07 | سكون .
'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____
صوتُ طرقِ الباب أخرجها من ذكرياتها وأيقظها من غفوتها تلك ، فتحت عيناها وحكّتهم مردفة : "تفضّل .."
نظرت لهاري لتبتسم له ، تنهدَ وتقدَّم ليجلسَ أمامها .
"ما قصةُ هذا المكان ؟ " ، سألها ثمَّ نظرَ للصورة الَّتي تمسكُها .
"أخبرتك ، المكان الَّذي أخذني إليه جونقكوك .." ، قالت ناظرةً للأرض .
"ليزي " ، ناداها لتهمهم فاكمل : " أغلقي عيناكِ .."
طلب منها لتنفذ مع شعورها بالغرابة ، ثمَّ وضعَ وشاحاً على عيناها لم تعلم من أين جلبه .
"ماذا هُناك ؟" ، سألت بغرابة .
"اهدأي" ، قال بهدوء لتصمت .
شفتاهما تلامستها وهي ظلَّت متصنمةً بصدمة .
ابتعدَ عنها بعدَ ثوانٍ ليعيد وضع القناعِ الَّذي يغطي نصف وجهه ، ثمَّ أزال عن عيناها الوشاح لتنظر إليه : "ليزي .. لم استطِع أن أكونَ صديقكِ فحسب .."
قال بنبرة هادئة لتبتسم معانقة إياه .
ابعدها عنه بهدوء واسترسل : "هـل تستطيعين أن ... تعلمي لم ترينَ وجهي لمرةٍ واحدة حتى!"
عقدت حاجبيها لثوانٍ ثمَّ ابتسمت واومأت نفياً مجيبة : "هذا أكثر ما أحبه .. لطالما جذبتني الأشكال وأكثر ما كنت أخشاه أنْ أواعدَ شاباً احببت ظاهره قبل باطنه ، لذا أنا الان واثقة أنني أحببتكَ لكونكَ أنت ."
تنهد براحة ثم أردف قائلاً : "اسمي ليسَ هاري .."
اومأت له بسبب معرفتها المسبقة بهذا ، لم يكن غريباً ، هي أحبته تماماً ولم تكن تهتمُّ لأي شيء سطحيّ ، كما أنَّها لم تحبَّ جونقكوك حقاً ، هي فكرت بفعلها لذلك ستحاول جعله يملُّ منها لكنَّه سرعان ما تركها آنذاك .
____
"ليزي .." ، صرخت آنَّا بسعادة جاذبة انتباه الأخرى لتعقد حاجبيها بتساؤل : "ماذا ؟"
"جونقكوك سيعودُ غداً ، وهناكَ حفلٌ في منزله ، لقد دعاكِ بشكلٍ خاص .." ، قالت بحماس مفرط ، تنهدت الأخرى ببرود ؛ لم يعد يؤثر بها كما كان سابقاً ، لكنَّها لم تنسَ كيف تركها في اسوأ حالة لها رغم أنَّها لم تكُن تكنُّ له ما يذكر ، هي مرَّت بلحظة ضعفٍ واحتاجته قليلاً .
"سأذهب .. " ، أردفت ببرود وصعدت لغرفتها .
تحدَّثت إلى هاري .
"لمَ تريدين الذَّهاب؟" ، سألها بنبرة غريبة لتجيب بانزعاج طفيف : "فقط .. أريدُ أن أشكره .. لولا تركه لي لما كنت الان قد تعافيت -ربما- ولما كنتُ معك .. أعتقد أنَّك أفضل ما حدث لي في حياتي لذا .. أريدُ شكره .."
"آه .." ، قال بهدوء وكانت نهاية حديثهما .
____
جعلت من الاسودِ لونَ هذا اليوم ، وقررت الذَّهاب بأفضلِ شكلٍ لها ، أرادت بشكلٍ ما أن تشعره بالنَّدم ، ولن تتهاون في فعل هذا .
دقَّت الساعة مشيرة إلى الحادية عشرة في منتصف الَّليل معلنةً وصولها للمنزلِ المضاء بزينته .
دخلت وحاولتْ بقدرِ ما استطاعت الابتعاد عن آنَّا ونامجون وتجاهلهما ، وقفت عندَ إحدى الطاولاتِ وحدها تنظرُ بمللٍ من بعيدٍ للذين يرقصون بجنون ..
"آنسة اليزابيث ، السيِّد جونقكوك يريدكِ في الساحةِ الخلفيَّة " ، أبلغها أحد النادلين هناك لتتجه بهالة البرود الَّتي تحيطها نحوه .
كانا يقفان متقابلان مع بضعة امتارٍ تفصلُ بينهما ، هو يحدِّق بها بشكلٍ غريب وهي تنتظر قوله لما عنده .
"أرى أنَّكِ تعافيتِ .." ، قال بنبرة دافئة وهو يمرر بصره لها من رأسها وإلى اخمص قدميها .
"نصفُ الفضلِ لكْ .. شكراً " ، قالت بابتسامة مستفزَّة ، تقدَّمَ نحوها وآنذاك - فقط - لفت انتباهها شيء ما .
طريقة مشيه مماثلةٌ لطريقةٍ مشي هاري ، كما أن بنية جسديهما متشابهة .
لاحظت هذا لتبدأ بتذكر أن نامجون هو كذلك يشابه هاري إلى حدٍ كبير ، حرَّكت راسها طاردةً تلك الأفكار حين أصبحَ أمامها مباشرة .
"لِمَ تشكريني ؟" ، سألها بابتسامة جانبية ناظراً لعيناها مباشرةً .
كادت أن تجيب إلَّا أنَّها توقفت حين شعرت بيدٍ تلتفُّ حول رقبتها وثقلٍ يستند على جسدها ، نظرت للفاعل لتصدم .
"هاري ؟!" .
"تشكركَ لأنَّه لولاك لما كانت الآن فتاتي .." ، قال بابتسامة
مهلاً ، صوته تغيَّر كما قامته ، لقد أصبح أقصر قليلاً .. حسناً ماللَّعنة الَّتي تحدث هنا ؟
عقد جونقكوك حاجبيه بانزعاج ناظراً لذاك الملثَّم ، زفر ما اختزنته رئتيه من هواء ثم ذهب تاركاً إيَّاهما وحدهما .
بعد حوالي نصف ساعة لاحظ اختفاء صديقٍ له
"نامجون ، أين تايهيونق؟" ، سأله ليشير له بعدم علمه ، بدأ يبحثُ في كلِّ مكانٍ حتَّى لاحظ اختفاء ليزي كذلك .
"الهي .." ، قال مستعداً لمواجهةِ المتاعب القادمة ، صعد للأعلى بحثاً عنهما حتَّى فتحَ باب إحدى الغرفِ وصدمِ بتايهيونق على وشك تقبيل ليزي وهي غير مستوعبة لما يحدث .
تقدَّم نحوهما بغضب وانتهى الأمر بتاي متلقياً لكمة على وجهه : "كيم تايهيونق كيف تجرؤ ؟" ، جلجل صوته في الغرفة ، وهي شهقت بصدمة ، اقتربت من تايهيونق وبدأت تتلمس مكان نزف شفتيه : "هاري .. أقصد تايهيونق هل أنتَ بخير ؟" ، سألت بقلق لينظر الاخر لجونقكوك بابتسامة جانبية .
"كفاكَ عبثاً بالفتاة جونقكوك ، لا تريدُ كشفَ ماضيها ولا ما تعيشه هي ، لا تخدعها أكثر من هذا إذاً .. او رأيت ما كان سيحدث" ، قال ليعقب جونقكوك بتعب دون النَّظر لوجه الاخر : "أخرج.."
نفذَّ بهدوء وأغلق الباب خلفه ، وكانت هي تهمُّ باللحاق به لولا أنَّ يدَ جونقكوك أسرت معصمها مانعةً إياها من التقدُّم ، التفتت نحوه وأردفت بغضب : "ماذا الان ؟"
نظر لها بتعابير حزينة متعبة ، قرَّبها إليه ثمَّ قال بصوتٍ مبحوح : "أنا آسف .."
عقدتْ حاجبيها بغرابة : "على ماذا تعتذر ؟" .
"هاري .. ليس تايهيونق.." ، قال لتحدِّق به بصدمة ، فاسترسل ودموعاً قليلةً قد تسللت إلى وجنتيه : "إنَّهُ أنا .."
نفت برأسها غير مصدِّقة ، إن كان هو هاري فلمَ تركها أصلاً ؟ لم فعل كلَّ هذا وكيف لتايهيونق أن يعترف بدلاً عنه .
"جونقكوك ، مزاحك ثقيل " ، قالت باكية وجسدها يرتجف ، حوالي سنة قد مضت ، عاشتها تحبُّ هاري وتبغض جونقكوك ، والان يخبرها ببساطة أنَّها كانت تحبُّ وتبغض الشخص ذاته !!
احاطَ وجهها بكلتا يديه واسند جبينه على خاصتها : "كيفَ لكِ أن تظنِّي أنني قد ابتعدُ عنكِ ؟"
دفعته بقوة وبدأت بالبكاء مردفةً بقولها : "لا .. أنتَ تكذب ، لم لم تبقَ معي منذ البدايةِ إذاً ، لمَ كنت تتظاهر بعدم معرفتك لنفسك ؟ ولم تايهيونق أتى وتظاهر أنَّه هاري ؟"
تقدَّم نحوها عاقداً حاجبيه : "كنت ستشعرين بأنَّك عبءٌ عليّ ، لم تحبيني إنَّما اردتِ أن لا تشعرينني بالذنب ، لذا .. هذا كان الحلُّ الوحيد .. تظاهرتُ بكوني هاري منذ البداية لأتقرَّب منك وايضاً ، كلُّ ما تظاهرت به كان لكي لا تشكِّي بكوننا نفس الشخص .. تايهيونق أتى اليوم لنفس السبب ، لم أكن اعلم أنَّه سيخبركِ بأنَّه هاري .. ولم أكن اخطط لإخبارك اليوم.."
لا زالت في صدمة .. هل ما تسمعه صحيح .
تمتمت : "مُحال.."
"إذاً .. هل تذكرين في عيدِ ميلادكِ حين أخذتكِ إلى خارج المدينة وتظاهرت بأنني أختطفكِ ، لقد قطعنا وعداً الّا يعرفَ أحدٌ سوانا عن هذا اليوم .. أن تكون ذكرىً خاصَّة .. هل تريدين اثباتات أخرى ؟"
قال بحزن متقدِّماً نحوها ، وقفت وفرَّت هاربة من ذلك المنزل بأسره .
___
"ليزي ، لم هربتِ هكذا ؟ وما خطبك ؟" ، سألتها آنَّا بانزعاج دون أن ترى وجهها بسبب الغرفة التي تغرق في الظلام الحالك .
لم تسمع شيئاً سوى صوت انفاسها المضطربة لذا تنهدَّت وأضاءت الأضواء ثمَّ تقدمت نحوها وسحبت اللّّحاف عنها لتدرك عيناها المتورمة لكثرة البكاء .
شهقت ثم جلست أمامها وسألت بقلق : "ليزي ، أجيبيني ما خطبكِ ؟ هل اصابكِ مكروه ؟"
لمْ تُجبها وفقط استمرت بالنَّظر للأعلى ثمَّ اعتدلت في جلستها .
"ليزي.." ، نطقت وعيناها امتلأتا بالدموع ، شعرت بالقلق ، لم ترى ليزي هكذا من قبل وهذا اسوأ ما في الأمر .
نظرت إليها لثوانٍ قبل أن تقترب منها فجأةً معانقة إياها وشهقاتها تتردد في انحاء المنزل ، بدأت آنَّا تربت على ظهرها وهي تبكي معها .
ذاكَ الصباح بكت كطفلٍ صغير ، بكت كثيراً وأنَّت كثيراً حتى آلمتها حبالُها الصوتية ، حتّى فقدت رغبتها بالبكاء ، وحتّى أرادت أن تنامَ ولا تستيقظَ بعدها ...
لم يكن كلُّ هذا بسبب الصدمةِ الَّتي تلقتها هذا اليوم ، هذه كانت آنّاتها وشهقاتها الَّتي اختزنتها في أوقاتٍ كثيرة ، وظنَّت أنَّها تخطتها لكنَّها لم تفعل يوماً ..
____
"أفكِّرُ بالابتعادِ عن هذا المكان.."
___
انتهى .
:|
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top