قصيدة كلاسيكية


عانيت و قاسيت الصعاب
صبرت للظلم رغم كل ما ذقت من عذاب
ماذا عساي أفعل حيال هذا الخراب؟
و زوجة أبي الشريرة تمنح لنفسها الشرف و الألقاب
بعد وفاة والدي و قد أطال الغياب
استقبلت بنات تريمين بأفضل ما لدي من ترحاب
لكني صرت في نظرهن مجرد سراب
رموني في العلية و عوملت كأقل من كوني جزءا من الضباب
ضباب زائد لا معنى لامتلاكه أي انجذاب
وجدت في البشر سلوكا مشينا كسلوك الغراب
وجدت الحيوانات أفضل من البشر في ردود الفعل و الآداب
على الأقل هم لا ينظرون نحوي بارتياب
صبرت، و صبرت إلى أن نفذ صبري في عتاب
لكن رويدكم فلم ينتهي الحساب
ضقت ضرعا و انهرت في انتحاب
زوجة أبي تريمين مزقت ثوبي و دفنته في الوحل و التراب
وعدت أن تتركني أحضر الحفل إن نضفت المنزل بدءا من العلية و حتى السرداب
ركبن العربة بأبهى الحلل و انطلقن إلى القصر في تباه دون أعقاب
انتحبت و بكيت معلنة عن الإضراب
تهشم قلبي و باث مجرد خراب
تكسر حلمي إلى أن أصبح شظايا فقررت الإنسحاب
لكن عرابة ساحرة ظهرت فجأة و ما عدت قادرة على الإستيعاب
سندريلا، سندريلا.. استعدي فالحفل على الأعتاب
قالت بصوت لا تشوبه أي شكوك أو أعطاب
و حركت عصاها ليتحول ثوبي البالي إلى فستان جذاب
ثم حولت اليقطين إلى عربة ذات أبواب
بدى الأمر و كأنه قصة خيالية في كتاب
من بين الحضور نظر إلي الأمير و بدأ في الإقتراب
رقصنا على طول القاعة و النبلاء من حولنا في أسراب
وددت القاء لكن كان علي فجأة الإنقلاب
مفعول السحر ينتهي في منتصف الليل و لا مجال ليطول الخطاب
سقط حذائي بينما أهرب من الأمير و ليس لي علم حول هذا الإستقطاب
تملكني الحزن لهربي دون إخباره بالأسباب
و في اليوم التالي أحضر حذائي فألبسني إياه و أنا في استغراب
طلب بدي لأصبح الملكة بينما صدمت من ذلك الإعراب
وقفت أحدق في القصر دون أن أستخدم أي مقراب
لوحت لتريمين و ابنتيها من بعيد كي أثبت أني أفخر بما تقى لي من آداب

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top