𝐊.𝐓𝐇13
فوت وكومنت بليز⭐♥️
___________
وقعت على العقد وتركت القلم ثم أعلت نظرها إلى جاي يول الذي مدّ يده للمصافحة، صافحته بابتسامة، بادر بالقول:
«ألا يجب أن نحتفل بهذا الإنجاز؟»
أرجعت سارانغ يدها إلى حجرها وقالت:
«بالطبع! سأدعوا أصدقائي..»
قاطعها هازًا رأسه بالرفض وقال:
«حفلة لكلانا فقط، سأقوم بحجز طاولة في مطعم الليلة للاحتفال.»
تساءلت سارانغ حول سبب رفضه دعوة أصدقاءها، لكنها لم تنطق بذلك، وفكّرت أنه سيكون عشاء عمل فقط، ولا خشية منه.
وفي رحلتها إلى خارج الشركة، رافقها جاي يول وتحدث معها حول الشركات التي يملكها، والأرباح الشهرية لكل سنة، والأسهم التي يقتنيها في أكبر الشركات في البلاد وفي مختلف المجالات، تشدق بفخر رادفًا عندما خرجوا من المصعد:
«أنا أملك حصة من الأسهم متواضعة في الوكالة الراعية لكِ.»
التفتت إليه سارانغ متفاجئة مما سمعته، ثم قالت:
«لم أكن على علم بذلك.»
ابتسم وقال:
«وها أنتِ ذا علمتِ.»
أومأت له بالموافقة، وعند خروجها من الشركة عرض عليها توصيلها، لكنه رفضت مشيرة إلى سيارتها التي خصصتها لها الوكالة رادفة:
«شكرًا لك، السيارة تنتظرني بالفعل.»
حثّها قائلًا:
«إن احتجتِ لشيء أخبريني وحسب.»
أومأت له بالإيجاب ثم تحركت باتجاه سيارتها، اقترب منها وذكّرها قبل أن تلج الى داخلها:
«لا تنسي موعدنا اليوم.»
ابتسمت تأكيدًا له على عدم نسيانها، ثم ولجت السيارة، والتي تحركت منطلقة إلى حيث وجهتها.
__________
تحت مرشة المياه، اكتفى تيهيونغ بالوقوف هناك، سامحًا لقطرات الماء بالانسياب على جسده دون أن يحرك ساكنًا، يسرق التفكير في سارانغ بعضٍ من إدراكه لما حوله، ليس التفكير بها لوحدها في الحقيقة، بل بحياته برمتها، والده، والدته، جاي يول، سارانغ، وكل من له يد بجعل حياته مأساوية.
علا صدره وانخفض بتنهيدة مثقلة ومغمومة، مرر يده على وجهه رافعًا شعره المسدل جرّاء الماء إلى الخلف، وفكّر أن أهم إنسان عنده هو والدته، وعليه أن يحميها حتى يهربا من براثن أبيه التي تطوقهما، فمن المؤسف عدم استطاعته فعل شيء وكأن يداه مغلولتان إلى عنقه، فهو يكره كثيرًا ما يبلغه من شعور عجز أمام والده.
خرج من الحمام يلف منشفة حول خصره، وينشف بأخرى شعره، وردته رسالة، فلما نظر بها فاجأه ما أرسل إليه، وقد كان من تشا، فاتصل به على مضض، رد تشا:
«مرحبًا سيد تيهيونغ.»
قال تيهيونغ دون إعارة ترحيبه اهتمامًا:
«هل أنت متأكد مما أرسلته؟»
قال تشا بحزم مؤكدًا:
«بلا! بكل تأكيد!»
رد تيهيونغ:
«أرسل لي العنوان عند حصولك عليه.»
قال تشا:
«بالطبع سأفعل!»
أنهى تيهيونغ الاتصال راميًا منشفة شعره على السرير متجهًا نحو الخزانة ليبدل ملابسه.
___________
«لماذا تريد الذهاب إلى هناك؟ فعلى حسب علمي أنها لا تهمك.»
قال مينجي من اتخذ الكرسي بجانب السائق مكانًا ذلك منزعجًا؛ فتيهيونغ جرّه معه للذهاب إلى أحد المطاعم التي لم يخبره ما اسمها للتظاهر بأنهما على موعد هناك، وذلك حتى يراقب سارانغ، أتبع مينجي كلامه:
«يال السخرية.»
تيهيونغ لم يجد طريقة غير تلك حتى لا يشك جاي يول أو سارانغ به، فإن جاء لوحده فمن المحتمل أن يعلما بأنه جاء لأجلهما، لكن إن جلب معه أحد، سيكون مجال الشك ضئيل حتى إن وجد، ولتعاسة حظ مينجي فهو الصديق المقرب الوحيد له، وجرّه إلى خطته أمرًا لا بد منه، لكنه يتذمر كثيرًا، قال تيهيونغ:
«كُفّ عن التذمر، لن نمضي وقتًا طويلًا معهما.»
انتبه مينجي على أمرٍ ما مما قاله، لذا التفت وسأله:
«معهما؟ أتنوي الجلوس معهم؟»
أجاب تيهيونغ مع تركيزٍ عالٍ في القيادة:
«هذا أفضل مكان لمراقبة تحركات شخصٍ وغدٍ كجاي يول.»
تنهّد مينجي مُرهقًا؛ فهو يعلم مسبقًا أن الأمر سيتعبه، أردف:
«يال المشقة.»
عبس تيهيونغ وقال:
«يكفي مينجي!»
__________
في الجانب الآخر، كان جاي يول ينتظر قدوم سارانغ، فينظر إلى ساعته تارة وإلى الباب تارة أخرى، حتى مضى ربع ساعة من الوقت المحدد وهناك شيء داخله خشي ألّا تأتي، ألا أنه وبعد أن ألقى نظرة على الباب، رآها تدخل، انشرحت اساريره، وابتسم براحة.
تلفتت تجول بعيناها لتجده، ولمّا رأته توجهت نحو الطاولة، برح مكانه ثم أزاح لها كرسيًا إلى الخلف لتجلس عليه، عند جلوسها شكرته بابتسامة، عاد وقعد بالمقابل ثم قال:
«خشيت ألّا تأتي.»
ظهر على تقاطيع وجهها التأسف حين قالت:
«أعتذر! لقد كان هناك زحام على الطريق، بالكاد تخلصنا منه.»
أردف مؤنبًا:
«أنتِ من لم تقبلي أن أُصلكِ.»
أظهرت عبوسًا مازحة:
«آسفة! في المرة القادمة سآخذ بنصيحتك.»
جاء النادل وطلبوا العشاء، وشعرت سارانغ بالتخمة لمّا رأت الأسعار على كل طبق، لكنها توقعت ذلك عند دخولها إليه، فالمطعم يقع في منطقة ثريّة، والخدمة رائعة، كما أنه يمنح الزبائن شعورًا بالرقي؛ من الأثاث والموسيقى والجو العام، كما أنه يطل على نهر الهان، وامتنت أنها ارتدت ملابس لائقة.
ففستانها الأسود القصير عاري الأكمام ذو الحمالات الواسعة لاءم كثيرًا ما يرتديه أغلب الزبائن، وأثبت ذلك أنها اختارت بشكلٍ صحيح، أكملت اطلالتها بحذاء رسمي من الجلد ذا كعبٍ عالي رفيع وحقيبة
يد سواداء متوسطة الحجم.
بعد تناول وجبة العشاء، طلب جاي يول حلوى من ذوقه، معززًا اختياره قائلًا:
«الحلوى هنا رائعة، خاصة هذه.»
استغربت سارانغ من ثقته، لكنها فكّرت بأنه قد يكون زبون دائم فقالت:
«يا لك من زبونٍ مخلص.»
ابتسم جاي يول، ثم حك ذقنه بفخر وقال:
«هذا المطعم ملكي..»
توقف لمّا بانت ملامح الذهول على خلقتها، لكنه أكمل:
«قائمة الطعام التي رأيتيها، ابتداءًا من المقبلات حتى الوجبات الرئيسية والمشروبات هي من وصفاتي، وقد أضفت بعض الأكلات الأخرى من كافة مطابخ العالم إلى القائمة مراعاة لأذواق العامة.»
تمالكت سارانغ نفسها، ثم قالت مازحة:
«أتساءل إن كان لابأس في الجلوس معك.»
ضحك بخفة ثم قال:
«لا تقولي ذلك، ستشعريني بالاستياء.»
بعد ثواني جاء طلبهما، وضع النادل الطلب على الطاولة ثم ذهب، حثّها جاي يول على تذوق الطبق فقال:
«تذوقيه وابلغيني رأيك.»
تذوقت تحت أنظاره المترقبة، ولمّا أكملت أعلت نظرها إليه ثم رفعت إبهامها وقالت:
«إنها مذهلة!»
ابتسم ثم قال:
«يسعدني سماع ذلك.»
جاءهم صوت تيهيونغ قائلًا:
«مرحبًا! يا لها من مصادفة.»
نظر كلًّا من جاي يول وسارانغ له، ظهر مينجي من خلفه وقال دون أن يعطي وجهه اي تعابير:
«إنها حقًا مصادفة رائعة.»
ابتسم تيهيونغ وقال:
«أيمكننا الانضمام لكم؟»
نظر جاي يول إلى سارانغ التي بدت مرتبكة، ثم عاد ونظر له ثم أردف:
«نعم يمكنكما.»
سحب تيهيونغ ومينجي كرسيان وجلسا عليهما، القى تيهيونغ نظرة على سارانغ تعلو وجهها ملامح متجهمة، وشعر أن ذلك بسببه، نظر إلى جاي يول وقال:
«يجب أن أشيد بمطعمك، إنه رائع.»
ابتسم جاي يول بتكلف قائلًا:
«حقًا، كان هذا رأي سارانغ كذلك.»
استغرب تيهيونغ وتساءل عن مدى قربهم ليدعوها باسمها الأوّل، لكنه تجاهل ذلك الشعور بالاستياء وقال:
«أخبرت مينجي عن مطعمك، وأصر على تجربة أطباقه..»
التفت إلى مينجي وقال:
«ما رأيك مينجي؟»
قال مينجي دون أية معالم للاستمتاع:
«كان رائعًا.»
سارانغ بقيت صامتة طوال حديثهما، أربكها حضور تيهيونغ، ولعنت المصادفة التي أوقعتهما معًا في مثل هذا الموقف، فهو آخر شخصٍ أرادته أن يعلم بعشائها مع جاي يول، ولشدة توترها أمسكت بحقيبتها كطوق النجاة، وأخفضت رأسها، غير عالمة بما يدور حولها، لكنها سمعت اسمها في كلام جاي يول، أعلت نظرها لتثبت لهم حسن استماعها.
قال جاي يول:
«ما رأيك أن نكمل احتفالنا في مكانٍ آخر سارانغ؟»
هزّت رأسها موافقة ثم وقفت، امتنت لجاي يول على هذا الاقتراح، فهي كادت أن تصاب بإحدى نوبات التوتر إن لم تبرح المكان.
أوقفهما تيهيونغ وقال:
«لا ضير بمرافقتكما؟»
ابتسم جاي يول مجاملًا ثم أردف:
«أعتذر فسارانغ أرادت أن يكون الاحتفال خاصًا.»
أمسك جاي يول بيد سارانغ ثم سحبها معه إلى الخارج تحت أنظار تيهيونغ المغتاظة، أكل مينجي من طبق حلوى جاي يول وقال:
«ماذا ستفعل؟»
قال تيهيونغ قابضًا على كفيّ يده:
«لنلحق بهما.»
تضجور مينجي وقال:
«هل هي حلقة مطاردة جاي يول؟»
حرّضه تيهيونغ قائلًا:
«هيا! علينا اتباعهما.»
تنهد مينجي متذمرًا، ثم برح مكانه، ولما خرجا كان لحسن الحظ أن جاي يول لم يبتعد كثيرًا، وقد كان تحت مرآى أعينهما، ركبا سيارة تيهيونغ ثم انطلقا خلف سيارة جاي يول.
أخذها جاي يول إلى إحدى النوادي الليلية الشهيرة، ولما دخلاها تغلغلا بين الجموع الراقصة ثم جلسا حول إحدى الطاولات، جاءهم النادل ورحب بجاي يول ثم أخذ طلبهما وذهب.
تساءلت سارانغ إن كان النادي ملكٌ له أيضًا فقالت:
«هل أنت المالك؟»
نفى جاي يول قائلًا:
«كلّا، أنا زبونٌ دائم.»
هزت رأسها متفهمة، وفكّرت أن الحديث مع جاي يول ومرافقته يختلفان عن الحديث مع تيهيونغ ومرافقته، فالأخير غالبًا ما يصيبها حضوره بالتوتر والارتباك، ولا تدرك حينها ما يحدث حولها باستثناء إدراكها التام لحضوره من قبل كافة حواسها، وهذا ما يجعلها تهرب منه بأي طريقة كانت.
جاء النادل ووضع الطلبات لهما وذهب، أثناء ذلك دخل تيهيونغ ومينجي النادي، وبحثا عنهما حتى وجداهما، وجلسا حول طاولة مقابلة لهما من بعيد ليراقباهما.
تململ مينجي وقال:
«كان لا داعي لجري لخطتك، فالأمور ستسير بشكل جيد من دوني كذلك.»
وبخه تيهيونغ ممتعضًا:
«ألن تكف عن تذمرك؟»
نفخ مينجي وقال:
«اطلب لنا شيئًا على حسابك ثمن مجيئي معك.»
تمتم تيهيونغ شتيمة ثم قال:
«اطلب ما تريد، لكن لا تزعجني.»
برح مينجي مكانه وقال:
«سأكون أمام البار إذًا، خذ وقتك.»
شرب جاي يول القليل من كأسه وقال:
«لم أعتذر عن قولي ذلك، أنا آسف، لم أجد طريقة أخرى، لأنني حقًا أردت البقاء معكِ وحدنا.»
هزت رأسها ثم قالت كاذبة:
«لا بأس، لم أنزعج.»
حاولت سارانغ أن تتذكر القول الذي يشير إليه، لكنها لم تنجح، فذاكرتها عند توترها تختفي وكأنها غير موجودة، وستكذب إيضًا إن قالت أنها تشعر بالراحة الآن، فهذه الأماكن تخشاها كثيرًا، وجزءٌ منها تمنى أن يأتي تيهيونغ وينضم لهما.
أما مينجي فقد لاحظ وجهًا مألوفًا عند إحدى الطاولات بينما كان ينتظر طلبه، واعترمه الغضب حين أدرك أنها برفقة رجل ما، تحرك دون وعي، وقادته قدماه إلى طاولتها، توقف عندها ثم قال:
«يالها من مصادفة!»
أعلت جوري وذلك ارجل أنظارهما نحوه، وبينما صعقت جوري من تواجده أمامها فجأة، قال رفيقها:
«من أنت؟»
ابتسم مينجي ساخرًا وقال موجهًا حديثه ونظراته إليها:
«من هذا؟ أهو محفظة نقود أم سلّم للصعود؟»
وقف ذلك الرجل وقال:
«تحدث معي أيها السافل.»
____________
رايكم بالبارت؟
طبعًا البارت أقصر من المعتاد وذلك لكسلي، ولأنني أحببت زخم الاحداث ورغبت أن أتوقف هنا بالرغم من أن هناك حدثين رئيسين لم أكتبهما🤭.
فوت وكومنت حبايبي♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top