٣

خرجت من تلك الشركة قبل أن تقابل ذلك الشيطان مجددا، إلا أن الشاب لحقها، ليصرخ باسمها
" سيدة فريزيا .. سيدة فريزيا إنتظري "

إلتفتت إليه ببرود، شعور بداخلها يلح عليها أن تضمه إليها و تبكي كل الأيام التي كانت بعيدة فيها عنه، أن تربت على ظهره و تخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام، أن تخبره بكل الأسباب التي دفعتها للهرب بعيدا و تركه في كنف الوحش، و لكن شعورا آخر كان يخبرها بأنه بحال أفضل دون وجودها في حياته، هو لن يغفر لها، لن يصدقها و لن يقبل بها، إنها ضحية لكن من عساه يصدقها ؟ هي لم تعد لتأخذه معها، و لا لتقنعه ببراءتها، هي عادت لتنزع القناع عن وجه الوحش، لتأخذ بثأرها منه، و تحقق العدالة

أفاقت من شرودها لتجيب الشاب الحائر أمامها

" سيد ليث أكمل أنت إجراءات استلامي للإدارة، لدي عمل أقوم به، سأعود فور إنهائه "

ليسألها باستغراب

" لكنني لم أخبرك باسمي بعد ! "

فتجيب بثقة

" أعرفك أكثر مما تعرف نفسك "

غادرت تاركة إياه في حيرة من أمرها، لتتجه نحو ذلك المستودع الحديدي الذي صدأت جدرانه، كان ذلك الرجل المتقدم في السن بانتظارها، جالسا على صندوق خشبي كبير، إستقام فور دخولها ليقول بانفعال

" ليتك لم تعودي يا بنيتي، ليتك لم تفعلي، أنت لا تعرفين ما حدث بالضبط، بل أنت لا تعرفين شيئا، ليتك بقيت آمنة بعيدة "

" هل صرت تهتم لأمري فجأة أم أنني أتخيل ؟! ألست من أقفل الباب في وجهي ذلك اليوم ؟ ألست من ركلني بعيدا ؟ لقد واجهت أحلك الأيام بمفردي فلا تتظاهر بالطيبة الآن "

" لا تظهري في حياته، بالكاد تجاوز غيابك "

للحظات عجزت عن فهم قصده، أو نسيت ذلك الجزء من ماضيها، ربما أقنعت نفسها بأنها فعلت، دفعت العجوز بعيدا لتقول بغضب و صراخ

" ليس هو الضحية، بل أنا، أنا الضحية في هذه التراجيدية اللعينة، لا يهمني أحد منكم بتاتا، سأنفذ ما جئت لأجله و أعود أدراجي "

همت بالرحيل، لتلتفت قبل أن تفعل، و تقول

" إن علم الخائن بعودتي فأخبره أن يحاول جاهدا ألا يريني وجهه، و إلا سأريه الويلات بعد أن أفرغ من أمر الوحش القذر "

بعد ساعة ..

شكرت فريزيا مهندسة الديكور، و ودعتها عند باب الشقة، راحت تتأمل كل شبر في تلك الشقة التي بذلت المهندسة مجهودا جبارا في اختيار ديكور ينال رضى صاحبته التي وثقت بذوقها، و لم تقترح أية تصاميم محددة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top