24 | لوحةٌ ناقصة

تنوية : قد يحتوي الفصل على ألفاظ وجزئيات غير ملائمة لمن هم دون سنِّ السادسة عشر
⭕️⭕️⭕️⭕️⭕️
_______

كان يوماً جميلاً لكليهما بعد مصارعةٍ حرّة مع شارلوت لإقناعها بتناول الدواء ، وتحسنها .

"إذاً سيّدة جون .. ماذا تريدين أن تفعلي الآن ؟ " ، سألها بعد أن قفز أمامها على السرير حيث كانت تلعب بهاتفها .

حدجته بنظراتها لتردف بابتسامةٍ متكلفة : "وضعُ خطةٍ لقتلك وتنفيذها إن نعتَّني بالسيدة جون مجدداً "

أحاط خصرها بذراعيه والتصق بها على السرير كالجرو قائلاً : "آه.. هيا لا تكوني قاسية ، ستصبحين السيّدة جون على أيِّ حال"

ظلّت تنظر إليه رافعةً إحدى حاجبيها ليسترسل : "أنتِ لي مُنذُ ذهابِ والديكِ إلى غرفتيهما.."

لم يستغرق وجهها كثيراً حتّى يتصبغ بالأحمر ، ولم تستغرق هي كثيراً لترتب شتائمها التي ستلقيها عليه ،
دفعته عنها وبدأت تحاول تغطية وجهها بينما لا تتوقف عن شتمه ، والتحدث عن كم أنَّ هذا الأمر مقزز..

هو اكتفى بالضحك بصخب على ردةِ فعلها .

انتهى به الأمر معانقاً إياها لتهدئتها .

"كوك .." ، نادته بصوتٍ بالكاد يُسمع
اكتفى بالهمهمة كإجابة .

"أين عائلتي ؟" ، سألت وتشبثت بقميصه ، ما حدث الأمس جعلها تفكر ، أليس لها عائلة تأوي إليها؟!

"تحضنُ كونها الآن ..وتأملُ ألّا يبتعد كونها عنها ولو للحظة واحدة"
فهمت مقصده لتبتسم ، حسناً هذه الاجابة أفضل مما أرادت أن تسمع ، هو بشكلٍ ما ألغى حاجبتها لعائلتها الّتي تخلت عنها - كما استنتجت- وهي قررت ، لو وقف الحظ معها فلن تهتم لأيِّ شيء من الماضي حرفياً ، ستتخلى عن كلِّ شيء لأجله ، فقط لو وقف الحظ معها .

استمر عناقهما لدقائق طويلة ، ولن أبالغ لو قلت أكثر من ساعة ، كانَ حديثاً بالعناق ، حتى قرر هو التحدثَ بشكلٍ عاديّ .

"شارلوت .." ، همس باسمها أولاً حتى يتأكد من كونها مستيقظة .

همهمت له كما فعل هو سابقاً ، هي على وشك النوم ولا قدرة لها على تحريك أي عضو من جسدها .

"لننسَ كلَّ ما حدث ولنبدأ من جديد ، لنبتعد عن الجميع .. ولنحيا لنا فقط .." ، قال بصوتٍ عميق ، هي همهمت له وغطت بنوم مباشرة ، وما تفوه به جعلها تحظى بحلم جميل ، لو حظيتَ به لبقيت بمزاجٍ جيد لسنوات - إلا لو كان حظُّك مثلها-  .

استيقظت بعد حوالي ساعتان لتجدهما بنفس الوضعيةِ التي نامت بها ، مدَّدت جسدها بابتسامةٍ تشقٌ وجهها ، جدَّد ابتسامته ناظراً لها : "ما سر هذا المزاج الرائع ؟"

"كما قُلت .. سِر" ، قالت بنبرةٍ مستفزّة .

عبس ثمَّ قالت بطفوليّة : " سأصبح حزيناً ، أوه حرارتك جيدةٌ الآن ، أنا سعيد.." ، قال بعد أن تحسس جبينها .

"حظيتُ بأجمل حلمٍ قد يراهُ انسان .." ، قالت بعد أن أصبح وجهها مقابلٌ لخاصته .

"إذا كان الأمر كذلك فلا تخبري أحداً به حتى يتحقق .." ، قال بينما يتحسس شعرها بابتسامة أُمٍّ تنظر لابنتها .

قاطعَ لحظات تحديقه بها إتصالُ هاتفيٌّ ورده .
" لا "
"أجِّله"
"سآتي لاحقاً أنا مسافرٌ في الوقت الراهن "
"إذاً ألغي الصفقةَ بكاملها ، لن أستطيعَ القدوم هذا الشهر"
"لا يهمني"

أغلق الهاتف ثمَّ حوَّل ملامحه المنزعجة إلى ابتسامة لطيفة فور أن نظر إليها .

"ما الأمر ؟" ، سألته عاقدةً حاجبيها ، شعرت أنَّ لها صلةٌ ما بشكلٍ أو بآخر .

"أمورٌ في الشركة .." ، قال باختصار محاولاً تغيير الموضوع .

"دعني أخمن ، صفقةٌ ألغيتها وجب عليك الحضور لأجلها خلال هذا الشهر وأنت لا تريد تركي لثانيةِ واحدة كأنَّني سأختفي في أيَّة لحظة ، أو تخطط لأخذي لمكانٍ بعيد.." ، قالت وكأنَّ عقلهُ كتابٌ مفتوحُ أمامها ، لطالما كره ذكائها عندما يكون بهذا الشكل .

تنهد بانزعاج ..
"جدياً ، عمل عمل عمل .. أين الحياة ؟ أنا أعمل لأعيش لا أعيش لأعمل ، احتاج للراحة .."

نظرت إليه باستهزاء : " إن قمت بهذه الصفقة فسيصبح كلٌّ شيء على ما يرام وستستطيع أخذ اجازةٍ دون إحداث ضرر لك ولشركتك."

"لا أريد تركك!" ، قال بنية إيقاف الجدال ناسياً أن شارلوت إما تفوز به أو تفوز به.

"إذهب غداً أو سأبكي" ، قالت مستندة على مرفقها .

"لن تفعلي ." ، قال فاعلاً المثل بنبرة تحدي .

"لن أسمح لك بلمسي ، ولا حتى بالخطأ .. بالمقابل إن ذهبت فـ...
سأعانقك .." ، قالت بعد تفكير ، ليندفع هو بحماس .

"ستقبليني !" ، قال بابتسامةٍ عريضة

"لـ..!" ، لم تكمل ما كانت ستتفوه به ليندفع هو بحماسٍ أكبر .

"حتى أفقد قدرتي على التنفس !" ، قال مصفقاً ليبدأ بالصراخ بحماس ، ما كان منها إلا الاستسلامُ ودفن رأسها بالوسادة ، مجادلته في هكذا أمور عقيمةٌ حتماً .

______

"تريد الانتقام منها ؟" ، سأل بصوت هادئ ليلحظه الذي كان شارداً يحدِّقُ بالنيران في المدفأة .

نظر إليه لثوان ليبتسم ساخراً .
"وما رأيكَ أنت ؟"

"ففط مقدمة لأخبرك أنَّني سأساعدك ، وقد فعلت بالفعل ! ، غداً ستكون وحدها في منزل جونقكوك الخاص ، سيتأخر جونقكوك وأيضاً .. هناك مفاجأة ستسرك ، سأرسلها على هاتفكَ عندما تصلُ إليها" ، قال وذهب سريعاً دون أن يتيح للآخر أي فرصة للرد .

"رائع جيمين ! لم أعهدك هكذا!" ، قال بابتسامة ليست لطيفةً بتاتاً بعد أن اختفى من أمامه.

________

" لم انتِ عابسة ؟ " ، قال عاقداً حاجبيه بعد أن وجدها مستلقية على السرير تحدِّق في الفراغ بعبوس .

قفز أمامها لتنظر إليه قائلة بهدوء : "فقط.. لا شيء ، لا أشعر بشعورٍ جيِّد"

"ولمَ ذلك؟ هذا غير مسموح!" ، قال بعبوس أكبر .

"لا أعلم ، شوقا حتماً لن يمرر الأمر لي .. ولا أرغب بأذيّة تايهيونق أكثر ، في الواقع هو لم يستحقَّ ما فعلتُ به .. لا أحد منهم يستحقُّ أن يتأذى .. جميعهم يستحقون الأفضل ، لذا .. أرغب في تقديم اعتذار رسميّ لتايهيونق أمام العالم بأكمله ، وسأذهب غداً ، لا بدَّ أنَّ ما قلته كان جارحاً جداً ومؤذٍ له .." ، قالت بنبرة مختنقة وكأنَّها على وشكِ البكاء ليباشر في معانقتها .

"من أيِّ نعيمٍ أتيتِ إلى هذا الجحيم ؟! شارلوت ، أعدكِ لن أسمحَ لأي شيء أو شخصٍ بأذية ولو شعرة منك ، وإن أردت ، فسأدبر موعداً لكٍ غداً مع أحد البرامج الإذاعيّة المشهورة.." ، طبعَ قبلةً لطيفةً على رأسها ليبعدها قليلاً ويحدّق بوجهها الذي يحاوطه بيديه .

أنفُها احمرَّ قليلاً وذراتُ دموعٍ بللت رموشها ، بدت له كملاك في لوحةٍ ناقصة احتاجت ابتسامةً لتكتمل وتوقف كيانه عند هذا المنظر .

"ابتسمي ، سأنهار" ، قال وبدا لها مضحكاً بعض الشيء لتضحكَ بهدوء .

وكاللعنة هو لم يستطع الاحتمال واحتضن شفتيها بخاصته .

كان شعوراً رائعاً بالنسبة له ، اشتاق له كما أنَّه أعاد له ذكرياتٌ جميلة ، أن يقبلها وهي تبتسم .

______

"أفي كلِّ مرةٍ تنامين وتستيقظين فيها تزدادين جمالاً ؟!" ، سألها حينَ فتحت أعينها ، وكان يستندُ بمرفقه على السرير بجانبها محدقاً بها .

بدا لها الأمر مبتذلاً بعض الشيء ، جونقكوك رومانسيٌ بشكلٍ زائد هذه الأيام ..
عبست ثمَّ سألته : " إلى العمل هيا "

قلب عيناه بانزعاج وكان على وشك التذمر إلّا أنَّه تراجع سريعاً حينما تذكر القبلة ليبتسم قافزاً .
"الفطور أولاً هيا انهضي ، سأحضره"

اختفى سريعاً من الغرفة لتتبعه بعد وقت طويل نسبياً .

"أوه ، يبدو لذيذاً .. بدأتَ تعجبني في الطبخ مع أنَّني كنتُ قد فقدت الأملَ منـ.." ، قاطعها بوضعِ قطعةِ خبزٍ محمص مع مربى الفراولة في فمها .

"أيها ال... لقد امتلأ وجهي بالمربى !" ، قالت عاقدةً حاجبيها ليبتسمَ هوَ بشكل غريب قائلاً : "وهذا يقودنا إلى الحاجة إلى قبلةٍ ... فرنسية تحديداً" ، ضحكَ بصخب وبدأ يقترب منها وهي تبتعد بعد أن سمعت ما تفوه به .

"كوك أنا جائعة جداً !" ، قالت ليمسك يدها ويجلسها على الكرسي ثم يباشر بإطعامها ، ومعاملته لها كطفلٍ صغير قد أزعجتها .. تنهدت وتحمَّلت ذلك حتى لا يعاملها كفتاة ، فتاته تحديداً .

____

" انتبه لنفسك ، وداعاً .." ، قالت له بابتسامة بينما هو يرتدي معطفه نظراً لبرودة الجو خارجاً .

" لن أتاخر ، بالمناسبة ، موعدكِ مع القناةِ الإذاعيّة في الساعة الثالثة  تماماً ، سجلتُ لكِ العنوان في مذكرة هاتفك ، وداعاً ، أُحبكِ " ، قال سريعاً واختطف قبلةً سريعةً من شفتيها ، ليخرج.

هي نظرت حولها وقررت العودة للنوم فحسب..

_____

استيقظت بعد سويعات لتحدِّق بالفراغ بملل ، بدأت تفتش المنزل علَّها تجد شيئاً يُسليها ، وكم شعرت بأنّها محظوظة حينَ وجدت أدوات رسمٍ وكراسة خاصة بجونقكوك ، إلّا أنَّها لم تجد أيُّ لوحةٍ حولها لذا رجحت أنّه يضعهم بالغرفة المقفلة .

تناولت الكرّاسة وبدأت بالرَّسم ، شابٌ لم تعي من هوَ حتى أنَّهت نصف اللّوحة ، وكأنَّ أحداً غيرها هو من كان يرسم ..

"اوه .. جونقكوك .." ، نبست باسمه لتظر ابتسامة لطيفة على وجهها ، نظرت حولها لتلمح الساعة التي تشيرُ إلى الثانية تماماً ، اتسعت عيناها لتشتم باللعنات .

"اللعنة سأتأخر ، عليَّ تجهيز نفسي.." ، بدأت تصرخ وهي تجهز نفسها بفوضويّة ، انتهت بعد حوالي خمسةٌ وأربعون دقيقة ، قبل أن تصل للباب رُنَّ الجرس .

"تباً ليسَ وقت الضيوف الآن" ، تمتمت ثمَّ ذهبت لتفتح بعد أن تراجعت عن خطة الخروج من النافذة .

فتحت الباب لتجد تايهيونق أمامها ، أردف مباشرةً بابتسامة فاتحاً ذراعيه : "مفاجأة!!"
تقدمَ بعدها دون أن تنبس هي بشيء ، اكتفت بالتراجع محاولةً استيعاب ما يحدث .

أغلق هو الباب خلفه بالمفتاح ، ليسأل وهو يفعل : " أوه ، يبدو أنَّكِ كنتِ ذاهبةً لمكانٍ ما ، آسفٌ لتعطيلك.."

"ماذا تريد ؟" ، سألته بحدَّة بسبب ملاحظتها أنّه لا ينوي خيراً .

"أهكذا علمك جونقكوك معاملة ضيوفه ؟ أين اللباقة في ذلك؟" ، قال عاقداً حاجبيه .

"أخرج من المنزل حالاً !" ، صرخت بحدّة .

"شارلوت!" ، قال بنبرة مرتفعة ليسترسل بنبرةٍ أكثرَ هدوءاً : "أتيت فقط لنتحدَّث .. سأذهب بعدها ، لا داعي لأن تغضبي ... هيا لا تقلقي"

تقدمَ أمامها ماداً يده لتدخل على مضض .. جزء منها غير مرتاحٍ لهذا بتاتاً .

وصلا لغرفة الجلوس بالقرب من غرفتها وجونقكوك .

"إذاً انسة شارلوت تذكرين مالذي تفوهتِ به بشأني صحيح ؟" ، قال بابتسامة .

اومأت له ايجاباً بهدوء

"الا تودين قول شيء بهذا الخصوص؟" ، بدا لها أنَّه يطلب اعتذاراً لذا أردفت : "آسفة"

ابتسمَ لها فجأة بلطف ، تقدم نحوها معانقاً إياها : "لا بأس .. جيدٌ جداً أن تعتذر عن أخطائِك .."
أردف ثمَّ أصبح وجهه مقابلاً لرقبتها ليردف بنبرةٍ باردة : "والأفضل أن تعاقب عليها."

قبل رقبتها بقوّة تاركاً علامةً بنفسجيّة واضحةً عليها ، أما هي فتجمدت من صدمتها ، لم تستطع حتى البكاء وكأنَّ الدموع جفت بعينيّها .

ابعد وجهه عنها ماسكاً إياها بقوّة ..
"أخمنتِ ماذا سأفعل ؟ سأريكِ رجولتي ، في منزل رجلك ، على سريره الجميل ، وهو لن يستطيع فعل شيء .. آه أتعلمين .. هو الآن في موعد لطيف مع فتاةٍ مثيرة كاللعنة .. حسناً هي حبيبته السابقة التي يفكر بالعودة إليها إذ أنهما يتقابلان منذ فترة كما اليوم .. لا تظني أنّه بقي طوال فترة غيابك دون فتاة تهتم به"

"كاذب! ابتعد عني" ، صرخت والدموع ملأت عينيها وبدأت تحاول الافلات من يديه دون جدوى ..

"حقاً ؟" ، قال بنبرة تحدٍ ليجرها إلى الغرفة ويلقيها على السرير مخرجاً صوراً من جيب معطفه الداخليّ .
"انظري إذاً .."
القاها عليها لتحدق بها بصدمة ، كانت صوراً لجونقكوك مع فتاةٍ يمسكانِ أيدي بعضهما والابتسامة تعتلي وجهيهما .
وصورةٌ لجونقكوك وهو يقبلها ، واخرى لهما يتعانقان .

القت بالصور أرضاً بصدمة .
"مستحيل" ، تمتمت وملامحها تجمدت .

"والآن عزيزتي ، دوري .." ، قال مبتسماً ليدفعها للاستلقاء ، مزَّق ملابسها لتبدأ هي بالبكاء والصراخ راجيةً إيّاه أن يتوقف .

انتهى من تمزيق ملابسها ليردف عاقداً حاجبيه : " أنتِ مزعجة " ، مدَّ يدهُ لجيب معطفه ليخرجَ حقنة ، اعتلاها وقبّلها ليغرزَ الحقنة في رقبتها بينما يفعل ، استغرقَ الأمرُ ثوانٍ حتى تفقد وعيها .

______

مضت ثلاثُ ساعات ، بدأت تستيقظُ وهي تشعرُ بالخدر في جميع أنحاء جسدها ، حدَّقت بالسقف لدقائق حتى تتذكر ما حدث وتبدأ دموعها بالهطول دون إذنها .

نظرت لجسدها العاري تماماً والذي امتلأ بعلاماتٍ بنفسجيّة وقفت لتشعر بالألم ، ارتدت ملابسها بصعوبة لتنظر للدماء على سرير جونقكوك ويشتدَّ صوت نحيبها .

نظرت للصور المتناثرة على الأرض لتتوقف عن البكاء رغماً عنها وتمسح دموعها .

"اللعنة على العالم.." ، قالت بصوتٍ مهتز ، كان أسوأ ما في الأمر تذكرها لوعد جونقكوك البارحة ..

كما كلماته اليوم ، قال أنَّه لن يتأخر .. هو تأخر كثيراً !

_________

"مالذي تريدينه الآن بعد كلِّ ما فعلتِ ؟" ، سألها شوقا ببرود لتنظر لتايهيونق الذي يجلس متظاهراً بالبراءة .

أدركت أنَّ شوقا لا يعلم شيئاً عمّا فعل تايهيونق ، لتقول بنبرةٍ خالية من الحياة .

"أريدُ حاجياتي.."

أدرك شوقا أنَّ أحدهم فعلَ لها شيئاً بسبب عيناها المتورمة ووجهها الجاف ، وكأنَّها قضت مئة عام تبكي .

تنحى لها لتدخل ؛ لشعوره بشيءٍ من الحزن على حالتها ، لم يرغب بأن يزيد الأمر عليها سوءاً كما ظهر له .

_____

دخل المنزل بابتسامة ، كلُّ ظنِّه أنَّ شارلوت تنتظره .

دلف إلى الداخل وشعر بشيء من الغرابة حين كان المنزل مفتوحاً ، وجد كراسة الرسم ونظر لما رسمت ، اتسعت ابتسامته أكثر حينما وجدها قد رسمته ، إلّا أنَّها لوحةٌ ناقصة ، تناولها واتجه لغرفته ظناً منه أنَّها نائمة ، وفي لحظة دخوله تمنى الموت على أن يرى ما رأى ..

ملابس شارلوت ممزقة ومنتشرة أرضاً ، دماءٌ قليلة استطاعَ معرفةِ ما هيَّتها على السرير وصورٌ متناثرةٌ على الأرض .

انزلقت اللّوحة من يده ليتقدم نحو السَّرير ، انهار أرضاً ودموعه بدأت بالنزول لدى تخيله ما حدث متمتماً باسمها .

نظر للصور وعلم فوراً أنّها مزيفة ، كما علم من خلفَ كلِّ هذا .

وقف كالمجنون متجهاً نحو الفاعل ..

وصلَ منزل شوقا ليجدَ جيمين في الحديقة ، ركض نحوه سريعاً ممسكاً بياقته بقوة ، ليصرخ : "أينَ ذلك السّافل ؟"

أدركَ جيمين من يقصد ليشير له على المنزل .
لكمه ليسقط أرضاً ويلقي الصور فوقه مردفاً بحدّة وكأنّه سينفجر بأيّة لحظة : "أعلم كلَّ ما فعلت ، أعلم الآن تماماً لم أشغلتني وأعلم من زيّف هذه الصور ... أقسم سيكون حسابكَ عسيراً"

ذهب بعدها راكضاً إلى المنزل ، وجد تايهيونق أمامه وشوقا ينام على الأريكة .
قفز فوق تايهيونق ليسقطه أرضاً ويبدأ بضربه بوحشية كأنّه عازمٌ على قتله ، صارخاً : "لمَ لمَ هي أيُّها السّافل ؟ ألا تعلم من هي ؟ لم لم تقتلني قبل أن تفعل ذلك ؟! لن أرحمك ! سأريك الجحيم أيها العاهر!"

ظلَّ يضربه حتّى استيقظ شوقا وأمر رجاله بإبعاده عن تايهيونق الذي تورم وجهه بالفعل وبدأت شفتاه بالنزيف .

"ماللّعنة التي تحدث معكما ؟!!" ، صرخَ شوقا بعد أن رأى وجه تايهيونق المتورم وجونقكوك الهائج الذي يحاول الافلات من اولئك الرجال .

"صديقك العزيز اغتصبها !" ، صرخ ثمَّ رمق تايهيونق بنظرات قاتلة ، جونقكوك كان يشعر وكأن أحدهم يعتصر قلبه ، ألمه حتماً كان اضعاف ألم تايهيونق ذو الوجه المتورم .

نظر شوقا لتايهيونق بصدمة ، ظلَّ صامتاً لثوانٍ ، قبل أن يردف لرجاله : "لا تؤذوه ، فقط امنعوه عن قتل تاي.."
ذهب بعدها ، وهو لن يلوم جونقكوك مهما فعل ، لذا لن يحاول التدخل ، بل لا يرغب بالمشاهدة حتى ..

نظر له تايهيونق وبدأ بالضحك ليجلس أمامه .
"أتعلم ، لقد كانت خائبة الأمل بك .. أخبرتها أنَّ تلك الفتاة هي حبيبتك السابقة وصدَّقت ، كانت تبكي وترجوني ألّا المسها ، لكن أتعلم .. استمتعت كثيراً معها على سريرك وفي منتصف منزلك في وضح النهار ، علمت الآن لم تحبها ! يا رجل هي تملك أجمل جسـ..."

لم يكمل جملته حتى تلقى لكمةً ألقته أرضاً من شوقا الّذي سمع كلَّ ما تفوه به .
"ما ذنبُ جونقكوك هاه ؟" ، سأله بنبرةٍ حادة وصوت خفيض ليصرخ بعدها : "أخبرني !! ، متى تدنيت إلى هذا المستوى ؟ أتغتصب فتاة !! هل أثبتَّ رجولتكَ الآن ؟ أتعلم ، الشيءُ الوحيدُ الذي أثبتَّه بفعلتك هذه هو صحةُ كلامها عنكَ ! كلمةُ ذكرٍ كثيرةٌ عليك !"
اشار إلى الرجال ليفلتوا جونقكوك الذي أخذ يضرب تايهيونق حتى فقد وعيه .

خارت قواه بضربه لتايهيونق حتى أصبحت لكماتٍ خفيفة ، أردف وهو يبكي بألم : "أين هي ؟ .. أعدها لي .. هي ليست بخير ... أعد فتاتي لي ، كلُّ شيء كان ليصبح على ما يرام ، كانت على وشك الاعتذار لك أمام العالم بأسره أيها الوغد !! .. هي وحيدةٌ الآن ، هي تحتاجني .."

ابعده شوقا عن الذي فقد وعيه ، نظر إليه مربتاً على كتفه .
أردف بهدوء وحزن على حال من أمامه : "لقد أتت إلى هنا لتأخذ حاجياتها ، ثمَّ رحلت .. سأرسل رجالي للبحث عنها في كل مكان .."

ابتسم الآخر ساخراً بضعف : " عندما ترحل بسبب ألمها لن تسمح لأحدٍ بأي شكلٍ كان بمعرفة مكانها .. تحسبني أخونها وأنا لم أنظر لفتاةٍ غيرها في حياتي قط .. لن تترك أثراً لها .."

لم يدرِي شوقا ماذا عليه أن يفعل فاكتفى بعناقِه .. هو يكره شارلوت كاللّعنة ، لكن ليس جونقكوك ، كما أنَّ ما فعله تايهيونق لها لا يُغتفر..

جيمين كذلك أدرك أخيراً مدى تماديهما في الأمر ..
لكن الأمر حدث بالفعل ..

______

انتهى

ختامها مسك 😂😂

١. كلمة لتايهيونق ؟

٢. كلمة لجونقكوك ؟

٣. الى اين زهبت شارلوت ..؟

يزينني لما ابلش البارت سعيد يفتح النفس واختمه بنكد 🌝♥️

شقشق عجبني بخليه البطل 🤤

جيمين اهبل وخبيث 😂😂

٤. ممكن كلشي يتصلح؟

٥. أي كونانة حابة تفحمني بتحليلها ؟

١٠. اختاروا اسم للشخصية الجديدة حقت البارت الجاي
*لها علاقة بجيمين *
كوين / غرايس / ايمي / زينيث / كورتني / امبر / ڤيوليت / داشا

اللي بقول البارت وصخ يقرأه مرة ثانية ويركز عالتنوية 🙂

و ... احلاماً سعيدة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top