part 2

Nataali's. P. O. V

عدت من منزل صديقتي وقد أرهقت من الطريق الطويل! 
وضعتُ سماعات الأذن في كلتا أذني أسمع الأغاني العديدة التي تحتوي جهازي، بتُّ أحفظ تلك الأغاني جميعها عن ظهر قلب.
ضحكت في نفسي قليلاً ومن ثم عاتبت نفسي على تراجعي في دروسي مقارنة بحفظي لكل تلك المقطوعات الغنائية..  لكنني لم اكترث اكثر عندما وصلت المنزل ورأيت جدول دراستي المزدحم.. 
استلقيت على سريري الذي يصدر ضجيجاً عندما استلقي عليه بكامل جسدي أغمضت عيناي حالما صادف ذاك الضجيج صراخ والدتي في المطبخ :
{نتالي يا بنت تعالي ساعديني بكفي رحتي عند صاحبتك .  والله ماخدة راحتك هالفترة كتير.... }

نهضت بسرعة لأغلق باب غرفتي قاطعة صوت توبيخ امي المتتالي و استلقيت بكامل جسدي آخذة قسطاً من الراحه..

لكن ذلك لم يحد من توبيخ امي بل إغلاق الباب جعل لامي سبباً كاملاً لتأتي هي وتفتحه وتكمل محاضرتها او توبيخها لهذا اليوم. 

{والله ما بتنامي الا تعاونيني بالجلي }
✌😊
حاولت إخفاء التأفف عن لساني لأنها ستسبب المزيد من غضب أمي لهذا اليوم.
اسرعت في النهوض للمطبخ و أنا اتراقص على نغمة الموسيقى الصادرة من التلفاز الذي يجلس أخي الصغير يتابع قناة الأطفال المشهورة "طيور الجنة" ولطالما كنت أكره هذه القناة لكنني تمازجت مع موسيقتها واتراقص معها رافعة يداي للأعلى في الهواء وتحركها،   و أيقظني من ذلك أبي الذي يجلس قريباً من أخي الصغير ويضحك علي وهو يتمتم لي :
{طلعتي هبلة بترقصي ع أغنية  عن الدجاجة }

تسرّب الخجل الى وجهي ولكنني أوضحت له :
{الموسيقى عالية.  اسفة بابا }

وركضت مسرعة للمطبخ لأنهي ما طلبته أمي..
حسنًا تطلب مني انجاز طلبات أمي أكثر من ساعة رقصت و غنيّت بإحساس اغاني تلك القناة وكذلك كنت اتذكر بعض لقطات الدراما من المسلسلات التي تابعتها وأمثلها بيني وبين نفسي..  شيء حماسي يجري في دمي لحظة دخولي المطبخ واقوم بترتيبه 💔😂😂

خرجت من الجحيم الذي أنهيت ترتيبه تواً ليفاجئني أخي يوسف الذي يجلس على الأريكة بجانب والدي يبدو انه عاد من جامعته الان بقوله:
{يلا حبي نتالي جهزيلي الاكل عشاني جوعان كثير وتعبان كثير} انهى طلبه بغمزة النصر..

يظن نفسه أنه سينتصر علي،  حسنا 👌 لكن والدي بجانبه و  يجب ألا اتصرف سوءًا أمامه بالذات .

لذا قررت أخيراً..

غمزت ل يوسف ومن ثم قلت بنبرة اصطنعتها توحي بالبراءة :
{حياتي يوسف إنت.  بس الله وكيلك هلأ خلصت شغل المطبخ و أساساً كنت عند صاحبتي فيعني انا اسفة وتضلكش تغمزلي بأي بأي رايحه ادرس }

هممت بالتوجه لغرفتي ولكن ما وجدته الا يرفعني من ياقة  قميصي من الخلف ليقول : 
{طيب يا زنخه.،  اطلبيني اشتريلك شي و اقلك  لا انا بديش }

حركت قدامي للامام وللخلف بينما كان يرفعني في الهواء،  جسده الضخم سيسبب الموت لي.  وما ذنبي ان كنت نحيلة أيعذبني هكذا..؟!؟   
صرخت بأعلى صوتي : 
{باباااااا خلي يوسف ينزلني }

نظرت لأبي لأجده مغادرًا الغرفة تاركنا نعترك.  فأنتهزت الفرصة هذه فأبي ليس هنا وأنا مرتفعة في الجو فأمسكت شعره وأشده بأشد قوة امتلكها ليفلتني وأقع بنفسي على الأرضية و تؤلمني قدمي كثيرا وصرخت بأعلى صوتي كان اكثر شدة متصطنعة ذاك الصراخ  ليصل مسامع والدي ولكن والدي لم يكترث،  صرخت بأعلى و أعلى،  ووالدي أيضا لم يكترث..
حينها ترك يوسف شعره الذي آلمه بسبب شدي له،  ليسرع في إغلاق فمي وهو يقول : 
{ولك اخرسي اخرسي فضحتينا }

{طيب بسيطة يا يوسف يا شرير والله لافضحك ئدام بابا }
تصنعت النعومه ومن ثم اغلقت عيناي وبكيت اكثر و اكثر واجبرت نفسي على البكاء .
جن جنون يوسف الذي وقف حائرا ماذا يفعل بي؟ 
فكانت خطته الأخيرة ان يدغدغني لأضحك وفعلاً احسن الفعل لأضحك بصوت عال واتمدد على الأرضية وانا اترجاه بأن يتوقف على ذلك : 
{يوسف الله يخليك خلااااص،  الله يجوزك سمر بس مشان الله }
قهقهت بما فيه الكفاية والدموع تسيل على وجنتاي،  فلم يكتف عن فعل ذلك بل امسكني من انفي وقال لي : 
{قلتيلي سمر طيب ماشي والله لافرجيكي نجوم الظهر }

تعالى صوتي وانا اضحك و اقول له :
{ولك انت بتحبها شو دخلني انا ؟!  😂💔}

حينها توقف عن فعل كل شيء،  لأقف أنا و أهرب كفريسة..
وجدت آخر سبيل لي في الهروب من الصائد ذو البندقية. 
ومن ثم أغلقت الباب خلفي ووقفت خلفه وأنا لا زلت اضحك كالبلهاء تماماً.

مرت دقيقتين او اكتر لا ادري لكنني سمعت طرق يوسف على الباب وهو ينده لي بصوته الرجولي :
{نتالي..!   افتحي بدي اسالك سؤال }

اسرعت بالتوجه خلف الباب لأحكم إغلاقه واردفت له : 
{هاا؟!  بدك تضربني؟!  }

سمعت صوت قهقهته ليكمل الحديث:
{لا بس افتحي بدي أسألك}

{أخوي و بعرفك لا مش فاتحه }

{بوخدك ع المول المسا معاي بس يا دبة افتحي }

فتحت له ومن ثم قلت:
{إعتذر ع كلمة دبة }

لامس اطراف خصل شعري وقال لي :
{ مين سمر؟ }

{حبيبتك!}

{حبيبة مين والناس صاحيين يا سحليه يا ام المشاكل و المصايب}

~~~~~~
******

-{السلام عليكم  حجي}

ردَّ عليه الحاج حالما رأى الشاب الذي دخل بقالته :
{ وعليكم السلام والإكرام يا بني } صمت هنيهة ليكمل معاتباً إياه :
{ وأخيراً ساويتها ونورتنا }

ابتسم الشاب لروح هذا الحاج المُحِب و من ثم أردف له :
{ إنت تعرف يا حجي دراسة و شغل ملتهيين }

دعا الحاج له ببعض دعوات التوفيق،  ليكمل بعدها :
{ ما عليك يا ابني،  ولكن يشهد ربي إني أعزك و تمنيت لبنتي بشب مثلك }

شعر الشاب ببعض الحرج . ليقول له بحب :
{يطول عمرك يا حجي }

قاطعه  الحاج ممازحاً :
{ ها ما قلتلي يا ابني يا إيهاب..!  شو ما لقيتلي صبية معك بالجامعه ترضى فيني }

لم يستطع إيهاب كتم ضحكته حتى استطاع قول جملته الأخيرة :
{ الله يسامحك يا حجي، ترا ما لقيت الي } اعطى نفساً من ضحكته التي لم يستطع كتمها ليكمل :  {وبعدين علامها الحجه ام اياد؟! }

وقد سبقه الحاج في الضحك لتمتلئ الأجواء بأصوات ضحكهم،  في تلك اللحظة دخلت فتاة في مقبل العمر لم تتجاوز العشرين من عمرها،  ابتسم لحظة رؤيتها لضحك الشاب و العجوز في منظر فكاهي،  محت ابتسامتها لتلقي التحية :
{السلام عليكم }

 لمعت بريق عيونها الزرقاء في ضوء الشمس المتسرب لبقالة الحاج ابا اياد،  ليرد عليها : {وعليكم السلام }

استطاع إيهاب غض بصره عن تلك الفتاة و جمالها الذي فتنه،  و لكم اعجبه شعرها الأسود الذي تركته يسبح على ظهرها!!  تجاوز بنظره على خدّها الذي مال لونه على لون قميصها الوردي،  شعرت بالخجل من حجمها الصغير الذي لم يوافق قامة الشاب نفسه الذي وقف بمحاذاة طاولة المحاسبة الحاج أبا إياد،  لم يلفت انتباهها اي شيء من هذا الشاب تجنبت النظر اليه وحاولت الاسراع في اخذ حاجتها لكن تضايقت من ابطاء الحاج في محاسبتها حتى ظنت الوقت لا يمشي،  ابعدت عيونها عن الحاج صاحب اليدين اللتين ترجفان تدلان على كبر سنه ونظرت جانباً من خلال باب البقالة المهترئ على الشارع كأنها تنتظر أحدهم أو أنها تحاول أن تلهي نفسها من  الحياء الذي تسرب في دمها من وقوف الشاب خلفها . 

{يلا حجي أنا تأخرت ع جامعتي ،  وبحاول ادورلك ع عروس عمرها 17 سنه  بنات الجامعات ما ينفعن }

نطق جملته الأخيرة وقهقه قبل أن يخرج من البقالة التي كادت لا تتسع ثلاث اأشخاص على الأكثر،  ليرد عليه الشيخ بقهقه خشنه ويرد له :
{وفقك الله وين ما كنت يا ابني ايهاب }

كادت هي الأخرى ان تتفجر خجلا  من كلام هذا الشاب و قد تسرب قليل من علامات الدهشة  على محياها لحطة سماعها اسمه ..

°°° 
******

وضعتْ نتالي الطعام على المائدة بترتيب والخجل يتقاطر من وجنتيها،  ومن ثم جلس يوسف كالأمراء ممسكاً بالملعقة وهو يتناول الطعام.
بينما كانت نتالي في داخلها تصبو لقتله فقد ميزت غيظاً
أعلى صوته ليقول : 
{نتولتي!  يا نوتيلا خاصتي جيبيلي كاسة مي وشيلي الاكل وشكرا كتير  ومش اكتر من هيك }

وقفت نتالي في وسط المطبخ مقابل اخيها الذي يغرق بالراحة بينما كان يجلس على الكرسي براحة وهي تصرخ :
{ماااااامااااااا،  تعي شوووفي يوووسف }

أتتها أمها وقبل أن تقول أي شيء ارتسمت على وجهها علامات التساؤل و الدهشة وتفوهت اخيراً :
{بشو رشيتها يا يوسف وتحطلك كل هالاكل  }

قهقه يوسف بينما يحوّل بنظره بين والدته و أخته التي وقفت تكاد تنفجر من الخوف والهلع من تصرف أخيها الاخير
💔💔💔💔
....
اعطوني رايكم🤔🤔🤔👌








بقلمي Saja🙈🌺

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top