16 | عزاء

'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____

"آليس .. لقدْ توفيَّت .." ، قالتْ تحاولُ إخفاء دموعها الَّتي تظهرُ بشكلٍ واضح ..

"مَـ .. متى ؟ وكيف ؟ أعني .." ، سألها آلويس بصدمة ..

"منذُ نصفِ ساعة ، اتصلتْ ابنةُ أختها وأخبرتني.." ، أردفت لتعانقَ آلويس ويرتفعَ صوْتُ نحيبها ، أمّا جونقكوك فكان ينظرُ لا يعي شيئاً ..

"هل تريدين أنْ نذهب إلى منزلها ؟" ، سألها آلويس بنبرة دافئة تهدئ من روعها ، بينما يحتضن وجهها بكلتا يديه .

اومأت له موافقة ليردف : "حسناً .. بدلي ملابسك وسأنتظركِ في الأسفل .." ، ذهبت سريعاً وهو دخل ليبدِّل ملابسه إلّا أن جونقكوك استوقفه سائلاً : "من آليس؟"

تنهدَ ألويس بحزن ثمَّ أجاب : "صديقتها منذُ الطفولة ، عندما كانت بالابتدائية كانت حزينة للابتعادِ عن أحد أصدقائها ، لذا كانت مكتئبةً ورافضة للاختلاط بأحدٍ بشكلٍ كبير ... حتّى أتت آليس وغيرت كلَّ شيء .!"

"آه .. حسناً إن أردت .. إذهب للنوم ، وأنا سآخذها ،  ذكرت الخالة فيوليت محاضراتك المبكِّرة غداً .." ، أردف جونقكوك بتوتر .

فكَّر الويس لوهلة ثمَّ اعتدل بوقفته وأردف بجدية مفرطة: "أنت جونقكوك ، صديقها القديم صحيح ؟"

حدَّق به جونقكوك بصدمة ، كيفَ علم ؟ أو بالأصح ، هل الجميعُ يعلم عداها ؟!
"كَـ.. كيف ؟" ، سأل .

"لقدْ أزعجت أجدادَ أجداد أجدادي بصوركَ وأنت طفل ، ولم تتغير كثيراً ، كما أنني تأكدتُ من زوج خالتي .. وعلمت بأن تلك العمياء لا تعرفُ شيئاً ، على أيِّ حال اعتني بها جيداً هناك ، اعتقدُ أنّها ستنهار ، وأيضاً أخبر السائق لكي يوصلكما .." ، أردف ودخل سريعاً لينام .

"أين ألويس ؟" ، سألت ببرود وعينان متورمة لكثرة بكائها ، عندما رأت جونقكوك بانتظارها لا الويس .

"هو نائم ، لديه محاضراتٌ مبكراً غداً .. سآخذْكِ أنا ." ، أجابها بهدوء لتتقدم بلا مبالاة .

ما إن وصلا إلى المنزل ولمحت صورتها حتى انفجرت بالبكاء من جديد ، ولم يكنْ لها ملجأٌ سوى صدره ليحتويها ..

كانتْ المتوفاةُ فتاةً شقراء الشعرِ وزرقاء العيون ، وما استنتجه أنَّها صغيرة بعمرِهما ، فهذا جعلهُ فضولياً بشأن معرفة كيف توفيت ..

جعلتهُ يتقدَّمها نحو ذلك المنزل وهي تتشبث به من الخلف بينما تمشي بتوتر ..

دلفا للمنزل ليجدا الكثير من الناس هناك ، عددٌ لا بأس به منهم يبكون بحرقة .

تقدَّمت نحو والدةِ صديقتها ، همست : "أ.. أمي.."

رفعت الأخرى بصرها إليها لتسحبها من يدِ الآخر بجانبها معانقةً إياها بينما صوت نحيبها على .

"ابنتي .. لقدْ رحلت .. آليس رحلت .." .

"كـيف..؟" ، همست سائلةً إيّاها ..

ابتعدتْ عنها والدة صديقتها وحدَّقت بيديها ودموعها لم تتوقف .

"قُتِلت .." ، همست بصوتٍ مبحوح ، غطت وجهها بكفيها وعادت للنحيبِ بصوتٍ مرتفع .

"لكن .. لكن من ؟! من قتلها ؟" ، صرخت شارلوت بصدمة ..

كانت تنتظر إجابةً من والدة آليس ، إلَّا أنَّ يداً استقرَّت على كتفها لتجعلها تلتفت ، كانت ابنةُ أختِ آليس .

"هي تعتقد هذا ، خالتي انتحرت بالواقع ..." ، أردفت بحزن

"ماذا ؟!" ، دموعها تجمدتْ في مقلتيها .

"كما أخبرتك .." ، أردفت ابنة أختها بقلَة حيلة .

"لماذا لماذا لماذا ...!!!؟" ، صرخت وبدأت بضربِ جونقكوك الَّذي أمسكها ليهدئها بقوتها الهزيلة ..

"لا بأس .. إهدأي.." ، كانَ على وشكِ البكاء معها ، كلَّ شيءٍ ، بكاؤها والأجواء هنا .. هذا أشعره بالسوء .

بقيا حتَّى الصباح في ذلكَ المنزل .. حتّى حان وقتُ ذهابهم إلى الكنيسة ..

كانتْ نصفها الآخر في ذلكَ التابوت الخشبيّ ، ملابسَ وزهور بيضاءٍ تكسوها ، بدَتْ لها كالملاك .. وأخذت تتذكرُ آخر حديثٍ لها معها ، حينَ كان يتمحور حول جونقكوك ..

لمْ تستطع كبتَ نفسها أكثر ، تقدَّمتْ نحوها وعانقتها ... عناقٌ أخير ..

في النِّهايةِ كانتْ تجلسُ بفستانِ العزاء الأسود والقبعةِ السوداء خاصتها أمامَ قبرٍ نُحِتَ عليه اسمها وتاريخ وفاتها .. ، كانتْ تبكي بشدَة .

"إنَّها تمطر.." ، أردف جونقكوك عاقداً حاجبيه ، وقفت ونظرت للسماء ، ثمَّ أردفت : "آليس .. أنتِ هناك .. تسمعينني صحيح ؟ ، آليس أنا أحبك .. وآسفةٌ لكلِ شيء سيء حدثَ مني دون قصد .. فلتقردي بسلام .." ، تحشرج صوتها في كلماتها الأخيرة لتنفجرَ بالنحيبِ بعدها ، معانقةً الَّذي خلفها .

"جونقكوك .. أنتَ لنْ تتركني مثلها صحيح ؟" ، أبعدها ماسحاً دموعها بيديه ومومئاً بالنفي ..

"لنْ أتركك حتَّى تختفي أنفاسي ، واسمي ، وآخرُ أثرٍ ليْ على هذه الأرض .. " ، كان يعني ما قاله ، وهو متأكدٌ أنَّه يستطيعُ فعله .

هدأت حينَ ركبا العربة .. كانت تنظرُ من النافذة الصغيرة .. وكانَ الطريقُ طويلاً ..

"هي لم تنتحر .." ، همست بابتسامة انكسار ..

عقدْ حاجبيه هل تهذي هي ؟ ..
"ماذا ؟"

نظرتْ إليه لثوانٍ لتقول بعدها : "لا أحد يعرفُ آليس أكثر مني ووالدتها ، ليست من اولئك الضعفاء الَّذين يستسلمون بسهولة ، ثم ما كانت لتنتحر هكذا ببساطة .. آليس قُتلت .. آلبرت قتلها ." ، أنهت جملتها بغضب .

".. تتسائل الان من هو آلبرت ولمَ قتلها ، صحيح ؟ لازلت كما كنت."

تجاهل اخر ما قالته بصوتٍ خافت وركزَ على ما هو فضوليٌّ بشأنه ..

"آه .. في الواقع أجل.."

تنهدتْ ثمَّ أغلقت ستارة النافذة الصغيرة ، أغلقت عينيها مستندةً برأسها على حاجنبها .

"هُوَ كان حبيبها .. إنَّه من طبقةٍ نبيلة ، لنقُلْ أنَّهُ كانَ يتسلى معها فحسب .. لذا ... حينَ أصبحَ الأمرُ جدياً ، وتدخلتْ روحٌ ثالثةٌ فيه ، قَتَلَها .." ، صوتها اختنق ودموعها بدأت تتحررُ من تحت جفنيها المنسدلان ، أمّا هو فصُعق لما سمعه ..

"هيَ .. لقد أحبته .. لكنَّ الحبَ محظُ خرافةٌ لا تليقُ إلّا بروميو وجولييت الَّذان حتّى هُما كانت نهايتهما الموت ..!"

"وهوَ ؟ ألم يُعتقل ؟" ، سأل بغرابة .

ضحكتْ بِسُخرية ، ثمَّ أردفت : "الشابُ الَّذي كانَ يجلسُ على الزاويةِ في نهايةِ الكنيسةِ وحدهُ مدعياً الحزن .. إنَّه هو .."

"لكن .. لم لم يطرده أحد ؟" ، انفعل بسؤاله هذه المرة .

"أخبرتكَ مسبقاً .. هوَ ابنُ عائلةٍ نبيلة ، كما آليس كذلك ، إن حدَثَ خطبٌ ما لاسيَّما في عزائها .. ستشوِّهُ سمعةَ آليس ، لذا .. هذا الأمرُ سرٌ عن الجميعِ تقريباً .."

"وهلْ سيفلتُ هكذا دونَ عقاب ؟" ، سألها بصدمة ، إكتفتْ بالصمتِ دونَ إظهارِ أيِّ تعابيرٍ على وجهها .

لنْ ترتاحَ في حياتها حتّى ترى قاتلَ آليس لا ينعمُ ولو بثانيةٍ واحدة .

____

ما إن دخلت المنزلَ حتَّى اندفعَ آلويس نحوها .

"كيفَ حالكِ ؟" ، سألها قلقاً .

"وكيفَ سأكون ؟" ، أردفت ببرود ، دفعته بخفةٍ من أمامها وذهبت .

نظرَ إلى جونقكوك ليتنهدَ بتعب .

مضتْ ساعتان ، كان آلويس يعمل على مشروع في حاسوبه ، وجونقكوك بجانبه يحدِّقُ بالتلفاز بضجر .

التفت كلاهما حين سمعا صوتها .

"آلويس ، اطلب الطعام ، سيأتي آلبرت ، و جآك ، وايمي .."
أردفت ببرود .

عقد جونقكوك حاجبيه مُستغرباً ، أليسَ ألبرتْ هو القاتل ؟

لمْ يلبثْ أن يفكِّر حتَّى وجدها تنظر إليه بطرفِ عينها مجيبةً بِـ : "بلى .. إنّْه هو .."

سعل بصدمة .. هل تقرأ الأفكار ؟

لكن .. حسناً هو كانَ واضحاً ..!

____

كانت تجلسُ بجانبه ، والسكونُ يحتلُ الغرفة ، بل المنزل بأكمله صوتُ زفيرها المنتظمِ كانَ فقط ما يستطيعُ هو سماعه ، حتّى تداخل صوتُ الجرس معه .

وقفت سريعاً لتفتح لهم .

في هذا الوقتُ كانَ يشكُّ أنَّ شارلوت لديها انفصام ، تماماً حينَ عانقها آلبرت وابتسمت له .

"كيفَ حالُكِ ؟" ، سألها مدعياً الحزن .

"لستُ بخيرٍ إطلاقاً .." ، أجابته بتعب .

"تمآسكي شارلوت .. أنظري إلى آلبرت ، هو متماسكٌ رغمَ أنَّهَا كانت حبيبته .." ، تحدَّث جاك ، وكم رغِبَت بصفعه .

"تفضلوا .." ، أجابتهم بفتور .

"هذا جونقكوك ، هو ... صديقي ." ، قالت معرِّفة ، ثمَّ استرسلت : "آلبرت ، جاك وايمي .. أخبرتك عنهم مسبقاً .." .

____

صوتُ احتكاك السكاكين بالأطباقِ فقط ما كان يسمعُ بتلكَ الغرفة ، الجميعُ يأكلُ عدا واحدةٌ غارقةٌ بأفكارها .

نظرتْ باهتمامٍ حينَ سمعتْ ما قاله جاك : "آلبرت .. أليس بعدَ غدٍ حفلُ زفافِ ابنةَ عمتك ؟"

"أجل .. لكنني لن أذهب ، لا استطيعُ بهذه الحالة وآليس لمْ يمضِ اسبوعاً على وفاتها .." ، سأكتفي بقولِ أنَّهُ ممثلٌ جيد .

"لنْ يسمحَ لكَ وآلدك بالبقاء بالمنزل وحدك ، تعلم ، كما سيجبركَ على الذَّهاب معهم .." ، أردفت ايمي .

"أجل ، لذا لنقل أنني سأهرب ، وسأعودُ بعد انتهاء الزفاف ، وهم بكلِّ تأكيد لن يضيعوا وقتهم في البحث عني .."

"إلى أينَ ستذهب ؟" ، فجأة سألته شارلوت الَّتي كانت هادئة منذ البدايةِ بفضولٍ واضح بشكلٍ مفرط .

نظرَ لها لوهلة بتساؤل ، إحدى زاويتي فمه ارتفعت مجيباً : "تذكرين منزلنا الخشبيّ في نصف الغابة ؟"

اومأت له ايجاباً وأكملت طعامها ، هو ظلَّ يحدِّقُ بها بشكلٍ غريب لثوانٍ طويلةٍ بعدها ، هي لمْ تلحظَ ذلك ، لكن آخراً قد فعل..

_____

وقفتْ حينَ أمسكَ بمعصمها ، التفتت إليه وأسألت : "ماذا تريد ؟"

"إلى أين أنتِ ذاهبة ؟" ، سألها عاقداً حاجبيه .
_____

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top