19 | كبدايةٍ لنا

'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____

"هل تعرفين معنى التحرش أصلاً ؟"

نظرت حولها بتوتر ، لا تريد الأفصاح عن المعنى الَّذي تعرفه بشكل مباشر ، تكادُ تفعل لكن لا ..

"آه .. جـ جونقكوك ابتعد" ، قالت بتوتر ، لربما كانت قوية دائماً لكن ليس الآن ، وليس مع ما يجول داخل عقلها الصغير .

"لمَ عليَّ فعلُ ذلك .. ؟ " ، قال بابتسامة متكلفة .

"لأنَّك لا تريد أن تكونَ مثل الجنيَّة المتحرشة صحيح ؟ " ، قالت بابتسامة استغرقت كثيراً حتى ظهرت .

"من يدري ، ربما أكون أسوأ منها ، تعلمي لطالما أحببتك ، ولكنك ترفضينني الآن .. أنتِ في منزلي ، على سريري ، ووحدنا .. أتعلمين شيئاً ، لن أكونَ مذنباً بالكامل إن آذيتك ، أياً من كان كان ليفعل هذا صحيح شارلوت ؟" ، قال بتعابير جديّة .

أغلقت عيناها وتصارعت مع نفسها قليلاً ، قلبها ينبض بالخوف ، استرجعت كلَّ ما في ذاكرتها ، فتحت عيناها ثمَّ أردفت بابتسامة واثقة : "حسناً جونقكوك ، أفعل ما تريد .. كنتُ حبيبتك بالنهاية صحيح ؟ يحقُ لك هذا ."

كانت شبه متأكدة من أنَّ جونقكوك يفعل هذا ليجعلها تعلن عن خوفها ، لذا قررت عكس ذلك ، وهو أدرك أنَّها فهمت ، لذا قرر أنْ يتخطى الحدود قليلاً .

ابتسم بهدوء ثمَّ أردف : "حسناً لم أظنُّ أنَّك سهلةٌ هكذا .. لكن هذا أفضل "

عقدت حاجبيها حين شعرت بيديه على كنزتها .

شعرت بأنها ارتفعت عن جسدها لتغلق عينيها وتقول بصوتٍ هامسٍ خائفة : "أرجوك لا .. لا تفعل جونقكوك .."

أصبحَ بجانبها يضع رأسه على يده وعلى وجهه ابتسامة منتصر ..
"من الخائف الجبان منا الآن هاه ؟"

وضعت كلتا يديها على عينيها فقط ، لكنَّه سرعان ما أبعدهما قائلاً : "لا داعي لأن تخفي دموعك عني وتحاولي اخفاءهم أمامي .. آسف لجعلكِ خائفة ، لكن تأكدي لن أؤذيكِ ولو على جثتي .. لا تخافي مني مجدداً ... ممن أحبَّكِ أكثر من نفسه ."

"كيفَ يمكنك أنْ تحبني هكذا ، الآ تذكر ايذائي لك ؟!"

"كيفَ يمكنني ان لا أحبكِ وأنا بالكادِ أمنع نفسي عن الاحتفاظ بكِ لي وحدي من كل العالم هذا ؟! أنتِ في كلِّ جزءٍ موحش في حياتي .. نعم موحش وسيء ، أنتِ من تجرعيني الألم الَّذي أحبه .. أحبُّ التعبَ لأجلك ، الحزن والألم لأجلك والخوف لأجلك .. أحب إيذائك لي في كلِّ مرة تبعدينني بها وترفضيني .. أحبُّ ذلك لأنني لا أكرهُ شيئاً بكِ ومنكِ أبداً .. وهذا كلُّ ما تفعلينه .. أنتِ جحيمي الَّذي أريدُ الموتَ به للأبد .."

"مـاذا لو أحببت رجلاً آخر ؟" ، شعرت بالفضول نحو إجابته ، ماذا سيفعل وهو يحبُّها بهذا القدر اللامحدود ؟!

"سأقتلك وأقتل نفسي .. سنموت معاً ، لن أقتلة لأنني لن أسمح لأحد غيري لأن يموت على حبك .. وسأدعو أن تكوني لي في الحياة الأخرى ."

قلبت عيناها بضجر ، مشاعره مبالغ بها ، كما أنَّها لا تستحقها .

"جون جونقكوك .. أتعلم ، أعتقدُ بأنَّ كلَّ ما حدثَ كان إثماً .. إثمك ، أو خاصتي .. أأنت تحاول إخفاؤه ؟"

تنهدَ ثمَّ وقف يحدِّقُ بالمرآة بينما هي اسندت رأسها على كفِّها تحدِّقُ به .."

"شارلوت لاكسمبرغ ، ما تذكرينهُ لا شيء فلا تطالبيني بالحقيقة .. أنتِ جئت لتنتقمي .. جئتِ لتنهيني لكنَّك من انتهيتِ في طريقك .. حين أدركتِ الحقيقة ... هناكَ آثامٌ أكثر مما تعتقدين ، حتى دماءٌ قد سفكت .. وهناكَ من برئَ منكِ .. ومنْ رحل وكانَ أمله معلقاً بكِ ، لكنك خيبته ، كفارةٌ وحيدةٌ فعلتها أنقذت حباً ، لكنَّ طرفاً من هذا الحبِّ قد ماتَ بسببك .. هذه الحقيقة الَّتي طالبتني بها ، أتريدين الوضوح ؟ "
كانت تعابيره جديَّة ، لم تكن حباً ، أو ربما كانت كذلك لكنّه نوعٌ لم يدركه أحد .

عقدت حاجبيها بحنق : "كلُّ ما كانَ واضحاً أنَّ الذنب ذنبُك ، تخبرني الآن بأنني آثمة ؟! أتمزح معي الان جونقكوك ..؟!"

ابتسامة لم تكن سعيدة ظهرت على وجهه ، انحنى بجذعه نحوها ثمَّ قال بهدوء وهو لا يزحزح مقلتيه عن خاصتها : "إذاً أخبريني أنتِ ، لم تعتقدين أنَّكِ نسيتِ ونُسيت ؟ ولمَ كنتِ كاللقيطةٌ تعيشين رفقة آنّا ، وتشاركينها في كلِّ شيء ؟"

كانت شفتها السفلى تستنجدُ من أسنانها .. تنهدت بحنق .
"سألتكَ عن هذا تحديداً .. فلم تسألني عنه الآن بدلاً من إجابتي ؟"

"أتذكرينَ السبعة ؟ تجدين الإجابات عندهم .. لقد كنتِ سبباً في تفريقنا ، كان أحد آثامك .."

"تقصدُ .."
قالت ثمَّ صمتت .. تذكرت سبعةٌ ساندوها يوماً .. كان جونقكوك أحدهم ، تنهدت ثمَّ نظرت إليه بصرامة .
"نعم أذكر ، لكنني أريد إجابتك أنت ."

"لمَ ؟ جميعهم يعلمون ، وربما أكثر مني .. حتى آنّا تعرف .. أم أنَّكِ خسرتِ ثقتكِ بالجميع عداي ؟" ، كان ساخراً .. فكَّرت ، هو لا يحبها إنَّما يتلاعب بحياتها فحسب .

"أنتَ من كنتُ أحبُّ فكيف يعلمون أكثر منك ؟" ، بدأ الغضب يتسلل إليها .

"حقاً ! هل كنَّا كذلك شارلوت ؟ سأخبركِ شيئاً لكن دعيه سراً ، هناك دائماً من كان يحبُّكِ أكثر ، من ضحى بسعادته لأجلك ، وحين عرف من أنتِ معه أدرك أنَّ حبه لكِ لا يذكر مقارنة به ؟ لا أقول أنَّ تلك الفتاة أنتِ .. لكن فكري بهذا جيداً .. هل حقاً كنتُ أحبُّكِ وكنتِ تفعلين ؟"

"إذاً .. كفَّ عن التلاعب وأخبرني بكلِّ شيء .. "

"لمَ ؟ لِمَ عليَّ أن أُخبركِ ؟ سيستغرقُ هذا وقتاً من حياتي فلمَ سأضيعه لأجلكِ في حينِ أنني لن أستفيدَ شيئاً ؟!" ، قال مستفزاً إيّاها .

"حسناً إذاً .." ، قالت بصوتٍ منخفض ، ثمَّ وقفت وتوجهت أمامه تماماً ، حدَّقت بعينيه كرهت الابتسامة التي يرسمها ، ثمَّ استرسلت : "سأخسرُ ماضيَّ إن كانَ كذلك ، أردتهُ كاملاً فلن أقبل به مبتوراً .. لذا سيد جونقكوك تذكَّر ماضيَّ كلَّه كان يتمحور حولك ، منذُ الآن لا أنتَ ولا أحد ، ولا حتى اسمي سيكون لهُ نصيبٌ من حياتي .. فقط اللحظة الّتي سأعيشها ، لن تضيع من وقتك لأجلي ، ولن أضيعَ لحظةً من حياتي في تذكرك .. لم أعد أحتملُ هذا الزيفَ أكثر .. "

رمت ابتسامة أخيرة ثمَّ خرجت من المنزل تاركةً إياه متصنماً .

كانت تمشي بالشوارع بهدوء ، الظلام اكتسى ذلك النصف من الأرض ، وخلاله داست أماكن لم تعرف عن وجودها .. انتهى بها الأمر أمام إحدى دور الأيتام ، وقفت خلف قضبانه تشاهد المبنى المهترئ ، فكَّرت بأمورٍ كثيرةٍ آنذاك ، أين والديها ؟

عبست ثمَّ أكملت سيرها نحو اللاشيء ، لم تكُن تريدُ الظهور بمظهر المثيرةِ للشفقة ، قررت الإعتمادَ على نفسها لاسيَّما أنَّها أدركت أنَّ آنّا كانت إحدى المزيَّفين ..

فكَّرتْ ، مالَّذي عليها فعله ؟ مالعمل المناسب لها ؟ ، وبلحظات يأسها تلك عقلها أقرَّ الأسوأ .

كانت ستتجه للملهى ، لكن هكذا ستبدو مثيرة للشفقة أكثر بنظرها .

"اللعنة" ، هسهست ثمَّ ضربت على الأرض بقدمها .

كانت ستعملُ عاجلاً أم آجلاً ، لكنَّ العمل أتى إليها بقدميه هذه المرة .
"أرجو المعذرة ؟"
صوتُ رجل أجش أنتشلها من نوبة القتالات مع نفسها ، التفتت إليه بوجهٍ خالٍ من التعابير .

"ماذا ؟" ، قالت وهي تتفحصه من رأسه حتّى أخمص قدميه ، كانت يرتدي بذلة رسمية سوداء .

"هل رأيتِ شاباً يمرُّ من هنا ؟"

"صِفْه .."

"كانَ وجهه مليءٌ بالدماء ." ، قال الرجل بهدوء ، ويده امتدت إلى جانب خصره .

ارتفعت زاويةُ شفتها بابتسامة ساخرة حين لاحظت المسدس على جانبه: "قاتل مأجور أو رجلُ عصابةٍ إذاً ، مثير للاهتمام ."

فجأة أشهر السّلاح في وجهها .
"إن تفوهت بحرف فستكونين في عداد الموتى "

"أجل افعلها أرجوك ، سيكون مسلياً .." ، قالت بحماس .

متلازمة ستوكهولم واردةٌ أيضاً .

صوتُ هاتفٌ محمول يعود له على ما يبدو قد رن ، أجاب :
"أجل سيدي ...
حسناً سأعود بعد أن أتخلص من حشرة اعترضت طريقي .."

"أتصفني بالحشرة أيها المنحط اللعين ؟ " ، قالت بصوتٍ مرتفع .

نظرَ إليها بغضب ثمَّ أكملَ حديثهُ على هاتفه : "لا سيِّدي .. فتاةٌ تدعي القوَّة ... لكن ... حاضر"
قال كلمته الأخيرةُ بخضوع ليسحبَ تلك الفتاة من معصمها ، لفَّ يديها بوشاح كانت تلفُّه حول عنقها ، كانتْ منصاعةٌ له تماماً ما عدا بعض التآوهات حين يؤلمها بشدِّه ليديها .

" إلى أين تأخذني ؟ مبنى مهجور وتقتلني هناك ؟ لا تقلق تستطيع قتلي هنا لن يهتم أحد ، أجبني أيُّها الصنم ...."
كانت تستمر بأسئلتها التي جعلته يشعر بالصداع ، وبسبب تجاهله لها غضبت ثمَّ أردفت بحنق .

"تباً لكَ تبدو كثورٍ حامل .." ، كان بالكاد يمنع نفسه عن إفراغ مسدسه برأسها .

اختلت حركةُ السيّارة حين شاهدها تعبثُ بالصندوق الَّذي أمامها .

"أنتِ أيتها الـ ... ، كيف أفلتِّ يداك ؟" ، صرخ بوجهها لتحدِّق به بدون تعابير تذكر وترمش بضع مرات .

"مارد المصباح فكَّ الوشاح لي." ، قالت ثمَّ أسترسلت بعدها بابتسامةٍ ساخرة : "هل تسخر الآن ؟ اتحسَّرُ على رئيسك ، أيُّ مغفلٍ يربط يدَ أحدٍ بوشاح ؟"

كان بالكاد يمسكُ نفسه من إفراغ مسدسه في بلعومها .

_____

"اللعنة عليكَ يا رجل " ، قالت بحنق بسبب دفعه لها لداخل قصر ؟ ، حسناً كانت تتخيل أخذه لها إلى مستودع مهجور أو ما شابه لكنَّ محطتهما كانت منزلاً فاخراً .

زفرت ثمَّ نظرت حولها ، رجالٌ عديدون يرتدون ملابس مماثلة لخاصة الثور الحامل عدا إثنان منهما يجلسان على الأريكة وهي أمامهما تحديداً ، كانت بذلاتهما تبدو فاخرة يضع كلٌّ منهما قناعاً يغطي وجهيهما ، الأول كان يحدِّق بها بنظرات ناعسة والآخر كانَ يلعب بهاتفه بينما يمدُّ قدميه على الطاولة أمامه .

"كم كنتُ أطوق شوقاً لهذا اللِّقاء ، وبالنهاية وقعتِ ."  قال ذي النظرات الناعسة .

"من تكون ؟" ، سألت لإدراكها معرفتهما المسبقة .

"هممم .. لمَ لا تسألي جون جونقكوك ؟" ، قال ساخراً ثمَّ رفعَ الآخر رأسه وقال بابتسامةٍ ظهرت من خلال عيناه اللَّتان بالكاد تظهران : " أينَ وجدتها مارك ؟"

سأل الَّذي كان يقف خلفها ومن دعته سابقاً بالثور الحامل .

"كانت في الشارع المقابل للمستودع سيِّدي ." ، قال ناظراً للأرض باحترام .

توسعت عينا صاحب الابتسامة ليردف : " جونقكوك يفقد رجولته .. أيترك حبيبته في مكانٍ كهذا وحدها ؟!"

"تركَ الرجولة لمن يختطف فتاةً ويأتي بها إلى منزله " ، قالت ساخرة ثمَّ أردفت بنبرةٍ أكثر جديّة وحدَّة : "كما أنَّني لستُ حبيبةً أحد"

"اووه لا تقولي لي ، تشاجرتما مرة ثانية ؟ أم نسيته مجدداً ؟ " ، قال ذو النظرة الناعسة مدعياً الحزن .

"هل هذا من شأنك ؟" ، سألت بتحدٍ .

"مجرم لعين .." ، تمتمت بصوت منخفض إلّا أنّه سمعه .

قهقه ثمَّ نظرَ إليها وتكلّم : " أنظروا إلى مدى الجمال ، القاتلةُ تحتقر المجرم ... مشاهدُ الحياة ! "

"يبدو أنَّك تعرف الكثير " ، قالت لتتقدم نحوه سريعاً، أوشكَ بعضَ رجاله على إشهار سلاحهم إلّا أنَّ أحدهما منعهما بإشارة منه .

" أخبراني ، من أنا وما ماضيّ ، من قتلت وماذا سببت للمدعوِّ بجونقكوك ؟" ، بدأت تسأل حين حشرت نفسها بالمنتصف بينهما .

"أنتِ ، لم تزعجيننا ؟ دعي حبيبك اللَّعين يخبرك من أنت " ، صرخ اللاعب على الهاتف سابقاً بتذمر .

"اوه يا الهي ، أزعجتُ السيِّد مغفل ، فأنا من اختطفت نفسي وأحضرتُني إلى هنا ، كما أنَّني أنا من بدأت بالحديث عن ماضيّ .."
قالت ساخرة تحدِّق به ، شعر بالتوتر لتكمل هي بغضب : "فلتخرس إذاً وإلّا حطمتُ رأسك الفارغ هذا ."

أشاح بوجهه عنها لتنظر هي نحو الآخر أما هو فتمتم :" لا زالت متوحشة كما كانت ."

"سمعتك .." ، قالت بصوت مرتفع ، لسبب ما هي لم تشعر بالخوف منهما ، كانا مألوفين بالنِّسبة لها كما أنَّ كلامهما عن الماضي وطريقتهما أشعرتها بالراحة ..

"أخبرني .. هيا .. هيا " ، قالت تطرقُ رأس ذي العيون الناعسة بقبضتها .

"حسناً فلتهدأي واللعنة .." ، صرخ بها ، غضب سريعاً .

قلَّدته بطريقة غريبة ثمَّ هدأت ليردف هو : "سنخبركِ لكن ليسَ الآن "

"تباً لك .." ، قالت بصوت منخفض ليحدجها بنظراته ، ثمَّ أكمل بعد ثوانٍ من سكونها : "ستعملين معنا .."

هيَ صُدمت لكن النصيبُ الأكبر من الصدمة كان للذي بجانبها لدرجة أن صرخته بِـ "ماذا" قد ثقبت طبلة أذن الأخرى .

"اللعنة عليكَ أذني" ، صرخت تحدِّق به بغضب .

"فلتخرسا .." ، قال الاخر ليهدأ كلاهما .

أكمل بعدها : "وستواعدين الَّذي بجانبك ."

"ماذاااا؟!!!!" ، كانت هنا صدمته أكبر من السابقة ، وقف وصرخ محدِّقاً به بصدمة .

وهي كانت عاقدة حاجبيها تتسائل عن الخطب الَّذي بعقليهما .

نظرَ الجالس للواقف بصرامة ليتنهدَ ويجلس بقلة حيلة .

فكَّرت لثوانٍ ثمَّ أردفت : "مهلاً مهلاً لحظة ، مالَّذي يضمن لي أنَّكما حقاً تعرفاني من قبل ، لربما حصلتما على هذه المعلومات بشكلٍ ما لا يهمُّ كيف وتدعيان أنَّكما تعرفان المزيد "

قرب ذي العيون الناعسة وجهه منها ليردف : "وبأيِّ هويةٍ سنبحثُ عنكِ إنْ كان الكلُّ قد تخلى عنكِ ؟ حتّى ذاتكِ ، أنتِ من تخليت عن نفسك ، أسنبحث عنكِ باسم شارلوت أم باسم إليزابيث ؟

أتعلمين حياتكِ معقدةٌ لدرجة أنَّ من سيبحثُ عنها سيطنُّكِ حيّةٌ وميته في الآن نفسه ، سينافي منطقه ..

هل هناكَ أحدٌ إتصلَ بكِ لو لمرةٍ واحدةً رغمَ أنَّ الساعة الآن الثالثة بعد منتصف اللَّيل ؟ والداك ؟ أقرباؤك ؟ جونقكوك ؟ آنّا ؟ أصدقاؤك ؟ ..

لا أحد ، أنتِ هكذا تماماً ، لستِ شيئاً بحياةِ أحد ، حتّى أنتِ لم تهتمي لنفسكِ حينَ خُطفتِ ، ولا تلقي بالاً لأحد ،

إذاً أخبريني كيف أنتِ حيَّةٌ بهذا القلب وهذه الحياة الفارغة ، كلها عقدٌ وهميّة ، أخبريني كيفَ سأعلمُ عنكِ شيئاً بينما أنتِ اللاشيء؟!

لمْ يتبقى لكِ سوى الذِّكرياتُ المشؤومة الَّتي تتوسلين الآخرين للحصول عليها رغم أنَّها تخصك .. حتَّى مرضكِ لا تعلمين عنه ونحن نفعل .."

كلماتهُ جعلتها تشعرُ بغصة في حلقها ، لجمت رغبتها بالبكاء ، تعهدت أن لا تبكي لتبدو مثيرةً للشفقة ، تنهدت بعمق .

"موافقة ، سأعمل معكما وسأواعدُ ..."
لم تعلم اسم الَّذي ستواعده ليشير ذو العيون الناعسةِ إلى الآخر برأسه ، لينزع كلٌّ منهما قناعه .

شهقت بصدمة .

______

دامن بلشنا دراما ، الزبدة عيدسعيدرمضان كريم ، برجع احدث الحين علما اني جالسة احدث للاشباح بت ايدونتقيفايفاك 🌝

سايونارا :)

كيتي نؤطة ستة ڤي ستة .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top