𝐊.𝐓𝐇8
فوت وكومنت للفقرات اللي تعجبكم🌹🌻.
______________
في بادئ الأمر كان على مينجي وجوري التقاط الصور معًا قبل البطلين، اجتمعا معًا خلفهما حائطًا أبيض وأمامهما إنارة ساطعة ومصوّر، ارتدى مينجي حلّةً سوداء مع قميص مماثل وكان يرجع شعره إلى الخلف مع خصلة على جانبٍ واحد من جبهته، بينما ارتدت جوري فستانًا أبيض لمّاع، دون أكمام بحمّالاتٍ رفيعة مفتوح الجانب حتى الفخذ، مفتوح الصدر، سرّحت شعرها الأسود الطويل إلى الخلف وأسدلته على ظهرها بأناقة، بينما كان لون شفاهها الحمراء القانية هو ما يكسر ذلك المزيج، مع حذاء بكعبٍ عالي.
انتظرت جوري انتهاء مصففة الشعر من تصفيف شعر مينجي، ناظرةً لهم بنفاذ صبر، ثم تحولت تلك النظرة إلى غيرة حين بدا مينجي مرتاحًا مع مصففة شعره وأخذ بالتحدث والتبسم لها، رفعت جوري أحد حاجباها متبرمة، حيث إن مينجي يؤخر العمل.
لكن بعد إن ذهبت المصففة التفت إلى جوري التي سارعت بقلب حدقتاها إلى أعلى لتبيّن له انزعاجها من إهماله بينما عقدت كلا ذراعاها أمام صدرها.
بدوره لم يستطع أن يفوّت فرصة النظر لها بنظراتٍ متفحصّة وذات مغزى من قدماها حتى رأسها، أربكها ذلك وشعرت بالحرارةِ تملأ جسدها وصولًا إلى أذناها، ولم ترغب أن تغطيهما حتى لا يَكشِف ارتباكها من نظراته.
توسطهما المصوِّر وطفق يشرح لهما مفهوم الصورِ وما عليهما فعله والوضعيات المناسبة للمفهوم، قرّبهما من بعض مما زاد من الجو الموتِر بينهما، تراجع المصور بضع خطواتٍ إلى الخلف، رفع كاميرته وهمّ بتصويرهما لكنه تراجع وأنزلها وقال لهما سائمًا:
«ما الأمر معكما؟ أنتما جامدان، قربا وجهيكما لبعضٍ أكثر، واظهرا روح العاشِقان في الصورة، أرياني ذلك.»
نظر كلاهما لبعض؛ فكلاهما لا يحبذان ذلك الشعور الذي يلسعهما كخيطٍ كهربائي، بادر مينجي وقرّب وجهه من وجهها، ثم نبس من بين شفاهه بالقدرِ الذي يجعلها تسمعه فقط:
«علينا إنهاءُ الأمر بأنفسنا، فللإسف لن ينقذنا أحد.»
وافقته الرأي وفكّرت أنها السبب في جعل الجو بينهما مكهرب وينتهي في كل مرةٍ بكارثةٍ تُزيد من الصدع بينهما.
اقتربت ثم قرّبت وجهها منه، ولفّت ذراعاها حول عنقه، بينما باشر بوضع يداه على خصرها.
كانت نظرتها له حالمة وابتسامتها مشرقة، وبادل ابتسامتها بأخرى وحدّق بها وكأنها عالمه، وبديا كعاشقان واقعان بالحب لأول مرة، أحب المصوّر تلك التعابير وما انفك يأخذ لهما الصور ويرشدهما إلى وضعياتٍ أخرى تعطي نفس الطابع.
انتهيا من ذلك لاهثان من تأثير أحدهما على الآخر، ابتعدا عن بعض واحتل كل منهما جانبًا، أسرعت مديرة أعمال جوري بالمجيء إليها والتحدث معها، لكن جوري لم تكن تستمع؛ لشرودها في أفكارٍ حول مينجي، وأزعجها أنها تكنّ له مشاعرًا خاصة بعد إن وعدت نفسها الابتعاد عنه، وارتعشت من حقيقة أن المشاعر التي أظهرتها في الصورة ما هي إلا مشاعرٌ الحقيقية، ولامت نفسها على إهمالها؛ فليس لها الحق بأن تُسَر له مثل هذه المشاعر، كيف ذلك وهي من انفصلت عنه؟
واستذكرت تلك اللحظة في شقتها، لحظة إخبارها له بوجوب انفصالهما، توسّل لها وترجّى عدولها عن قرارها لكنها واظبت على طرده وجرحه ليكفّ عن ملازمته لها، وانتهى به الأمر بالغضب والخروج من الشقة صافقًا الباب، وانهيارها بالبكاء بعد ذلك، فهي مجبرة على ذلك ولم يكن بمقدورها إخباره السبب الحقيقي، لكن جلّ ما تعلمه أن سلامته بالابتعاد عنها، ولا سبيل للأمر غير هذا.
تمكنت من إقناعه بأنها فتاة لا يستحقها وتركُها كان خيارًا أنسب؛ بالتسكع مع شُبّان مختلفين كلما التقيا، وشربها حتى الثمالة والمبيت بالملهى دون اكتراث.
في النهاية تمثيلها أتى بفائدة، وها هو يكرهها كما لو أنه لم يحبها من قبل.
لم يُخرجها من شرودها صوت مديرة أعمالها المنزعجة، بل صوت المصوّر حين أمرهم بالعودة والبدئ بأخذ الصور، لكن هذه المرة أخبرهم أن يقتربا من بعض ويتظاهرا بأخذ قبلة.
تخللت جسد جوري موجة من الارتباك، ارتعش بسببها كامل جسدها، نظرت لمينجي ولم يبدو عليه الاكتراث، ويتصرف بشكلٍ غير مبالي متحدّثًا إلى المصوّر.
كم تمقتُ نفسها في هذه اللحظة، فهناك عاصفة داخلها والسبب هي.
أعطاهم المصوّر إشارة الاستعداد، اقتربا من بعض، بأصابعه تملّك ذقنها وأعلا وجهها إليه، أدنى وجهه، وقد ركزتا حدقتاه على شفاهها، وأنفاسه الحارة تلفح خدها، شدّ على خصرها متعمدًا فأجبرها على التقرّب منه أكثر وبسط كفاها على كتفيه، فتمنّت أن تنتهي هذه اللحظة بسرعة خاطفة.
وعندما انتهى كل شيء، تركها مينجي بسرعة والتفت حيث مدير أعماله يقف واتجه نحوه، بينما هي قد شعرت بأن أنفاسها قد سُلبَت وقواها خارت وأن قدماها استحالتا هُلامًا، لو لم يبتعد في اللحظة الأخيرة كانت ستستجيب إلى الرغبة المؤذية التي تملكتها في تقبيله، كم هي مخزية.
ولم يكن الحال أفضل مع سارانغ، فحينما حان دورها لالتقاط الصور مع تيهيونغ، كانت قد ملأها التوتر، وبالكاد سيطرت على نوبة الهلع التي انتابتها عن طريق تمرين التنفس، وفكّرت أن هذه ما هي إلا البداية، وإنها ستجد صعوبة في تظاهرها بالبرود معه، اعتبارًا لكبرياءها الذي هُدِر في وقتٍ ما بالأمس.
لكن ما إن رأته ينظرُ لها بغطرسةٍ من فوق أنفه بنظراتٍ منقبضة، رفعت ذقنها بتحدٍ ووقفت في موقع التصوير عاقدة ذراعاها معًا.
كانت ترتدي فستانًا ذهبي دون أكمام مع صدرٍ منخفض، أما شعرها فقد تركته يسترسل على كتفٍ واحد، مستحضرات التجميل لم يكن لها أثر تغيير على وجهها بالرغم من وجودها، بدت رائعة الجمال وفاتنة، اعترف بذلك تيهيونغ ما أن وقعت أنظاره عليها بأن لقب كاليبسو مناسبٌ لها، وقد وفِّق باختياره، فهي مثيرة إلى الحدّ الذي لن يرغب أيّ رجل بالنظر إلى امرأة غيرها، أم هو الوحيد المسحور؟ ولا عجب أنها ربما قد تستخدمه في إغواء الآخرين للحصول على المال، فالجمال يعد موهبة هذه الأيّام، وقد افترّ ثغره بنصف ابتسامة ساخرة.
تمنى تلك اللحظة عدم قدرته على رؤيتها بهذا الجمال، فهذا مؤلم أكثر مما هو أمرًا مثيرًا للسخرية بحد ذاته، وكأن القدر يهزأ به، وتمكن بعد جهد أن يظهر لها كم هو صلب ذو إرادة فولاذية.
دعاهم المصور أن يقفوا أمامه، وأوضح لهم كما أوضح للثنائي قبلهم كيف ستسير الأمور، وأنهم يجب أن يظهروا حبًا عفويًا ويافعًا في الصورة.
وكم كان من السهل أن يُبيِّنوا ذلك، بتقاربهم وابتساماتهم ونظراتهم لبعض، لكنه كان خطير جدًا على قلب سارانغ الذي كان يقفز كلما نظر لها تيهيونغ بنظرةٍ حالمةٍ ولطيفةٍ، وكم ارتجفت أوردتها من ملامسة يديه لجسدها، وأغراها أن تلف يداها حول عنقه عندما حاوطت يداه خصرها، لكنها تراجعت واكتفت بإرخائهما على كتفيه العريضين؛ فلم تملك الجرأة على ذلك، حتى لو كان من أجل التصوير، بعد إهانته لها.
بعد انتهائها من دورها مع تيهيونغ كان عليها أخذ صورٍ مع كانغ وو، لم تنكر أبدًا لطف كانغ وو وحفاوته معها ونبله في التعامل، كان العمل معه مريح وأقل خطورة من تيهيونغ الذي أخذ موضعًا مع السيد تشا بالقرب من المصور، وكانت مدركة لنظراته عليها في بعض الأحيان.
رؤيتها مع كانغ وو دون ترك أيّ مجال بينهما أشعل نارًا داخل تيهيونغ، واستاء من كونها مقربة منه بهذا الشكل، تَميدُ عليه وتنظر له بإشراق وتضحك على هزله وتريح أحيانًا يدها على صدر، وتزحف يدها إحيانًا أخرى لتعديل ياقة قميصه.
هو يعلم جيدًا أن لا حق له أبدًا بأن يغتاظ بسبب ذلك، لكنه لا يريد أت تؤذي شخصًا آخر بسبب طمعها للمال، أو هذا ما أقنع به نفسه.
كان عليهم أخيرًا أن يبدلوا ملابسهم إلى أُخرى مريحة وذات ألوان منعشة، ليصوروا بها اللقطات الجماعية، ومهما حاولت أن لا يكون بينها وبين تيهيونغ أي تقارب، يتدخل سوء حظها ليعلن أنها الفتاة الأتعس كليًّا، فيحشرهم معًا، بالرغم من أنها كانت سترغب بالوقوف بجانب كانغ وو أو أيّ شخصًا غيره.
بعد انتهاء يوم التصوير بشكلٍ أبكر من المعتاد، دعاها كانغ وو على عشاءٍ في أحد المطاعم، وتعبيرًا عن امتنانها لاعتنائه بها وافقت برحابة، واتفق معها أنه سيأتي ليقلها من أمام باب منزلها في الثامنة مساءًا.
____________
حاولت أن تكون طبيعية قدر الإمكان؛ لذا ارتدت ملابس مريحة من بنطال جينز ممزق وقميص أسود من قماشٍ شفاف ارتدت تحته بلوزة ذات حمالات، وخططت لارتداء حذاءٍ رياضي أبيض وحقيبة ذات نقشٍ أسود وأبيض، وقفت أمام المرآة وأخذت تقيّم تناسق الالوان وتناسب الملابس على جسدها، فبالرغم من أنها بسيطة ألا أنها اتفقت مع كانغ وو أن يرتديا ما يروه مريح، فكلاهما لا يحبذان ارتداء البدلات والفساتين التي تكبت أنافسهم.
واسترسل شعرها الأسود المموج على ظهرها بشكلٍ جذّاب.
سمعت بوق سيارة خارج منزلها واحتملت أنه صوت بوق سيارة كانغ وو، لذا وضعت أقراطها بسرعة وخرجت من غرفتها ثم أخرجت حذائها من خزانة في مدخل المنزل، وضعتهما على الأرض ثم ارتدهما على عجلٍ، ثم أطفأت الأنوار وخرجت وتركت الباب يقفل بشكلٍ آلي.
كان كانغ وو هناك بالفعل، يرتدي ملابس مريحة من سترة جلدية سوداء وبنطال جينز وقميص أبيض، خرج من السيارة ليرحب بها حين اقتربت، ثم التفت حول السيارة لفتح لها الباب كلفتةٍ نبيلة منه، شكرته ووجلت إلى السيارة، أغلق خلفها كانغ وو الباب ثم عاد ليركب أمام المقود وينطلق بالسيارة لأحد المطاعم.
بينما كان ينتظران طلبهما سألها كانغ وو مبتسمًا برقةٍ رجوليّة:
«لمَ لا تحدثيني قليلًا عن نفسِك؟»
استنشقت الهواء بعمق وكأنها تستعد لمواجهة ذكرياتها، وتساءلت إن كان عليها إخباره بكل شيء، لكنها تراجعت ثم نظرت إليه وقالت بنبرة غير مبالية:
«صدقني، أنت لا ترغب بإهدار هذه الدقائق بسماعِ قصةٍ مملة.»
كانت تخفض حدقتاها نحو الطاولة، لكن ما إن أعلتهما التقتا بعيني كانغ وو المشعة اهتمامًا بسماعِ قصتها، ابتسمت وصمتت قليلًا تفكّر بما تبدأ به، لكنها قطعت ذلك قائلة:
«عائلتي مكوّنة مني وأمي وأبي، توفى والدي مذ كنت في العاشرة..»
بدتا نظرات كانغ وو متعاطفة عندما أعلنت ذلك، لكنها أكملت:
«كان هو معيلنا الوحيد، لا أقارب ولا أصدقاء، كُنا نعيش بوحدة وكنا نعتقد أن لا حاجة لذلك مادمنا معًا، لكن وفاة والدي أثبتت لنا العكس، تُركنا وحيدتان بعد انتهاء مراسم العزاء، بعد اليوم الثالث بالتحديد اكتشفنا أن والدي مُدان بمبلغٍ كبير من قبل المرابين، ولأنه لا يملك أي أصدقاء كان لا يستطيع أن يتدين من أحد لتسديد دينه منهم، وكان علينا التصرف بأي شكل، لذا باعت أمي منزلنا في دايغو، ثم سافرنا إلى طوكيو آملتين في بدئ حياة جديدة، استأجرنا شقة ثم عملت والدتي نادلة في أحد المطاعم لتوفر لي الدخل الكافي لدخول المدرسة وهذا ما حدث فعلًا، لذا درست جاهدة آمِلة بدخول جامعة مرموقة والتخرج منها والحصول على وظيفة جيدة تساعدنا، لكن ذلك لم يحدث..»
كانت تحدق بمن يجلس قبالتها، وتمنت بينها وبين نفسها أن لا يسألها لماذا، ولم يفعل وامتنت لذلك، بعدها جاء النادل ووضع الأطباق أمامهما بهدوء ثم ذهب، وحتى لا تعطيه فرصة ليسأل أو ليطلب إكمال القصة المأساوية، ابتسمت وقالت:
«أنا جائعة كثيرًا، لنأكل!»
بدءا بالأكل، كانت تقطع شريحة اللحم وتمضغ ببطئ حتى لا ينتهي الأكل، وعندما أكملت أكل ما يحتويه طبقها، حال بينها وبين طلب طبقٍ آخر امتلاء معدتها، وآخر شيء قد تحتاجه هو التخمة.
خرجا من المطعم بعد التحلية؛ هربًا من كَمِّ المعجبات اللاتي اكتشفن وجود كانغ وو وتجمعن حوله، وأخذن يلتقطن معه الصور ويقدمن له أي شيء قابل للكتابة عليه ليوقع لهن، ولم تنجُ سارانغ من نظراتهن الخبيثة المليئة بالغبطة والحسد وشيءٍ من الحقد، ولم يزعج سارانغ أنهن لم يتعرفن عليها، بل أن هذا ما تريده بالضبط، كان اهتمامهن ينصب على كانغ وو ولا شيء غيره، وما نالته منهن من نظراتٍ منزعجة وربما شتائم سرّية لا يهمها، كما لا يهمها أن ينشر أحدهم صور لها مع كانغ وو ويلفق إشاعة ما عنهم، لأنها ببساطة لا تثير الانتباه وما قد يبدأ بسببها سينتهي في غضونِ أيّامٍ قليلة.
ركبا السيارة وانطلقا، كان كانغ وو يركز في القيادة بينما ارتأت سارانغ أن تنظر إلى المناظر الخلّابة للمدينة في الليل، ثم تذكرت المعجبات وابتسمت بخفة على منظرهن حينذاك، وكذلك منظر كانغ وو المرتبك وهو يحاول أن يستوعبهن جميعًا، لكنها لا تلومهن فشخصية كانغ وو اللطيفة والمحبة أمام الكاميرا هي ذاتها في الواقع، ناهيك عن موهبته الرائعة في التمثيل، فقدراته مذهلة وبأمكانه تقمُّص أيّ شخصية بمهارة.
أضف إلى أن إولئك المعجبات قد أنقذنها من إكمال قصتها والتي لم ترغب بإكمالها، قال كانغ وو دون أن يحيد نظره عن الطريق:
«ما رأيكِ بمشروبِ ختامٍ لهذه الليلة؟»
اكتفت بهزّ رأسِها موافقة، فانحرف بالسيارة اتجاه أحد النوادي الليلية التي يرتادها أحيانًا، عند وصولهم ركن السيارة في أحد الأماكن المخصصة بالقرب من المبنى، ترجلا كلاهما، انتظرته بينما كان يقفل السيارة وما إن فعل حتى اقترب منها واتجها معًا إلى الداخل.
جلست حول إحدى الطاولات ذات السطح متوسط الحجم، بينما كانت المقاعد دون مسند جانبي أو خلفي، وكانت قوائمها طويلة لكن ليس إلى الحد الذي قد يزعج، تململت إثر تأخر كانغ وو؛ فالخدمة شخصية في المكان وكان عليه أن يذهب ليأخذ طلبه من الساقي لكنه تأخر، وتساءلت ساخرة إن كان هناك صف يمنعه من جلب طلبهما بسرعة.
بعد لحظات رأته يقترب من طاولتهم لكنه لم يجلب معه الطلب واستغربت من ذلك، ولعل استغرابها بان على محيّاها، حيث أن كانغ وو قال ما إن وقف أمامها:
«لقد قابلت مينجي هنا وقد دعانا لننضم إليه، ما رأيك؟»
صمتت قليلًا، إذ احتملت وجود تيهيونغ معه، وتأرجح عقلها بين أن تسأله أم لا، لكنها تراجعت؛ إذ ظنت أن ذلك قد يبدوا غريبًا، بالإضافة إلى أن وجود أشخاص آخرين معهم سيجبر كانغ وو على عدم سؤالها أي شيء حول حياتها، لذا همهمت موافقة على دعوة مينجي، وأخذت حقيبتها وسارت بجانب كانغ وو حتى دخلا إلى إحدى الغرف الخاصة، اتخذ كانغ وو مجلسًا مقابلًا لمجلس مينجي، ودعى سارانغ أن تجلس بجانبه، واكتشفت ما إن نظرت إلى الطاولة أمامها أن كانغ وو جلب الطلبان إلى هنا.
أخذ كانغ وو كأسها وأعطاه إيّاها ثم عاد وأخذ كأسه، ثم صفق الكأسان معًا وشرب قليلًا من شرابه، أما سارانغ فأرجعت كأسها إلى الطاولة، استغرب كانغ وو فقال:
«ما الأمر؟ ألا تحبين هذا النوع؟»
أومأت سارانغ بلا، ثم قالت:
«لا، ليس كذلك، الأمر هو أنني يجب أن أستيقظ مبكرًا، ولا أريد أن أشرب.»
كان ذلك السبب الثاني، أما السبب الأول فقد كان عادات شربها المخجلة والتي تجعلها مجنونة ثرثارة، وهي تخشى أن تخبرهم عن ماضيها ومعرفتها السابقة بتيهيونغ.
تفهّم كانغ وو ذلك، لكنه عاد وسأل:
«لمَ لم تقولي ذلك، لماذا وافقت على الانضمام لي؟»
ابتسمت سارانغ ثم قالت:
«أنت تحتاج إلى شخصٍ يساعدك إن فقدت وعيك.»
ابتسم كانغ وو باتساع وقال:
«أنتِ مذهلة!»
التفتت إلى مينجي وفوجئت أن من تراه أمامها الآن لا يرتبط بالشخص الحيوي والنشيط الذي يكونه عادتًا بصلةٍ أبدًا.
وتساءلت إن كانت الشائعات حوله وجوري صحيحة، هل هو يحبها؟ يبدو وكأنه يعاقب نفسه، لمَ يفعل هذا؟ حتى أنه لم يقل شيء بعد الترحيب بها، نوت سؤال كانغ وو عن الأمر لكنها سحبت سؤالها، فقد تؤذيه إن سألت.
في خِضم شرودها بعالمها الخاص، أدركت أن كانغ وو يحادث أحدهم، التفتت حيث باب الغرفة، وازدادت عيناها اتساعًا ما أن رأت أن من يحادثه كانغ وو ليس إلا تيهيونغ والذي قابل نظرتها الشاخصة بإحدى من نظراته الباردة كالقرميد، ليس هذا فحسب بل كانت معه فتاة، وبينما تحركا نحو الداخل ليأخذا مجلسًا، كانت سارانغ قد ثَبتت عيناها عليهما وتساءلت من تكون تلك الفتاة؟ ولمَ هي مع تيهيونغ؟
استنتجت سارانغ مما يبدو أن مينجي هو من دعى تيهيونغ، والذي بدوره كان مع تلك الفتاة، والتي لم يرغب بتركها فجلبها معه.
جلس تيهيونغ قبالتها وهمّ بتعريف تلك الفتاة عليهم، وبدأ بمينجي ثم كانغ وو وعندما وصل إليها قال بنبرة غير مبالية:
«وهذه سارانغ.»
بعد كلمته هذه شعرت أن يدًا كبيرة قد ضيّقت الخناق على قلبها وعصرته دون رحمة، لقد ألقى الكلمة وكأنه كان يتحدث عن أشياء مهمة وعند وصوله إليها رمى كلمة تعريف على كلب ما.
حاربت حتى لا تنهار وتسقط الدموع التي اغرورقت، وبالكاد انتبهت أن تلك الفتاة رحبت بها بابتسامة قبل أن يعرفها تيهيونغ لهم فقال:
«هذه الآنسة سورا، إنها صديقتي ووالداها صديقا العائلة.»
رحب بها كانغ وو ومينجي بينما اكتفت سارانغ بالابتسام والإيماء، ولم تهتم بما سيحدث في الدقائق اللاحقة، فأخفضت حدقتاها وحاولت إلهاء نفسها بالتفكير بأي شيء غير تيهيونغ الجالس أمامها ورفيقته ذات الشعر البني الأملس والبشرة الشاحبة والملابس الأنيقة والعينان المغريتان والأظافر كمخالب القطط.
وحدثت في رأسها مقارنة بينها وبين تلك الفتاة، وانتهى بها أن لا مقارنة ببنهما، وتساءلت إن كانت نوعه من النساء، فبالرغم من أنه حدد علاقته بها كصديقة إلا أن مظهرهما معًا ونظراتهما لبعض يثبتان غير ذلك.
انغمس كانغ وو بالحديث معهم ونسى وجودها تقريبًا معه، إلا أنها لم تنزعج من ذلك، فما تحتاجه الآن هو التفكير دون أن تضطر إلى الرد على أحدهم.
بعد لحظات تفاجأوا بانتصاب مينجي بجذعه والسير تجاه الباب بتمايل، وقد بانت عليه الثمالة، حاولوا إيقافه وفهم ما ينوي فعله، لكنه لم ينصت لهم واستأنف سيره، استوى تيهيونغ بجذعه وأمسك بمعصمه وقال:
«مالذي تنوي فعله؟»
سحب مينجي يده وقال:
«اتركني!»
سارع تيهيونغ بالقول قبل أن يذهب:
«لا تفعل لها شيء، فهمت؟ مينجي؟»
استغرب الموجودين من هذا الحديث فقد كانوا جاهلين عما يتحدثان بشأنه.
تركهم مينجي وفتح الباب ثم خرج من الغرفة لكن نظرات تيهيونغ كانت على إثره.
____________
رايكم بالبارت؟
كان لازم ينزل يوم الخميس بس النت فصل واليوم يالله فعلوه.
المهم، اجتني فكرة أن أرسم الأوتفيت مات سارانغ بكل بارت، وبدءًا من هذا البارت، هذا اللبس اللي لابسته لما طلعت مع كانغ وو👇:
عجبتكم الفكرة؟ استمر فيهه؟
المهم، راح أدلكم على حساب يزود لكم المتابعين، هو حساب دعم أورا:
_URA10
اللي يريد يزيدون متابعينه، يروح ويطلب دعم عالخاص.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top