𝐊𝐓.𝐇1
فوت وكومنت بين السطور يسعدلياكم🌹🌸
_______________
لي سارانغ! سارانغ! تردد اسمها في عقله لوهلة، بدا اسمها مألوفًا له، وفي اللحظة التي تذكر صاحبته، شخصت عيناه وصارتا أكثر قتامة، وتحول ذلك التفاجؤ إلى شعورٍ أقسى بكثير مما قد يشعر به شخصًا تجاه آخر يكرهه.
سأله مدير أعماله بارتباك وقد شهد ما فعل به ذلك الاسم في مُحيّاه:
«ماذا هناك؟ هل تعرفها؟»
من دون أن يرد عليه، أو يبدي أيّ ردة فعلٍ أُخرى، نهض بجذعه عن مجلسه، واتجه نحو مكتب مدير وكالته تاركًا مدير أعماله يحثُّ خطًا سريعة خلفه بعد ردة فعل تيهيونغ والتي شعر بأنه أخطأ عندما أفصح له عن الاسم.
وصل عند الباب ومن دون أن يطلب إذنًا بالدخول، فتحه ودخل، أراد تشا منعه لكنه كان يسبقه بخطوات، دخل تشا خلفه وانحنى معتذرًا إلى المدير الذي التفت عن ضيفه القابع على الأريكة قبالته نحوهما وقد ظهر عليه الضيق مما حصل.
قال تشا مُبديًا ندمه:
«أنا آسف سيدي! أقدم اعتذاراتي.»
حوّل المدير نظره من تشا إلى تيهيونغ الواقف دون حراك قابضًا كلا يديه وحدقتاه مصوبتان نحو مديره دونما اكتراث إلى ضيفه الذي بدا مرتبكًا وممتعضًا مما حدث.
لتلافي ما قد يحدث لاحقًا إن لم يخرجا، شدّ تشا تيهيونغ من ساعده وأراد إجباره على الخروج، لكنه نفض يد تشا عنه وقال بتصميم:
«أريد التحدث معك أيها المدير.»
أشاح المدير بنظرته عنه والتفت إلى ضيفه قائلًا:
«قبل أن تخرج أريد منك الاعتذار، سيد كيم تيهيونغ.»
صكّ على أسنانه بانزعاج، فهو لا يحب أن يعتذر، لكنه في النهاية أذعن واعتذر ثم خرج صافقُا الباب بقوة.
في غرفة الاستراحة مدّ له تشا كوبًا من القهوة المثلجة لتهدئه، تناوله ثم شرب القليل، جلس تشا بجانبه وقال:
«هل لك سابق معرفة بلي سارانغ؟»
لم يُجبه تيهيونغ، لأنه غاب عن ما حوله وهو يفكّر بها، لم تكن لديه أيّة معلومة عن متى أو كيف أصبحت ممثلة لكن بالتأكيد هي قد تعمدت التمثيل معه، عاد الغضب يملأ أوداجه، قبض على الكوب بيده جاعلًا السائل البنُي الذي يحويه يُسكب على الأرض بينما كانت عيناه تنظران إلى نقطة ما أمامه، قال في نفسه:
«سأجبرها على الانسحاب، يجب أن تنسحب.»
لم يكُن مدركًا أن السيد تشا قد فاض به كيله منه، فهو قد أرهق من التحدث معه دون جدوى، وبعد أن يئس منه هزّه قائلًا:
«السيد المدير يطلب حضورنا.»
تعجب تشا أن تيهيونغ رفع جذعه بارحًا مقعده بعد أن أخبره بذلك، وسبب له حيرةً فيما إذا كان يسمعه أو لا.
في غرفة المكتب وأمام المدير بالتحديد كان يقف تيهيونغ وقد سمح المدير لتشا بالانصراف وتركه لوحده.
قال المدير وقد أخمد سيجارة في صحنٍ فضي قد كان على المكتب:
«أرجو أن يكون أمرًا طارئًا ذاك الذي جعلك تدخل غرفة مكتبي دون إذن.»
تنهد تيهيونغ وقال:
«لمَ لم تعلمني بأمر الممثلة التي ستؤدي دور البطولة معي؟»
مدّ المدير يده وأشار إلى الأريكة بجانب المكتب وطلب منه الجلوس وبعد إن جلس قال:
«هل كان يجب عليّ إخبارك؟»
أجاب تيهيونغ:
«بالطبع! فأنا من سيمثل أمامها، كان يجب أن تعلموا موافقتي قبل أن تقرروا الأمر.»
أخذ المدير شهيقًا عميقًا فقد ضاق ذرعًا منه، فقد خسر بسببه الكثير ومازال يتعامل وكأنه نجم، لكنه بدلًا من إطلاعه على أفكارهه تجاهه قال:
«هل لديك اعتراض على الممثلة بأي شكل من الاشكال؟»
رطب تيهيونغ شفتيه وقال بحزم:
«نعم!»
قال المدير مستفهمًا:
«ما هو؟»
قبض تيهيونغ كلا يديه وأخفض رأسه، فحجته ضعيفه وهو يعلم ذلك، قال:
«إنه أمرٌ شخصي، لا أستطيع إخبارك.»
استاء المدير من جوابه، وكأنه الآمر الناهي، كيف يسمح لنفسه أن يدخل الأمور الشخصية في عمله، رد المدير:
«أعتقد أنك تعلم، إنك لا تستطيع إقحام أمورك الخاصة في عملك.»
نظر له تيهيونغ نظرة فارغة وقال:
«هل أفهم من كلامك أنك لا تقبل اعتراضي؟»
أومأ المدير بالإيجاب، لذا قام تيهيونغ من مجلسه وقال:
«إن لم تعترض، فأنا سأنسحب.»
التفت إلى الخلف ما أن أنهى حديثه متجهًا نحو الباب، لكن كلام المدير معه أوقفه، حيث قال:
«من تظن نفسك؟»
نهض عن ااكرسي واتجه نحو تيهيونغ الذي تسمر في مكانه، فتلك اللكنةُ التي يتحدث بها المدير يعرفها جيدًا، لكنة ازدراء منه، وقف المدير أمامه وقال:
«أنت لا شيء، هل تعتقد أنك مازلت نجمًا؟ تنهى وتأمُر كما يحلو لك؟»
ابتسم المدير ابتسامة جانبية ساخرة وقال:
«لقد خبى نجمك وسقط كما سقطت، هل نسيت فضيحتك؟»
أخفض تيهيونغ الذي علت ملامح وجهه الخيبة والشعور بالذل، أهدابه الطويلة ليخفي ما تحملهما عيناه من خُزيّ، أكمل المدير الذي بدأ بوكز منتصف صدره بسبباته قائلًا:
«هل تعتقد أنني لم أخسر بسببك؟ لم أُطالبك بتحمل الخسارة، لكنك ستجبرني على فعل ذلك، الكثير من الملايين تنتظر أن تدفعها.»
قال تيهيونغ بصوتٍ منخفض عميق:
«إن كنت على حق، لماذا الصحف تكتب عن الأمر إلى الآن؟ لقد سمعت كلامك ودخلت الجيش وقلت لي أن الناس سينسون، وإنك ستتولى أمر الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، وستجعلهم يتوقفون، لكن لا شيء حدث من ذلك، حتى بعد غيابي سنتين بعد خروجي من الجيش.»
وضع المدير يده جانبًا وقال:
«ليس ذنبي أنك مادة دسمه للصحافة، فوالدك سياسي، وكان قد رشّح نفسه للانتخاب في ذلك الوقت، وقد دفعت الكثير من المال حتى يتم نسيان الأمر، لكن ما أن توقفت عن الدفع حتى بدأوا من جديد، وكأن هناك شخصًا يدفعهم للاستمرار.»
تحرك المدير ومشى عدة خطوات حتى وصل إلى النافذة، وأخذت يداه موضعًا داخل جيبيه ثم قال:
«ليس لديك خيار سوى الاستمرار، فوضعك لا يحتمل قراراتٍ طائشة منك، كلانا يعلم كم تحتاج إلى المال، ووجود فرصة كهذه بعد ٤ سنواتٍ من المعاناة يجب أن تكون شاكرًا لها، لقد عرضنا الدور على عدة ممثلات، وجميعهن رفضن الدور لأنه معك، ولن يلومهن أحد، فلا أحد يريد أن يخاطر ويجازف في مهنته، ولي سارانغ هي الوحيدة التي قبلت الدور.»
التفت نصف التفاته بمحيّاه إلى تيهيونغ وقال:
«هل فهمت؟»
قبض تيهيونغ يداه، وكم تمنى تواجد كيس ملاكمة حتى يلكمه، لكنه قال:
«أنت تعرف جيدًا أن ليس لي علاقة بتلك الفضيحة.»
سارع المدير بالرد:
«قبلت تحمل المسؤولية بإرادتك كيم تيهيونغ، لن تلوم أحد غير نفسك، وكفى حديثًا، إذهب!»
لم يتوانى تيهيونغ عن تلبية طلبه، خرج وأغلق الباب خلفه، جاءه السيد تشا وقال:
«ماذا أخبرته؟ ماذا أخبرك؟ ما الذي جرى؟»
أزعجت تيهيونغ الأسئلة المتتالية من مدير أعماله، فهو يحتاج إلى الهدوء في هذه اللحظة، صرخ قائلًا:
«سيد تشا، أصمت أرجوك.»
__________
في جانبٍ آخر أكثر إشراقًا وحيوية، في مكانٍ حيث تملأه أنواعًا مختلفة من الزهور، ويملأه عبيرها بكل زواياه، وتتخلله أشعة الشمس المُرَحِبة بكل سرور، كانت سارانغ وسط تلك الزهور تسقيها، تعتني بها، وتهتم لها، كأنها أبناءها، تزين محياها بابتسامة بدلًا من مساحيق التجميل، يسترسل شعرها الأسود المموج بتموج طبيعي على ظهرها بأناقة، وعيناها الواسعتان اللتان تحملان زمردتان، تلمعان عند نظرها إلى تلك الأزهار.
قدها ميّاسٌ رشيق، وملابسها من القماش الناعم الوردي الذي يغطيه حتى ركبتيها، قصير الاكمام يظهر بشرة ذراعيها البيضاء الناعمة والتي تنصع عندما تلامسها خيوط الشمس الحريرية.
دخلت صديقتها المتجر وهي تحمل علبة متوسطة الحجم مربعة، مغلفة تحيط جوانبها شريطٌ أحمر معقود عند المنتصف بعقدة أنيقة، لم ترغب صديقتها أن تعلم سارانغ بقدومها؛ فهي مفاجأة لها، لذا بذلت ما بوسعها بالسير بخفة دون أن تشعر بها، لكن سارانغ أفسدت كل شيء بالتفاتها إلى الخلف ورؤية صديقتها جو آه تحمل علبة، فزعت سارانغ ووضعت يدها على قلبها لتهدأ.
هتفت جو آه:
«مبارك عزيزتي!»
لم تفهم سارانغ مالمناسبة وقد بان على ملامحها الاستفهام، ثم قالت:
«ما الأمر؟ هل فاتني شيء؟»
وضعت جو آه العلبة على المنضدة مما سمح لها بمعانقة سارانغ قائلة:
«مبارك لكِ دوركِ الرئيسي الأول!»
بادلتها سارانغ العناق وقد شعرت بالسرور، قالت:
«أنتِ أفضل صديقة على الإطلاق، أنا أحبكِ.»
ابتعدت جو آه لكي ترى وجهها، تظاهرت بالعبوس وقالت:
«وأنا أيضًا أحبكِ، سارا.»
بعدما انتهن من عناقهن ومسحن دموعهن التي فاضت؛ جرّاء المشاعر المفرطة، فتحت جو آه العلبة وقد كان في داخلها كعكة مكتوبٌ عليها «مبارك، دور البطولة الأول» في المنتصف، مغطاة بالكريما البيضاء مع قطعٍ من الفراولة على الأطراف، ولم تنسى جو آه إحضار بعض الصحون والشوك البلاستيكية وسكين لتقطع بها الكعكة، وتقدم بعضًا منها إلى سارانغ.
أكلت سارانغ القطعة التي تناولتها في الشوكة، وهي تنظر إلى صديقتها المقربة، وقد ملأت صحنها بالفراولة التي تحبها، أكلت جو اه حبة فراولة وقالت:
«هل ستغلقين المتجر ريثما تفرغين من عملكِ القادم؟»
نظرت سارانغ من حولها إلى متجر الأزهار، وشعرت بالضيق من حالته المأساوية، لقد انخفضت مبيعاته، وبات لا يدخل إلى جيبها أي دخلٍ مادي، لكنها لا تستطيع تركه، إن تركته فهذا سيجعلها تشعر بأنها قد خذلته وخذلت الأزهار التي تحبها أكثر شيء، هي لا تريد تركه، لكن هذا الدور يحتم عليها التفرّغ له، لأنه سيكون صعبًا.
أجابت سارانغ وقالت:
«لا أستطيع فعل ذلك، أفكّر بجلب عامل بدوامٍ جزئي يحل محلي حتى أعود.»
هزّت جو آه رأسها متفقة مع كلامها، ثم قالت:
«هذا أفضل، لكن ألا يجب أن تعلميه أصول العمل وقواعده؟»
تنهدت سارانغ ثم وضعت الصحن من يدها على الطاولة وقالت:
«لم يخفى عليّ ذلك، عند وضع الإعلان على واجهة المحل، سأذكر وجوب معرفة العامل بأصول التعامل مع الأزهار.»
كان متجرها متوسط الحجم، يملك رفوفٌ معلقة على جدرانه، تحمل الرفوف سنداين الأزهار المختلفة والمتنوعة بأشكالها وألوانها، يملأ عبيرها المكان وكأنها تريد اثبات وجودها بقوة، تواجدت أمام المتجر مناضد حديدية مستطيلة الشكل تحمل فوقها سنداين أيضًا، ليُدِل المارّة عليه وعلى سبب تواجده ويدفعهم لشراء الزهور منه، كان يحمل المتجر اسم«كاليبسو»وفي الليل كان يضيء بألوان مشعة وامضة.
نظرت سارانغ إلى لوحة الاسم بعد أن أغلقت المتجر وأطفأت المصابيح التي تومض بشكلٍ متتالي، وأدخلت سنادين الازهار إلى داخل المتجر بنفسها، بالرغم من عرض جارها صاحب المقهى المساعدة عليها، لكنها أحبت دائمًا القيام بعملها بنفسها.
سارت بعد أن أخذت كفايتها من النظر إلى الاسم، واستغربت من رغبتها هذه الليلة فقط بالنظر إليه، ربما لأنها ستقابل تيهيونغ أخيرًا، أرجعت رغبتها إلى هذا.
بعدما أخذت مكانًا على المقعد في محطة الحافلات بانتظار حافلتها، ابتسمت مستذكرة أوقاتهما معًا في الثانوية، وبالرغم من أنه كان وقتًا صعبًا على كلاهما بسبب ما حدث، إلا أن الأوقات التي أمضياها معًا قبل ذلك كانت كالحلم.
تذكرت أنها كانت فكرته أن تقوم بدور الحورية الأسطورية كاليبسو، وكم قام بتلقيبها بهذا الاسم بعد ذلك، وكم أحبت الأمر، ألا أنه سبب لها جرحًا عميقًا في قلبها، لأنها تحولت صيغة مناداته المحببة لها به، إلى أخرى تنم عن احتقارٍ وتنقيص.
وصلت إلى منزلها، فكان صغيرًا متواضعًا يمتلك حديقة صغيرة أمامية حاذت جداره، بنت لها سارانغ سورًا صغيرًا تبعد به عن حديقتها الحيوانات المتشردة، زرعت بها بعض الزهور التي تحبها، القليل من شقائق النعمان الحمراء وبعضًا من القرنفل الأرجواني والأوركيد الأبيض ذو القلب الوردي، ظهر مع تلك الزهور بعض الحشائش وبراعم نباتات مجهولة المصدر، رأت في تلك الحديقة ما يمثلها من الزهور، وأحبت تحليق الفراشات وبعض النحلات حولها.
كان هناك عمود يحمل صندوق بريد أحمر ذو طابع قديم بالقرب من حديقتها، وتذكرت أنها ذات يوم كانت تضع لتيهيونغ رسائلًا في صندوق بريدٍ مشابه، وقد استنبطا الفكرة من أحد الأفلام التي حضراها في السينما ذات مرة، حيث كان البطل يترك رسائله المكتوبة في صندوق البريد مع اسمًا مستعارًا وكذلك فعلت البطلة، كان اسمه المستعار هو كيمتشي، بينما هي فقد كان بوفارديا وهو نوعًا من الأزهار كانت مولعة به تلك الفترة من حياتها.
تنهدت بعد فتح الباب والولوج إلى المنزل، فاسترجاع تلك الذكريات كان يثقل كاهلها ويضعفها، فهي يجب أن تكون بأفضل حال عندما يلتقي بها لأول مرة بعد زمنٍ طويل.
_____________
رايكم بالبارت؟
طبعًا خليته طويل على قد ما اقدر.
كيفهه الشخصيات لحد الآن؟
متحمسين؟
طبعًا التفاعل الحلو يخليني اتحمس للكتابة🙂.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top