27 | انتقام
___________
"جونق لعنة كوك ، تحرك وسأحرص على تحويل كل ذرة منك لرماد" ، قالت مهددة إياه ، حسناً هي بالتأكيد لم تعانقة بسبب مشاعرها تجاهه ، بل بسبب الواقف بالخلف .
ظلَّ محدِّقاً بها الشاب الواقف بالخلف ، ابتسم بهدوء ثمَّ ذهب وكأنّه غير مرئي ..
ابتعدت دافعةً جونقكوك فور أن اختفى الآخر ، ليردف الآخر بامتعاض : "مالخطبُ معك ؟! هل هو دور الانفصام هذه المرة ؟!"
حدجته بنظراتها بعد ما تفوه به لتلتفت نحو ليو مبعدةً إياه بينما تقلب عيناها بانزعاج.
"لا بأس ، هي حادة الطباع هكذا دائماً .. وأيضاً ... تفضل سنشرح لك الموضوع في الداخل .." ، قال ليو بابتسامةٍ مسالمة دون قصد أزعاج المنتصب أمامه بأي شكل .
ازعجه إخباره عن حدة طباعها وكأنّه هو الغريب .. بينما هو متأكد ، لا أحد يعرفها مثله .
دلف إلى الداخل بعد أن أفسح له ليو المجال .
"عانقتك بسبب اليكس" ، قال ليو كاسراً الصمت الذي نجم عن جلوسه المطول وحدة مع جونقكوك نتيجة لاستجاوب البقية لشارلوت .
"اليكس .. يشبهُ اسم كلبَ يونقي .." ، قال ساخراً ليضع قدماً فوق الأخرى مشيراً للآخر بأن يوضح أكثر .
"إنّه شابُ تعرف على ليزي بالجامعة ، كانا في البداية أصدقاء ، حتى أظهر هوساً بها ، كان يحاول الانعزال بها بأي شكل ، نشر إشاعات مواعدتهم في الجامعة وفعل الكثير و.."
انخرط ليو في الشرح ولم يلحظ جونقكوك الذي بدأ الدم يغلي في عروقه حتى قاطعه قائلاً بانفعال :
"ماللَّعنة !! ألستم رجالاً معها ؟ لم لم يلقنه أحدٌ درساً!" ، مقت فكرة أن يجرؤ أحدٌ على حبِّ ممتلكاته ، رغب لو أنّه التفت وقتل ذلك الشاب في ذات اللّحظة .
اشار له ليو مهدئاً وقال : "على رسلك ، لم أكمل بعد .. هذه كانت البداية .. حاول التمادي ولأن ليزي تمقت الذكور والانفراد بها مع ذكرٍ كما بدى لنا نتيجةً لاضطراب نفسيّ .. هو ذات مرة لنقل .. اصطحبها بموافقتها ولكن رغماً عنها - ولا تسأل كيف لأن اللّعينة تشرح لنا وكأنّنا اينشتاين- الى كوخ جبلي منعزل ، تعرضت لنوبة افقدتها صوابها وهو ذُعر .. اعادها واقسم بعدم إعادة ما فعل مجدداً .. كان خائفاً عليها كاللعنة ، ومنذ ذلك الوقت هي تتجنبه اينما رأته ، هو ما زال يحاول التقرب منها من فترة لأخرى ولكن بعد أن أنهت دراستها الجامعية قلَّ هذا كثيراً ، إلا أنّه ما زال يحاول معها بطرق غريبة ، وبالطبع لن يستطيع أحدٌ ايقافه فهو ولدٌ مدلل لوالده اللعين القادر على هدم المنزل فوق رؤىسنا بكلمة واحدة منه ..."
اخذ نفساً طويلاً بعد ما قال ، أما الاخر فشعر بالذنب لدى ذكره لموضوع بقائها مع الذكور ، تنهد وأخذ يقلب الموضوع برأسه عازماً على أن يتخلص من المدعو باليكس ما إن رآه مجدداً ..
"انتهيت .. "، قالت بينما تموضعت حولها ثلاث حقائب كبيرة .
نظرَ للحقائب ثمَّ جال نظره بين الفتيات اللواتي يتفحصنه بنظراتهن وواحدةً منهن تمسكُ بالمكنسة ووجهه للشابان اللّذان أحدهما كان ممسكاً بمعلقةٍ خشبية والآخر بمقلاة ، حسناً هدفهم كان ضربه إن أبدى تصرفاً خاطئاً مع ليزي وهذا آخر ما جال في باله .
همَّ بالوقوف لتردف هي : "لم آتى محبةً بك .. الأمر فقط لأجل آمبر ، أعلم أن صديقك الوغد لن يتركها وشأنها .. وأيضاً لكي اتخلص من المدعو اليكس والذي أعتقد أنَّ ذا اللسان الطويل هذا قد أخبرك بقصته" ، انهت جملتها حادجةً ليو الثرثار بنظراتها ..
اومئ لها جونقكوك مبتسماً بسخرية ، وهمَّ بحمل الحقيبتين وهي همّت بالثالثة .
ودعت من معها في المنزل وغادرت رفقته ..
"إذاً.. أخبرك بكل شيء عن اليكس صحيح؟ " ، قالت مقاطعةً الصمت ، تريد أن تعرف لأيّ مدى وصل به ليو .
"نعم ، لكن هناكَ سؤال يحيرني.." ، قال موقفاً السيارة جانب الطريق ، التفَّ بجذعه نحوها مستنداً بكفه على وسادة كرسيها .
"ليس وكأنَّك ستكبته .. " ، قالت بملل منتظرة إياه أن يسأل .
"تماماً .. ليو قال أنّك تعانين اضطراباً حين تكونين رفقة ذكرٍ لوحدكما .. لم لم تظهري هذا رفقتي ..؟" ، سألها عاقداً حاجبيه .
عضت على شفتاها بانزعاج ، لعنت ليو ألف مرة تحت أنفاسها لتجيبه بعد أن طال انتظاره : "أنت صفحة ممزقة من حياتي .. كبتُ نفسي بقوتي ، لم أظهر لك خوفي وتوتري ؛ لأنني .. لأنني خشيت أن تذكرني بما حدث .. أن تتشفى بي .. أن تستغل ضعفي كما فعلت سابقاً .. لذا لم أظهر هذا" ، كذبت ، وتعرف أنها كذبت ولكنه صدق ... ببساطة لشعوره بالذنب مسبقاً احتاجت نفسه أمراً آخر لتشعره بالذنب كلياً ..
الحقيقة كانت أنّها قد تخاف من أيِّ شخص أن يؤذيها إلا جونقكوك هي تشعر بالأمان معه كأنَّها اتخذته وطناً لها .. لا تنكر أنَّها ترتعب في بعض الأحيان بسبب حركاته الطائشة ، إلا أنّ خوفها لا يكون كالكره وعدم الرغبة في البقاء مع من يخيفك ، وكأنّها تصبح ماسوشيّة معه ..
هو فقط تمنى لو أنه لم يسأل واتجه نحو منزلهم المؤقت
شهقت حالما رأتها وقفزت معانقةً إياها ، أردفت بعد أن فصلت العناق تنظر إلى وجهها :
"قلقت عليكِ كاللَّعنة ، أأنتِ بخير؟ أفعل لكِ شيئاً سيئاً ؟ أخبريني وسأحطم رأسه" ، انهت كلامها ناظرةً لجونقكوك المنتصب خلف شارلوت مضيقة عيناها
أمسكت طرف معطفها لتظر ابتسامة طفيفة على وجهها ، مجيبة :
"أنا بخير لا تقلقي ، ماذا عنك ؟ هل سأصبحُ أماً ثانية؟" ، رفعت حاجبها وعقدت يداها منتظرة إجابةً من التي احمرّ وجهها .
"س..سنتزوج.." ، قالتها بهمس وكأنها خائفة ، لتعانقها الأخرى بسعادةٍ غامرة وكأنها والدتها .
"اللّعنة .. هذا أسعد خبر قد سمعته في حياتي .. متى؟"
"بعد أسبوعين .. وسنعود لروسيا في غضون ثلاثةِ أيام" ، هذه المرة أجابها جيمين بسبب إدراكه لخوف آمبر من الإجابة .. لأنها وببساطة قلقةٌ من ردة فعلها حين تعلم أنّها ستلتقي بالذي أحال حياتها لجحيم مجدداً .
شابكَ من يقف خلفها يديه بخاصتها مردفاً وكأنه يوضح لها كلام جيمين أكثر : " سنذهب .."
فهمت أنها مقصده بذلك الجمع السخيف ، نثرت يده من من يدها بشدة مردفة بابتسامة باردة مظهرةً آخر ردِّ فعل توقعوه ..
"متحمسة لذلك .."
_________
"متأكدة من أنَّكِ بخير ؟" ، سألها للمرة الثالثة بعد أن هبطت الطائرة معلنةً للركاب عن وصولهم ، اومأت له إيجاباً للمرك الثالثة بعد أن زفرت بنفاذ صبر وقالت بشيء من الحدة : " أنا بخير ، أقسم أنّني بخير ولم أكن بخيرٍ كهذا من قبل!"
لم يتلاشى قلقه عليها بل ازداد ، لاسيّما أنّها اختفت يومَ أمس ولم تخبرهم أين كانت .. بل لنقل أنّها كذبت وهو الوحيد الذي كشفها ، هي تكون أحياناً الأفضل في الكذب.
_________
"اليكس هذا كثير !! لقد تماديت كثيراً !" ، قالت بحدة في وجه الذي أخذ يقبل يداها المقيدة بينما هي بأكملها مقيدة ..
هي استيقظت لتجد نفسها في ذلك المكان جسدها مقيدٌ بكرسيّ ويداها مقيدتان أمامها .
" إهدئي حبيبتي .. إهدئي" ، قال بانتشاء بينما اقترب لاثماً وجنتها .
"حبيبتك في الجحيم !! اسمع أنا لدي حبيب ، أقسم لو علم بما فعلته فلن يرحمك .. أقسم لك إنّه مجنون وقد يحرقك حياً .." ، قالت مهددة ، هي حقاً لم تكذب ، واليمس يعرف ذلك ، لذا اسودّت نظراته ووقف ينظر لها بحنق والشرر يتطاير من عيناه .
"من ؟ حبيبكِ ؟ جون جونقكوك ؟ الذي كان معكِ بالثانوية ، ثمَّ اتهمك أصدقاؤه بتدمير حياته وحياتهم ... جون جونقكوك الّذي أمر طبيبةً نفسيّة تكون خطيبة ابن عمِّه لتعتني بكِ وتحرص على افقادكِ لذاكرتكِ بأساليب قذرة ثمَّ تعيشان معاً بسلام ليظهر في حياتك مجدداً ، ويترككِ مجدداً ليظهر مجدداً بشخصية هاري الذي أحببته .. ثمّ تجري حياتكِ بلعنته حتى يغتصبكِ صديقه المقرّب وفي منزله !! وهو ماذا فعل لصديقه لينتقمَ منه ؟ أجيبيني هاه ؟ ببساطة لا شيء ! فقط تركك ترحلين وكأنّه انتظر هذه الفرصة .. ولم يكلف نفسه عناء البحث عنكِ حتى .. هه ولماذا يفعل فهو قد كان يخونك بالفعل .. ألم يستطع ؟ وكيف وجد جيمين حبيبته رغم أنّكما تعيشان في نفس المنزل ! بل ما كان ليأبه لكِ لولا الصدفة .
وسّعت حدقيتها متفاجأةً بما يعرفه هذا عن حياتها و الذي بالكاد تعرف اسمه ، بل هو يعرف أكثر منها حتى ! وقد آلمها قلبه لدى قوله ما قال .. رغبت بالانتقام من جونقكوك قبل تايهيونق الذي حلمت بقتله مراراً .
بدأت دموعها بالهطول دون إنذار لينتفض أليكس معانقاً إياها بقوّة متمتماً بكلمات تهدئها .
"لا بأس ، إهدأي إهدأي .. اليكس هنا ، لن أدع أحداً يمسكِ بسوء .. سأقتل كل من يفكر في ذلك .. سأدمر كلَّ من آذاكي .. " ، كان جدياً ، آليكس حقاً يحبها ولولا مشاعرها المضطربة لكانت ملكه منذ زمن مع ذلك الحب الذي يغرقها به .
"دعني أدمره كما فعل لي.." ، قالت بصوتها الباكي
ابتسم الاخر بطريقك غريبة ليردف : "أعدكِ ، سيدفع ثمن كلِّ شيء فعله بك.."
_________
بارتين وبنخلص ..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top