١٨
جلس ليث إلى جانب ميليا، و نظر إلى لمار ليقول بابتسامة
-" مرحبا! أنا ليث، صديق ميليا الوحيد "
إبتسمت لمار بارتباك لتقول
-" أنا لمار .. "
فكرت كثيرا في ما ستقوله، لكنها لم تجد شيئا، لتتحدث ميليا
-" لمار صديقتي القديمة "
قال ليث مخاطبا ميليا
-" لقد سئمت من ڤريزيا، لا أصدق أنه يمكن لشخص أن يكون بذلك البرود و القسوة، إنها كتمثال حجري، و انتقاداتها لا تنتهي، أعتقد أحيانا بأنها تشبه أبي، ألا تعتقدين ذلك ؟! "
أجابت ميليا بارتباك
-" أعتقد أنك تتذمر فحسب، تبدو لي امرأة طيبة .. "
إتسعت عيني ليث ليقول بدهشة
-" لابد أنك تمزحين، إنها غريبة أطوار ! "
قاطعت لمار حديثهما قائلة
-" من ڤريزيا ؟! "
لتجيب ميليا بارتباك خشية أن تقول شيئا لا يجدر بها قوله
-" إنها مديرة ليث الجديدة "
رن هاتف ليث، فاستأذن قبل أن يخرج من المطعم ليجيب المتصل، لتقول ميليا للمار سريعا بتحذير
-" إياك و التفوه بشيء، إنه ابن أدهم، و هو لا يعرف أي شيء "
فغرت لمار فاهها بصدمة لتجيب
-" تقصدين أنه ابن ڤريزيا ؟! .. و قد كان يتحدث بتلك الطريقة عن أمه قبل قليل، لا أصدق ! .. "
أضافت ميليا
-" هو لا يجب أن يعرف أي شيء أبدا "
مسحت لمار على رأسها بقلة حيلة، و تزامن ذلك مع دخول ليث، إرتشفت لمار من كوب ماء أمامها، و حاولت تمالك نفسها، رغم الفوضى التي تحدث بداخلها
-" كيف حال والدك ؟! "
عبس وجه ليث الذي كان مشرقا قبل لحظات، و بدا أن سؤالها جعله يفكر في أمر يريد تجاهله، ليجيب
-" لا أعتقد بأنه سيتحسن في وقت قريب، بالكاد يخرج من غرفته، لا أعرف ما جعله يصبح كذلك فجأة .. "
لم تستطع لمار أن تقاوم فضولها، فقالت
-" هل والدك مريض ؟! إعذر فضولي ! أرجو له الشفاء العاجل "
-" شخصه الطبيب بالخرف المبكر، هو ما يزال في المرحلة الأولى " أجاب ليث بحزن
إشتدت دهشة لمار حتى أوقعت كوب الماء، و انتشرت قطع الزجاج على أرضية المطعم، لم تعرف ما يجدر أن تشعر به في تلك اللحظة، لقد كانت صدمتها لا توصف، حاولت ميليا إنقاذ الموقف قائلة
-" لابد أن لمار قد تذكرت قريبتها، لقد كانت مصابة بنفس المرض "
إستأذنت لمار منهما و دخلت إلى دورة المياه، تغسل وجهها بالمياه الباردة لعلها تستيقظ من ذلك الكابوس المرعب، لكن لا شيء قد تغير، قالت بهمس
-" ما الذي يحدث يا إلهي ؟! ما هذه المتاهة التي دخلتها ؟! علي رؤية والده، علي تذكر ما حدث "
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top