعكس خيوط الشمس في داخلها.. 
ازداد انفه طولا و ضخامه وفمه ذو الشفتين الكبيرتين،،  وزاد وجهه احمرارا من شدة حرارة الجو لهذا اليوم ،،  طبطب بأصابعه على فخدة لحظة انتظاره الاشارة الضوئية  الحمراء،  واطلق من فمه كصفير عصفور وهو يلوي فمه وينظر حوله الى السيارات الكثير  التي تتنظر كما ينتظر هو..
رفع هاتفه بين يديه اللاتي يظهر عليها علامات الكبر او ربما جروح وسواد تظهر بأنه يعمل عملا متعبا يجعل يداه منهنكتان ليستا جميلتان او ليس كما يجب ان تكونا،  حاول الاتصال بصديقه احمد مرارا لكن يبدو انه منشغلا في الاتصال بأحد اخر..  ذم إيهاب صديقه احمد في داخله ومن عادته التي لا يكف عنها :
{نفسي اتصل عليه و ما يكون يحكي مع حد }

من ثم اغلق هاتفه ووضعه جانباً.

كان شابا تلهيه امور كثيرة تشغل تفكيره وكأنه في آخر عمره و امور كثيرة تواجهه  ولا يعرف كيف يحلها،  لكنه كان يظهر على نفسه السعاده وانه الاسعد في الكون،  كان ياخذ  الامور امام الاخرين ببساطة لا يدع احد يشفق عليه،  لطالما يكره شفقة الاخرين عليه،  هكذا اعتاد ان يكون رجلا لنفسه يعتمد على ذاته ،  يحب مساعدة الاخرين قدر المستطاع،
....
سار بسيارته بسرعة هادئة تعكس الهدوء في داخله وأخيرا وقف امام مقهى و اطلق زامورا في العنان وكأنه ينتظر احدهم،  حتى توجه شاب خرج من المقهى وصعد بالسيارة بجانب إيهاب الذي قال له الأخير :
{ لما ارن رد }

{ها ايش قصدك..!  يعني ضروري ارد..  مهو بعرف شو رح تحكي  }

{ايش ؟  }
{الساعه 4 ونص راح اكون قدام القهوة وبس هيك يعني رح تحكي }
اكتف إيهاب بالقهقهه بصوت منخفض واكمل السير بالسيارة..

كان إيهاب دائما يلتزم الصمت و يركز اهتمامه بالطريق،  بينما كان الاخر يعبث بمسجل الصوت  ينصت من اغنية الى أخرى..
واخيرا اكتف بوضع اغنية 'يا جمالك! ' ...  ربما يعشق سماعها...

تمتم إيهاب بصوت منخفض،، :
{والله ولد.. }

{خلينا الرجولة كلها الك يا شيخ }

مد ايهاب يده نحو المسجل واعلى من الصوت اكثر و اكثر مقاطعا حديث احمد الثرثار.. 
فهم احمد صديقه فأغلق المسجل ليسأله :
{ايش صاير معك،،  شكلك زعلان او متضايق من اشي  ..  احكيلي يا رجل }

{تعب.. }

{ هيك بس؟؟! }

{اه}

{اسمع ارجع ع داركو وارتاح،  لا تتعب كثير }

{لا بلاها }

{يا رجل خلص روح..  وانا بروحها مواصلات }

{رح اتعب اكثر }

اكتف احمد بالنظر لصديقه الذي يقود السيارة بهدووء تام،  بارتكاب من امره كثيرا.  من ثم اردف له :
{طيب تعب ايش هذا؟ }

{لا تعمل حالك حمار طيب يا احمد؟! }

{لا يا خروف انا لسا ما عرفت }

{سكر ثمك}
{😒ما بسكره الا تقول }

بقي إيهاب ملتزما الصمت .  لكنه اردف اخيرا :
{احبها..! }

{ايش ايش ايش؟؟  }

{خلص اسكت تزودهاش }
............

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top