𝐊.𝐓𝐇3
فوت كومنت قبل القراءة.💖.
_____________
«انسحبي.»
بنبرةٍ قاسيةٍ وصوتٍ بارد وعينانٍ كجليدٍ كهرماني نبس تيهيونغ، وكأن عالمه متوقف على لحظة خروجها منه، ستخرج لكن بعدما تكمل ما أتت لأجله، رفعت ذقنها بكبرياء وقالت:
«ليس لديك أيُّ حقٍ لتأمرني، كما أنت تحتاج هذا العمل، فأنا أحتاجه..»
سكتت قليلًا ثم أكملت كاذبةً:
«ربما خُيِّل إليكَ أنني جئتُ من أجلك، أنت مُخطئ، طوال تلك السنوات لم أفكّر بك ولم تكُن في بالي، ولولا العمل لما التقيت بك.»
أكملت كلامها وحاولت قدر الإمكان أن تسيطر على مشاعرها، وعلى خفقان قلبها واغتصبت نظرة غاضبة وجهتها نحوه.
قاطع حديثهما طَرقٌ على الباب، وتبيّن أن الطارق كان السيد تشا عندما تحدث وقال:
«سيد تيهيونغ، الجميع بانتظارك.»
وقبل أن يعترض تيهيونغ على التدخل أو يطلب وقتًا إضافيًا، كانت هي قد فتحت الباب وخرجت بعد شعورها بتأنيب الضمير تجاه فريق العمل، فهم لا ذنب لهم بأن يؤثر بهم إهمالها أو إهمال تيهيونغ.
انتهت بعد ساعتين جلسة القراءة، استحال فيها تيهيونغ رجلًا آخر مختلف عن الرجل الذي وصل إلى الغرفة مهتاجًا غاضبًا منها، وبدا ممثلًا بكل معنى الكلمة، وأدهشها تمثيله بأنه لا يكُن لها أيّة مشاعر، وفكّرت عندما فوجِئت بابتسامته لها بأنه يستحق لقب أعظم ممثل.
كان ودودًا معها ومع غيرها، يرسل ابتساماتٍ إلى هنا وهناك، يمازح مساعدًا ويضحك مع ممثل، وبدد غَضب الجميع منه، ووافق بحبورٍ على الحفل الذي ستقيمه شركة الانتاج لكادر العمل في أحد النوادي الليلية، أقلقها تحوّله هذا، وتمنت لو كانت مثله كالحرباء تُغيُّر لونها ما أن تُغيُّر مكانها.
لم تنتبه لكانغ وو الذي سار بجانبها بعد خروجها من الغُرفة؛ فبالها ممتلئ بالأفكار عن تيهيونغ، والذي أمسك ذراعها مانِعًا إيّاها عن الاصتدام بأحد الموظفين المارّين، شهقت فَزِعة من تحريكه لجسدها على حين غِرة، واصتدام جسدها به بدلًا من ذلك، نظرت إليه وكان من الطول بحيث أمالت رأسها قليلًا لتلتقي بعينيه، أبعدت نفسها تدريجيًا بعد أن لطمت صدره، انحنت وقالت:
«أنا آسفة! أعتذر!»
ضحك بخفة وقال بعد أن تماسك:
«هوّني عليكِ، لا بأس.»
استقامت بجذعها، حثّها كانغ وو على السير، سارت وسار بجانبها، بعد صمت قال:
«هل ستذهبين إلى الحفل؟»
همهمت بانخفاض وبدت متململة وغير متأكدة، وعندما طال انتظاره لجوابها، بادر قائلًا:
«يبدو أنكِ لستِ متأكدة بعد..»
مدّ يده لها، فاستغربت ونظرت إليها، ثم حوّلت نظرها نحو وجهه لتفهم ما يريد، قال مضيفًا:
«اعطني هاتفكِ.»
أخرجت هاتفها من حقيبتها وأعطته له، أخذه وأضاف رقمه لجهة اتصالاتها ثم أعاده لها وقال:
«عندما تتأكدين، اتصلي بي..»
اقترب منها هامسًا بمرح حاجبًا فمه عن الآخرين بظهر يده:
«لقد اشتريت سيارة جديدة وأريد التفاخر بها أمامكِ، اسمحي لي بهذه الفرصة.»
ما أن أكمل همسه حتى صدحت ضحكتها الدافِئة، تسمّرت حدقتاه على وجهها المشرق بتفاجؤ، وأحس بمشاعرٍ دافئة تغمر قلبه، وضعت يدها على فمها ما إن أدركت نفسها، ونظرت إليه بخجل، ابعدت يدها وقالت:
«حسنًا، أنا لا أُجيد الضَحِك بطريقةٍ جميلة.»
عاقبها بنقرة على جبهتها باصبعه الوسطى على كلامها وقال:
«ضحكتكِ بالفعل جميلة، لكن لا تضحكِ أمامي.»
تحسست نقرته وقالت عابسة:
«لقد آلمتني! تملك أصابعًا قوية.»
لمحت عينا تيهيونغ المحدقتان بها عند التفاتها نحو كانغ وو، بادلته تلك النظرات، كانت نظرته ساخطة وباردة، وكأنها تفعل شيئًا شائنًا، حاربت كي تبعد حدقتاها عنه، ونجحت في ذلك وأدركت أن كانغ وو كان يتحدث معها، حوّلت جل انتابهها لكلامه، لكنها كانت لاتزال تشعر بعينا تيهيونغ وقسوتهما اللتان تثقبانها من الداخل، وكافحت كي لا تخونها عيناها وتنظر إليه.
__________
في وقتٍ لاحق، قابلت سارانغ أحد المتقدمين لطلب العمل بدوام جزئي في المتجر، وكان طالبًا في السنة الثانية من الثانوية، شعره أسود ويرتدي زيّ مدرسة أهلية كما علمت منه، وبرر عمله بعملٍ جزئي أنه يريد مساعدة أهله على تكاليف الثانوية؛ فقد كانت غالية ولا يدخلها غير أصحاب النفوذ والأثرياء، وحتى يوفّر والده له أفضل تعليم قام بإلحاقه بهذه الثانوية.
كان يرتدي نظارة ويحمل حقيبة كمان بإحدى يديه، وحقيبة المدرسة في اليد الأُخرى، رأت فيه سارانغ شغف تيهيونغ وحماسه وإشراقه حين كان في الثانوية، قررت في النهاية أن تقبل بتشغيله في المتجر، واتفقت معه على الأجر وساعات العمل، بعد خروجه جاء زبونٌ، برحت مكانها واستقبلته بحفاوة وابتسامة زيّنت محيّاها.
بعد أن أخذ طلبه وذهب اتكأت بمرفقيها على الجدار الذي يحجز الزبائن عن ما تسميه مكتبًا، وأخذت تفكّر بالحفل، وما إن كانت ستذهب أو لا، وجاءت في بالها صورة تيهيونغ، وتخيلته مستمتعًا بينما هي تراقبه بعينان حالمتان، تنهدت مرهقة من التفكير، ثم قالت متذمرة:
«ليس لديّ ما أرتديه حتى وإن قررت الذهاب، ولا يكفي مالي لشراء فستانًا ذو ماركة غالية.»
وفكّرت بمرارة أن ما استملته من مال في الشهر الماضي أجرًا لأحد الإعلانات قد نفذ جرّاء ديون ومصاريف المتجر، بالإضافة أنهم لم يعطوها بعد الدفعة الأولى من الأجر لقاء موافقتها على الدور، فكما تتذكر أن تاريخ الدفعة الأولى بعد يومين.
تأوهت بعجز أثناء دخول صديقتها إلى المتجر وقد سمعتها الأخيرة وأصرّت على أن تطلعها بالأمر، وما كان بمقدور سارانغ أن تخفي عنها شيئًا، فأخبرتها مجبرة بما يضايقها حتى لحظة دخولها المتجر، صاحت جو آه بثقة:
«اتركي هذا الأمر لي!»
ثم شدت سارانغ من يدها وقالت:
«تعالي معي.»
اعترضت سارانغ تُذكرها قائلة:
«المتجر..»
التفتت لها جو آه وقالت بنبرة حازمة:
«أنا لن أسمح لصديقتي أن تظر بمظهرٍ أقل من الأُخريات، سيؤنبني ضميري..»
جالت حدقاتها على رفوف المتجر وجدرانه، وكأنها كانت تقرر شيئًا بشأنهِ ثم أضافت:
«أما بالنسبة إلى المتجر، فيجب أن تغلقيه مؤقتًا ريثما نعود.»
أفلتت سارانغ يدها من قبضة جو آه المؤلمة لها ثم قالت:
«أنا حقًا أقدّر لكِ ذلك، لكن لا يمكنني أن أترك المتجر مخافة أن يأتي أحد الزبائن.»
عبس وجه جو آه، وضاقت حدقتاها على وجه صديقتها، ثم قالت:
«كما ترغبين، لكن يجب أن تغلقي المتجر مبكرًا ليتسنى لنا شراء فستان لكِ والذهاب إلى الحفل في الوقت المحدد.»
__________
«إنها جيدة.»
قال مينجي ذلك بعد أن وضع حلوى بيضاء في فمه دون اكتراث بدخولها حلقه ربما واختناقه بها، وكان قوله ردًّا على سؤال تيهيونغ له برأيه عن سارانغ، محاوِلًا البحث عن مناصرين تكون لهم الكلمة الفضلى لطردها.
تبرّم محيّا تيهيونغ وتململ بجلسته، قائلًا:
«تبًّا لك.»
أطلق مينجي ضحكة ساخرة مرِحة وهزّ رأسه متفهِمًا رادفًا بعد أن تماسك:
«هوّن عليك، لا يمكنني الاعتراض، وعليك بتحمل الأمر ريثما ينتهي، فقد فات الأوان.»
كان مينجي يملكُ شعرًا كثيفًا أسود، طوله مماثل لطول تيهيونغ، وجسده متناسق، يملُك من المرح ما يكفي لإسعاد من حوله، تشجيعه ومؤآزرته لتيهيونغ جعلاه الصديق الوحيد والمُقَرّب منه، بالإضافة إلى أنه يعلم ما بين تيهيونغ وسارانغ بالقدر الذي يجعله مناصِرًا له، وقد جاء اليوم بعد أن طلب منه تيهيونغ ذلك، وها هو يقعد قبالته على أحد الأرائِك ذات الطابع العصري في شقة تيهيونغ.
أخفض تيهيونغ جفناه وغطّت رموشه الكثيفة حدقتاه وحجبتا حدقتا صديقه القلقتان عن معرفة ما يفكر فيه، كان تيهيونغ يشبك أصابعه ويتكئ بمرفقيه على فخذيه، ويمد جذعه إلى الأمام، أمال مينجي رأسه وتساءل:
«هل من شيءٍ يقلقك؟ أخبرني.»
هزّ تيهيونغ رأسه بالسلب كاذبًا، فقد كان قلقًا مما آلت إليه الأمور، لم يقتنع بكلامها الذي قالته، وهو متأكد أن وجودها بحياته له سببًا ما، قهقر رأسه إلى الخلف وأراحه على مسند الأريكة الخلفي، أغمض عيناه مستذكِرًا ما حدث قبل عدة سنوات، وما أصبحا عليه هو و..، فتح عيناه وكأنه يرفض التلفظ باسمها بينه وبين نفسه، رادِعًا كل ذِكرى له معها.
انصب تحديقه على نقطة ما في السقف، كان يرمش برتابة وتثاقل، رفع ذراعاه وصنع مربَّعًا بسبابتيه وابهاميه وكأنه يحصر مكانًا ما بينهما كالمصورين، إلا أنها كانت عادة، اعتاد فعلها مع سارانغ كلما استلقيا ورصدت عيناهما فضاءًا أو سقفًا، كان قد وعد نفسه سابقًا بترك هذه العادة، إلا أنه دائمًا ما يخلف وعودًا تتعلق بها.
أدرك فجأة عودته للتفكير بها، وكأنها النقطة التي يبدأ وينتهي بها عالمه، ارتد عن اتكائه وبعثر شعره يكبح غضبًا طاردًا تلك الأفكار منه.
«لا فائدةَ تُرجى مِنك.»
صوتُ مينجي المستهجن جذبه وطرحه ليلاقي أرض الواقع، نظر إلى صديقه يعلو قسمات وجهه بؤسٌ طفيف، تنهّد مينجي وقال بارحًا مقعده:
«سأذهب، يجب عليّ الاستعداد للحفل، وأنت أيضًا، لا تتأخر كما اليوم.»
ثوانٍ حتى أعلن صوت الباب الأمامي للشقة بخروج مينجي، لم يُحرّك تيهيونغ ساكِنًا، بل بقيَّ على وضعه يواجه ذكرياته، ويعاوده الألم المرير منها، غمامة سوداء ظَللَت عيناه الكهرمانيتان وتطايرت شرارات غضبٍ فيهما، ثم نبس باسمها من بين شفتيه، لحقه بلعنٍ ما، شادًا على قبضتيه حتى ابيضت عظام مفاصله.
رنين هاتفه قطع حبل أفكاره، تناوله من على الأريكة بجانبه حيث يجلس، تجهم وجهه وأظلمت ملامحه حين وقعت عيناه على اسم المتصِّل، ردَّ مُكرَهًا:
«هل عليّ أن أحتفل بمناسبة اتصالك بي؟»
أجاب والده من الطرف الآخر موبِّخًا إيّاه متجاهلًا سخريته:
«يجب أن تأتي الليلة على موعد العشاء.»
أطلق تيهيونغ ضحكةً ساخرة ثم قال بنبرة لاذعة:
«هل هي زوجة جديدة تريدني أن أتعرف عليها؟»
تنفس والده بعمق ثم أردف ممتعضًا:
«عليك المجيئ، ولا أريد أن أسمع منك أيّ اعتراض أو أعذارٍ..»
قاطعه تيهيونغ قبل أن يُكمِل مبتسمًا هازِئًا:
«لديّ موعدٌ مهم الليلة، اعتذر، سأغلق.»
أنهى الاتصال؛ فهو لا يريد أن يسمع المزيد من هذا الرجل الذي يحاول بجد قطع علاقته به، فكل ما يهمه هو المال والمظاهر، بالرغم من كِبَرِ سنه ألا أن جسده لايُظهِر ذلك، سياسيٌّ محنَّك ذو عقلٍ داهيه، لايمَلُّ من الزواج ولايكلُّ من جمع المال، ورث تيهيونغ من والده شكله فقط، أما الصفات فاعتقد أنه ربما قد ورثها من والدته القابعة في إحدى المصحات النفسية، حيث عمل والده على التعتيم على الأمر بكل ما أوتيَّ من نفوذ، فهو لا يرغب أن يقرن اسمه باسم زوجة معتلة نفسيًّا.
تذكّر والدته فجأة، فآخر مرة قد زارها فيها كانت عندما استدعوه بعد تعرضها لأحدى نوبات مرضها المزمنة، ولم تهدأ حتّى جاءها وأخذها بين ذراعيه وهدأت على كتفه، وهو خائف أن يتكرر الأمر وسط انشغاله، فقد فعل الكثير لراحتها، وما كان قبوله الفضيحة إلا لأجلها، تنهد بحرقة وقد اغرورقت عيناه بالدموع، لِما واجهته وآسته في حياتها بسبب والده ولا يمكنه أن ينسى سارانغ ووالدتها.
__________
في المساء، وقفت سارانغ تقيّم مظهرها أمام المِرآة، فستانها القصير ذو اللون الأسود والقماش اللماع وصل إلى فوق ركبتيها بقليل، استرسل شعرها كالليل على ظهرها وكتفها، حذاءها ذو كعبٍ عالي، واعترضت على ارتدائه حين عرضته جو آه عليها، لكن اعتراضها لقى أذنًا صمّاء من صديقتها، التي وعدت على إظهارها أجمل من أيّ فتاة ستحضر الحفل، وبالرغم من عدم تقبُّل فكرة أنها جميلة كما يُقال لها، إلا أنها كانت سعيدة بهذا الإطراء.
ثم زيّنت إطلالتها بأثمن أقراط تملكها في صندوق مجهوراتها القليلة، أعجبَت بمظهرها كثيرًا وأحبّت نفسها، وأعطاها مظهرها دفعة كبيرة من الثقة في النفس والتي بانت على محيّاها وبدت معها فتاة قوية صُلبة وغير قابلة للكسر.
وضعت لها جو آه بعض الزينة على وجهها، وتفاجأت سارانغ عندما نظرت إلى نفسها في المرآة فور انتهائها من وضعه، واستغريت من نفسها، بل لم تعرفها، وبدت كموموس، لذا باغتت صديقتها ومسحته حتى أصبح معقولًا بنظرها، وامتنّت حينما لم تنتبه جو آه لذلك، فقد كان رأسها ممتلئ بتجهيز صديقتها على أفضل وجه.
ولمّا دخلت صديقتها عليها أطلقت صرخة إعجاب ونظرات فخرٍ بما صنعته يداها وكأنها كعكة، التفتت لها سارانغ ثم ابتسمت وقالت:
«شكرًا لكِ، لولاكِ لما تجرأتُ على الذهاب.»
قالت جو آه بعبوسٍ زائف:
«تجرأي على قول هذا مرة أُخرى، وسأضربكِ.»
__________
أوقفت جو آه السيّارة لتتمكن صديقتها من الترجُّل منها، ترجَّلت سارانغ من السيارة وقد ارتدت معطفًا صيفي يغطي ما ترتديه.
نظرت سارانغ إلى اسم النادي المُشِع، فكان يقبعُ في حيٍّ فاخِر حيث ترتاده الطبقات الراقية، لم تتخيّل يومًا أنها ستقف أمام مثل هذه الأماكن في حياتها، فكيف إذ أنها ستحضر حفلة هنا وربما هذه فقط ليست آخر مرة، توترت للحظة لكنها حثّت خطاها للدخول مجتازة الباب الحديدي العازل للصوت.
ما إن خطت أولى خطواتها داخل المكان، قابلها نادلٌ وحثّها على خلع معطفها، أخذ المعطف وأرشدها إلى الطاولة الخاصة بالحفل بعد أن سألته عنها، تقدمت خلف النادل تحمل حقيبةً سوداء صغيرة مُرَصّعة بكريستال اشتد لمعانه ما أن مرّت بقاعة الرقص ذات الأضواء القوية، وشاهدت حشدٌ من الناس يرقص على أنغام الموسيقى فوق منصّة ذات أرضيّة سوداء عاكسة، وصخبهم ملأ المكان بل كانو يشتدون بالرقص كلما اصبحت أنغام الموسيقى أعلى وأطرب.
كانت أزواج العيون التي تمُر أمامها تلاحِقها، وتتفرس بأنحاء جسدها دون حياء.
تسمّرت مكانها؛ حيث لاقت عيناها الفيروزيتان عينا تيهيونغ الكهرمانيتان، لم ينتبه غيره على قدومها، ولم يكلّف نفسه عناء إخبار الآخرين، بدلًا من ذلك، سمح لعيناه بالنظرِ إلى أنحاءِ جسدها بتكاسُل، وشعرت بأنهما تُعريانها من ملابسها، في تلك اللحظة فقط أدركت فداحة خطأ ارتداء هذه الملابس، فقد كان الصدرُ عاريٍ ويكشف أكثر مما يخفي، غطّت خط صدرها بيدها، وحاولت جاهدةً أن تمدّ الفستان إلى الأسفل لعله يطول قليلًا، فكان قصره مبالغٌ به.
دنت من الطاولة، وذُهِلت لقدرة قدماها على التحرك فقد شعرت أن مفاصلها قد ارتخت، وأنها لن تعينها على الوقوف إن خرّ جسدها على الأرض.
لاحظها كانغ وو بعد أن التفت إلى الخلف لأمرٍ ما، برح مكانه، تقدَّم نحوها ثم أخذ بيدها وقرّبها إلى الطاولة تحت أنظار تيهيونغ والتي لم تخفى عنها.
أجلسها كانغ وو بجانبها بعد أن حيّت القاعدين حول الطاولة، أخفضت رأسها فعيناها لا تستطيع ملاقاة عينا تيهيونغ الجالس قبالتها.
.
.
.
___________
رايكم بالبارت؟
حاولت أطوله على قد ما اقدر.
فوت وكومنت حبايبي.
طبعًا التعليقات أكثر من الفوتات والمشاهدات، عود ليش..😐
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top