تمضي السنون واحدة تلو الأخرى.. 
وأخرى تختلف عن الأخرى..
و أخرى لا ندري كيف مضت! 
لنعيش أخرى لم نعتد يوماً على أحداثها.!
أحداث تلو الأحداث   ..! 
أيامنا سريعه. 
و دقائقٌ لا نشعر بها.. 
سنون و أشهر..  كثير مضت..
أيام نعدّها وينتهي هذا العام. 
أحداثٌ كثيرةٌ لا نحصد منها في ذاكرتنا سوى القليل منها،  إما الأشقى أو الأسعد.. 
حسناً..  الجميع يعتاد و يعتاد من يعتاد ولا يعتاد من يضّجر.
أمطارٌ لا تكفي لسقي الزرع.  وزرع لا ينضج.
حرٌّ شديد يصيب الزرع،  ويفلت الزرع من شدته..
بتنا لا ندري كيف نحكم على الايام و نفشل في عيشها.
نعامل الجميع،  لنتفاجئ بأشخاص،  فنتمنى لو لم نعاشرهم  . 
وأشخاص نتمنى لو لم نعاشرَ سواهم..
هكذا تمنّتْ لو أنها عاشرت من لم تعامله وتكف عن معاملة من عاشرتهم    .. 
وجدت في الغريب الحسن و وجدت من القريب القهر.. 
اضطرت لدخول بقالةٍ تشتري منها ماءً لترتوي،  فالجو ألهب عطشها لتظمأ لجرعة ماء ترتويها.. 
فعلت ما رغبت به ورغبتها اختفت لحظما رأت ما لم تريده،  وضعت زجاجة الماء بحقيبة الضهر التي تلبسها على كتفها الأيسر ،  و كلفت لتُكمل َ  مسيرتها دون رفع عيناها التي أثبتتهما على حجارة الشارع وبعض القاذورات المرميّة حافّة الطريق،  تهرب الهرب او انها تحاول الهرب من النظر لذاك الشيء،  او بمفهومٍ آخر شخص ليس كأي شخصٍ بالنّسبةِ لها.

نظرت لساعتها لتتأكد من عدم تأخرها،  شهقت لحظة علمها بأنه لم يبقى لها سوى عشرون دقيقة لا أكثر،

 اعتدلت في وقفتها تنظر يمنة و يسرة تتأكد من خلو الشارع فتفاجأت بسيارة تغير اتجاهها امامها كادت تدهسها لولا عودتها للخلف خطوتين بسرعة.

صرخ الشاب لينبّهها : 
{ انتبهي يا فتاة }

خافت لتردف رادةً عليه : 
{لقد ظهرتَ أمامي فجأة}

ضغط على الفرامل ليصدر ضجيجاً ويصنع خطوطاً لعجال سيّارته بعد أن قال لها :
{ بل أنتِ}
شتمته في داخلها ودّت لو أن تخنقه،  تفاجأت من رده ،  لم تتوقع،  فكيف لهذا أن يصدر من شخصٍ كهذا!؟! 

**ستبقى مغروراً**

اعتنقت مشاعرها واستحضرت قواها لتسرع في الذهاب و الوصول في الوقت الذي تريده..

احتضنتها لتشفي غليل شوقها،  لتشعر بحنان الأخت الذي لم تتذوقه يوماً،  استمرتا بامساك يد كلتاهما،  تعبّر احداهما عن شوقها لتأكد الأخرى على ذلك هي أيضاً

ارتفع نحيب صوتها معاتبةً صديقتها : 
{يا هبولة . ليش تتأخري خمس دقايق؟!  طيب ماشي متل ما وعدتيني رح تقعدي كمان خمس دقايق زيادة }

قهقهت نتالي قليلاً ومن ثم أردفت :
{حاضر يا فراولتي ،  }اكملت قهقهتها هنيهة لتكمل :  { أصلاً احمدي ربك اني سويتها واجيت }

ازرورقت الدموع في مقلتيّ ليان  كمياه المحيط و أردفت بنبرة حزن تملؤها الشوق : 
{يا قلب فراولتك !  عنجد اشتقت لكلمة فراولتي من لسانك }

أشارت ليان بأصابع يمناها للفت انتباه نتالي عندما وجدتها شاردة الذهن وأردفت قائلة : 
{يا بنت!!  وين وصلتي بتفكيرك!؟  }

أجابتها نتالي وهي على نفس وضعها : 
{ احزري مين شفت؟!  }

وبابتسامة جانبية همست لها : 
{لا تحكيلي أأأ.... }

قاطعتها الأخرى :
{لا مو هو }

-{مش أيمن!  طيب مين!؟!  }

-{أبو شعر أسود إيهاب }

-{لا أمانة عنجد فاجئتيني }

رمقتها نتالي بنظرة غريبة لتكمل الحديث :
{ايش فيه!! }

كتمت ضحكتها لتجيبها :
{يا غبية شايفتيني بعرف كل الحارة متلك،  بعدين إنتِ يقلبي من وين طلعتيلي ب إيهاب هاد،  وخليكِ كل أسبوع مفاجئتيني بشب،،، }
سكتت لتستمر كلتاهما  للنظر في أعين بعضهما ومن ثم أكملت :
{يا عنجد إنت ما لازم تدخلي الشباب بحياتك خليكِ أنوثية أكتر من هيك }

أخرجت نتالي زفيراً ببطئ
وقبل أن تتفوه بأي كلمة سبقتها ليان في ذلك لتوبخها : 

{ولي نتالي!!  عنجد إنتِ كتييير متغيرة..  هاد كله غلط بغلط والله }

........
....  
    ^فلاش باك^

تتشابك أصابع تلك الصديقات حين عودتهم من المدرسة و تتعالى أصوات ضحكاتهم ليس إلا فكاهة ،  ارتسمت الضحكة على وجوههن،
كل شيءٍ يوحي بغرابة صداقتهنّ،  واحدة بجسدٍ طويل وأخرى بالكاد تصل إلى محاذاة كتفها و ثالثة كأن  طقسها يختلف عن اخرتيها لشدة ارتفاعها عنهنّ تشعر بالخجل كلما رأت أحدهم ينظر لها بغرابة خصيصاً السيدات والشباب الذين يقصرونها ولكنها اعتادت ان تعتاد على ذلك. 

قالت سامية تتظاهر بالتعجرف وليس الا خشونة تتدلل : 
:  { نتالي شفتي إيهاب مبارح!  }

تفاجأت نتالي حالما سمعت ذاك الاسم ومن ثم ابتسمت نصف ابتسامه ومن ثم اكملت لتجيبها :
 {سامية لا تتهبلي وين بطلع انا عشان اشوفه ،  بعدين انت وين شفتيه ؟! هو ساكن شوي بعيد عن منطقتنا هاي }

تأوهت سامية في داخلها فهي تودّ تغير الموضوع لكنها حرّكت فيهها لتقول و كان ذاك من صالحها : 
{لا يذكاء!  وك أنا بعمل دايت مع ماما وطلعنا نتمشى ووصلنا للمنطقة يلي هناك.  يعني لا تنوي سوء متخافيش }

وغمزت لها ومن ثم ضحكت..
أوقفت نتالي ضحكتها:{اوكي ماشي وانا شو دخلني بتغمزيلي وبتضحكيلي، في شي!}

تجاهلت نتالي سامية التي تمشي بجانبها وهي تستمر بضحكتها التي توحي بأمرٍ ما،  جعلها تشك في نفسها.

...........
^نهاية فلاش باك ^
👌🤗🤗🤗
لا تنسوا تعملوا فويز اند كومنت 😁♥
وووووواعطوني رايكم بليييييز لانه بهمني
؟؟؟!!&