𝐊.𝐓𝐇10
فوت⭐
وكومنت للفقرات اللي تعجبكم💬🌹
_______________
التدخُّل في شؤونه، أيًّا كان الشخص، هو خطأ فادح لن يغفر لفاعله مهما كان السبب، حتى إن كان ذلك السبب هو مساعدته.
فكّر أثناء توجهه نحو منزلها بسيارتهِ، ما إن كان ما فعلته لمساعدته أم طمسه أكثر فيما هو عالقٌ به، هل هي غبية إلى هذه الدرجة؟ كيف تفعل ذلك دون الرجوع إليه؟ عدم انضمامها إلى أي وكالة يفسر عدم مسؤوليتها.
تجول الأفكار في عقله وتسبح محدثة تموجات لا نهائية من التفكير، شعره المشعث جرّاء سحبه إلى الخلف تطاير بخفة عندما لفحه النسيم الداخل من نوافذ السيارة.
وصل إلى منزلها بواسطة العنوان الذي حصل عليه من السيد تشا، أوقف السيارة أمام منزلها ثم ترجّل وصفق الباب، تقرّب بخطواتٍ متسارعةٍ من الباب الأمامي إلى المنزل.
لاحظ الحديقة الصغيرة المليئة بالأزهار، لكن غضبه شتت تفكيره عن التركيز بها جيدًا ومعرفة أنواعها، ضغط زرّ جرس الباب ليأتي صوتها المكتوم بعد لحظات من ذلك، رادفة:
«أنا قادِمة!»
كان لديه ذلك الشعور بأنها سوف لن تفتح له إن رأته من عدسة الباب، لذلك تنحّى جانبًا عن مرماها، فتحت الباب جزئيًا ثم أخرجت وجهها لتعرف من الطارِق، وشزرتها حدقتاه الغاضبة ما إن التقت بحدقتاها.
خرجت متفاجئة من زيارته لها، وتساءلت في تلك اللحظة عن السبب، لكن كل الأسباب تلاشت وما عاد لها وجود.
سألته بنبرةٍ حذرة:
«هل..حدث شيء؟»
أطلقت تأوه خفيفٌ ثم قالت:
«من الفضاضة أن أسألك هذا السؤال مع أول زيارة لك لي، أعذر حماقتي!»
تنحت جانبًا داعيّةً إيّاه إلى الولوج، لكنه لم يبرح مكانه، وبنبرةٍ متجلدة قال:
«لست هنا لتضيفيني، هلّا سألتكِ سؤالًا؟»
أومأت له بنعمٍ حذِرةٍ بعد أن أصابتها نبرته بالقشعريرة بكامل أجزاءِ جسدها.
تنهد وكأنه كان يحارب للسيطرة على أنفعالاته، ثم أردف:
«من سمح لكِ بنشرِ ذلك المنشور؟ هل أنا أبدو مثيرًا للشفقةِ إلى هذه الدرجة؟ لم أطلب المساعدة من أحد، فلماذا هُيّئ لكِ أنني سأقبلها منكِ؟»
أشتدت نبرته حِدة كما تقاسيم وجهه الوسيم، وعلا صوته قليلًا دون شعورٍ منه، فأخفضه حين أدرك ذلك.
أُحرِجت من إهانته لها، وغطّى اللون الأحمر وجهها، وسحق غروره كل ما أكنّته نحوه من عاطفة، حيث انقشع الضباب الذي يلف قلبها وبان ما عزمت على طمره، حقيقة أن تيهيونغ القديم قد مات، ورجوع الموتى إلى الحياةِ أمرًا مستحيلًا، وفكّرت أن من حلّ بجسده حقدٍ فقط متجسد بتيهيونغ.
حين رآها ساكتة، لفّ يده حول معصمها وقال:
«هل أنا مزحة بالنسبة لكِ؟ أجيبيني!»
خشيَت سارانغ للحظة أن تتحول أنفاسه الحارة إلى نارٍ تكويها، بعد أن تحولت قهوائيتاه إلى سعيرٍ مظلم، فكّت قيد معصمها من يده، وبالرغم من ألمها لم تبيّن ذلك، وبادرت قائلة:
«أنا أعتذر لتصرفي الطائش، لن أكرره، أما بالنسبة لذلك المنشور، فسأقوم بحذفهِ.»
شعرت بأن غضبه خمد، وتنفسه عاد لمجراه الطبيعي، وأنست ضوءًا هادِئًا في عينيه، دلالة على راحته.
أضافت:
«أعتقد أن تواجدك هنا لم يعد له لزوم، أعذرني سأذهب أولًا، سنباينيم.»
انحنت له انحناءة طفيفة ثم دخلت المنزل وأغلقت الباب، اتكأت عليه وتنهدت بعمقٍ مطلِقةً حشرجة، وبالرغم من أنها لم تنوي البكاء إلا أن خدّاها ابتلّا بالدموع، وتساءلت إن كان سببها فقدانه أم إذلاله لها بهذا الشكل.
أثناء قيادته السيارة متوجهًا إلى منزله، شعر تيهيونغ بالاختناقِ لسببٍ مجهول، وأوعز ذلك للقائه بسارانغ، لكن لمَ؟ كان على ذلك أن يريحه بعد أن أخرج كل ما يجول بخاطره نحوها، وفي لحظةٍ ما تذكّر صمتها ووجهها المحتقِن وتلك الدموع التي لم تسكب، وتساءل إن كان ستريحه رؤية دموعها، وبالتالي لن يتواجد شعوره الخانق هذا.
وما إن أوقف سيارته أمام مبنى منزله، أدرك أن هذا الشعور كان يختلجه حين يؤذيها أيّام الثانوية، حين كان يواعدها، وفي تلك اللحظة تساءل إن كانت هناك مشاعر متبقيّة نحوها في قلبه.
ثم عاد وتذكّر اللحظة قبل نصف ساعة، حين فقد السيطرة على مشاعره وباح ما كان في صدره، وذلك الشعور المتألم الذي رآه في عينيها كأنها طُعِنَت، ثم تلك الرغبة التي ملأت قلبه باحتضانها والهمس في إذنها بأنه آسف.
أغمض عيناه ورفع ذقنه إلى أعلى ليريح رأسه على مسند الكرسي الخلفي، يرفض تمامًا ما اكتشفه بنفسه ويبعده عن عقله، لكن نفسه خانته وبدا له أنها تعترف تدريجيًّا بتلك المشاعر ولا تقاومها كما اعتاد ذلك، فقد كان يدحظها دون مهلة.
همس لنفسه:
«أنت ملعون.»
__________
كان رنين الهاتف مع جرس الباب شيءٌ يعجز العقل عن تجاهلهما، دخلا إلى اللاوعي الخاص بتيهيونغ ونغصا عليه راحته، ولا حاجة للتفكير بمن يكون، ومن غيره يستطيع أن يفعل كِلا الأمرين معًا، إنه السيد تشا مدير أعماله.
فكّر تيهيونغ بذلك أثنان خطاه نحو باب شقته، وما إن فتحه فوجئ بوجه السيد تشا الشاحب، وهذا قطعًا لا ينبئ بخير.
وقبل أن يسمح له تيهيونغ بالدخول، كان هو قد شقّ طريقه والجًا إلى الداخل، أغلق تيهيونغ الباب ثم التفت إلى مدير أعماله بعينان متكاسلتان يحجرهما النعاس، وقد بدا على تشا القلق والحيرة، وكأن هناك جمرة داخل حلقه.
قال تيهيونغ موبّخًا:
«هل تعلم كم الساعة الآن؟»
لم يرد تشا بل زاد توتره الضعفين، وحين طفح كيل تيهيونغ بما فيه صرخ قائلًا:
«تكلّم، ما الأمر؟»
بلع تشا ريقه ورطّب شفاهه، ثم قال:
«لقد..تم إيقاف العمل على المسلسل.»
كان وقع هذه الكلمات على تيهيونغ، وقع شرخٍ بسيف، أخذت منهبضع دقائق ليفهمها، لكنه سأل ليتأكد:
«ماذا قُلت؟ تم إيقاف ماذا؟»
تكلم تشا بوتيرةٍ سريعة ملؤها التوتر:
«بعض الشركات الراعية للعمل أعلنت انسحابها عنه بعد ما حدث، والشركة المنتجة أوقفته لعدم قدرتها على تحمّل التكلفة دون دعم.»
أطلق تيهيونغ ضحكة ساخرة وهازئة، ثم قال:
«ألا يجب أن يعلنوا عن ذلك باكرًا؟ لمَ تأخروا؟»
أخفض تشا رأسه مخذولًا وقال:
«لقد اجتمعوا في وقتٍ متأخّر من الأمس، يبدوا أن هناك من أثّر عليهم، استدعاهم لاتخاذ القرار بشكلٍ متأخّر ومفاجئ.»
أعلى رأسه ونظر إلى تيهيونغ بعينان تحملان كلامًا آخر، أدرك تيهيونغ ذلك، فقال له بخشونةٍ:
«تحدّث!»
عدّل تشا إطار نظارته بالرغم من أنها لا تحتاج لذلك، لكنها كانت طريقة لتخفيف القليل من توتره، أردف:
«الرئيس استدعاك إلى مكتبه، وأنا هنا لأبلغك بذلك.»
تنهّد تيهيونغ تنفيسًا عن غضبه واضعًا كلتا يداه على خصره، عضّ على شفته السفلى مغتاظًا تجول حدقتاه المكان بلا هوادة.
_________
كانت الساعة التاسعة صباحًا، ومازال ينتظر سماح الرئيس له بالدخول، متحججًا باجتماعٍ طارئ على الهاتف، وهذا ما لم يصدقه تيهيونغ، فهو يعرف أنها الطريقة التي يخبره الرئيس بها أنه ما عاد بتلك الأهميّة ليكون من أولى أولوياته.
بمعنى أصح، طريقة أُخرى ليوبخه ويعرفه مكانه، فقد انتظر لما يقارب ال٣ ساعات.
كان تيهيونغ يرتدي سترة سوداء ماثلت القميص والبنطال والحذاءِ باللون، رغم توتره كان يجلس بهيمنة على الأريكة واضعًا ساقًا فوق أُخرى بتعالي، وامتلأت قسمات خلقته البرونزيّة بكبرياءٍ عالي بشكلٍ خطير.
الحملقة بالمكانِ لثلاث ساعات شيء لم يجربه، وما إن جرّبه شعر بالأسى على نفسه، وقبل أن يتحول ذلك الأسى إلى شفقة، آن موعد لقائه مع الرئيس بعد أن أذن له بالدخولِ.
لا يحتاج الرئيس التفوّه بأي شيء، فقسمات وجهه الجامدة كالقصدير، أبدت الكثير مما أخفاه لسانه، ونبرة صوته المتجلدة حين طلب منه الجلوس، كان وقعها أحدّ من السيف وأبرد من الجليد.
جلس تيهيونغ، وبعد صمتٍ ساد لبضع لحظات، نظر إلى الرئيس وقال:
«هل تلومني على ما حدث الآن؟ هل تعتقد أن انسحاب الجهات الداعمة كان بسببي؟»
تنهد الرئيس وبدا وكأنه يفكّر في أمرًا ما، ثم أردف:
«ما أعتقده أنك يجب أن تأخذ قسطًا من الراحة في المنزل، وأن لا تفعل شيء دون إذنٍ مني، أما بخصوص الجهات الداعمة فسأتدبر أمرها.»
فكّر تيهيونغ أن إضافة أي شيء هو مضيعة للوقت فقط، فقد تقرر الأمر بالنسبة له، وبالرغم من أن القرار فاجأه وأغضبه، إلا أنه لم يظهر ذلك.
قال بنبرة جعلها غير مكترثة قدر الإمكان:
«ألا يجب على الأقل أن أساعدك فيما يخص الداعمين؟ فهو خطأي بعد كل شيء.»
ضاقت عينا الرئيس وقال:
«لا، أقدر مساعدتك، لكنني لن أتمكن من اعتبارها مساعدة في الوقت الحالي، فكل ما تعرفه حاليًا هو إدخال نفسك في متاهات لا نهاية لها، ولا أقبل أن تدخلني معك.»
أطلق تيهيونغ ضحكة ساخرة ماثلت نظرته نحو رئيسه، ثم قال أثناء برحه مكانه وتوجهه نحو الباب:
«لا تتظاهر بالعكس بينما أنت تلومني من داخلك، فأنا أكره ذلك.»
خرج تيهيونغ وأغلق الباب تحت أنظار رئيس الوكالة دون اكتراث منه، وتساءل عندها الرئيس: متى كبِر هذا الفتى؟
إنضَم تيهيونغ للوكالة في العشرين من عمره، قضى سنتان كمتدرب فيها قبل أن يوقع عقدًا رسميًا ويترسم كممثل، وما أن أُعلن عنه حتى جاءته العروض، لا يخفى على الرئيس أن تيهيونغ موهوب لكن وسامته ساعدته في تلقي العديد من العروض أكثر من غيره.
وبمرور السنين، وبمواجهة الكثير من الانتقادات والمتاعب، بالإضافة إلى المشاكل التي يواجهها في حياته الشخصية، صقلت شخصيته وانتهت بما هي عليه الآن، من قسوة ولا مبالاة أو اكتراث، حتى لم يعد بإمكانه الاهتمام بنفسه جيدًا.
هذا ما يفكّر به الرئيس طوال الوقت، ولطالما رغب بأن يواجه تيهيونغ بحقيقة نفسه، إلا أنه يريده أن يكتشف ذلك دون تدخل منه.
أما تيهيونغ بعد خروجه من الشركة توجه نحو مبنى شقته، ومع أول خطواته داخل شقته وقبل أن يخلع حذاءه، رنّ هاتفه، أخرجه من جيب بنطاله، رأى المتصل وقد كان المشفى التي تقطن فيها والدته، ردّ وقال:
«مرحبًا، تيهيونغ يتحدث، هل هناك شيء؟»
أجابته الممرضة من الطرف الآخر:
«سيدي، أرجو منك القدوم إلى هُنا، والدتك مفقودة و...»
أنهى الاتصال وسارع بالخروج راكضًا من المبنى، استقل سيارته المركونة في مرآب السيارات، ثم انطلق نحو المشفى، فهو يفضّل أن يشرحوا له ما حدث مباشرةً.
اتصل به مدير أعماله بعد مضي عشر دقائق، بينما كان تيهيونغ متضجور من الازدحام الذي يسببه حادث ما، ردّ تيهيونغ بعد وضعه لسماعة الأذن:
«مرحبًا؟»
أجاب تشا مؤنبًا:
«أين أنت؟ أنا خارج شقتك الآن، لا تخبرني أنك خرجت!»
ردّ تيهيونغ:
«أنا متجه نحو المشفى، أبلغوني أن والدتي مفقودة.»
فزع تشا وقال:
«يا إلهي! حسنًا، اتصل بي ما أن تصل إلى هناك، ويقال أن الأمطار ستهطل في الساعات القادمة، خذ حذرك عند القيادة.»
حرّك تيهيونغ سيارته ثم بينما قال:
«حسنًا، سأتصل بك، فهمت.»
أنهى الاتصال ثم أرجع سماعات الأذن إلى جيب السيارة، ولحسن الحظ قامت الشرطة بإنشاء طريق لعبور السيارات ما خفف الأزدحام شيئًا فشيئًا ثم عبور السيارات جميعها.
__________
شرح له رئيس المشفى ما حدث، وأن والدته خرجت من غرفتها بحذرٍ شديد وهذا ما أوضحته كاميرات المراقبة المنتشرة داخل المشفى وخارجها، فقد أظهرت أن والدته كانت تختبئ كلما أحسّت بوجود أحد الممرضين المناوبين، وكانت تتلفت لتتأكد عدم رؤية أحدهم لها وهي تخرج، وقد خرجت من الباب الخلفي، بعدما باغتت الحارس الذي غفل عن الباب للحظات.
هذا يفسّر أن والدته تعمدت الهرب، لكن السؤال هنا، لماذا فعلت ذلك؟ لا يخفى على الجميع أن والدته تستعيد كامل وعيها في بعض الأوقات على غير عادتها في معظمها، هل أرادت أن تقابل أحدهم؟
قال له رئيس المشفى قبل أن يخرج من الغرفة:
«لقد أبلغنا الشرطة باختفائها، وأصدروا أوامر بجمع الكاميرات حول المكان وعلى جانب الطريق، كذلك أبلغونا السكان من يملك كاميرا في متاجرهم أو منازلهم تطل على الشارع، بأنهم سيساعدوننا وسيخبرونا إن وجدوا شيئًا، بعد أن اعطيناهم صورة لها، أرجو أن لا تقلق سيد تيهيونغ، سيكون كل شيء بخير.»
بالرغم من أن كلام الرئيس طمأنه قليلًا، إلا أنه لا يستطيع إلا أن يقلق.
ثم بدأت الأفكار السيئة تتجمع في عقله، حول تعرض والدته إلى الأذى من أحد الأشخاص، أو وقوع حادث لها، لذا قرر البحث عنها في المستشفيات، بالرغم من أن الرئيس أخبره أنهم سيتصلون به ما أن يجدّ جديد.
هطل المطر، وبلل كل إنشٍ من المدينة، وأضفى الجو الغائم نوعًا من الكآبة، وبينما كان الناس يسرعون إلى العودة لمنازلهم، كان تيهيونغ يجوب الطرق بحثًا عن والدته فيها أو بين الأروقة حتى تعبت عيناه من التركيز في الأنحاء.
توقف أمام مبنى إحدى المستشفيات، وما إن همّ بالترجّل من السيارةِ رنّ هاتفه، وبعد إن أخرجه من جيب سترته تحقق من المتصل وقد كان رئيس المشفى، رد:
«مرحبًا أيها الرئيس، هل جدّ أمر ما؟ هل وجدتموها؟»
رد رئيس المشفى:
«نعم، لقد وجدها أحد المارة، واتصل بنا من خلال رقمنا المطبوعِ على ملابسها، أخبرنا أنها لم تكن تعرف إلى أين تريد الذهاب عندما سألها، لذا شكّ بالأمر وبعدها لاحظ اسم المشفى ورقمها المرفق، والدتك بخير، اطمئن.»
هو لن يطمئن حتى يراها بخير بأم عينه، حرّك السيارة عائدًا أدراجه نحو المشفى، كان يقود بسرعةٍ ورأسه ممتلئ بأفكارٍ حول أمه؛ فلم ينتبه على شاحنة النقل المسرعة التي ظهرت فجأة من جهة اليمين معترضة طريقه، مما أدى إلى حدوث اصتدامٍ بين السيارتين.
_________
استدعى بعض الناس الإسعاف والتي نقلت سائق الشاحنة وتيهيونغ إلى المشفى، وأفاد التقرير الطبي الذي سمح الطبيب المختص بحالة تيهيونغ لمدير أعماله بقراءة البعض منه بعد طلب الأخير ذلك، وقد أفاد بأختصارِ:
إن سائق الشاحنة خفف السرعة في آخر لحظة مما خفف بدورهِ حدة الاصتدام، إلا أنه أدّى إلى تحطم الجهة اليمنى من السيارةِ وإصابة تيهيونغ بكسرٍ في أحد أضلاعه، وخلعٍ في كتفه اليمنى، وكسرٍ بيده اليسرى، وارتجاج بالمخ سبب له فقدان بالوعي، إلا أنه لم يكن خطيرًا، ولم يُحدِث أي إتلاف في خلايا المخ.
وتذكر السيد تشا كلام الطبيب حين قال أنه سيستفيق بعد عدة أيام، لم يصدّق ما سمعه عندما اتصلوا به من المشفى ليخبروه أن هناك حادث وقع لتيهيونغ، حتى جاء أثناء نقلهم له لغرفة العمليات، كان منظره المغطى بالدماء مرعب، أحس تشا حينها أنه سيفقده إلى الأبد.
أبلغ السيد تشا رئيس الوكالة بالأمر، وقد أمر الأخير بنشر بيان عن الحادث في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كما ناشد الصحفيين أن لا يزعجوا تيهيونغ في المشفى أو أحد أفراد عائلته، أو الموظفين.
___________
دخلت جو آه إلى المتجر صاخبة تبحث عن سارانغ وتنادي باسمها، سمعتها سارانغ بينما كانت في الغرفة الداخلية للمتجر، خرجت منها وقالت:
«مرحبًا جو آه! ما الأمر؟»
دنت منها جو آه وسألتها:
«هل تفقدتي هاتفكِ الساعة الماضية؟»
أمالت سارانغ رأسها قليلًا ثم قالت نافية:
«لا، لم أجد الوقت، هل حدث أمرًا ما غير توقيف العمل على المسلسل؟»
أومأت جو آه رأسها، ثم أخرجت هاتفها وفتحته وأظهرت منشور البيان الخاص بوكالة تيهيونغ وأرته إلى سارانغ التي ما أن قرأت المنشور حتى اتسعت عيناها من الصدمة، التفتت إلى صديقتها وقالت:
«أنا لا أصدق! بالأمس كان أمامي، علينا زيارته.»
أوقفت جو آه ما همّت سارانغ أن تفعله وقالت:
«ما الذي تقولينه؟ ألم تقرأي البيان جيدًا؟ قالوا أنه في غيبوبة، زيارتك له لا تفيد، أجليها إلى حين استفاقته.»
أبحرت سارانغ بأفكارها بعيدًا، حيث تراءا لها تيهيونغ وهو في المشفى وحيدًا دونما أحدًا بجانبه، وندمت على ما قالته له قبل ليلة من الحادثة، وفكّرت أنه كان عليها أن تكون ألطف معه.
أعادها إلى الواقع صوت جو آه منادية باسمها وتنظر لها باستغراب ثم قالت:
«أين ذهب فكرك؟»
هزّت سارانغ رأسها بالنفي وقالت كاذبة:
«لم أذهب إلى أي مكان، أنا أسمعك.»
____________
في اليوم التالي جاء والد تيهيونغ إلى المشفى وقضى بعض الوقت جالسًا بجانب سرير ولده دون أن ينبس بشيء، كان ينظر له فقط، وبعد ذلك خرج من الغرفة ثم أوصى السيد تشا أن يعتني به ويعلمه ما أن يستيقظ.
استغرب سيد تشا من تصرفه، ففي مواقف كهذه، ألا يجدر بالأب أن يكون مهتمًا أكثر بولده، وأن لا يعلو على ذلك عمل أو أي شيء آخر؟
لطالما كان السيد كيم شخصًا غريب التصرفات وغامض بالنسبة للسيد تشا، وربما لتيهيونغ أيضًا.
ما أن أخبره السيد كيم بذلك، أدار ظهره ثم ذهب عن المشفى، ومما أثار فضول السيد تشا أنه جاء دون حراسة، فقد اعتاد تشا أن يراهم حول السيد كيم دومًا وبشكلٍ مكثّف الأشهر الماضية.
في الصباح التالي وفي ساعاتٍ مبكرة، استيقظ تيهيونغ نظر حوله فوجد تشا ينام جالسًا على الكرسي بجانب سريره، في تلك الأثناء أفاق تشا من صوتِ شخيره، وما أن توجهت عيناه نجو تيهيونغ ووجده مستيقظًا، برح مكانه واقفًا ثم أمسك بيده، لاحظ شفتاه تتمتمان بشيءٍ ما.
قرّب أذنه من فمه ليسمع بشكلٍ جيد، وبصوتٍ خفيض وحلقٍ متيبس قال:
«والد..ت..ي..»
لم يكمل، لكن تشا سمعه وفهم ما ينوي قوله، لذلك قال:
«والدتك بخير، اطمئن، سأذهب لمناداة الطبيب.»
خرج تشا من الغرفة، لكن تيهيونغ أكمل كلامه قائلًا:
«لا، ل..ي..ست بخير، عليّ..الخروج..من..هنا.»
_____________
رايكم بالبارت؟
سويته أطول من المعتاد لأن غبت عنكم كثير بالنشر.
صراحة من أكثر ما سحبت نسيت اسماء الشخصيات الثانوية😂.
أي أخطاء إملائية دلوني بيهه لحتى أعدلهه🙂💖
فوت وكومنت للبارت لو سمحتم🌹.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top