20 | كما قآلتْ .
"مين يونقي ، بارك جيمين !!!"
قالت ليكتفي كلاهما بالصمت ، هي لم تصدم كما يجب لأنَّها اعتادت على هذا ممن يرتدون الأقنعة ، فأردفت عاقدةً حاجبيها :
"لكن لمَ ؟ لم تكرهان جونقكوك الآن ؟ "
قلب يونقي عيناه بملل ، ليردف : "كان بسببك وكاللَّعنة نسيتي كلَّ شيء ."
ضيقت عيناها لتقول : "دعاني أخمن ، أحدكما أو كلاكما وقعتما في حبي ولأنني كنتُ حبيبة جونقكوك تشاجرتم لأجلي وبالنهاية اخترت اللعين ؟"
ضحكَ جيمين بسخرية : "لستِ في قصةِ مسلسلٍ تركيّ يا فتاة .. أنتِ حتى لا تناصفينَ جمال الرِّجال فيهم ، كما أنَّ لا أحد قد يجنُّ مثلَ جونقكوك ليصبحَ مهووساً بفتاةٍ دنيئةٍ مثلك ."
"دنيئة ؟" ، قالت مستغربة ، حسناً ما إثمها ليصفها بهذه الكلمة ؟
"لا تفكِّري حتى .. لعنتكِ كانت الأسوأ " ، قال شوقا بملل .
"أين غرفتي ؟ أشعرُ بالنعاس ." ، قالت بانزعاج منهما .
"ستشاركين جيمين الغرفة ، لا غرف شاغرة لدينا " ، قال شوقا وهو يتثاءب .
تذمر ورفض كلاهما ، لكنَّ تحديقه بهما لثوانٍ دون أيّة تعابيرٍ جعلهما يخرسان وينصاعان له ، هو كان يفكِّر بالسرير فحسب آنذاك .
أمرَ إحد الرجال بشيء ليومئ له إيجاباً ثمَّ ذهب لغرفته .
_____
"هل من المستعصي للمغفرة على إثمي لهذا الحد ؟ أعنيزمالّذي فعلته ؟ لأيّ حد وصلت ؟" ، قالت بشرودٍ بينما تعبثُ بأذن الأرنب الَّذي على ملابس النَّوم الَّتي منحها جيمين إياها .
جيمين كان يشعرُ بالنعاس ، فقال لها بينما يغطي نفسه جيداً باللِّحاف : "أصمتي أيَّتها اللعنة ، فلتنامي على الأريكة ، وأطفئي الأنوار"
أغلق عيناه لثوانٍ ثمَّ فتحَ واحدةً منهما تلتها الأخرى ، لطافتها ظهرت عند رؤيته لنظرتها المنكسرة وهي تنظرُ إلى الأسفل ، كانَت هذه النظرات ما تميزها لا أحدَ يقاومها .. تنهدَ ثمَّ قال : "إقتربي .."
مدَّ يده لها من تحت اللحاف لتتقدمَ عنده دون تفكير ، تزحزح تاركاً لها مكاناً فارغاً بجانبه لتستلقي عليه .
"سأعاملكِ بقدرِ ما تذكرين ، تذكرين أنني جيمين الصبيُّ اللطيف خاصتكِ صحيح ؟"
اومأت له ايجاباً .
"ذنوبكِ كانت الأسوأ ، حتّى أنا ، لقد استغليتني ، ولأنَّ جونقكوك أحبَّكِ كثيراً أبى أن يَلُمكِ .. لام جميع من آذيتِ ، وكنّا من نال النصيبَ الأكبر من أذيَّتكِ .."
"لا تفكري بها كثيراً ، نامي فحسب .." ، قال بهدوء ، ليعانقها وينامان بسلام .
دخلَ بعدَ ذلكَ أحدٌ ما ، التقط لهما صورة وخرج سريعاً .
_____
"جونق لعنة كوك .. أينَ ليزي ؟" ، صرختْ بوجهه ، الدخان يكاد يخرج من أذنيها ؛ لشدَّة غضبها .
"آنّا إهدأي" ، حاول نامجون بعقلانية ، لكن كيف لها أن تهدأ ؟ هي كبركان ثائر الآن .
كانَ يحدِّقُ بها بفراغ حوله الزجاج الَّذي هشَّمه سابقاً ، منزلهُ في حالٍ يرثى لها .
"جونقكوك ، هل أنتَ بخير ؟ " ، سأله لقلقه عليه ، من المستحيل أن يكون جونقكوك هادئاً في ظروف اختفاء شارلوت ، إلا إذا كانَ هناك أمراً كبيراً .
"لقد خسرتُ كلَّ شيء لأجلها .. أصدقائي ، شقيقتي وعائلتها .. والآن ، خانتني بكلِّ بساطة ! " ، انتهت جملته بقهقهةٍ خفيفة صدرت منه .
"لَقد فعلت هذا مراراً مسبقاً ، لكنَّكَ كذبتَ الجميعَ وصدَّقتَ قلبك .. جونقكوك هيَ لا تستحقك .." ، حاولَ نامجون التخفيف عنه ، كان جاهلاً أنَّ ما قاله قد زاد الطينَ بلّة لتصرخ به الأخرى :
"كانَ يحبها ما مشكلتك أنتَ نامجون ؟! هو صدَّق قلبه لأنَّ قلبه الوحيدُ الَّذي عرفها جيداً ... شارلوت ليست سيئة .. هي ليست سيئة " ، كانَ الجميع يجهل ما يحدثُ مع شارلوت ، وكانَ هذا يؤلمُ آنّا ، هيَ وجونقكوك لم يلوماها .. وهي على وشكِ أن تخسر جونقكوك
"إذاً ماذا ؟! كلُّ ما فعلته .. لجيمين ويونقي ، جين ، حتَّى جدّها !! والآن من هل سننتظر حتّى تؤذي جونقكوك ؟! هي مختلة تؤذي الجميع !" ، صرخ نامجون بوجهها ، أوداجه برزت لشدَّة غضبه ، هو كانَ يحبُّ شارلوت ، ظنَّها تغيرت حين نست ، لكن الآن تلاشى كلُّ شيء .
صوتُ ضحكاتِ جونقكوك جعلَ من كليهما ينظرانِ إليه بصدمة ، يضحكُ في موقفٍ كهذا ؟؟
"لعبةٌ جيدة عزيزاي .." ، قال وربت على كتفيهما ، نظراته كانت غريبة ، كانت مريضة !
"جونقكوك ماذا تقصد؟" ، سألت آنّا بصوتٍ خافت ، بدأت تشعر بالخوف منه .
"ألم تفهمي .. لقد فهمتُ لعبتكم جميعكم .. ما تريدون فعله ، وأنا وصغيرتي شارلوت الضحايا الوحيدون هنا " ، كانَ يتحدَّثُ بثقةٍ واختتم جملته بصوت خافت .. كان غريباً بحق .
"جونقكوك بأي لعنةٍ تتفوه ؟!" ، قال نامجون بحدَّة .
"جميعكم .. جميعكم تحاولون إبعادي عن شارلوت .. تحاولون جعلها السيئة ، حتّى أبتعد عنها وأهجرها .. لكنَّها لي ، إنّها ملكي وستبقى كذلك رغماً عن الجميع ، سأقتلُ كلَّ من يحاول التَّفريق بيننا ."
قال بنبرةٍ غريبة ، كأنّه شخص آخر .
كلاهما كانا يحدِّقان به بصدمة ، فاغران ثغريهما .
ثوانٍ حتّى عقدت آنّا حاجبيها قائلة : "جونقكوك .. لن يفعل أحد .. ستكونان معاً ، شارلوت تحبُّكَ وأنتَ كذلك .. والآن فلتهدأ ، سأحاول التواصل مع شارلوت لتأتي إليك ."
"حقاً ؟" ، سأل بنبرته الحزينة وصوته المتوسل ، نامجون يقف بينهما لا يعي شيئاً ، كالأصمِّ في حفلة روك .
اومأت له إيجاباً ، ليبتسم لها ويقول كأنَّه طفلٌ صغير حصل على دميته : "سأذهب إلى غرفتي حتّى تأتي ."
______
"مالَّذي حدثَ تواً ؟ " ، سأل نامجون بنبرة سريعة وتفاجؤ .
ذهبت للأريكة المجاورة وجلست تحكُّ جبينها ، ثوانٍ حتّى رفعت رأسها نظرت إليه وابتسمت بتكلف : "كما ترى ، يبدو أنَّ ابنَ عمِّكَ مصابٌ باضطرابٍ نفسيّ .."
"ماذا !! "
زفرت بتعب .
"لا يهم ، الأهم الآن أنْ نجد شارلوت ، لا يجب أن نكذب عليه ."
"لكن .. حسناً أدركُ أنَّك طبيبة نفسيّة ، لكنْ كيف أنتِ متأكدة هكذا ؟ كيف عرفتِ مرضه ؟" ، قال وما زال تحت تأثير الصدمة .
"لم أعلم بعد .. أحتاج لفحصه جيداً ، لكن مبدئياً أعتقدُ أنّه فصامٌ تطور إلى الهوس الشبقي ."
"ارجو المعذرة ، لا أذكر أنني درستُ علم النفسِ مسبقاً حتّى أعلم ما هو الهوس الشبقي !" ، قال نامجون بعصبيّة .
تنهدت بتعب لتردف بعدها : "إسمع ، قد يكونُ لهُ أنواعٌ عديدة ، وبالذات من مريض لآخر ، لذا لا أستطيعُ الشرح لكَ بالتفصيل حتّى أعاين جونقكوك ، كلُّ ما أستطيعُ قوله أنَّهُ نوعاً ما مهووسٌ بشارلوت"
"أعتقدُ أنَّني قد أعرفُ مكانَ شارلوت " ، قال نامجون بهدوء وهو يحدِّق بهاتف جونقكوك الملقى أرضاً ، انتشله فجأة ليفتحَ القفل ، كانَ منَ السهل عليه معرفته ، أرقامٌ تخصُّ شارلوت ، كتاريخِ ميلادها ، ميلادِ حُبِّهما أو أعظم ، كتاريخِ وفاتها و أكبرـ خسارةٍ في حياته - حتّى الان ، ثمَّ بدأ يبحثُ في الَّرسائل.
دقائق حتّى هتف : "وجدتها .." ، كانت رسالةٌ من رقمٍ مجهول ، بها صورة لشارلوت تنامُ رفقة جيمين .
نظرَ لها نامجون بخيبةِ أمل تنهدَ حين سألته آنّا ثمَّ أجاب : "هي رفقة جيمين ويونقي"
"لنحضرها ، مع أياً كان ، إن كنتَ تعرف مكانهما ."
قالت بعجلة ، كانتْ تريدُ أنْ يتمَّ كل شيء بسرعة ، لكنّها كانت تنتفضُ خوفاً من كلِّ خطوةٍ تقومُ بها .
نظَر نامجون إلى ساعته ؛ ليتنهد بتعب ، أردف بعدها :
"يونقي وجيمين سيكونان في أرض الأحلام الآن .. إنّها السابعة صباحاً آنّا .. "
صمتت لوهلة ، نظرت إليه بتعابير غريبةٍ وهي تقضم شفتها ثمَّ نطقت : "ألم توقظهما من قبل ؟"
"إلا يونقي آنا"
_____
كانا يقفان أمام المنزل المحاط بالحراس من كلِّ زاوية .
تنهد نامجون بتعب : "تريدين من الحراس ايقاظهم ؟"
سيتلقى صفعة لو قالَ أنَّه يشعر بالنعاس أمامها ، ستقولُ له أنّها نعسةٌ أكثر منه لكنّها صامدة ، تمنى أن يفنى الجميع وينامُ هو براحة ، يعاني من مشاكل جونقكوك وليزي منذ سنواتٍ عديدة ، أما لهُ حقُّ بالرّاحة ؟
"لا .." ، قالت وابتسمت ، نظرت حولها ثمَّ انحنت والتقطت شيءٌ من على الأرض .
حصى ... لا يريدُ تخيُّل ردِّ فعل يونقي حينَ يرى زجاج منزله مهشماً ، حاول منعها لكنَّ رأسها أقسى من الحصى .
دقائق عديدة حتّى ظهر لهما ذو الشعر الفضيّ بثياب النوم ، لم ينسَ وجهه الغاضب ، كادَ أن يصرخَ بالحراس لكنَّهُ لمحَ صديقاً قديماً .
تقدَّم نحوه .
"انظروا من لدينا هنا ... نامجون بشحمه ولحمه !! مالَّذي حدث في الكون حتّى تشرفنا عزيزي؟"
كانَ ساخراً لأبعد حد ، كان كالعلقم لا كالسُّكر .
"لم آتِ لأجلك ، أتيتُ لأعيدَ شارلوت إلى من تنتمي له ."
قال محاولاً تمالك أعصابه .
حدَّق به لوهلة ساخراً قالَ بعدها :
"تقصدُ جونقكوك صحيح ... الانتماءُ يا عزيزي يكون للأوطان ، الأوطانُ تكونُ أوطاناً بالأمان ، هل جونقكوك آمن ؟ كلانا يعرفُ الإجابة .. جونقكوك ليسَ آمناً فهوَ ليسَ وطناً وهي هجينةٌ لا تنتمي لوطن أو لعرقٍ كما تعلم ."
فلسفة جميلة من يونقي كادت أنْ تفقد نامجون أعصابه ، لولا تدَخل آنّا .
"بعيداً عن فلسفتكَ العميقةُ بالانتماء ، ألستما خطيران مثله ؟ كما أنّ سعادةَ من نعتها بالهجينة تكون رفقة جونقكوك ، لا رفقةَ الأغراب"
ضحكةٌ ساخرةٌ صدرت منه ، من هي لتنعته بالغريب الآن ؟!
"عُذراً ؟ من الغريبُ منّا ، أأنا الَّذي تلقيتُ منها ما يكفي لأخسرَ خمسةً كانوا لي كالحياة بأكملها ، ثمَّ أتت هيَ لترافقني بعدَ أن هدمتني ؟ أمْ أنتِ من ساعدتِها لتنسى أخطائها ، لكيلا تشعر بالنَّدم ونحن من يتحمل ، أنتِ الغريبةُ الوحيدةُ هنا ، وما أنتِ إلّا طبيبةٌ نفسيةٌ إدَّعت دورَ الشقيقة ، هي آذتنا وأنتِ آذيتها ، تبقى من يُريكِ حدك "
"تذكر أنّها لم تجبر ولو واحداً من الخمسةِ على تركك ، أنتم من تفرقتم بأنفسكم ، أدركُ أنَّ كلَّ ما كان كانَ إثمٌ هي مرتكبتهُ الوحيدة ، لكنهُ اثمكم أيضاً ، أنتم لم تدركوا هوَس رفيقكم ، وصفتموه بالمختل المهووس ، كانَ حقيقة ، لكنَّكم قلتوها بنيِّةِ الإهانة ومشاعر الكره ، ثمَّ ماذا ؟ أأتعيشُ بي حتّى تعلمَ ما أدعي وما لا أدعي ؟ أرى أنَّ أحداً آخراً يحتاجُ لأن يُبصرَ حدّه"
كلهما قدْ بلغا حدَّهما ، إن استمرا على هذا المنوال فواحدٌ منهما سينتهي دونَ رأس ، لذا رأى نامجون مناص في تدخله .
"أنطر، لم نأتِ إلى هنا لنسمع أحاديثك العظيمة ، نحن نحتاجها بشدة لأنَّ جونقكوك يحتاجها ، لذا رجاءً فلنتَّبع الطرق السِّلمية .."
"حسناً إذا ، شارلوت تعملُ معنا الآن ، ولا مخرجَ لها من هنا ."
قال بابتسامةٍ استفزّت الأخرى ؛ لتصرخَ معلنةً عن غضبها بوضوح وشفافيّة .
"تعملُ معكم ؟! تريدُ جعلها قاتلة ؟!"
كانَ على وشكِ العودةِ إلى منزله لكنَّ كلماتها استوقفته ، التفت إليها ونظرَ عاقداً عاجبيه بابتسامةٍ ساخرة .
"أُريدُ جعلها ؟ ، ما هذه المهزلة ، كيفَ سأجعلُ من قاتلةٍ قاتلة ؟ أجيبيني أيتها الطبيبة .. هي من جعلتْ من آخرين قتلة ، كَجونقكوك مثلاً .."
أنهى كلامه لتأتيه لكمةٌ مباشرة بعدها ، نامجون قد نفذ صبره وهذا سيء !
"مين يونقي نَفِّذ ما أُريده وإلا ستلقى ما لن يُرضيك" ، صرخَ بقوّة ، كانَ مفزعاً بالنِّسبة لم أحبَّتهُ رزيناً ذكيّاً .
مَسحَ على وجهه ، ثمَّ لامس زاوية فمِّه بلسانة يحدِّق بالآخر بحنق ، ثوانٍ وتنهد قائلاً بعدها : "إتبعاني"
مشى بضع خطوات ثمَّ التفت بخفَّة وأكل سيره مسترسلاً :
"لا أضمن تحقق ما أتيتما لأجله ، هوايةُ شارلوت تخييبُ الآمال"
هُما يعلمان ذلك بالتأكيد .
_______
كانا ينتظرانِها بالصالة ، شهقت آنّا حالما رأتها وتقدَّمت معانقة إيّاها .
دفعتها بكلِّ برود ، كانت ترمقها بحنق .
"شارلوت .. أنتِ.."
تمتمت غير مصدِّقة .
"مالَّذي أخبرك به ذلك اللَّعين؟" ، سألها نامجون بحنقٍ يحدِّق بشوقا الذي ينظر لما يحدث أمامه بسخرية .
نظرت إليه ، قهقهت بسخرية ثمَّ أردفت : "إن تقصد يونقي فهو لم يخبرني شيئاً في الواقع ، اللَّعينُ الحقيقيُّ هو ابنُ عمِّك "
"ماذا ؟" ، سألها بصدمة ، أوشكَ على صفعها للحق .
"هوَ يحاولُ تضليلي ، وتُركتُ بالنِّهاية ، هل يونقي المذنب الآن لأنَّهُ من احتواني وقبلَ بإخباري ما هو حقّي ، اريد الحقيقة ليس إلّا ، جونقكوك جعلني مشوَّشة ، أنا الضحيّةُ مرةً والقاتلُ ألف مرة في قصّته ."
"شارلوت جونقكوك مهووس." ، صرخت آنّا بنفاذ صبر ، نظراتُ الجميع تركزت عليها .
"ماذا؟"
"هو مهووس بكِ ، هذا يعدُّ اضطراباً نفسياً ، وأيضاً .. نحتاجكِ لمعالجته .." ، توسَّلتها آنّا .
زفرت بملل ، نظرت حولها ثمَّ أردفت : "ليست مشكلتي ، عالجوهُ وحدكم ."
"حقيرة ! ، أهذا جزاءُ حبِّهِ لكِ ؟! لو ترينَ حالته الآن !" ، صرخ نامجون بحنق .
"أن يشفى بأسرعِ وقتٍ فهذا من مصلحتكِ ، صدقيني إن تطور الأمر قد يصلُ به إلى حدِّ قتلكِ هوساً !" ، قالت آنّا .
"ستذهبين." ، قرَّر يونقي ، وما كانَ لها رأيٌّ بعد ذلك .
______
"حسناً ، وداعاً." قالت ببرود تهمُّ بركوب السيّارة .
"مهلاً .." ، قال يونقي ليتقدم نحوها ببرود .
"أنتِ ستُخطبين ." ، استرسل ببرودٍ يتفاقمُ شيئاً فشيئاً ، أمّا هيَ فشعرت بشيءٍ يكتمُ على نفسها .
"ممن ؟" ، سألت تواري توترها وعدم رضيها .
"جيمين على الأرجح ، أو من ستقابلينه عند عودتك ، وداعاً."
استقلَّت السيارة بحنق ، اتجه السائق لمكان هي لا تعلمهُ حتّى ، من هو مين يونقي ليتحكّم بحياتها بهذا الشكلْ ولمْ تمضِ تلك الفترة على لقائهما حتّى !
______
"اللَّعنة عليكم جميعاً ، أتمنى أن يُسلخَ جلدكم ." ، همست بغضبٍ حالما رأت هيئة جونقكوك تقفُ حيثُ تمَّ اخذها ، تقدّمت بخطواتٍ متهزّة نحوه حتّى أصبحت بجانبه ، كلاهما يسهب بصره في الأفق ونسمات البحر تلطمهما .
"لم تتأخري !" ، قال بهدوء.
"يونقي أرسلني ، سمعتُ أنَّك مهووس !" ، قالت ببرود ، تجاهلت تحذيرات آنّا لها بعدم ذكر اضطرابه أمامه .
تفث ما اختزنته رئتيه من هواء ، أردف بعدها بملل : "تعلمين ، قُدراتٌ تمثيليّة ."
عضَّت شفتيها بسخرية ، هي توقَّعت هذا ، لكن لم تعتقد أنَّ آنّا طبيبةٌ فاشلة إلى هذا الحد !
"مخادعٌ منذ الأزل ."
نظر إليها بطرفِ عينه ، ثوانٍ حتّى التَفَّ عليها بكامل جسده ملصقاً إياها به .
"أتركني .." ، قالت باتزان ومحاولاتٍ فاشلة بابعاده .
"أتظنينني غبياً حتّى أترككِ بعدما حصلتُ عليكِ ؟!" ، قال ساخراً .
"جونقكوك أنا أصبحتُ لأحدٍ آخرَ بالفعل ، لقد تمت خطبتي !" ، أدركت بالنهاية لمَ أخبرها يونقي بذلك ، هي شكرته بذاتها .
"منْ هوَ ؟" ، قال واسودَّت نظراته .
" لا شأن لك !" ، أردفت ببرود ، ثمَّ استرسلت بعد أن نجحت في الابتعاد عنه : "والآن آملُ أن تقدرَ ذلك ، وداعاً ." ، أوشكت على المغادرة لكنَّها توقفت فجأة ، نظرت إليه وتقدمت نحوه ، وبشكلٍ مفاجئ لثمته ، التحمت شفتاهما ثمَّ ابتعدت بعد ثوانٍ معدودة .
"قبلةٌ ، ووداع .. آملُ أنَّ هذا عادلٌ لك ." ، قالت ثمَّ غادرت ، هو تمنى لو كانت تلك القبلة أطول قليلاً لكنه أضاع حظه منذ زمن .
______
🤷🏻♀️🤷🏻♀️
هل من احد هنا ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top