𝐊.𝐓𝐇9
فوت وكومنتس للفقرات اللي تعجبكم حبايبي❤🌹
______________
احتل تيهيونغ مكانه مرة أُخرى منزعجًا، كانت سارانغ تنظر له بنظراتٍ مترددة وفمٍ مضموم يحاول إخراج سؤالًا، لكن كانغ وو سأل ما فشلت بطرحه قائلًا:
«ما الذي يجري؟»
تنهد تيهيونغ، ثم صمت وقد شكّوا بأنه لن يخبرهم، لكن صوته العميق تدفق رادفًا:
«لقد رأيتُ جوري تجلس مع أحدهم عند مجيئي إلى الغرفة، وأعتقد أنه رآها أيضًا في بادئ الأمر وفقد صبره الآن.»
صمتٌ تلى ذلك التصريح، فالجميعُ بدا قلقًا على مينجي، ولا أحد قادر على إيقافه، سيثير الجلبة إن تم ذلك.
أما مينجي فقد انتهز فرصة ذهاب جوري إلى دورات المياه، وقام بجذبها نحو منطقة معزولة في المكان وحاصرها عند الحائط هناك.
شهقت جوري بغير تصديقٍ لما يفعله، ثم أردفت:
«هل فقدت عقلك مينجي؟»
أرادت الذهاب لكنه أمسك بساعدها وأرجعها إلى مكانها، ثم رفع كلتا ذراعيها فوق رأسها وحجزهما بيدٍ واحدة، تحركت يمينًا وشمالًا راغبةً بتحرير نفسها، وانتهى بها الأمر بالسكونِ تحت أنظار مينجي الذي قرّب وجهه من وجهها هامسًا لها:
«أنتِ مذهلة، تغيّرين أحباءكِ كما تغيّرين حذاءكِ.»
كوت أنفاسه الحارّة خدّها، وراح صدرها يعلو ويهبط لقربه منها، وأذابت نظراته عظامها، لكنها تماسكت، وحاولت أن تتظاهر بالقوةِ حتى وإن لم تكن موجودة، أخرجت نبرةً قويّة كحال نظراتها له فقالت:
«لا أعتقد أن ما أفعله في حياتي يخصك..»
ابتسمت بسخرية مضيفةً:
«ما أنت إلا واحدًا من أحبائي وقد غيرتك.»
أملت أن تجعله هذه الكلمات يبتعد عنها قبل أن تراهم الأعين، وخاصة من لها علاقة بوالدها، لكنه بقيّ على وضعه وشدد إحكام يده على يديها قوال هامسًا بنبرةٍ كفحيح أفعى:
«يجب على شخصٍ ما إسكاتكِ..»
رفع ذقنها بيده المتحررة، مجبرها على النظر إليه، وفاجأها كم بدا وجهه قاتمًا من الغضب، ثم أضاف:
«ويسعدني أن أكون ذلك الشخص.»
وقبل حتى أن تفهم أو تدرك ما يقوله، كان قد قبلها جزاءًا لما قالته، ابتعد عنها وعاد ينظر إلى عينيها اللتين كانتا تنظران له بدهشةٍ، ازدرد لعابه هائمًا بتقاسيم وجهها، استغلت ارتخاء وثاق يده، فأفلتت يدها ودفعته بقوة لتفسح لنفسها مجالًا، نظرت له مزدرية عكس ما كان يختلج داخلها من ضعفٍ وهشاشة.
تتبعتها حدقتاه حتى اختفت عن ناظريه، جمع أصابعه في قبضةٍ ولكم الجدار بقوةٍ ثم ضرب ناصيته به تعبيرًا عن ندمه وخجله من نفسه، هي من ابتعد ومع ذلك هو من يترصد لها، عاد له شعور كرهه لذاته الضعيفة اتجاهها.
وجده تيهيونغ في دورات المياه عندما بادر في البحث عنه بعد أن استطال غيابه، لم يشجعه منظره على تأنيبه أو لومه، كان في حالةٍ يرثى لها، يقف أمام المرآة وقد بدا عليه الإرهاق، وتساءل إن كان قد تقيأ.
«يكفي! لقد نلت منها ما فيه الكفاية!..»
أردف تيهيونغ مستهجنًا، ثم أشار بيده إليه من أسفل إلى أعلى ثم أضاف:
«يبدو أنك مهما نظرت إلى المرآة لا ترى سوى ما تريد رؤيته، إنك مثيرٌ للشفقة، وهذا ما تعتقده عنك.»
التفت إليه مينجي وقال:
«هل تتحدث عن نفسك؟»
تفاجأ تيهيونغ من رده وقال:
«ما الذي تقوله؟»
أشار مينجي إليه بأصبعه السبابة وقال:
«لا أرى سوى أن ما قلته ينطبق عليك فقط.»
أومأ تيهيونغ برأسه نافيًا ثم رد قائلًا:
«لا! أنت مخطئ!»
التفت إلى الباب ففتحه وقال:
«كنت أبالغ في خوفي عليك، ونسيت أنك مينجي.»
ثم خرج صافقًا الباب بقوة تحت أنظار مينجي وابتسامته الساخرة.
كانت سارانغ كمن يراوح مكانه، وما زاد الطين بلة أن كانغ وو انسجم مع سورا وطفقا يتحدثان معًا، أرجعت سارانغ ذلك إلى شخصية كانغ وو الاجتماعية، ومما تعرفه عنه أنه ينسى من حوله عند بدئ حديثٍ معه، وعلى عكس سارانغ فسورا فتاةٌ لبقة ومُحادِثة جيدة واجتماعية من الدرجة الأولى.
شاهدت تيهيونغ يستولي مكانه وهو ينفث نارًا كالتنين من ثقبا أنفه، أوعزت سارانغ ذلك من مشاحناتٍ مع مينجي والذي لم يعُد معه بالرغم من أنه ذهب ليعيده، ثم أدركت سارانغ في اللحظة الأخيرة أنها تحدق بتيهيونغ والذي بدوره يحدق بها منزعجًا مما يبدو من تحديقها به.
أخفضت سارانغ رأسها وتمنت في تلك اللحظة أن تنشق الأرضيّة الرخامية تحتها وتبلعها، لامت نفسها وأنبتها لإهمالها وانتهاء الحال بها بالتحديق به دون وعي.
التفتت إلى كانغ وو ثم قالت مقاطعةً حديثه:
«أريد العودة إلى المنزل.»
قبضت كلا يداها على حوافِ الأريكة الجلدية متمنية أن يوافق على إعادتها دون التردد في ذلك، ابتسم كانغ وو وقال:
«حسنًا كما ترغبين.»
برحا الأريكة، حملت سارانغ حقيبتها، وأجبرت نفسها على عدم النظر إلى تيهيونغ ولا حتى نظرة خاطفة بالخطأ.
خرجا من المكان الخانق، استنشقت سارانغ بعمق الهواء المنعش وزفرته ببطئ كما لو تريد إمتاع رئتاها أكثر، اتجها نحو سيارة كانغ وو المركونة، وقبل أن يركباها طلبت منه مفاتيحها لتقوم بقيادتها بدلًا منه، ويركب هو في المقعد المجاور.
عادت سارانغ إلى منزلها بعد ليلة تضيّق عينا تيهيونغ فيها الخناق عليها بشدةٍ دونما رحمة، بعد أن أوصلت كانغ وو إلى منزله وعادت هي بواسطة سيارة للأجرة.
لو عاد بها الزمن إلى الماضي قبل عدة ساعات، سوف لن تقبل دعوة كانغ وو لها بعد كل هذا الاستنزاف لروحها، لقد خذلت نفسها، أرادت أن تبدو قوية أمامه، لكنها واجهته بالضعف، كان عليها الانسحاب عندما أخبرها بذلك، وكأنه يعاقبها على عدم الاستجابة لأوامره، كم تكره هذا الوضع برمته.
___________
ليس هناك أكثر من مشهدٍ يجمعها مع تيهيونغ بعد ليلة من كرهها لنفسها يثبت أن الحياة ليست في صفّها، لكنها ممتنة كون المشهد هو حوار بينها وبينه، ستحاول إنهاءه بشكلٍ سريع وتذهب إلى متجر الأزهار حيث تجد الراحة هناك.
ناداها أحد الموظفين حتى تنضم لتيهيونغ وتجلس حول الطاولة في المطعم الذي قد حجزه الانتاج مسبقًا لأجل المشهد.
حين اجتمعت بتيهيونغ حول الطاولة، شعرت ببرودة في أطرافها؛ لتوترها، اجتماعها به كمن ترك عود ثقاب بجانب زيت، أم فقط هي من تشعر بذلك.
بعدما كانت تخفض حدقتاها نحو النص الذي احتوته يدها، اختلست نظرةً نحوه كانت أهدابه تظلل على حدقتاه وتحجب بوضوح ما يفكّر به، مركّزًا بقراءة النص الذي بيده، أعادت نظرها نحو النص كي لا يكتشفها، حينها فكّرت أنها دائمًا ما تخذل نفسها، وتفكر به بعدما قطع وعد بعدم الاهتمام له، كم هي مثيرً للشفقة.
أعلن المخرج إشارة البدئ لهما حتى يبدءا حديثهما، وما إن بدءا حتى تلعثمت في كلمةٍ ما واضطرّوا لإعادة المشهد من جديد، أما في المرة الثانية فقد نست السطرين الأخيرين من جملتها، حملهم هذا لإعادة المشهد.
لم تتوتر بهذا القدر من قبل، وتساءلت ماذا دهاها؟ هل هو وقوفها معه؟ أم ذكرى ليلة أمس؟ عليها أن تركز في عملها هي ليست مهملة.
لكنها وبعد.كل ذلك أخطأت حتى وصل عدد المرات إلى ثمانِ مرات، وقد بدا على محيا تيهيونغ الضجر وقلة الصبر، وتساءلت إن كان الجميع يشعر نفس الشعور حاليًا؟ لكن الفرق أن تيهيونغ يظهر ما بداخله مباشرة دون مجاملة.
كان واضح أن خطأ آخر وسينفجر الجميع بوجهها كالبالون، لكن عندما أخطأت تيهيونغ فقط من انفجر، وراح يصرخ بوجهها ناعتًا إياها بالمهملة شديدة الغباء، عديمة الخبرة والمسؤولية، وما كان عليها سوى الانصاتِ دون أن تنبس بشيء، وحاربت بجهد أن لا تبكي أمامه.
تدخل المخرج والمنتج والسيد تشا الذي أبعده، جارّه متجهًا خارج الموقع، أما سارانغ فقد أخذتها إحدى الموظفاتِ إلى عربة الانتظار الخاصة بها، وما إن دخلت تركتها الموظفة لتجلب لها ماءًا.
جلست على أحد الكراسي ثم عانقت نفسها بشدة وأخذت تبكي بحرقة حتى ضاقت أنفاسها وبدأت تسعل، التقطت النص وصارت تلّوح به كمروحة حتى هدأت، لم ترغب أن توصِل نفسها إلى هذا الحد، هي تعلم أن نوبة ضيق تنفس أخرى كهذه قد تفقدها الوعي، لكن هي لا ترغب أن يراها تيهيونغ ضعيفة بأكثر من طريقة.
أخبروها بعد دقائق قليلة أن تأتي لاستئناف المشهد، وكانت أمام تيهيونغ بعد أن عدّلت زينة وجهها وأخفت أثار التعب والدموع، لم يظهر تيهيونغ أي أمارة اهتمام على وجهه، أدب ذلك القليل من الحزن في قلبها، لكنها معتادة على ذلك منه.
سألها المخرج ما إذا كانت مستعدة فأومأت إليه بنعم، فقام بتأهيب الجميع ثم أعطاهم إشارة البدئ، أدت سارانغ المشهد بسلاسة هذه المرة، وعند الانتهاء أخذت تودع فريق العمل وتشجعهم ثم بدلت ملابسها وغادرت الموقع.
_________
في اليوم التالي أيقظ تيهيونغ رنين هاتفه المتواصِل، مدّ ذراعه ليصل إليه حيث كان على المنضدة الصغيرة قرب السرير، تناوله ثم رفعه ليرى من المتصل، وما كان يجب أن يتساءل فالمتصل معروف، إنه السيد تشا، نظر إلى ساعة الهاتف فوجدها السابعة، واستغرب من إيقاظ تشا له، فهما لم يتأخرا عن أول موعد لهم في جدول اليوم، مما يعني أن هناك كارثة تفوق كارثة تسونامي.
ردّ بصوتٍ عميقٍ نَعِس:
«ماذا هناك؟ ما الأمر؟»
أجاب تشا بنبرةٍ التمس منها تيهيونغ الفزع:
«افتح لي الباب، أنا خارج شقتك، أسرع!»
جلس تيهيونغ ثم ارتدى سرواله على عجالة، وارتدى بلوزته أثناء خروجه من الغرفة وتوجهه نحو الباب ليفتحه، فتحه وإذ به يشهد حدوث أحد العجائب، فوجه تشا لا يُفسَّر، ويبدو أنه فاقدًا لهدوئه تمامًا.
دخل تشا وهو يتمتم بكلماتٍ لم يفهمها تيهيونغ، أغلق الباب وتحرك نحوه قائلًا:
«ألا يجب أن تخبرني ما الأمر؟»
التفت إليه تشا ممتعضًا:
«لم تصلك الأخبار بعد، أليس كذلك؟»
قال تيهيونغ مستعلمًا:
«أيُّ أخبار؟»
فتح تشا هاتفه ونقر عدة نقراتٍ عليه تحت أنظار تيهيونغ الذي أحس بكم الجهد الذي يبذله تشا في كتم غضبه وانزعاجه، وفي طرفة عين كان هاتف تشا أمام وجه تيهيونغ الذي أرجع وجهه إلى الخلف آخذًا الهاتف من يده.
كان ما يظهر على شاشة الهاتف هو منشور مصاحبًا لفيديو، لم يقرأ المنشور وفتح الفيديو الذي تضمن شجاره مع سارانغ، كان صوته واضحًا جدًا وهو يوبخها، فغرت عيناه، لم يكمل المقطع، خرج منه وقرأ ما كتب فوقه: " لا يجب أن يستمر كممثل، هو ليس مشهور حتى وينظر لمن حوله باستصغار".
حوّل نظراته إلى تشا الذي تحوّل امتعاضه إلى نوعًا من التعاطف والإشفاق، قال تيهيونغ:
«ما هذا؟»
أخذ تشا الهاتف وقال:
«يبدو أن أحدًا قد صوّرك حينذاك، وسرّب المقطع، ولم نستطِع أن نوقف انتشاره.»
غزت حرارة الغضب كل انحاء جسد تيهيونغ وخرجت نبرته فاقدة لعمقها حين قال:
«عليكم بمقاضاتهم جميعًا.»
هزّ تشا رأسه بأسى قائلًا باستياء:
«لقد انتشر بشكلٍ كبير، قد تأخذ إجراءات المقاضاة وقتًا، وربما تنتهي بعد فوات الأوان..»
صمت قليلًا ينظر إلى تيهيونغ المترقّب:
«السيد رئيس الشركة يريدك، استشاط غضبًا بعد علمه بالأمر.»
أخفض تيهيونغ رأسه متبرمًا، مكوّمًا يده في قبضةٍ حتى ابيضت مفاصله.
____________
في الشركة وفي مكتب رئيسها بالتحديد، كان تيهيونغ يجلس على إحد الأرائكِ منتظرًا أن ينهي الرئيس اتصاله الري تلقّاه ما أن دخل المكتب.
بعد انتهاء المكالمة، نظر الرئيس إلى تيهيونغ شابكًا أصابعه معًا، قائلًا:
«لم أجلبك لتبرر لي ما فعلته، جلبتك لتقوم بالاعتذار للآنسة لي سارانغ.»
فتح تيهيونغ فمه ليعترض، فسارع الرئيس ليقول:
«إنه أمر، إن لم تعتذر، سأخلي مسؤوليتي عنك وسأنهي العقد الذي بيننا.»
هذا التهديد الصريح من المدير جعل تيهيونغ يتراجع عن الاعتراض ويقبل على مضض أن يعتذر، وعزاءه الوحيد كان أنه ليس اعتذارًا مباشرًا لسارانغ، برح مجلسه واتجه وهمّ بالخروج لكن الرئيس أوقفه مطالبًا:
«توقف! لا يمكنك الذهاب قبل الاعتذار لها.»
التفت له تيهيونغ تعلو ملامحه التشاؤلات عمّا يعنيه الرئيس، لكنه قال موضّحًا:
«وهذا ما أوقفتني عن فعله، سأعتذر لها في بثٍّ مباشر.»
ابتسم الرئيس بجانبيةٍ وقال:
«ربما لم تفهم ما أعنيه بالضبط، ستصل الآنسة سارانغ بعد قليل وأريد منك أن تعتذر لها أمامي بجانب اعتذارك في البث المباشر.»
بعد صمت دام لحظات، أشار الرئيس لتيهيونغ بالجلوس، وقد فعل الأخير ذلك دون معارضة، كاتمًا الغضب داخله منتظرًا وصول سارانغ.
بالنسبة لسارانغ فقد فاجأها طلب رئيس وكالة تيهيونغ بالحضور إلى الشركة، لقد علمت من جو آه هذا الصباح أن هناك فيديو منتشر يتضمن ما حدث في موقع التصوير، وقد رجّحت أن هذه الدعوة تكون على الأغلب لأجل هذا الأمر، قد تكون هي الضحية لكنها قلقت على تيهيونغ بعدما رأت الكم الهائل من التعليقات المُسيئة له تحت كل مقطع منشور، وتساءلت إن كان قد قرأها.
دخلت مدخل الشركة واسترجعت ذلك اليوم الذي دخلت إليها لأول مرة، كان اليوم الأول الذي تلتقي بتيهيونغ فيه بعد فترة طويلة، وأقشعر جسدها لما آلت إليه الأمور بعد لقائهما.
وصلت مكتب سكرتيرة الرئيس، والتي ما إن علمت هويتها حتى دخلت مكتب الرئيس وأبلغته بحضورها ثم عادت لها وطلبت منها الدخول إلى المكتب.
طرقت الباب ثم فتحته ودخلت، انحرفت حدقتاها تلقائيًا نحو تيهيونغ الجالس على الأريكة بهيئة مهيمنة، ابتسم الرئيس ثم طلب منها الجلوس على الكرسي المقابل لتيهيونغ وما إن جلست قال:
«شكرًا لقبولكِ الدعوة، وأنا أعتذر عمّا بدر من تيهيونغ ذلك اليوم.»
لوّحت بيداها رادفة:
«ليس بالأمر المهم، حقًا.»
التفت الرئيس بدوره إلى تيهيونغ القاعد وقال:
«سيد تيهيونغ، ألا تريد أن تخبر الآنسة سارانغ شيء؟»
التقتا فيروزيتاها مع قهوائيتاه المتجلدتان من أي عاطفة واكتراث، كانت تعلم أنه مجبر على الدخول في هكذا موقف، وأيًّا كان ما سيقوله، هي تعلم بالمقابل أنه ليس صادقًا به، لذا لتخلصه من هذا الموقف قالت:
«الأمر ليس مهمًا حقًا، كان سوء تفاهم بيننا، ربما أوضح المقطع أن السيد تيهيونغ هو المُخطئ، لكن في الجانب المقابل أنا من أخطأت، أنا من دفعته للغضب، لذا لا داعي لاعتذار أبدًا.»
سارع الرئيس بالقول:
«أحترم وجهة نظرك آنسة سارانغ، لكن على تيهيونغ الاعتذار.»
كسر حديثها مع الرئيس صوت تيهيونغ العميق والذي تتخلله نكهة غضب مكبوت، رادفًا:
«لا أحتاج لمساعدتك آنسة سارانغ..»
أعلت حدقتاها نحوه بعدما برح مكانه واقفًا واضعًا كلا يداه بجيوبه، مضيفًا:
«أنا أعتذر لكِ.»
حثّ خطاه نحو باب المكتب ليخرج منه ويغلقه، أخفضت سارانغ رأسها تحارب أن لا يختلجها حزن من تصرفه، حيث تعلم أنها لن تستفيد شيء.
رفعت رأسها لتنظر إلى الرئيس حين قال:
«أرجو أن تعذريه، يمكنك طلب ما تشائين تعويضًا لتصرفه.»
هزت رأسها معترضة قائلة:
«شكرًا لك! لا داعي.»
_______
عند ذهابها إلى المتجر كان لازال العامل بدوام جزئي موجود بالإضافة إلى صديقتها جو آه، دخلته فاستقبلتها صديقتها بوجه باسم على عكس ملامحها الذابلة، شعرت جو آه أن صديقتها ليست بخير لذا أردفت:
«ما الأمر؟ وجهك شاحب، هل جرى شيء هناك؟»
ابتسمت سارانغ ابتسامة باهتة ثم قالت:
«لا، فقط كنت أفكر بأمرٍ مزعج، لا تهتمي..»
حاولت تغيير الموضوع فقالت:
«هل انتظرتِ كثيرًا؟»
أثناء جلوسهما قالت جو آه:
«لا، لقد أتيت للتو، دعكي مني، أخبريني ماذا كان يريد منكِ رئيس وكالة تيهيونغ؟ هل هو بشأن المقطع؟»
أومأت سارانغ بالإيجاب رادفة:
«نعم، أراد من تيهيونغ أن يعتذر لي، وقد فعل.»
بانت على وجه جو آه الدهشة، قالت:
«اعتذر بكل بساطة! هذا غير معقول!»
ابتسمت سارانغ بتكلّف؛ فهي لا تريد أن تذكر الموضوع، وحتى لا تسألها جو آه عن شيء آخر، التفتت حيث العامل ثم قالت:
«ربما هو سؤالٌ متأخر، لكن، كيف حالك؟»
ردّ العامل:
«بخير! وأنتِ؟»
أحفضت حدقتاها ثم أعلتها ناظرة له ثم اردفت:
«لنفترض أنني كذلك، شكرًا لسؤالك.»
أمسكت جو آه ذقنها وأدارت وجهها لها وقالت:
«ماذا يعني هذا؟»
برحت سارانغ مكانها وقالت:
«عليّ الذهاب.»
وقبل أن تذهب وصل لهاتفها إشعار، أخرجت هاتفها من حقيبتها ثم فتحته فرأت أن هناك إشعار من صفحة تيهيونغ على أنستاغرام بأنه يبث شيء.
عادت وجلست على الكرسي وجل تركيزها على الهاتف، فتحت الإشعار وظهر لها تيهيونغ ببثٍ مباشرٍ، في مكانٍ ما في الشركة وهذا كان واضح وعلى ما يبدو أنها غرفة استراحة.
اقتربت جو آه منها وارتأت أن تشاهد معها البث، بعد أن تكلّم قليلًا عن نفسه وعن الحادث في مقطع الفيديو، اعتذر لسارانغ عمّا بدر منه، وعلل ذلك بأنه كان يشعر بضغط كبير ذلك اليوم، كرر اعتذاره لها ثم اعتذر لمعجبيه ولشركته.
كانت التعليقات عبارة عن شتائم وكلامٌ مسيء له ولعائلته، وبعضًا منه يتمنى موته والقليل من كانوا يشجعونه ويدافعون عنه.
لم تهتم كم كان اعتذاره رخيصًا وغير صادقًا، ومن الواضح أنه ليس نادمًا أو معترفًا بخطئه، بل بان كم هو مجبر على فعل ذلك، لم تهتم لكل هاته الأمور، أكثر من اهتمامها بمشاعره حول تلك التعليقات، بالتأكيد هو قد قرأها.
لقد أنهى البث حالما انتهى من اعتذاره، لم يبقى لوقتٍ طويل، وكان معه حق فلو هي مكانه ما كانت لتتحمل أن تقرأ تعليق واحد مما كُتب.
أغلقت الهاتف وشردت تفكّر بطريقة تساعده بها، على الأقل تبعد بعض الأعين عنه، وارتأت أن تنشر منشور على منصة تويتر تخبرهم بها أن ما يظهر في المقطع هو سوء تفاهم، وإنها هي السبب في ذلك، وإن ما موجود كان مفبرك وقد قُصّ منه الكثير.
وهذا ما فعلته حلما انتهت من ترتيب أفكارها حول ما ستكتبه في المنشور، ثم قامت بنشرهِ متمنية أن يساعده ولو قليلًا.
_________
أعلم مدير السيد تشا تيهيونغ حول المنشور، وأظهره له حتى يقرأه، وما أن انتهى من قراءته قال ما كان يظنه فكرة في باله:
«ماذا تظن نفسها فاعلة؟»
دنا تشا منه ليسمعه بشكلٍ جيد، ثم قال:
«ما الأمر؟»
وقف تيهيونغ من على الأريكة وقد استشاط من الغضب، زفر الهواء كالتنين، رمى الهاتف على الأريكة وقال:
«من قال لها أنني أحتاج شفقتها؟ كم هذا رخيص ومبتذل.»
لم يفهم تشا ما يعنيه تيهيونغ بقوله، لكنه عمل على تهدئته، فقال:
«أهدأ! أي شيء ستفعله قد يسيء للوضع أكثر.»
حدجه تيهيونغ بنظراتٍ ملؤها شررًا متطايرًا، فارتعد تشا وتراجع خطوة كي لا يضربه حسبما صوٍّر له، أما تيهيونغ فقد قرر أن يذهب لها ويُخبرها ما يختلج داخله تجاهها وجهًا لوجه.
____________
رايكم بالبارت؟
ما ناشرة صارلي اسبوعين ولا واحد منكم قال خل أسأل ليه أو عبر عن اهتمامة وحماسة للبارت الجاي أو سألني على المنصة وين البارت، جست نو ثينغ، بالله واي؟ ولا أي كلمة راح تفيد وياكم🙂💔
المهم، أيست منكم💔
هذا حساب يدعم الحسابات ويزيد من المتابعين ويدعم الروايات بس يوم الخميس.
إذا يهمكم روحوله.
ويذ ماي لوف، لا تنسو الفوت والكومنت💖.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top