𝐊.𝐓𝐇2

فوت آند كومنت🌟🌹
_____________

«يَجِب أن لا تَتَوَتَري، يَجِب أن تَكوني قَويًّة.»

شَجَّعَت سارانغ نَفسَها بِهاتانِ الكَلِمَتانِ طَوالَ الطَريقِ إلى مَبنى الشَرِكَةِ التي يَعمَل تَحتَ رِعايَتَها تيهيونغ، فَقَد اتَّفَقَ جَميعُ الأطرافَ أن تَكونَ قِراءَةِ النَّصِ هُناكَ.

سارَ الاتِّفاقَ عَلى بَقيَّةِ المُمَثِلينِ والمُمَثِلاتِ للويبِ دراما بِشَكلٍ يَسيرٍ، وبِالرُغمِ مِن أنَّه ويب دراما إلا أنَّ أهَميَتَهُ لا تَقِل عَن أهَمّيَّةِ المُسَلسَلاتِ ذاتَ السِتَةَ عَشرَةَ حَلَقَة والتي تَكونَ مُدَّتَها عادَةً ساعة، وَقَعَ الاِختِيارِ على المُمَثِل سونغ كانغ وو ليُمَثِلَ دَورَ البَطَلَ الثانَوي، فيما أُختيرَ المُمَثِل كيم مينجي ليَلعَبَ دَورَ صَديقَ البَطَل، وتَمَّ اِختِيارَ المُمَثِلَةَ يانغ جوري لتَلعَبَ دَورَ الفَتاةَ التي يُحِبُها، وسَمِعَت سارانغ إشاعاتٍ تُفيدُ أنَّهُما كانا حَبيبان في الواقع.

«إن كانت الإشاعة صحيحة، فأن موقفهما لا يُحسدان عليه.» 

فكّرت سارانغ بذلك وهي تنظر عبر نافذة السيارة والتي تقودها صديقتها جو آه بكل حذر وتركيز، بانت ابتسامة على محيّا سارانغ عندما تذكرت الوقت الذي أمضته مع صديقتها لتجهزها لهذا اللقاء بعناية وكأنها عروس في ليلة زفافها، اختارت لها ثوبًا ذا ملمسٍ رقيقٍ، وردي فاتح، أعطى لقوامها إضافة جميلة، يصل فوق ركبتاها بقليل، وترتدي حذاءًا رياضية منخفضة، واكتملت إطلالتها عندما أعطتها جو آه حقيبة ذات لونٌ أصفر فاتح من مجموعة حقائبها التي تتباها بأنها ذات ماركة غالية، وجعلت من شعرها الأسود مسترسلًا على ظهرها دون أن تضيف شيئًا على تموجاته الطبيعية، وقد لمع عندما ضربته الشمس بخيوطها الحريرية.

«ها قد وصلنا.» 

قالت جو آه بعدما أوقفت السيارة أمام المبنى، التفتت سارانغ لها وقالت:

«هل أنت متأكدة من أنكِ لا تريدين القدوم معي؟»

هزّت جو آه رأسها وقالت مبررتًا موقفها لعل سارانغ تكف عن طرح هذا السؤال عليها:

«لديّ عمل مهم عزيزتي، بالإضافة إلى أنهم لن يدخلوني.» 

تنهدت سارانغ مخذولة، كانت تنوي أن تُري تيهيونغ لها عن قرب، وتثبت لها أنه أجمل بالواقع من الصور، بالإضافة إلى أن توترها يزداد وتزداد معه نوبات هلعها، ولن ترغب بأن تظهر أمامه بمظهرٍ ضعيف، وكانت جو آه هي الوحيدة التي تعرف كيف تتعامل مع الأمر.

«وكذلك تيهيونغ.» 

لكنها لا تريده أن يساعدها، فهذا سيجعله يعرف أنها مازالت ضعيفة ومتخلخلة من الداخل، ومازالت تحتاج لأحد حتى يخرجها من نوبات هلعها والتي لم تفارقها منذ صغرها، فكّرت سارانغ بذلك أثناء خروجها من السيارة وتوجهها إلى مدخل الشركة والتي يقف أمام أبوابه أثنان من حراس الأمن الضخمين.

دخلت إلى الشركة وتوجهت نحو موظفة الاستعلام التي قابلتها بابتسامة لطيفة، وبادرت تقول:

«كيف أساعدكِ سيدتي؟» 

ابتسمت سارانغ بدورها إلى الموظفة الأنيقة بزيّها الأسود الرسمي، وقالت:

«أنا لي سارانغ، أتيت..» 

وقبل أن تُكمِل قاطعتها الموظفة وقالت:

«سيدتي، اعذري جهلي بكِ، أبلغني المدير أن أدخلكِ فور وصولكِ، وأبلغكِ أن الاجتماع في الطابق الثالث في غرفة الاجتماعات، سيدلونكِ بها حالما تصلين.» 

هزّت سارانغ رأسها مستأذنة ثم وجّهت خطواتها نحو المِصعد، ثم نقرت على أحد الأزرار لاستدعائه، ووقفت تنتظر نزوله من الطابق الاثنا عشر.

«لن أدعه يرى بؤسي، وما اصبحت عليه من انسانة مُنكسرة ولا معنى لها، سأوضّح له سوء الفهم بيننا واختفي من حياته.» 

حدّثت نفسها، بينما راقبت الأرقام فوق الجدار تُضيء نزولًا إلى الطابق الاول، ولم تنتبه إلى حشد الناس الذين وقفوا بانتظار أن يفتح المصعد مصراعيه.

وما إن فُتِحَ وبانَ داخِلُه النُحاسي العاكِس، حتى وَلَجَ الحشدُ إلى داخِلِهِ جابِرينَ سارانغ على التَحَرُّكِ والولوجِ أوَّلاً، أقفَلَ المِصعَد أبوابَهُ، وتَحَرَّكَ إلى الأعلى، وَوجَدت سارانغ نَفسَها قَد حُصِرَت في زاوِيَتِهِ، وَبَدا لَها أنَّ عَددِ الحَشدَ حَتمًا لَيسَ سَبعة، فَلَيسَ هُناكَ مَجالٌ مُتّسعٌ لِرفعِ أحدهُم يَدَه، فَقَبَضت على حِزامِ حَقيبَتها الرَفيعِ بشدةٍ وكأنها طوقُ نجاة، وَحاوَلَت كبحِ شُعورِها بالصُراخِ والاختِناق، وقَبلَ أن ترفَعَ يَدَها لِتَجذُبَ الهَواءَ بِها، صَدَحَ جرَسُ المِصعَد ليُعلِم بِوصولِ المِصعَدِ إلى الطابَقِ الثاني، فَتَحَ أبوابَهُ مما سَمَح لِأغلبِ الموجودينَ بالخروجِ منه.

لم تُقاوِم سارانغ الرغبَةَ بِعَدِّهِم، وعندَما انتَهَت قالت ساخرةً:

«كانوا سَبعَةً فِعلًا! لِمَ بَدوا أكثَرَ من ذَلك؟» 

تَوارَدت إلى سَمعِها ضِحكةَ ساخِرةً مَكتومةً، وكانَ مَصدَرَها الرَّجُل بِجانِبها، واعتَقَدَت أنَّه سمِعَ ما قالت، لكِنّها تَجاهَلَته، وراقَبَت المِصعدَ يُغلِقُ أبوابَهُ ويصعَد إلى الطابَقِ الثالثِ بَعدَ أن ضَغَطَ أحدَ المُتَبَقين زِرَّ الصُعودَ إليهِ، بَدا لَها مُسرِعًا أكثرَ مِن قَبلِه.

التَفكيرُ بِتَهيونغ واللِقاء، واضطِرارَها إلى تَجاذُبِ الحَديثِ مَعه، والنَظَرِ إلَيه واجتِماعها بِه أكثَرَ من ساعَتين في نفسِ المكانِ، ولَم يَبدو أنَّ وجودَ آخرينَ في المَكانَ سيساعِد، كُل ذَلِك يدورُ كدوَّامة داخِلِ رأسَها، وهو أكثَرَ مِن أن تتحَمَّل ضَغطَهُ المُوَتِّر.

اِستَنشَقَت الهَواء بِعُمق وحَبَستهُ لِخمسِ ثَواني ثُمَّ زَفَرَتهُ بِبُطِئ، وكَرّرت ذَلِكَ عِدّةُ مرّات لِتُسَيطِرَ على تَوَتُرَها المُميت.

لِلَحظة، أحَسَّت بِأنَّ كُلَّ حَرَكَةً مِنها مُراقَبةً مِن عينينِ مُظلِمَتَينِ تُرقِبانِها، وأشعَرَها ذَلِكَ بالضِيقِ، فَعزِمَت على دحِظِ الأمرِ، فالتَفَتت إلى الرجُلِ الواقِفُ بجانِبها بَغتَةً، وقَبَضَت عَليه ينظُرُ لها، أشاحَ بِوجهِهِ إلى الجِهَةِ الأُخرى، وتَظاهَر بالسُعالِ، إلا أنَّ سارانغ أشغَلَت نفسَها بعيدًا عن هذا الرّجُل غَريبُ الأطوارِ بالمِصعَدِ ألَّذي فَتَحَ أبوابَهُ وخُروجِها مِنه.

اِستَغرَبَت أكثَر وقَلِقَت عِند مُلاحَظَتِها أنَّ غَريبَ الأطوارِ ذاكَ قد تَبِعَها وَتَساءَلَت إن كانَ يُلاحِقُها، لَم تَرغَب بإِثارَةِ ضَجةٍ فآثَرَت على الصَمتِ؛ نَظَرًا لِوجودِ العَديدِ مِنَ المُواظَّفينَ، لَكِن قُطَع شكَّها عندما لاحَظَت أنَّ المُوَظَّفين هُناكَ يَنحَنونَ إلَيه ويُلقونَ عَلَيهِ التحيّةِ عِندَ مُرورِهم بِجانِبِهِ، وتَعَجّبَت أنَّهُم تَعرَّفوا إلَيهِ بِالرُغمَ أنَّ وجهَهُ يَكادُ يَظهَرُ بِسببِ القُبّعَةِ وقِناعِ الوَجهِ.

ألا أنها قررت عدم اشغال بالها بهذا الغريب الذي دخل أحد الغُرَف لتوّه، فحثت خطاها نحو موظفة كانت تجلس خلف أحد المكاتب وعرّفتها بنفسها ولاقت ترحيبًا منها وأدلّتها على الغرفة التي يفترض أن يجتمع بها فريق العملِ.

تسمّرت واقفة عندما اكتشفت أنها ذاتها الغرفة التي ولج إليها ذلك الغريب، وخَطر ببالها أنه ربما يكون أحد المخرجين أو الممثلين، لم تتمكن من التعرف عليه لما يرتديه، بالإضافة إلى سنوات خبرتها القليلة في هذا الوسط التي لم تتعرف خلالها على الكثيرين من الممثلين أو المخرجين أو المؤلفين، حتى أنها لم تكن مهتمة به، والمسلسلات التي شاهدتها تُعد على الأصابع وأغلبها قديمة.

ابتسمت ابتسامة طفيفة رسمية، ثم اتجهت نحو تلك الغُرفة، لم تستغرب ولم تتضايق من عدم معرفة الموظفين لها كذلك الرجل؛ فشهرتها ليست بذاك المستوى الذي يجعلُ كل من يقابلها ينحني لها مرحبًا بها، لكنها كانت ممتنة للطفهم معها.

المسلسلات القليلة التي مثلت بها لاقت شهرة كبيرة، وأدوارها بها كانت متميزة وقد أحبها الجمهور بالرغم من صغرها، لولا ذلك لما لمع نجمها كما يقولون، وهي بدورها قد قامت بتأديتها بشكلٍ جيد وقد بذلت مجهودًا كبير انعكس عليها بالإيجاب، وقد قطفت ثماره بأن أصبحت علاماتٍ تجارية للماء أو مستحضرات التجميل يقدمون لها عروضًا لتعلن لهم، وبالرغم من أنها لم تكن علامات تجارية رائجة إلا أنها كانت ممتنة وفرحة لذلك.

لم يكن لديها مدير أعمال كسائر الممثلين أو الأشخاص ذوو المنزلة الرفيعة من المدراء وغيرهم أصحاب الأعمال والأملاك، وسرّتها مبادرة صديقتها جو آه بأن تصبح مديرة أعمالها، ألا أنها رفضت ذلك؛ فهي لم تتخذ التمثيل كوظيفة ثابتة لها، إنما هي هواية إن صحّت تسميتُها بذلك، وستتركها حالما تُتِم ما جاءت لأجله.

طرقت باب تلك الغرفة برتابة، ثم دخلت بهدوء وأغلقت الباب، اجتاحتها عاصمة من التوتر والرهبة لاكتشافها أنها النقطة التي ينظرون نحوها جميع الموجودين، استجمعت قواها، وحاربت لكي تبدو نبرة صوتها متزنة ومسموعة، انحنت ثم قالت برسمية:

«مرحبًا، أنا لي سارانغ.» 

رحّب بها الجميع، ودعوها إلى الجلوس على أحد الكراسي حول الطاولة بلباقة، بحثت عن خيال تيهيونغ بينهم، لكنها لم تجده، وسادت ملامح الخيبة على وجهها، بدلًا منه لمحت ذلك الغريب وكان مميزًا بملابسه السوداء من أعلى رأسه إلى حذاءه، وطوله الفارع فقد بدا أطول الواقفين.

جلست على أحد الكراسي بعد أن أزاحته إلى الخلف وعلّقت حزام حقيبتها على مسند الكرسي الخلفي، وضعت كلتا يداها على الطاولة وأشغلتهما باللعبِ بأظافِرها بتوتر، فقد بدت غريبة بينهم، بينما كانوا يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، ولم يبدو أن بينهم من يشعر بالفضول نحوها ليأتي ويتحدث معها.

لم تنتبه إلى العينان اللتان كانتا تراقبانها، ولأن عقلها انشغلَ بالتفكير بتيهيونغ وتأخره عن الاجتماع بالرغم من انتظار الجميع له، وارتابت حين احتملت أن تأخره ربما بسببها أو بسبب عدم رغبته بمقابلتها، هزّت رأسها بنفي وحدثت نفسها كمن يحدث شخصًا أمامه:

«لا، هو ليس بهذا الإهمال، إنه أذكى من ذلك بكثير.» 

كانت تخفِض نظرها نحو الطاولة، تنظر إلى نقطة ما عندما اقتحمت يدٌ كبيرة مجال نظرها، وبحركة أنيقة طرقت برؤوس أناملها الطاولة وبالتحديد المكان الذي بدا أنها تنظر إليه.

رفعت رأسها ولاقتها عينان سوداوتان حادتان ضيقتان عند الزوايا كعينا التنين، وشعر كثيف مرفوع إلى الخلف، ارتد إلى الخلف نظر نحوها بتمعن ثم ابتسم وقال:

«ما الذي تفكرين به؟» 

توقفت للحظة، واستغربت لسؤاله، وتساءلت إن فاتها شيء، وإن كانت هذه الطريقة الرائجة للتعارف هذه الأيّام، هي قديمة الطراز بعض الشيء وهي تعترف بذلك وتحب كل شيء قديم، لكن قطعًا لن تفوتها مثل هذه الأشياء، وقبل أن تجيب بارد بتبرير سؤاله بعدما قرأ تعابير وجهها المتسائلة فقال:

«آه، لقد كنتِ شاردة تمامًا، واعتقد أنكِ لم تسمعيني عندما حدثتك منذ لحظات، لهذا سألتك.» 

أنهى كلامه بابتسامة أخرى عذبة قد تذيب أيّ امرأة تراها، ولن يكون لسارانغ أدنى شك بأن لديه جيش من المعجبات.

تداركت سارانغ أمرها وقالت:

«أنا آسفة، لقد كنت أفكر بأمر ما، آسفة!» 

لوّح بكلتا يديه ممانعًا، ثم قال:

«لا تعتذري أرجوكِ، لم يكن خطاءًا.» 

مدّ يده عبر الطاولة للمصافحة ثم قال:

«أنا الممثل سونغ كانغ وو، تشرفت بمعرفتك.» 

سارعت بأخذ يده حتى لا يبقى على وضعيته، فهو سينباي بالنسبة لها، صافحته وقالت:

«بل أنا من تشرفت بمعرفتك، سينبانيم.» 

ابتسم لظرافة الموقف ولدعوتها إياه بالسينباي، أرجع يده لحجره، هزّ رأسه نافيًا ولا تزال الابتسامة تعلو محيّاه، ثم قال:

«لست سينباي لأحد، أنا زميلكِ في العمل، وأرجو أن تدعوني باسمي.» 

أومأت له برأسها موافقة، ساد صمت بينهم للحظات ثم قطعه قائلًا:

«هل شاهدتي أعمالًا لي؟» 

نظرت له ثم أخفضت حدقتاها باضطراب، فهي لم ترى أي من أعماله، ولو رأت كانت ستتعرف عليه لأول وهله، وفكّرت مليًّا بما ستتفوه به ويكون غير محرج أو جارح له، صمتها برهن له أنها لم تفعل لذلك بادر قائلًا:

«يبدو أنكِ لم تشاهديها بعد..» 

بان على وجهه أسفًا لم يخفي مرحًا ثم تابع:

«يال الخسارة، كنتِ ستستمتعين بها، أنصحكِ بمشاهدتها.» 

ابتسمت سارانغ له ثم قالت:

«سأفعل بالتأكيد.» 

يجب أن تفعل معه ومع غيره إن كانت تريد أن لا تحرج نفسها مجددًا، فكّرت بذلك قبل دُنو السيد تشا منها وانحِناء الأخير لها والذي أفزعها، حتى يطولَ مسامعها، قال بصوتٍ هامسٍ:

«إن سمحتي لي، السيد تيهيونغ يريد التحدث معكِ، هلّا تفضلتي معي رجاءًا.» 

توترت وبلعت ريقها الذي جف فجأة عند سماعها اسم تيهيونغ، كانت تتخيل أنه سيتجنبها وسيتجاهلها مهما حاولت جذب اهتمامه، وسينكب على أوراق النص ولن ينظر لها، لكن هذا لم تخطط له ولم تتخيله.

إن تأخرت بالذهاب، فإنها ستؤخر العمل، وهي لن تحب ذلك في أول يوم لقاء مع الجميع، لذا تنهدت واستجمعت شتات نفسها وبرحت مقعدها بتثاقُل، ثم اعطت لقدماها دفعة لتتحرك مع تشا باتزان وقوة، قال الأخير متحركًا نحو الباب:

«اتبعيني من فضلك.» 

تبعته وخرجا كلاهما من غرفة الاجتماع، وصلا إحدى غرف تبديل الملابس، تركها تشا تدخل وقبل ذلك قال:

    «السيد تيهيونغ بانتظاركِ في الداخل.» 

   وما إن دخلت سارانغ همّ تيهيونغ بأغلاقِ البابِ بحركةٍ مباغِتَةٍ، ودفعها نحو الجدار وتقرّب منها قائلًا بعدائية:

«ما الذي تنوين فعله؟» 

رفعت رأسها وأمالته قليلًا لتلاقي عيناه الداكنتان، غلّفت نبرة صوتها بالبرود وحتى لا يسمع اهتزازها عند التحدث إليه، قالت:

«ألا ترى؟ أنا أنوي العمل.» 

اهتاج من إجابتها المتحاذقة، وبان الكره على ملامحه، وقال:

«إنه لأمر مقرف أن تدعي الذكاء والتحاذق، كلانا يعلم ما اقصده.» 

اجتاحت عاصفة من العواطف المنكسرة قلبها، ما تراه أمامها وما يعاملها به هو جزء فقط من كم الكره الذي يحمله تجاهها، حاربت كي لا تنهمر دموعها، ثم قالت:

«لا أعلم ما تعنيه ولا أعتقد أنك الوحيد الذي يحتاج العمل.» 

لفّ يده حول ذراعها وهزّها بعنف دون أن يتأثر بملامحها المتألمة، اقترب من أذنها ولفحتها أنفاسه الدافئة، وبنبرةٍ عميقة خشنة ومظلمة، قال:

«من أغويتي هذه المرة؟ لا أعتقد أنك اكتشفتي موهبتكِ في التمثيل فجأة، أخشى أنكِ اضطررت إلى دفع الكثير لتصلي إلى هنا بسرعة.» 

سمحت لدموع دافئة بأخذ طريقٍ على خدها، تبللت رموشها الكثيفة، وأحمر أنفها وارتجفت شفاهها بحزن، وبحركة معترضة غاضبة، دفعته وفكّت أسر ذراعها من يده، ولم تهتم بألمها، بل كان وقع كلماته على كيانها كسوط جلاد، وأيّ ألم يلم بها كان لا شيء عندها.

حدقتها التي تملأهما الدموع، وتحول دون رؤيتها له بوضوح، تطايرت منها شرارتِ غضبٍ أزرق، لا يهم كم تحب هذا الكائن الواقف أمامها، إلا أنها لن تسمح له بإهانتها، صفعته بيدها الغضة الناعمة، ما جعل وجهه يندفع إلى الجهة اليسرى وتنزل خلصة من شعره على عينيه وتغطيهما.

صمتٌ غريب منه، لحق صفعتها، قبض كلتا يديه بعدما أنزلهما جانبًا، ثم أدار وجهه لها، خشت سارانغ أنها تمادت بتلك الصفعة، وظهر على ملامحها القلق عليه، نظرت له بعينان قلقتان، بعد إن بان احمرارٌ طفيف على وجنته، رفعت يدها لتتفحص الصفعة، لكنه منعها قائلًا بنبرة جامدة:

«انسحبي.» 

_____________
رايكم بالبارت؟

طبعًا جاي أنزل على حسب واهسي، لأن التعليقات والفوتات ما يسون أي واهس، اللي مشغول وما يريد يقراهه إلا لمن تكمل يحفظهه عنده وهذا شي يخصه، بس عادي تسوون فوت بس دون قراءة ومن تكتمل اقروهه عراحتكم، هذا اقتراح.

احتاريت اسويهه بحركات ولا لا، لذا تشوفون نص البارت فيه حركات والنص الثاني مابيه، سو اعتقد ما راح اخلي بيه حركات لأنها متعبه ويرادلهه واحد نحوي قاعد يمك تسأله عن النحو.

استمتعوا فيه.💗🌟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top