26 | بعدَ غروب الشمس
*ليس مناسباً لمن هم دون السادسة عشر*
__________
"اللَّعنة ، تلك العاهرة المغرورة ." ، قالت ببرودٍ فيمَ تحدِّقُ بالفتاة الَّتي تجلسُ مقابلها ، كانت منزعجةً من نظرات الأخرى بحق .
"ماذا تفضلتي ؟" ، سألتها بابتسامةٍ متكلِّفة .
"لستُ مضطرةً لتكرار كلامي ، كما سمعتِ." ، كانت تحاول افتعال شجار .
"حسناً إذاً ." ، قالت بهدوء .
"آه ، اللَّعنة أنا مرهق ." ، قالَ شابٌّ قفزَ على الأريكةِ بحانبِ الَّتي حاولت افتعال الشجار ، صمتٌ تلى جملته .
فتحَ عيناً فيما كان يغلقُ الأخرى ، ينظر نحو من بجانبه ، لاحظ ملامحها الباردة بشكلٍ زائد عن المعتاد ، ثمَّ فتح عينيه ناظراً للتي تقابلهما .
"فينق ." ، صرخَ بصوتٍ مرتفع ليأتي شابٌ ملطخٌ بصلصلة الطماطم .
"أجلْ مارك ؟ "
"أعتقدُ أنَّهما ستتشاجران مجدداً ." ، همسَ لهُ إلّا أنَّ جميع من كان بالغرفة قد سمعه .
"لستُ مغفلةً لأتشاجرَ مع عاهرة مجدداً ." ، قالت من كانت تحاول افتعال الشجار !
"ماذا ؟ هل وصفتني للتو بعاهرة ؟!" ، قالت الأخرى بابتسامةٍ متكلفة .
"من قصدتها ستعرفُ نفسها ." ، ردّت بهدوء.
أوشكت الأخرى على الحديث لولا فينق الَّذي جلسَ على ركبتيهِ أمامها ، نظرت إليه ولانت ملامحها قليلاً ، هو يذكرها بمن أحبَّت لذا كان من السَّهل تقربه منها .
"اهدأي آمبر .. هي فظَّةٌ ومغرورة هكذا دائماً ." ، قال محاولاً تهدئتها .
"ليسَ وكأنَّ آمبر تختلفُ عنها ." ، سخر مارك .
"اللَّعنة عليكم جميعاً ." ، قالت الأخرى بهدوءٍ وذهبت من ذلك المكان .
_____
كانت تتمشى بهدوءٍ، تفكر فيمَ حدث وكيف حدث بسرعة ، كيف اغتُصبت بعد ان كانت ساعاتٌ قليلة تفصلها عن سعادتها الابدية ، وكيف اضطرت للقدوم إلى هنا -ألمانيا- وهي في اسوأ حالاتها ولا تحمل معها شيئاً من النقود سوى ما اضطرت إلى السفر به في أول طائرةٍ تجدها ، وتلتقي بفتاةٍ لطيفة تدعى ايمي لتأخذها إلى منزل صديقها فينق ، وتضطرَّ للعيش هناك مع أشخاصٍ آخرون لا تعرف عنهم شيئاً مقابل خدمات تقدمها ، حتى تلك الفتاة الغريبة "آمبر" التي منذ أن أبصرتها وكأنَّها أبصرت شبحاً لسبب تجهله شارلوت ، وكرهها اللامبرر لشارلوت جعلها تشكُّ بأمرها .
المكانُ أصبح خالياً والوقت متأخر ، زفرت الهواء وقرَّرت العودة لمكان عيشها بسبب شعورها المفاجئ بالتَّعب .
كانت تحدِّقُ بالسَّماء في طريقها حيثُ تعيش - كانَ منزلاً مشتركاً ، هي وآمبر ، وفتاتان صديقتان ، وواحدة أخرى ، وأيضاً فينق ومارك وشابٌّ آخر - ، توقفتْ وتوقفت أنفاسها معها حين شهدت ما لم تتوقعه ولو بمعجزة .
تداركت نفسها واستجمعت قوَّتها للركضِ بأقصى ما تملكُ من سرعة ، نحو السَّطح .
"آمبر !" ، صرخت حينَ فتحت باب السَّطح الحديديّ بقوّة ، التفتت إليها الأخرى ثمَّ أعادت رأسها للأمامِ بهدوء .
"تستطيعين القدومَ لدفعي لو أردتِ .." ، قالت بهدوء .
"آمبر فلتنزلي حالاً ." ، صرخت بقوّة .
"لماذا ؟" ، سألتها بيأس .
"لأنَّكِ لستِ ضعيفةً لتموتي هكذا ! منتحرة ؟! أتمزحينَ الآن ؟" ، قالت بحنق .
" لقد تركته .. لا أستطيعُ الحياةَ دونه ." ، قالت وبدأت قطراتُ عينيها بالهطول .
"شابٌ لعين !! أتمزحينَ آمبر ؟! نحنُ هنا منذُ سنةِ ربما حسناً لا يهم ! هل ستنتحرين الآن ؟! لو أنَّكِ حقاً لا تستطيعينَ الحياةَ دونه لمتِّ منذ زمن ." ، قالت وبدأت تبكي رفقتها ، هي حزنت لذلك أيضاً ، وتذكرتْ خاصَّتها ، جونقكوك ! شارلوت ضعيفةٌ دونه كذلك .
بدأت شارلوت بالتَّقدم ، سمعت الأخرى صوت خطواتها لتقولَ محذِّرة : "إن اقتربتِ فستسرعينَ بهذا ."
"لن أمنعكِ من ذلك .." ، قالت بهدوء ، كانت صادقة .
قفزتْ لتصبحِ بجانب الأخرى ، استندت على القضبان الحديديّة خلفها ، نظرت للسَّماء .
"حتّى أنا ، تركتُ شخصاً أحبُّه ... في الواقع هو الوحيدُ من كانَ يدركُ حقيقتي ، أكثر منّي حتّى ، لكنّه آذاني ، لذا اضطررتُ لتركه والرَّحيل .. وها أنا هنا .. آمبر كلُّ من هم في هذا المنزل خلفهم قصَّةُ أو مأساة ، نحنُ هنا لنواجه ، لنهربَ من واقعنا بالحياة ، لا لنموت ، ولكن أتعلمين .... أنْ تموتَ وحيداً أمرٌ سيء " ، نظرت لها بابتسامةٌ أشرقت بين عشرات الدموع .
أمسكت يدها ، قالت بهدوء : "لن أترككِ آمبر ."
"شارلوت .." ، شهقت بحزن ، شعرت الأخرى بالغرابة ، هي منذُ أتت إلى هنا لم يعلم أحدٌ باسمها الأصليّ ، هي هنا كانت ليزي ، تأكدت أنَّ آمبر هي كانت شخصيةٌ فرعيّة في قصص الماضي خاصَّتها ، وأدركت كذلك أنّها ستصبحُ شخصيّة رئيسة ، لم تتوقع هذا يوماً ، الفتاةُ الَّتي تتشاجرُ معها كلَّ يومٍ تقريباً ، تعرفها مسبقاً وهذا سبب كرهها لها على ما يبدو .
"أنقفز ؟" ، سألتها بابتسامة .
"لنحيا إذاً .." ، اتخذت قراراً جديداً وتراجعت عن القديم ، آمبر أدركت أمراً جديداً الآن ، كما أنَّها ليست من المتهورين المقدمين على الانتحار بأيِّ حال .
كانتا تقفزان معاً لخلفِ القضيب ، وحرصت ليزي على عدم تركِ يدِ الأخرى ، لا تضمنُها أو لا تضمنُ خدعَ الكونِ الأخرى .
______
"شارلوت ... " ، همستْ وهي على سريرها ، لتتأكدَ أولاً من أنَّ الأخرى ليستْ نائمة ، هما تشتركان بالغرفةِ كذلك ، وهذا أيضاً كان أحد اسباب شجارهما الدائم .
همهمت لها لتفصحَ الأخرى عمّا يجول بداخلها .
"آسفة .. لقدْ حكمتُ عنكِ ممَ سمعت فقط ، لقد كانت نظرتي سطحيّة"
قالت بشيء من النَّدم .
ابتسمت الأخرى بهدوء ، أردفت بعدها :
"آسفة ، لعدم محاولة تفهمي لكِ ، وآسفةٌ لكرهكِ دون السَّماعِ عنكِ حتى ."
استرسلت : "جميعنا مذنبون في الواقع ، الاسفُ وجدَ للظلم ، ليقومَ به من لا يرغبُ بخسارة الطرف الآخر ، لا ليقوم به المذنب الحقيقيّ"
"شارلوت .. إذاً مالحقيقة ؟! هل حقاً حبستِ تايهيونق ، وجعلتِ من جيمين ضحيّة اغتصابٍ وتسببتِ بسجن يونقي ومقتلِ حبيبته والكثيرُ غيرها ، ورحيلُ البقيّة ؟" ، سألتها لرغبتها بالحقيقة ، بعدما فعلتهُ شارلوت اليوم أدركت أنَّها سمعتْ الجزء الَّذي تراءى للآخرين بأنَّهُ الحقيقة .
ابتسمت الأخرى لتردف : "حبيبةُ جيمين صحيح ؟"
همهمت لها كإجابة .
كانتْ ليلتهما طويلة ، كثيرٌ من القصص المجهولةِ أُفصحَ عنها ، كثيرٌ من الأفكارِ تصححت ، وعلاقةٌ جديدةٌ أسمى من سابقاتها في حياتهما قد ولدت .
_____
"صباحُ الخير ." ، أردفت آمبر ليردَ الجميعُ بابتسامة ، جلست على مائدةِ الإفطار ، ثمّْ نزلت خلفها شارلوت الَّتي تنزفُ أذنها .
"اللَّعنة أنا أموت ." ، صرخت مدعيةً الألم .
"فينقر أيُّها المغفل أحضر الثلج ." ، صرخت بوجه فينق مجدداً .
"اسمي هو فينقق ، ليزي اللَّعنة ." ، قال وذهب ليحضر ما طلبته ، إن لم يفعل فموته حتميّ .
توقفَ نزيفُ أذنها وذهبت لتجلس على مائدة الإفطار رفقة البقيّة .
"أخبرتك ، الأقراطُ الزائدة كالثيرانِ ستجعلكِ تستحمين بدمائك ." ، قالت آمبر بهدوء .
"اللعنة لا نريد شجاراً الآن ." ، قال كريستيان - الغاضب - .
"لكنَّهم رائعون ، سأثقب أربعةً آخرين ." ، قالت ثمَّ شرعت بشرب زجاجةٍ العصير كاملةً .
"الهى .." ، تنهدت آمبر .
"مهلاً مهلاً .. مالخطبُ يا رفاق ؟!" ، سأل مارك بحيرة .
"ألن تقتلا بعضكما ؟ أم تؤجلا هذا ؟!" ، سألت المدعوّة بميرينا .
تجاهلتاهم ، نظرت شارلوت نحو آمبر عاقدةً حاجبيها :
"ألن تذهبي للعمل اليوم ؟ "
ابتسمت بفخر ، نظرت لها لوهلة ، ثمَّ أردفت :
" لا ، ولا أنتِ ."
"أهي المواجهة الأخيرة ؟ ستقتلان بعضكما ؟" ، سأل فينق بذغر .
"إخرس اللَّعنة ، هذا وحشيّ ." ، قالت ايونها في حين تعانق نفسها بتوتر .
_______
تحققَّت أمنيتهم في نهاية شجارات شارلوت وآمبر المرعبة ، حسناً ليس تماماً ، كانت هناك مشاحناتٌ كبيرة أحياناً ، تلك الَّتي تحدث بين من علاقتهم أعمقُ من الصَّداقة .
ومضى الزَّمن ، يعيشون في المنزل المشترك رفقة ستّة أشخاص آخرون أصبحوا عائلةً لطيفة ، يعملون ويدرسون بالآن نفسه .
_______
"آمبر .." ، صرخت بعد أن اقتحمت غرفتهما .
"ماللَّعنة شارلوت ؟! هل مات أحد ؟" ، قالت بغضب لإخافتها.
كانت الأخرى تبتسم بابتهاج ، نادراً ما تبتسمُ هكذا لأحد ، استثناء آمبر طبعاً ، ركضت نحوها وأمسكت بمعصمها لتجرَّها خلفها .
خرجتا من المنزل وشارلوت تركض بسرعةٍ جنونيّة تسحبُ الأخرى خلفها .
"اللَّعنة هل تريدين أن يتوقف قلبكِ ؟!" ، صرخت وهي قد تعبت من محاولة مجاراة سرعتها ، رغم أنَّ الأخرى هي من تسحبها .
هي فقط متحمسةٌ لمفاجئةِ عيدميلادها الَّذي نسيته آمبر بذاتها !
فجأةَ توقَّفت شارلوت ، تلاشت ابتسامتها وتبدلت بأخرى عكسها ، اصطدمت الأخرى بظهرها ، هسهسهت : "اوتش ." ، استغربت لوقوفها المفاجئ ثمَّ رفعت رأسها لتنظر .
"لم توقفت شار..." ، حدَّقت بالَّذي أمامها بصدمة ، ذكرياتٌ هطلت عليها وأغرقتها ، بدا لها ذابلاً وحزيناً ، امسكتْ شارلوت يدها بقوَّة ، الرسالة الّتي أوصلتها لها أن لا تضعف ، أن تبقى أن قويّة .
نظرَ جيمين لشارلوت بطرف عينه ، حدَّق بيداهما المتشابكتانِ ثمَّ ابتسمَ بهدوء ، وضعَ يداه في جيوب بنطاله وأردف : "أريدُ الحديثَ معكِ آمبر ، على انفراد .." ، شدَّد على آخر عبارة قاصداً شارلوت بالطَّبع .
"ليس هناك ما نتحدَّثُ به سيِّد بارك جيمين ."
أردفت بانزعاج .
ابتسم ساخراً ، تنهدَ ثمَّ أردف : "لمْ آتي من روسيا حتّى ألمانيا لأسمع هذا ، وأنتِ تدركين عنادي عزيزتي آمبر ."
"إذاً قل ما عندك الآن ، أمام شارلوت ، ليس لدي ما أخفيه عنها ، ولن يكون ." ، قالت بحزم .
"لكن أنا لديّ ، تستطيعين إخبارها بكلِّ شيءٍ لاحقاً ، لا أحبذُ وجودها مباشرةً أمامي أثناء حديثي ، سيشعر كلانا بالذَّنب ، سأتوتر وستتداخلُ أمور حياتنا .. لذا .."
"هذه مشكلتك ." ، قالت بلا مبالاة .
"وسأحلها .." ، ابتسمَ ورفعَ شعره ، خرجَ بعدها شخصٌ من السيّارةِ السَّوداء الّتي خلفه ، وكلتاهما لم تلحظا وجوده منذ البداية ، تقدَّم ووقف بجانب الأقصر ، شارلوت قد تتهور الآن في أيّة لحظة ، بدا أكثرَ قوة من جيمين ، لم يكن ذابلاً وكأنَّهُ لم يكن يوماً ذاك العاشق ! كانَ بارداً بشكلٍ لا يوصف ، حتّى نظراته نحوها إنطفئ منها ذٰلك اللَّمعان ، وكأنها رحلت مذنبة .
زفرت ، نظرت نحوَ آمبر بطرف عينها وهي كذلك ، عانقتها فجأة وهمست : "كلُّ عامٍ وأنتِ زوجي آمبر ." ، ضحكت في النِّهاية ، ما فعلتهُ كانَ بسبب ملاحظتها أنَّ الساعةَ أصبحت الثانيةَ عشرَ تماماً ، استرسلت : "كانت هناك مفاجأة لكن المغفل أفسدها ، ستجدينَ الهدِيّةَ تحتَ وسادتكِ." ، تحدَّثت كما لو أنَّها لن تراها ، هذا أخاف آمبر كاللَّعنة .
ابتعدت عنها ونظرتا للماثلين أمامهما ، زفرت شارلوت حينَ أصبح جونقكوك يتقدَّم ، شيئاً فشيئاً حتَّى وصل أمامها ، أمسكَ بيدها حاثاً إياها على اتباعه .
نظرت نحو آمبر ، اومأت لها لترخي رباط يديهما ، ثوانٍ حتّى اختفت سيارةٌ جونقكوك من أمامها ، وهي بداخلها .
____
"إذاً ، ليس هناك عوائقٌ أمامي الآن آمبر .. لنوضح بعض الأمور ونعد .." ، قالها بأمل .
"بهذه البساطة ؟ تكسرني ثمَّ تاتي مجدداً وتقولَ لي عودي كما كنتِ وأعود صحيح ؟ آسفة لكن ... لن يحدث ما تتمناه " ، أردفت بحنق ، كانَ كلامه مؤلماً لها .
"آمبر .. أنا دونكِ لا شيء .. لستُ روحاً ، لستُ جيمين .. أنتِ من تجعليني أكون ." ، قالها بصدق ، وقرر أن يفصح عن كلِّ شيء .
_______
"انزلني هنا ." ، قالت ببرود ، هي جيِّدة بالمعاملة بالمثل .
لمْ يطعها ، زفرت بحنق ، قالت : "لست اسألك لتفعل كما ترى ، اعتقد تذكر ما حدث حين أجبرتني على الرُّكوب معك ؟!"
هي ضربت الوتر الحسَّاس لديه ، تذكر الحادث ليتوقف فجأة ، ثوانٍ استغرقتها حتّى تنزل ، هو تركها بعدها ، وحدها في منتصف اللَّيل .
"مهلاً ." ، نطق أخيراً .
نظرت إليه عاقدةً حاجبيها ، أردفت : "ماذا الآن ؟"
"إصعدي ، سأوصلكِ للمنزلِ ، يا آنسة " ، ظلَّت تقلبُ آخر كلمةٍ في عقلها ، أيضعُ كلفةً بينهما الآن ؟!
"لا شكراً ، سآخذ سيارة أجرة ." ، قالت ببرود لتصفع الباب بكلِّ ما وهبها الاله من قوّة .
نزلَ فجأة واتجهَ نحوها سريعاً .
"لا سيارات أجرة بهذا الوقت !" ، قال بهدوء ، فتح الباب منتظراً إيّاها أن تدخل .
"فلتصعدي يا آنسة ." ، قال وكم رغبت بصفعه .
"سيِّدة من فضلك ." ، قالت بابتسامةِ فخر ، سيطرَ على نفسه ولم يغيِّر ادعاؤه للبرود ، نظر لبنصرها ليجد خاتماً ، الحربُ حمي وطيسها داخله .
دفعها ليضعها في السيارة رغماً عنها ، أقفلها حتّى وصلَ نحو مكانه .
"ماللَّعنة ؟ هل فقدت عقلك فجأة ؟!" ، صرخت .
"اهدأي يا سيِّدة ، أينَ منزلكِ ؟" ، قال ببرود مجدداً !
"في مؤخرتي ." ، قالت دون حياء .
ظلَّ ينتظر إجابتها ، طالَ انتظاره ليردف : " حسناً إذاً ، لنْ أكون مسؤولاً عن خيانتكِ لزوجك ."
انهى جملته بابتسامةٍ لعوب ، عقدت حاجبيها ، اللَّعنة ليس هذا ما أرادته ، أن يزيلَ قناعَ البرودةِ اللَّعين لا أن يزيله ويضعُ الآخر القذر !
"ماذا ؟" ، كانت تحاول فتح الأبواب بأملٍ منعدم ، كيفَ لها أن تقفل أو تعلقَ الآن في الوقت المناسبِ للخطأ تماماً ؟!
"اللَّعنة ، افتح الباب ." ، صرخت ، هيَ على وشك ضربه أيضاً إلّا أنَّها لن تفعل ، المغفلُ فقط من يصفعُ الجمرَ وحالتهما كذلك .
عدَّلَ من جِلسته وأطفأ السيّارة ، استند بكوعه على جانبه وأخذ ينظرُ لها بابتسامةٍ مستفزّة كاللَّعنة ونظراتٌ باردة رغم ذلك .
أخذَ يتمتم بكلماتِ أغنيّةٍ ما ، فجأةً على صوتهُ ، احمرَّ وجهها ، تستطيعُ سماعَ الأغنيّة من أيِّ شخص ، لكن ليسَ من جونقكوك ، وهما في السيّارة المغلقة وحدهما ، في مطلعِ يومٍ جديد ، وبعد غياب دام طويلاً!
"Closer"
كلماتها تتردد بالجزء القذر من عقلها ، أشكُّ بأنَّها تعمقت بالتفكير أكثر من ما ينبغي .
"اللَّعنة ، إخرس ." ، كلامها كان فقط صراخ ، عقد حاجبيهِ ورفعَ رأسهُ قليلاً عن يده ، أردف بجديّة :
"إما القولُ أو الفعل ، أأغني أم ..." ، انهى جملته بابتسامة ، إحمرَّ وجهها كأنَّها جلستْ مقابلَ الشَّمس ، عُقِدَ لسانها فصمتت .
"فإذا وقفتُ أمامَ حسنكِ صامتاً ، فالصَّمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ" ، قال بابتسامةٍ بالكادِ تظهر ، حدَّقت به تفتحُ عينيها على وسعيهما .
ظلّا صامتينِ لوهلات ، كانَ التَّوترُ ينهشها .
زفرَ ونظرَ إليها بطرفِ عينه : "هذا سببُ صمتكِ صحيح ، يا سيِّدة" ، قالَ وانهى جملته بشكلٍ مستفز .
"اللَّعنة لستُ سيِّدة ." ، اعترفتْ وأخيراً ، هوَ فازَ وهي فازتْ كذلك .
"كفاكِ لعناً ، هل شذِّبَ لسانكِ بالجحيمِ يا فتاة ؟" ، قالَ مؤنباً .
"مالخطّة ؟" ، سألته بتعب ، سئمتْ مجاراته .
"أن أعاملكِ كما لو أنَّني أراكِ لأولِ مرّة ، كنتُ مغفلاً لأظنَّ أنَّني سأستطيعُ فعلَ هذا ونسيانُ كلِّ شيء ، فورَ ما رأيتكِ اندثرتْ قوَّتي وبالكادِ منعتُ نفسي عنكِ ، حينَ اتخذتُ خطَّتي الأولى نسيتُ او بالاصح تناسيت أنَّكِ شارلوت !"
"حسناً ، وماذا تريدُ منّي الآن ؟" ، سألته ببرود .
"أريدك .." ، قالَ بهدوء ، اعادَ مقعده للخفِ وارتاحَ بجلسته أكثر واسترسل : "لستُ من أحضرني إلى هنا ، بالأساس نحنُ هنا لإعادةِ آمبر ، جيمين أحضرني لإزالةِ العوائق في طريقه ، وفوجئتُ حينَ رأيتكِ رفقتها بكلِّ صراحة .. والان ننتقل للخطة ب "
"أعدني للمنزل ." ، قالت بهدوء .
"لا أريد ."
"إذاً ؟"
"لديَّ خططٌ أخرى ."
"في الثانيةِ عشرَ بعد منتصفِ اللَّيل ؟!"
"معكِ ، لا يهمُّ !"
"فلتشكر الإله أنَّني بريئة وإلّا رفعتُ عليكَ قضيّة محاولةَ الاعتداء عليّ."
قهقه ساخراً ، يدركُ تماماً مدى برائتها المنعدمة .
"أجل هذا واضحٌ جداً ."
.....
"اللَّعنة ما هذه الأغاني القذرة ." ، صرخت ، كأنَّهُ يفعلُ هذا متعمداً .
"ليست قذرة ، عقلك قذر !" ، قال بعبوس مدعياً الغباء .
"الهي .. جون جونقكوك اخرس من فضلك ." ، قالت بنفاذ صبر .
صوتُ هاتفها جعلهُ يحترقُ فضولاً ، ردّت على الاتصال الوارد .
"اللَّعينة ليزي ، أينَ أخذتِ آمبر ؟ لم لم تعودا حتّى الآن هل متّا ؟" ، صوت فينق يصرخ ، جعلها تبعد الهاتف عن أذنها بضعةَ سنتيمترات .
"أيها الأصبع الوغد لا تصرخ ، آمبر رفقة فتاةٍ قصيرةٍ جميلة ."
"هل نعتِّ جيمين بالفتاةِ لتوِّك ؟!" ، تحدَّث جونقكوك بصدمة .
"اه ، مهلاً ما هذا ؟! ومع من أنتِ ؟!" ، صرخ مجدداً .
"مع فتاةٍ أجمل من الّتي رفقة آمبر واكثر أنوثة كذلك." ، قالت ساخرة .
"ليزي أيتها الكاذبة ، كان صوتَ رجل ." ، قال بانزعاج .
"رجل ؟" ، مرَّرتْ نظرها على جونقكوك لثوانٍ ، أومأت نفياً برأسها ثمَّ استرسلت : "مُستحيل ." .
"تباً لكِ ، على أيِّ حال إن حدث لآمبر شيءٌ فأقسمُ أنني سأجـ.." ، لم يكمل لأنَّها اقفلت الهاتف ببساطة ، صوته جعلها تشعر بالصُّداع .
"مُستحيلٌ إذاً .." ، قال بنبرةٍ غريبة .
" هل لديكَ أدنى شك ؟" ، سألت ساخرة .
"شارلوت خاصتي ، أنتِ لن تفضلي أن أثبتَ لكِ هذا الآن وفي السيّارة صحيح ؟" ، كانت نبرتهُ لعوبةٌ ومستفزّة بشكلٍ لا يوصف ، هو الآن يتحدَّثُ كزير نساءٍ بحت .
"الحانةُ ممتلئة ، أثبت لمن بها لا لي ." ، زفرت ببرود .
"كفاكِ استفزازاً ." ، زفر بحنق ، ونظرت له بشزر ، هو استفزها أضعافاً مضاعفة مسبقاً .
______
"جون جونقكوك فلتأخذني حيثُ آمبر حالاً ." ، صرخت بغضب ، الساعةُ دقائق قليلة وتصبحُ الرابعةَ صباحاً ، اتصلت ايمي - شريكتهم بالسكن - تسألها عن مكانهما .
"الجوُّ حقاً بارد." ، قالَ يحكُّ يداه ببعضهما .
"لا تتجاهلني ." ، صرخت مجدداً .
"هل تريدينَ انْ تكوني طرفاً ثالثاً في ... آه ، سأكونُ لبقاً أكثر ، أتريدين أن تكوني طرفاً ثالثاً متطفلاً رفقة حبيبين ؟"
"ما .. مهلاً ، أيُّها الوغد مالَّذي يفعله ذلك السَّافل لها ؟" ، صرخت مجدداً .
"يلثمها الآن ، رُبّما ؟ وربما أشياءٌ أخرى ." ، قال بنظراتٍ بريئة مصطنعة .
"اللَّعنة اللَّعنة اللَّعنة." ، قالت تضرب رأسها في ما أمامها .
وضع يده على ظهرها محاولاً إياقفها وفعلت .
"لا تلمسني ، منحرفٌ قذر." ، صرخت .
رفعَ إحدى حاجبيهِ ليبتسمَ فجأة .
"أنا ؟ لم يسبق لي وأن رقصتُ بحانةٍ متعرياً أمامَ الجميع !"
كادتْ أن تضعفَ وتهزمَ كلامياً ، لكنَّها تذكرت .
"لم أقترب من عاهرةٍ على الأقل والاله يعلمُ ما قد تكون فعلته رفقتها ."
صمت ، هو هُزمَ هذه المرَّة .
"ليس بالأمر المهم .. لا بأس بالخيانة آنسة شارلوت .. صحيح ؟"
"صحيح .. إن لم تكُن ضمن قيود حبِّ شخص ، من يحب لا يخون يا عزيزي .." ، قالت بشزر
"تعلمين .. أعوامٌ طويلة كانت كفيلةً بأن تحيلَ حبي لكِ كرهاً .."
" سأتظاهر بأنني صدقت .. ضعفها لم تُنسكِ إياني للويحظات ، بل وتفاقم حبك لي .. أستكرهكَ إياني هته ؟! "
" حسناً .. لم يكن لي دافعاً لكرهك آنذاك .."
"وما دافعك الآن ؟"
" الصداقةٌ قادرةٌ على قلبِ المشاعر احياناً .. أليس كذلك ؟"
"تايهيونغ ؟"
"والخمسةُ البقية .."
نظرت لهُ باستنكار ، غيرُ مصدقةٍ لهُ رغم صدقه ، كيف له أن يتحدث وكأنها المذنبة في الحين الذي كانت به الضحية ؟
"حسناً .. إذاً لم لا تنزلني ؟"
" كيفَ سأتركُ فتاةً مثلكِ تسيرُ وحدها في الطريق في مثل هذا الوقت .. تعلمين صورتي كَـ (جنتلمان) تجعلني أخشى عليكِ من الرِّجالِ الآخرين .. ولنْ أدنس صورتي ."
قال بتفاخر بينما ينقرُ على دولاب المقود ، أنتهى ثم عادَ ليسند رأسه للخلف ، نظرَ إليها حينَ تحدثت بثقةِ وهي تفعل المثل .
" ولكن عزيزي ال (جنتلمان) ألا تعتقد أنَّ أكثرَ شخصٍ عليكَ الخوفُ عليَّ منهُ هو أنت ؟ تعلم .. ليس بالشيءِ القليل ما فعلتهُ بي أيُّها المهووس .."
" كُنتُ مهووساً .. كما أنَّني لمْ أؤذيكِ .. "
"كونكَ كنت فهذا لا يمحو ما فعلت ، و ... بلى لقد فعلت ، وكثيراً"
كانَ بعينيها شيءٌ من العتاب ، حدَّق بهما بشرود ، حتّى جعلته يستفيق .
"وأيضاً ليس عليكَ الخوف علي .. أعيشُ رفقةَ ثلاثةِ رجالٍ لا أعلمُ عنهم سوى اسمهم ، أتخالني ضعيفة ؟"
- تعيش مع ثلاثةِ رجال ؟!- ، هذه اللَّعنة ترددت في رأسه ، قضم شفته بغيظ يحاول لجمه .
نظرتْ إليهِ بسخرية .
"أرى كارهي يشتعل .. ما السبب يا تُرى ؟!"
قلب عينيه بهدوء ، شغّل محرك السيّارة لينطلق به دون أن ينبس ببنت شفة .
________
"ما هذا المكان ؟" ، سألت بينما تحدِّقُ بالمنزلِ الّذي أمامها ، بدأت تشعر بالخوف منه .
ظلَّ صامتاً ، ترجل من السيارةِ ، كادَ يتجه نحو المنزل لولا ملاحظته أنها لا تحرك ساكناً ، اتجه نحو السيارة وفتح الباب لتكرر سؤالها بنبرةٍ أكثرَ ارتفاعاً .
"منزل ، ألا ترين ؟" ، قال ساخراً ، تقدمَ بجذعه وفكَّ حزام الأمان
"إنزلي.." ، قالَ آمراً .
ظهرتْ تعابيرها الممتعضة والخائفة .. لم ترغب بالنزول وهو أدرك ذلك ليسحبها مكرهةً .
دلفا إلى ذلك المنزل ، وما أرعبها أكثر شعورها بأنَّهما وحدهما فيه .
"تستطيعينَ النَّومَ في تلكَ الغرفة ." ، قالَ ببرود ، مشيراً على إحدى الغرف .
"مـ..ماذا عنك ؟" ، استفهمت ، لتطمئن ، ليس عليه ، بل على ذاتها .. تريدُ التأكدَ من بُعده .
"سألحقُ بكِ بعد قليل ." ، قالَ مميلاً برأسه قليلاً ، ينتظرُ رؤية وجهها الخائف الشاحب ، شارلوت تتخلصُ من كلِّ شيءٍ إلا خوفها منه .
تنهدَ بيأس محركاً رأسه بعدم تصديق ، أردف بعدها :
"سأنامُ في الصالة ، وأيضاً ليس عليكِ أن تخافي ، آمبر وجيمين في الغرفةِ تلك."
قال ولم تلبث ثوانٍ حتّى رآها أمام الغرفة تفتح الباب على مصراعيه .
وجدت آمبر نائمةَ بهدوء في حضن جيمين ، لانت ملامحها قليلاً ، على الأقل تأكدت من أنَّهُ لم يمسسها بسوء ، ولحسنِ حظها أنهما لم يستقيظا .
تجمدت أوصالها حينَ شعرت بأنَّجونقكوك خلفها تماماً ، بل ملتصقٌ بها ، همسَ بجانبِ أذنها ساخراً :
"صديقيِ نبيلٌ يا عزيزتي .. ولنْ يؤذي من هو متيمٌ بها ."
زفرت الهواء بتوتر ، امتدت يده من خلفها لتتموضع فوق يدها محاولاً إغلاق الباب على النائمين بسلام .
همسَ أثناء ذلك :
"لكنْ ليسَ بالضروريْ أن يتشابه الأصدقاء .. صحيح ؟"
أطبقَ الباب ، شعرت هيَ بأنَّها محاصرة تماماً ، التفت بسرعةٍ وقامت بدفعه .
نجحت بالهربِ هذه المرة .. لأنَّهُ أراد !
________
"جونقكوك ؟ .. أين شارلوت ؟" ، سألت بقلق حينما رأتْ الآخر في المنزل .
"ها هي تنام في غرفتي .." ، قالَ بهدوء .
الأخرى فقدتْ عقلها ، بينما جيمين لا ينفكُ عن التحديق بها بهيام : "أيها اللَّعين ماذا فعلت بها ؟؟ "
قلب عينيه بضجر .
"قلتُ تنام في غرفتي ، لا معي ، أنا حتى لم أكن بجانبها كما كنتما أيُّها العاشقين ، وأيضاً .. تخافين عليها مني ؟! ألم تخافي عليها من الرجال الثلاثة الَّذين تعيشون معهم ؟"
حدَّقت به ، هو نطق ما لا يجب نطقه أمام جيمين !
وقفَ ذو الوجنتين بغضب .
"ثلاثة ؟!"
"جـ..جيميني .. ما رأيكَ أنْ نخرجَ في موعد ، نمنا حتى الثانيةِ مساءً وسنحتاج لاستعادةِ نشاطنا .. حسناً ؟!"
قالت محاولةً إخمادَ ما نشب في قلبه ، وسرعان ما هدأ ، ابتسم لها مومئاً ، ذهبَ ليجهز نفسه سريعاً ، يوصلها للمنزل لتجهز نفسها ثمَّ يخرجان في الموعد .
" مغفل .." ، تمتم جونقكوك حينَ اختفى جيمين عن ناظريه ، هو لم يقل ما قال عبثاً .. هو أراد لجيمين أن يمنع آمبر من العودةِ لذلك المنزل ، بما أنَّ علاقتهما قد عادت ، وبذلكَ يكون قد منعَ شارلوت ؛ لإدراكه علاقتها بآمبر .
جونقكوك كان يتصرف وكأنَّ ما فُعِلَ بشارلوت لم يحدث من الاساس!
"تباً لك ... أين هي غرفتك ؟ سآخذ شارلوت ."
قالت بحنق .
"نامت منذُ ساعتان فقط !!" ، قالَ بصوتٍ مرتفع .
"ساعتان ؟!" .
"آه ، أعتقدُ أنَّها كانتْ تخافُ أن أقتربَ منها .. كنتُ نائماً في غرفة الجلوس وكنت أسمعُ صوتها حينما استيقظتُ في التاسعة تصرخُ كلَّ نصفِ ساعةِ (أنا ما زلتُ مستيقظة ، أحذرك ..) ، أعتقد أنها نامت في الثانية عشر .. "
"ذكرني ألّا أخاف عليها مجدداً." ، قالت تضرب وجهها بكفها .
"ألن تغيري ملابسك ؟" ، سألها بسبب ملابس النوم الفاضحة الّتي نست أنّها ما زالت ترتديها .
غطت نفسها بيديها فور إدراكها متمتمة : "اللعنة ، أين وضع ملابسي ؟"
"أحضر لكِ ملابساً مسبقاً ، إنّها في الدور العلويّ ." ، قال بملل بينما يحشو فمه بالشيطرة .
"ألن تأتي معنا ؟ " ، سألته بعد أن بدلت ملابسها .
"تريدينني أن آتي في موعد لكما ويوم عيدميلادك ؟ أفضل الموت طبيعياً على الموت بين يدي ذاك القصير ." ، قال ساخراً بينما هو متمدد على الأريكة يبحث عن شيء يشاهده .
"إن مسستها بسوء فأنت في عداد الموتي ، وداعاً ." ، هددته وغادرت .
______
"صباح الخير ." ، قالت وهي تتثائب وتحكُّ عينيها .
التفت لها بطرف عينه ، وأردف ساخراً : "مساء .."
نظرت للساعة لثوانٍ طويلة حتى استوعبت أنَّها السابعة مساءً ..
"اوه .. اللَّعنة ." قالت بهدوء
توجهت نحو الحمام وخرجت بعد أن عدلت هندامها وشعرها ..
اتجهت مباشرة نحو الباب ، إلّا أنَّه قفز نحوها فور أن رآها .
"إلى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟"
"المنزل .." ، قالت عاقدة حاجبيها .
"أي منزل هذا ؟ تظنينني مغفلاً لاتركك تعودين لذاك المكان ؟"
"ليس وكأنه بيتُ دعارة ، وأيضاً .. ما خطب ذلك المكان ؟ أعيشُ فيهِ منذُ سنوات كما أنني لم (أُغتصب) من قبل أحد هناك !! "
زفر بعمق بعد ذكرها لاخر شيء ليردف :
"ليس بعد الآن ، ستبقين هنا .."
حدّقت به رافعةً إحدى حاجبيها ، زفرت بشيءٍ من الغضب ثمَّ أومأت له ..
"أريد الذهاب لأخذ ملابسي .."
"حسناً سآتي معكِ .."
قضمت شفتاها بحنق موشكةً على لكمه إلّا أنّها تمالكت نفسها ..
_______
"من هذا ؟" ، قال ليو مشيراً بسبابته نحو جونقكوك .
قامت بحركات مستفزة وهي تنطق اسمه ، لم يرها جونقكوك لأنه كان خلفه وتسائل عن سبب ضحك ذلك الأجنبي العريض .
"ليزي." ، صوتٌ ناداها من خلف جونقكوك لتلتفت سريعاً معانقةً إياه ليتصلب في مكانه .
_____
ستوب
١٠٠٠٠٠ كلمة ..
الزبدة بارت طويل وممل عشان الفترة القطعت فيها والفاينال اللي رح يجلدني هالاسبوعين :)
-الله ياخد العلمي-
Did u enjoy the part ?
Any comments/ ideas or whatever u wanna say ?
What do u think about Charlotte & JK ?
// // // // // Jimin & Amber ?
Wish me luck ;)
Bye 👋
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top