18 | عودة ؟
'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____
"كوك .." ، نادته بلهفة ، التفتَ لها ثمَّ عقدت حاجبيها محدِّقةً بالصهباء الَّتي بجانبه .
تجاهلت أمرها وأردفت ، حين سألها بماذا : "كوك لنتزوج ، والدي يريدنا أنْ نعودَ إلى إنجلترا .."
بدأت الصهباءُ التي كرِهتها من أوَّل نظرةٍ بالضَّحك بسخرية .
هزَّ جونقكوك الصغير كتفيه بلا مبالاه : "لنْ أتزوجكِ ، أنتِ كالفتيان ، كما أنَّهُ لا بأس بأن تسافري ، أنظري هذه صديقتي الجديدة ، كما أنَّها أجملُ منكِ .." ، كانَ هذا أكثرُ شيءٍ مخيبٍ للآمالِ قدْ سمعتهُ شارلوت الصغيرة من صديقها اللَّطيف جونقكوك ، لتتذكرَ بعدها لقائهما الأول ، تذكرت ما كانَ سيئاً من جونقكوك ونسيت صديقها .
أمَّا المغفلُ الصغيرُ قدْ أدركَ غلطتهُ الكُبرى الَّتي ستخلفُ حقداً حتّى سبعةُ أو ثمانيةُ أعوام ، حينَ شعرَ بالاشتياقِ الشَّديد لصديقتهُ الصَّغيرة وبالذنب لسوء تصرفه معها ، كما أنَّ شخصيةَ الصهباء لم ترُق لهُ غرارَ شكلها ، ومنذُ ذلكَ الحينُ كانَ يكبرُ وهي تكبرُ بمخيِّلته وقلبه .
___
حسناً ، أولاً : عادا معاً حيثُ تنتمي ذكرياتُ نصفِ طفولتها .
ثانياً : هما أصدقاءُ فحسب الآن ، أرجو عدمَ تضخيمِ الأمور .
وثالثاً : قدْ مرَّ حوالي ثلاثةُ أشهرٌ على عودتهما .. ثلاثةٌ أشهرٍ كأفضلِ أصدقاءٍ وهذا كافٍ بالنِّسبة له ، لذا ..
"جون جونقكوك أيُّها المعتوه إلى أينَ تأخذني ؟"
صرخت بانزعاجٍ بسبب برودةِ الجوِّ وإغلاقه لعيناها .
بالنهايةَ حررَ عيناها لتجدَ أمامها منظرُ أضواءِ المدينةِ الخلاب من أعلى مكانٍ فيها .
"رائع.." ، همست .
كانَ هوَ يحدِّقُ بها فحسب ، نظرتْ لهُ بغرابة .
تنهد : "أنا حتماً فقدتُ عقلي .."
"ماذا ؟!" ، عقدت حاجبيها
"أنا أحبُّكِ تماماً .. شارلوت هل تقبلينَ بحبي ؟"
نظرتْ إليه ، ووجدتْ الصدِّقَ في عينيه ، وهذا ما كانت تنتظره .
تنفست بعمق ، ثمَّ ...
ضحكت بسخرية : "ماذا ؟ أحبُّكَ ؟! ، أنتَ كالفتيات ، كما أنَّني معجبةٌ بشابٍ يبدو ذكراً حقاً ."
حدَّق بها بصدمة غير مصدق ، هو يعمل على بناء عضلات جسده منذ وقت طويل ، اتصفه بالفتاة الان ؟!
نظرت له لثوانٍ ثمَّ بدأت تضحك بقوَّة .
"جون مغفل كوك ، تستطيع اعتبار هذا انتقاماً ، وأيضاً أعلم أنَّك تحبني ، من لن يفعل ؟ علي أيِّ حال .. تذكر مالذي فعَلتهُ قبل سنوات حين كنت سأغادر البلاد "
"هل فعلتي كلَّ هذا لتنتقمي فقط ؟!!" ، نظرَ إليها بشيء من الغضب .
"تقصد التظاهر بعدم معرفتك ؟ اه هذا ، علمتُ بعد شجارنا الأول .. وأيضاً حين سفري ، لقد أكد لي والدي ذلك ، كنتُ أعلم على أيَّة حال ، جميع الألم الَّذي شعرتَ به تعمدته .. هذا بسيط مقارنة بكسر قلب طفلةٍ لم تتعدى العاشرةً حتّى .." ، قالت بابتسامة واسعة .
أخذَ نفساً عنيقاً ثمَّ زفر مغلقاً عينيه .. نظرَ إليها ثمَّ حاوط رقبتها بيده وبدآ يمشيان لطريق العودة
"حسناً لا بأس ... تصافينا الآن ،
أتعلمي لم أكُنْ أمزح أنا لا أحبُّكِ كصديقة "
"جون جونقكوووك"
______
كانتْ تجلسُ أمام التلفاز شاردةٌ لا تعي ما يحدث حولها .
جلستْ آنّا بجانبها وبيدها كيس حلوى الجيلاتين ، مدته لها .
لم تجد ردَّ فعل من الأخرى حتّى بعد مناداتها لها ، فاضطرت لتحريكها .
"هاه ، ماذا هناك ؟" ، جفلت ثمَّ أردفت تحدِّقُ بآنا .
نظرت اليها ثمَّ أشارت بحاجبيها إلى كيس الحلوى الذي بيدها .
نظرت إليه سريعاً ثمَّ أردفت : "لا شكراً .. لا أريد "
رمقتها بنظرات شكٍّ ثمَّ بدأت تشاهد ما يعرض على التلفاز .
قفزت من مكانها بخوف حين وقفت شارلوت فجأة .
"سأذهب ، أقفلي الباب ولا تنتظريني " ، قالت سريعاً لتخرج من المنزل .
"لكن ، ليزي مهلاً إنَّهُ منتصف الليل .. ليز.." ، ولكنَّها كانت قد خرجت من المنزل بالفعل .
______
"قااادممم .. كفى كفى" ، صرخ بانزعاج لظنَّهُ أنَّ أحد اصدقاءه قد أتى للسهر رفقته .
فتح الباب ليصدمَ بمن خلفه .
"ليزي !! مالذي تفعلينه هنا في هذا الوقت ؟"
تنهدتْ بانزعاج ثمَّ أردفت سريعاً : "أخبرني لمَ أخفيت عني كلَّ شيء ؟ "
"ماذا ؟ " ، سألها عاقداً حاجبيه .
"الست ابن عم جونقكوك ؟ الم نكن في المدرسة ذاتها ؟! الم نكن نتواعد ؟!! إذاً من أنا لم لم تخبرني بكلّ هذا بحق الجحيم ؟! لم تركتني كنكرة ؟!!"
"ليزي أنا .." ، كان سيتكلم ، لكن عقدةٌ ما عقدت لسانه .. هل سيستطيع إخبارها بكلِّ شيء ، ليفسد حياتها وحياة جونقكوك وحياة حبيبته كذلك ؟!
طال صمته فأدركت أن لا جدوى مرجوة سوى منه ، رغم خشيتها لمواجهته لكنَّها ستفعل بكلِّ الشجاعة التي تتحلى بها .
اتجهت سريعاً نحو منزل جونقكوك ، أما نامجون فحاول اللحاق بها لكنَّه لم يستطع فاتصل بجونقكوك .
لم تكد أن تصل حتّى فتح لها الباب ونحى لها الطريق لتدخل .
كانت تجلس بهدوء على الأريكة ، وكان هو يقف وينظر لها بترقب.
"مالخطب ليزي ؟"
سألها بهدوء .
"نحن بذات العمر إذاً هاه ؟!"
قالت بسخرية ، وهو حدَّق بصدمة ، لم يذكر نامجون سوى أنَّها قادمة إليه وحالتها سيئة .
"ليزي ف.. في الواقع .." ، كان يدعو أن يجد مبرراً ، لكنَّه لم يفعل .
"لا داعي لهذا ، تستطيع مناداتي بشارلوت ." ، قالت بحنق .
ذهب وجلس بجانبها ، تنهد بهدوء ثمًّ أردف قائلاً : "إذاً .. لقد تذكرتِ كلَّ شيء .."
اومأت له ايجاباً ليسأل : " كيف ؟ ومن ؟ ومتى ؟"
"فقط أخبرني .. لم لم تخبرني بهذا منذ البداية ؟"
"حسناً .. في الواقع هذا ... " ، كاد أن ينطق إلَّا أن فتاةً تدخلت بصوتها المرتفع وهي تقف في الطابق العلوي
"جونقكوك عزيزي ، أينَ وضعت ملابسي ؟"
كانت تتكلم بشكل مقزز للأخرى ، نظرتْ شارلوت إليها لوهلة ، كانت ترتدي قميص جونقكوك على ما يبدو ، أغلقت عيناها لوهلة ثمَّ فتحتهما حين سمعت صوت جونقكوك :
"شـ..شارلوت هذه .."
كاد أن يكمل لكن تمت مقاطعته للمرة الثانية : "مالداعي لأن تبرر لي ؟ لستُ شيئاً في حياتي لذا رجاءاً لا تبرر .. أعتقد أنني أتيتكَ بالوقت الغير مناسب .. نتحدث لاحقاً وداعاً " ، كانت نبرتها عاديةٌ جداً ، هذا لم يؤثر عليها بشيء ، هي استعادت ذاكرتها أي نعم لكن من الصعب استعادة مشاعرها .
وهذا كان الأصعب عليه .. لم يكن يريد ذاكرتها دون مشاعرها ولو كان بيده لتخلص من ذاكرتها وابقى على مشاعرها .. لنقل أنَّ قلبها قد استهلك بما يكفي .. لم يعد صالحاً للشعور .. حتَّى هاري اعتبرته حلماً جميلاً فحسب ، كانت لتحبه لو كان شخصاً آخر لكن ليس جونقكوك .. كانَ كلُّ شيءٍ مبنيٌّ على كذب ..
هي انسحبت بهدوء من ذلك المنزل ، حينَ سمعَ صوت اغلاق الباب قرر سريعاً ، جميعُ الفرص الَّتي فوتها في حياته تراءت له ، فكَّر ماذا لو كانت هذه فرصته الأخيرة ؟! تذكر حين تركها ترحل ماذا حدث ، الحياةُ ليست بهذا الطول لنفوِّت فرصها ، مهما كانَ الأمرُ جنونياً ، إن استطعت فعله فافعله ما قُدِّر سيحدث مهما كان .
لحقَ بها سريعاً ، كان مشيها بطيءٌ لاسيَّما أنَّها كانت تفكِّر ، كما أنَّ الجو كان بارداً كما تفضل ..
فوجئت حين رأته أمامها يمسك بكتفيها بقوة .
"شارلوت لا تقاطعيني " ، أردف سريعاً ثمَّ استرسل : "سأبرر ؛ لأنني أريد هذا سأفعل .. إن لم تأبهي فلا تفعلي لكنَّني سأخبركِ بالحقيقة كاملة ، ولا مجال للكذب أكثر .."
أخذَ نفساً عميقاً ثمَّ أكمل : "تلكَ الفتاة هيَ أبنةُ عمي استضفتها لديَّ لأنَّها كذلك ، جاءت مؤخراً من كندا ، كانت تحتفل مع اصدقائها وحين عادت إلى منزلي كانت ملابسها متسخة وحقيبة سفرها قد فقدتها بالمطار .. هذه كلُّ القصة "
كانت تحدِّقُ به دونَ ردِّ فعل يذكر .
تنهدَ للمرة الألف لليوم ثمَّ أردف : "رافقيني"
لم تظهر تعابيراً رافضة ففهم أنَّها موافقة ، اتجه بسيارته نحو منزله الأخر ، الَّذي تفضِّله هي .
"لِمَ لَمْ تنبسي بحرف حتى الآن ؟"
سألها حين وجدها جالسة تحدِّقُ بالتلفاز المطفأ .
أدارت رأسها تسعونَ درجةً نحوه ببطئ ، حدَّقت به لوهلة ثمَّ صدمته بسؤالها :
"هل السحليةُ تلد أم تبيض ؟"
أدركَ أنَّ هذا ما كانت تفكرُ به منذ أن كان يبرر لها .
"ليزي .. تصبحينَ على خير .."
"تتهرب من السؤال لأنَّك لا تعرف إجابته " ، قالت بملل .
وهنا بدأ التحدي .
جونقكوك : تبيض
شارلوت : تلد .
انتهى بهم البحث بالشبكة العنكبوتية بعد ايقاظ الجميع وسؤالهم هذا السؤال ، تلقيا شتائم عديدة وكانا ليقتلا لو أنَّها لم تكن مكالمة فحسب .
لم يفهما شيئاً فقط أنَّ معظم الزواحف تبيض وهذا جعل من جونقكوك هو الفائز .
"لننم شارلوت أشعر بالنعاس " ، قال بتعب ثمَّ تثاءب وهو يظنُّ أنَّها تشاهد فلمَ الرعب ذاك ..
"شااارلوووتتت" ، كانت نائمة وهي جالسة !
مدَّ رأسه وحدَّق بها ، ابتسم بهدوء ليهمَّ بأخذ جهاز التحكم ليطفئ التلفاز .
لم يكد أن يلمسه حتَّى يدها أصبحت فوق يده وصوت صراخ من التلفاز انبعث جاعلاً من الآخر يفرُّ راكضاً بأقصى سرعة لديه خارج المنزل .
أمّا هي فنظرت حولها دون استيعاب ، للاشياء الملقاة عالأرض والبابُ المفتوح واختفاء جونقكوك ، ثوانٍ حتى استعادت وعيها وبدأت نوبة الضحك لديها .
عادَ الآخر للمنزل بكبرياء مكسور ، لكنَّه لملمَ شتات نفسه ونظرَ إليها بشجاعة .
"الهي .. إلى أين وصلت ؟ حُدود الصين ؟ جونقكوك لم أعهدك جباناً يا عزيزي" ، بالكاد استطاعت التكلم لكثرة ضحكها .
"ليس ذنبي ، منظركُ مرعب ، تبدينَ كملاك الموت ، حتَّى أشجع من في هذه الأرض سيرتعبُ منكِ" ، قال مدعياً الحزم .
"صفة أعتزُ بها ، شكراً جونق خائف كوك " ، قالت ومازالت آثار الضحك بادية عليها .
وقفت واتجهت نحوه : " لننم فحسب .. الهي كدتُ أموت" ، قالت تجره من معصمه نحو غرفة النوم الوحيدة في هذا المنزل الكبير !
ظلَّ صامتاً .
"انتبه اثناء نومك ، جنيَّةُ اللَّيل تتحرش بالجبناء" ، قالت بسخرية ثمَّ بدأت بالضحك لكنَّها صمتت فجأة حين رأته فوقها على السرير وتعابيره بدت غاضبة .
_____
انتهى .
كم لبثنا ؟ 🌞 .. احس اشتقت لذي الرواية ، خلصتها زمان ونسيت انشرها 😂😂😂😭
خلو افكاركو محترمة لا تطيحو من عيني .
السلم انكسر 😂😂😭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top