𝐊.𝐓𝐇15
فوت وكومنت بليز🦋🐻
___________
حرّك تيهيونغ قدمه بحركة عصبية لتوتره، وأخذ يقظم أظافره بينما ينظر إلى التلفاز بانتظار إذاعة الحلقة الأولى من مسلسله على قناة TVK العامة، وقد دب القلق في قلبه حين علم أنها ستعرض في عطلة نهاية الأسبوع؛ فهو سيتحمل الكثير من الضغط إذ ما حصلت على نسبِ مشاهدة جيدة.
كان يجلس على الأريكة في شقته، أصرّ تشا أن
يحضر الحلقة معه إلا أنه تظاهر بعدم الاهتمام بمشاهدة الحلقة، وحمل تشا على تغيبر رأيه وعدم الحضور؛ فهو لا يحب مثل هذه المواقف.
بدأت الحلقة ولم يعجبه أن أول مشهد يعرض هو مشهده، وفكّر أن المشاهدين سيغيرون القناة ما أن يروه.
كانت مدة الحلقة هي نصف ساعة وانتهت مع امتعاظ تيهيونغ بالكامل، فلم يعجبه التصوير في بعض المشاهد، كما أن بعض الحوارات لم تكن ذات فائدة وتساءل لمَ لم يغيرها المخرج أو يحذفها.
رن هاتفه، التقطه من على الطاولة المقابلة له، تحقق من المتصل وقد كان مينجي، رد وقال:
«مرحبًا مينجي.»
ومن دون ترحيب أجاب الآخر:
«هل شاهدت الحلقة؟»
صمت تيهيونغ مترددًا، أضاف مينجي:
«هذا يعني أنك شاهدتها، لقد كانت جيدة، ليس هناك ما يدعو للقلق.»
همهم تيهيونغ ثم قال:
«أجل.»
أنهى تيهيونغ الاتصال وغطى وجهه بيديه بعدما وضع الهاتف جانبًا، وقد تمكنت منه الهواجس وأطاحت بحصن هدوئه، زفر هواءًا مثقلًا مفكرًا بأن لم تنجح المسلسل فسيكون هو السبب، وبهذا لن يضر نفسه فقط بل العاملين عليه وستضيع جهودهم سدًا.
أما سارانغ فقد شاهدت المسلسل مع جو آه، وكانت كلما ظهرت هللت صديقتها وهكذا حتى انتهت الحلقة، تظاهرت جو آه بالعبوس وقالت:
«لمَ الحلقة قصيرة؟ هذا ليس عادلًا!»
ضحكت سارانغ بخفة لظرافة صديقتها ثم قالت:
«يسرني أنها أعجبتكِ.»
لمحت جو آه حزنًا على ملامح صديقتها فقالت:
«هل أنت على مايرام؟»
تنهدت سارانغ ولم تخفي حزنها قائلة:
«أنا بخير، لكن..»
سكتت تحت أنظار جو آه المترقبة لكلامها القادم، ثم أكملت:
«أنا قلقة على تيهيونغ فكما تعلمين إن لم ينجح المسلسل، وهذا شيء محتمل، سيلوم نفسه معتقدًا أنه السبب.»
هزّت جو آه رأسها متفهمة ثم قالت:
«الجميع سيلوم، ألا توافقيني الرأي؟ بالإضافة إلى لا تستبقي الأحداق، فالأمر لن يحدث حتى يحدث.»
اطمأنت سارانغ قليلًا من كلام صديقتها، فقد كانت طوال الوقت قلقة حول كل شيء، ولم تستمتع بالمشاهدة بسبب ذلك، وامتنت لامتلاكها صديقة كجو آه، ابتسمت وقالت:
«شكرًا لكِ.»
__________
رنين الهاتف تخلل اللاوعي الخاص بتيهيونغ وأزعج نومه، عقد كلا حاجباه في امتعاض؛ فالغفوة التي حارب لاجتذابها طارت بفضل زنين الهاتف، فتح عيناه وألقى نظرة على الساعة الجدارية فوجد أنها لم تتعدى الخامسة مساءًا، واستاء أكثر لمعرفة أنه لم ينم سوى ساعة تقريبًا.
التقط الهاتف ورد قائلًا:
«تشا، يفضّل أن تمتلك أخبارًا جيدة وإلا ستعاقب.»
بنبرة ترحة تلمسها تيهيونغ عبر الهاتف أجاب تشا:
«أنظر إلى المقالات التي أرسلتها لك عن المسلسل، الناس قد أحبته سيد تيهيونغ!..»
بملامح متفاجئة وغير مصدقة، أظهر تيهيونغ إحدى المقالات بينما كان تشا على الخط، قرأ المقال وكان كمن ردت إليه روحه، لقد نشر المقال بعد ساعة من عرض الحلقة، وقد كان إيجابي بشكل لم يعيه تيهيونغ.
قرأ التعليقات وأدهشه أن أغلبها إيجابية، وبعضها مديح لتمثيله وتمثيل باقي الفريق، تنهّد براحة، ثم أكمل حديثه مع تشا وقال:
«شكرًا لك تشا!»
أنهى اتصاله مع الأخير، وكان من غير المفاجئ أن يجد مكالمة من مينجي، واحتمل أنها لنفس الموضوع، اتصل بصديقه رد الآخر على عجل:
«تهانينا تيهيونغ! أنا مسرور لك!»
ابتسم تيهيونغ وقال:
«لا أصدق ما يحدث مينجي، شكرُا لكم لقد عملتم بجد..»
قاطعه مينجي موبخًا:
«إيّاك أن تقلل من جهدك، لقد عملت بجهد أكبر وأعلم جيدًا أنك كنت تحمل ثقل على كاهلك بسببنا، استمتع باللحظة عزيزي.»
ولمّا أنهى مينجي الاتصال، عاد تيهيونغ لقراءة باقي المقالات وكان كلما ينتهي من قراءة نص المقال، قرأ التعليقات، وبالرغم من وجود بعض التعليقات السلبية حول تمثيله أو فضيحته إلا أن معظمها كانت تثني على تمثيل باقي الممثلين أو الإخراج أو الفكرة نفسها، وقد أحس أن القلق انسل من قلبه كما ينسل الخيط من القماش، ولو أن هناك بعض القلق المتبقي لما سيحدث مستقبلًا، إلا أنه لم يرد إن يوليه اهتمامًا ويفسد اللحظة.
بعد عرض الحلقة الثانية في اليوم التالي، لم ينم تيهيونغ وانتظر نشر المقالات حول المسلسل، وكان كما توقع تم نشرها بعد ساعة من عرض الحلقة، لفت انتباهه مقالًا ناقدًا، وتعجّب كونه لم ينزعج من النقد، بل كان مسرورًا أن هناك من يهتم لتفاصيل مسلسله بهذا العمق، وأكثر ما أسرّه هو التعليقات، فمعظمها كانت تعارض صاحب المقال في جوانب النقد السلبية التي ذكرها، وكان ممتنًا حقًا لكل من شاهد المسلسل أو دافع عنه حتى وإن كان كارهًا لشخص تيهيونغ.
فيما تلا من الأيّام، كانت أسارير تيهيونغ منشرحة، وشعر أن لا شيء سيضايقه، ولم ينسى مشاركة فرحته مع والدته المريضة.
استأنفوا كذلك ما تبقى من المشاهد من الحلقة الرابعة، وكان من الممكن أن يلاحظ أي شخص موجود اختلاف الأجواء في مواقع التصوير، فقد كانت بلا توتر أو قلق، ومن لوحظ عليه هذا التغيّر أكثر من غيره هو تيهيونغ، فقد بدا أكثر تسامحًا وود مع غيره، والابتسامة شقت وجهه في أغلب الأحيان.
لكن كان وجهه يتجهم كلما قابل سارانغ، وتعامله معها صار أبرد من ذي قبل، وتصل إلى حد التجاهل في بعض الأحيان، واستغربت سارانغ من ذلك؛ فالسرور واضح وضوح الشمس على ملامح خلقته في غالب الوقت، وكان من الجلي أن تعامله هذا خاص لها فقط.
لقد اعتقدت أنه في الأيام السابقة قد تفهمها؛ لتصرفاته معها، لكن الطريقة التي يتعامل بها معها حاليًا هوت باعتقاداتها وظنونها من شاهق، لقد كانت مضطربة حين عرض الحلقتين، وستكذب إن كان السبب هي، بل كل ما أشغلها هو تيهيونغ، وتلك المقالات التي ظهرت، كانت تكتب تعليقات تحتها تثني على تمثيله، وتدافع عنه من الكارهين، ستكون مدعية إن قالت أن أحدًا قد طلب منها فعل ذلك، أو أنها تريده أن يعلم بالأمر، لكن سلوكه البارد معها يحملها على الندم، وبالأخص أنها لم يبدر منها شيء يضايقه.
تنهّدت بشجب تنظر إلى الأفق فوق سطح بناء الوكالة في العاشرة صباحًا تحمل كوب قهوة مثلجة بيدها، تسلل جاي يول من خلفها، دنا منها ثم همس قرب إذنها قائلًا:
«ما الذي تفعلينه هنا؟»
استدارت إليه فزعة ثم قالت:
«سيد جاي يول!»
ابتسم وقد بدا آسفًا وقال:
«أعتذر، لقد جئت إلى هنا وصادفتكِ وأحببت أن أمازحكِ، لقد بدوتِ تفكرين بعمق.»
أومأت موافقة ثم قالت:
«هناك الكثير من الأفكار تسبح في عقلي.»
دس جاي يول يداه داخل جيباه وقال:
«بشأن المسلسل؟»
هزت رأسها نافية وقالت:
«لا!..»
أدركت ما قالت ثم صححته مشوحة بدها قائلة:
«لا أعني أنني لا أهتم للمسلسل..»
عادت ووضعت يدها على الكوب واستأنفت:
«ما أعنيه أنني واثقة من نجاح المسلسل، ولا داعي للقلق بشأنه، وما يشغلني أمورٌ أخرى.»
ضحك جاي يول ضحكة مكتومة وقال:
«لم يكن هناك داعي لتبرري نفسكِ، أرجو أن تجدي حلًّا لما بشغل بالكِ.»
ردت مع ابتسامة ممتنة:
«شكرًا لك!»
_________
بعد عرض الحلقة الثالثة والرابعة، تصاعدت نسب المشاهدة، وغدا المسلسل محتوى رائجًا، وانهالت الإعلانات والعروض عليه، ومن ضمنها عرض قناة
عامة مقابلة حصرية مع بطلي العمل.
وافقت سارانغ على ذلك، لكن تيهيونغ ضايقه الأمر، فلم يرد أن يظهر في مقابلة معها، وبعد إقناع من قبل الرئيس لي والسيد تشا وافق على مضض، بعد إقناعه أن المقابلة ستساعد في شهرة المسلسل أكثر.
لقد كانت الحلقة تسجيل مسبق، لذا حضر الإثنان إلى موقع تصوير البرنامج والذي كان داخل بناء القناة التي يعرض فيها.
جاءت سارانغ قبله وجاء بينما كانت في غرفة الانتظار الخاصة بها، ناداها أحد الموظفين وطلب منها الحضور لبدئ التسجيل، كانت ترتدي ثوبًا ليلكي غامق من الدانتيل يصل حتى ركبتاها، ذو أكمام طويلة وبطانة سوداء ذات جمالات تصل إلى ما فوق ركبتاها، أكملت طلتها بحذاء مكشوف ذي كعب عالي أسود وحقيبة تملأها حبيبات الكريستال الأسود بحزام رفيع.
كوّمت شعرها إلى الخلف كذيل حصان مرفوع
مظهرة جبهتها العريضة، وزينت أذناها بأقراط
على شكل فراشات كريستالية ناعمة، بدت رقيقة
ولطيفة بسبب مظهرها، أما هو فقد ارتدى بلوزة
بلون وبر الجمل ذات ياقة طويلة أظهرت أناقة
رقبته، وبنطال بني غامق مفصّل بيّن طول ساقاه،
وحذاء أسود.
كانا مجبرين على الجلوس بجوار بعضهما، وكم كانا
ملائمين لبعض بشكلٍ لاحظه جميع الموظفين خلف
الكواليس، كانا عكس بعض، هالته الغامضة والباردة
وهالتها الرقيقة والمشرقة.
وكان جميع من حولهما لا يدرك كم كانا غير مرتاحين،
وبدا ترحيبهما وابتساماتهما صادقة، بينما كانت متكلفة
وليس أكثر من مجاملة لقضاء اليوم وإنهاء الموقف
المقيت الذي وضعا به.
بعد الاستعداد رحبت المقدمة بهما وطلبت منهما الترحيب بالمشاهدين، فبدأ تيهيونغ وقال:
«مرحبًا جميعًا! أنا كيم تيهيونغ، سررت بمقابلتكم.»
قالت سارانغ:
«مرحبًا! أنا لي سارانغ، أنا ممتنة لوجودي هنا، شكرًا على دعوتكم لنا!»
ابتسمت المقدمة وقالت:
«أهنئكم على نجاح مسلسلكم..»
انحنا لها مع عبارات شكر، أكملت وقالت:
«إنه رائع حقًا! لقد شاهدت جميع الحلقات المعروضة، ومازلت متشوقة لأعرف ما سيحدث..»
ابتسما بامتنان لها، وقالا معًا:
«هذا شرف لنا سيدتي.»
أضافت المقدمة:
«أخبرني سيد تيهيونغ، لدي معلومة أن الآنسة سارانغ كانت زميلة لك في الثانوية، هل هذا صحيح؟»
تحمحم وقال:
«هذا صحيح، لقد كنا زملاء في الثانوية، لكن لم
نكن بذلك القرب، سررت أنني قابلتها مجددًا
وعملت معها.»
ابتسمت سارانغ محاولة إخفاء الضيق الذي بدا على ملامحها؛ فوصف العلاقة التي كانت بينهما بهذه الطريقة وأنها بالكاد معرفة، جعل قلبها ينفطر.
قالت المقدمة بعدما وجهت أنظارها نحو سارانغ:
«حسنًا، آنسة سارانغ، كيف كان رد فعلكِ الأوّل بعد إن علمت أنكِ ستعملين مع سيد تيهيونغ، وقد كنتما زملاء دراسة؟»
ابتسمت سارانغ بتكلف قبل أن تفضح مشاعرها
وقالت:
«لقد سررت بذلك، لقد كان أمرًا لا يصدق، لقد رأيت الكثير من أعماله، وأسعدني أنه تم اختياري للعمل معه.»
بللت شفتاها بلعابها ثم بلعت ريقها، إذ أنها لم تعلم أن تزييف الحقائق وجعلها تبدو حقيقية أمرٌ بالغ الصعوبة.
قالت المقدمة ملتفتة إلى تيهيونغ:
«هل كنت تتوقع هذا النجاح للمسلسل؟»
أومأ برأسه نافيًا وقال:
«لا لم أتوقع لقد كنت خائفًا قليلًا.»
أرفق كلامه بابتسامة عريضة محرجة، ابتسمت المقدمة وقالت:
«كم هذا لطيف، لأصدقكم القول، لقد طلبنا من المعجبين أن يوجهوا أسئلة لكم، وما أن أعلنّا عن
الرابط، تم تجميده بسبب كثرة الأسئلة..»
انشرحت أساريرهما لذلك، بادلتهما المقدمة الابتسام وقالت:
«سأسألكما بعض الأسئلة من المعجبين، السؤال الأوّل: تريد هانا أن تعرف النوع المثالي لكل منكما.»
وجهّت المقدمة أنظارها إلى تيهيونغ لتحثه على البدئ، ابتسم وقال:
«أعتقد أنني أريدها أن تكون لطيفة وتعتني بي
جيدًا.»
قالت المقدمة مازحة:
«أعتقد أنها ستعتني بك دون أن تخبرها بذلك..»
التفتت إلى سارانغ وقالت:
«آنسة سارانغ ماذا عنكِ؟»
أخذت سارانغ تفكر للحظة ثم قالت:
«أعتقد أن نوعي المثالي هو شخص كالسيد تيهيونغ.»
التفت تيهيونغ لها في صدمة، وتساءل إن كانت بوعيها لتقول مثل هذا الأمر، تحت صدمة تيهيونغ هللت المقدمة وقالت:
«رائع! أيمكنك أن توضحي أكثر؟»
ابتسمت وقالت ملقية نظرة على المعني:
«سيبدو هذا غريبًا، لكن السيد تيهيونغ هو أوّل فنان أعجب بفنّه، وقد غدا مع مرور الأيّام نوعي المفضل، وأعتقد أن هذا تفكير جميع معجبيه به.»
بدت المقدمة متأثّرة وقد بان ذلك على ملامح وجهها، ثم قالت:
«كم هذا مذهل! أعتقد أن هذه رسالة إلى جميع المعجبين بأن لا يفقدو الأمل بالتمثيل مع مفضليهم، أليس كذلك؟»
ضحكت سارانغ بخفة وأمأت برأسها موافقة على رأي الأخيرة، لكن ذلك لم يعجب تيهيونغ من فهم أن سارانغ تفعل هذا للسخرية منه.
__________
رايكم بالبارت؟
بارت بعد طول غياب🐻✌
فوت وكومنت حبايبي🐻♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top