05 | حظُّ صاحبة الغراب

ابتسم بهدوء ثمَّ أردف : "لقد حدث سوء فهمٍ بيننا صباحاً ، هذا هو ملخصُ لقائنا الاول ."

اومئ له الطلاب بنظرات متشككة ، و تنهدت هي بارتياح ..

___

"إركبي " ، قال وهو مارٌ بجانبها ليتقدمها نحو سيارته ، تجاهلته وأكملت سيرها ، فوقف محدقاً بها .

"قلتُ لكِ اركبي ، الم تسمعي ؟" ، رفع نبرته وهو يخاطبها لتستمر بتجاهله .

تقدم نحوها وأمسك بمعصمها ،ثم أردف : "إياكِ وتجاهلي مجدداً .."

"هل أنتَ مغفلٌ أم ماذا ؟ ماذا لو رآنا أحد ؟" ، قالت بانزعاج ليقلب عيناه بملل قائلاً : "لا يهمني"

سحبها رغماً عنها إلى السيارة .

اغلقت عيناها زافرة بهدوء ، هي مؤخراً أصبحت تغضب منه بسهولة ، رغم أنَّها كانت لا تغضب بتاتاً سابقاً ، هي كانت باردة بشكلٍ مخيف فحسب .

"ما رأيك أن أصبح دميةً لكَ وننهي حالات المدِّ والجزر هذه ؟" ، قالت بامتعاض محدقةً به ، ابتسم ساخراً ثمَّ أردف : "المدُّ والجزر ؟ أعتقد أنَّهُ مدٌّ فحسب ، أنتِ لا تستطيعينَ دفعي بعيداً عزيزتي .."

"متأكدٌ من كلامك ؟ " ، سألت دون أن تظهرَ شيئاً بتعابيرها ، عقدَ حاجبيه مومئاً بالايجاب لتتنهد : "سنرى سيد جونقكوك .."

وقف عند إحدى اشارات المرور ، لم يخطر بباله مدى جنونها ، جفل حينَ بدأت تصرخُ وتضرب بيديها شباك السيارة متظاهرة بالبكاء ليحدِّقَ بها جميع المُشاة والرُّكاب .

دقائق معدودة حتَّى تجمع حول السيّارة حشدٌ مِن الناس ، كان هو مصدوماً غيرَ مستوعب ، لم يستطع الخروج من السيارة بسبب ذلك الحشد ، مرَّت دقائق حتى أتت سيارة الشرطة .

___

"لقد أرغمني على الركوب معه ، وأعتقدتُ أنَّه سيختطفني ، لذا شعرت بالخوف وانتظرت حتّى أصبحنا في مكانٍ به أناس أكثر .. " ، قالت متظاهرةً بالخوف للشرطيّ الَّذي يسجل ما تقول ، تنهدَ ثمَّ سألها : " هل تريدينَ رفع قضيّة ؟ "

اومأت له نفياً ليقول : "إذاً سيحلُّ الأمرُ بغرامة ، وأيضاً سيد جونقكوك ، سيحوَّلُ الأمر للمحكمة لو تعرضتَ للآنسة مجدداً .."

اومأ له جونقكوك ايجاباً ثمَّ دفع الغرامة ليخرجَ لاحقاً بها ..

"ليزي .." ، نادها لتتجاهله ، تقدَّمَ وأمسكَ بمرفقها .

نظرت لوجهه ثمَّ حدقت بيده الَّتي تمسكها رافعاً حاجبها ، أردفت بعدها : " أعتقد أنَّ الشرطي كانَ واضحاً ، وأيضاً لم أرِد تضخيم الموضوع هذه المرة ، لكنني لن أكونَ طيبةً مجدداً "

عقد حاجبيه سائلاً : "وهل تعتقدين أن هذا يقلقني مثلاً ؟ أنا أعلم عنكِ كلَّ شيء ، لكنكِ لا تفعلين عزيزتي .. لا تجربي أن تتحدينني مجدداً ، لستُ من ذاك النوع السهل .."

"هُراء .." ، قالت لتبعدَ يده عنها وتستمر في مشيها مكملةً تجاهله .

"ليزي .." ، همس بهدوء ويده تتحرك بالهواء بشكلٍ عشوائيّ .

أدركَ شروده حينَ سمعَ صوتُ ارتطام ، حادث على ما يبدو ؟

لم يعي ما يفعل إلَّى عندما وصلَ لمكان تجمُّعِ الناس ، حدَّق بالشخصِ طريحِ الأرض ليبتسم وعيناه تغرقان بالدموع ، تقدَّم نحوَ ذلك الجسد الملقى ، انحنى حتَّى وصل لمستواها ، رفعَ يده حتّى لامست وجنتها ..

"ليزي ، تمثيلكِ سيء ، هيا قفي ، ســَ .. ستتسخين هكذا .."
قالَ محاولاً إقناع نفسه بأن ما حدَث مجردَ تمثيلية .

عقدَ حاجبيه بغضبٍ ثمَّ أردف : " ليزي ، كفى عبثاً هذا لم يعد مُسلياً .. ليزي"

بدأ بهزِّ جسدها المتجمد ، ما قاطعه نقلها بسيارةِ الإسعاف والشرطة الَّتي أبعدتهُ محاوطةً المكان .

وقف على جانب الطريقِ محدِّقاً بالمكان الَّذي كانت به ، رفعَ يداه محدِّقاً بها ، كانت دماؤها تلطخه ..

دموعه انزلقت على يداه لتغسلهما من تلكَ الدماء .

____

كان يجلسُ في منزله بكآبة ، يحدِّقُ بيديه الَّتي تملؤها آثار دمائها بشرود ، لم بتجرأ أن يسألَ عنها ، هل كانَ هو السبب ؟ ماذا لو لم يتركها تذهب ؟ هذا يشعره بالسوءِ أكثر ..

دموعهُ نزلت بغزارة حينَ أصبحَ يقفُ خلفَ الزجاجِ المطلِّ على غرفتها في العنايةِ المشددة ..

أصبحَ يختنق ، يحتاج للهواء ، لا يستطيعُ رؤيتها هكذا .

همسَ بصوته المبحوح ؛ لكثرةِ بكائه : "إليزابيث .."

____

"هـ ..  هاري ؟" ، كانَ هوَ أولُ شخصٍ قد نطقت باسمه حينَ استيقظت من سباتها ووجدت أمامها آنَّا .

عقدت حاجبيها بانزعاج لتردف : " كيفَ تشعرين ؟"

تآوهت بألم وهي تحاولُ الجلوس ، لتساعدها الأخرى .

"لا بأس ، مالَّذي أفعله هنا ؟" ، سألت بغرابة .

تنهدت ، ثمَّ أجابتها متفاديةً النَّظر إلى عيناها : "لقدْ تعرَّضت لحادثٍ بالقربِ من مركز الشرطة .."

زفرت الهواء الَّذي تختزنه رئتيها ، نظرتْ لآنَّا حين سألتها : " مالَّذي بينكما ، أنتِ وجونقكوك ؟ هو منذُ يوم الحادثِ حالته يرثى لها ، وبالكادِ يغادر المشفى ، لمْ ينَمْ منذُ أربعةِ أيامٍ سوى لساعةٍ أو نصف ، ولا تجرؤي على الكذب" ، أنتهت جملتها بنبرة تهديد لتتنهد الأخرى ثمَّ تردف : "هلَّا ناديته ؟"

"حسناً " ، أجابت ثم خرجت سريعاً لمناداته ناسيةً السؤال الَّذي كانت تحترق شوقاً لمعرفةِ إجابته .

___

دخل إلى الغرفةِ بتوترٍ بادٍ على ملامحه ، عيناه ذابلتان وابتسامته اختفت .

حدَّقت به لثوانٍ كانت كفلية لجعلها تدركُ أنَّه ليسَ مختلاً كما فكَّرت ، لكنْ لسببٍ ما هي لا زالتْ تخافُ مِنه قلبها ينبض بقوة بسبب ذلك .

"هَـل ، تشعرينَ بألم ؟" ، سألها بصوتٍ ضعيف ، اومأت نفياً بابتسامة كانتْ تكذبُ وكان يعلمُ أنَّها تكذب وهي كان تعلمُ أنَّه يعلمُ بهذا : "أنا بخير.."

"شُكراً لَك .." ، شعرت بأنَّه يشعر بالذَّنب لذا قررت التَّخفيف عنهُ قليلاً ، فعقد حاجبيه متسائلاً : "لمَ؟"

"لأنَّك ولأولِ مرّةٍ لم تجبرني على البقاء معك ، سأحرص لاحقاً على أن استمع لكلامك .. "

كلماتها خففت عنه بجزء بسيط ، لكنْ حزنه الأكبر يكمن في كونها مفترشةً ذاك السرير وتحقنُ بتلكَ الأدوية وغيرها ..

نظرت للنافذة لتتنهد ، تأملُ أن تكونَ كلُّ الأيامَ ماطرة ، باردة ، والغيوم تعيقُ نور الشَّمس كما هي اليوم ، هذا يحسنُ مزاجها بشكلٍ كبير.

"جونقكوك ، هلّا اطفأت الضوء ؟" ، سألته لينفذ بهدوء ، انزلقت بقوةِ دفع يديها لتستلقي جيداً ، وهو ساعدها بذلك .

نظرَ إليها لوهلة ، كانت تبدو مسترخية ، تنهدَ براحة ثم توجه نحو الباب ليخرج من الغرفة .

"لقد سألت عن هاري .. أعتقد أنَّها معجبة به .." ، استوقفه من خروجه صوت آنّا وهي تتحدث في الهاتف مع أحدهم ، توقف منصتاً لبقية حديثها .

"لا أعلم عن جونقكوك ، تبدو لي خائفة عند ذكره .. لا أعتقد أنَّها تطيقه .." ، أكملت مكشرة بانزعاج .

خرج جونقكوك لتبتسم بتوتر مغيّرة الموضوع ..

"علي الذّهاب ، إلى اللقاء .." ، حدَّثها بابتسامة متكلفة ثمَّ ذهب مسرعاً دون انتظار رداً منها .

بعد حوالي نصف ساعة ، كانت تجلس بملل ، نامجون أتى وذهب سريعاً وليزي كانت نائمة ، بقيت تجلس وحدها أمام غرفة ليزي تقلبُ هاتفها بملل ، تيقظت حين رأت اقداماً تقف أمامها ، رفعت رأسها ليقابلها شابٌ يضعُ قناعاً خافياً بذلكَ نصف وجهه ..

عقدت حاجبيها بتساؤل بسبب نظره لها ، حدَّقت بصدمة حين اردف : "مرحباً ، أنا هاري ، هل استطيع رؤية ليزي ؟"

بسبب صدمتها وغبائها كذلك اماءت له موافقة دون ان تنبس ببنت شفة .

حدَّق بليزي بحزن ، هي لم تكُن نائمة وهو يعلم بذلك .

سألت مغمضة الاعين : "ثلاثةُ أيامٍ قد مضت ولم تأتِ ولا يوم .. "

"لقد أتيتُ كلَّ يومٍ صباحاً ومساءاً ، لكنني كنت أرى شاباً أمام غرفتك ، كان متواجداً دائماً كالحارس ، لذا لم أعتقد أنَّه سيسمح لي بالدخول إلّا إذا نزعت القناع .."

تنهدت ثم فتحت عيناها وجلست باعتدال ، عدلت ملامحها الباردة لتبدِّلها بابتسامة هادئة معانقة الآخر : "اشتقت اليكَ يا مغفل .."

"بالتأكيد ستفعلين .." ، قال بفخر مبالغ لتضربه على ظهره .

جلسا طويلاً معاً ، حتّى انتهى وقتُ الزِّيارة وأصرت آنّا على أنّْها من سيبقى عند ليزي ، وكانت على وشك الشجار مع هاري لكن ليزي اوقفتها قائلة بأنها لا تريد أن يبقى أحدٌ معها ..

___

انتصف اللَّيل وهي تشعر بالملل يقتلها ، لا تشعر بذرة نعاس بسبب نومها الطويل ، تذكرت امراً أرادته فاتصلت بجونقكوك ..

"مرحباً .." ، نبست بتوتر .

"اهلاً ليزي .. مالخطب ؟ " ، سألها بصوت بدا متعباً ..

"... اه لا .. لاشيء أكمل نومك وداعاً .." ، أردفت بتوتر حين أدركت الوقت وأنَّهُ لم ينم جيداً بسببها ..

ربْعُ ساعة ثقيلة مرَّت لتجدَ بعدها شخصاً يدخل الغرفة .

"جونقكوك !! مالَّذي تفعله هنا ؟" ، سألت بصدمة ..

"مالَّذي كنتِ تريدينه ؟ هيا لستُ من النوّع الَّذي تسكتينه بسهولة .." ، قال بملل.

"لـ .. ا شيء .. فقط .." ، ردَّت بتوتر .

"فقط ؟" ، قال باستنكار رافعاً أحدَ حاجبيه .

"كنتُ أشعر بالملل .."

"ترينني مهرج !!" قال مصدوماً .

"جونقكووك ، كفاك سخرية .." ، قالت بانزعاج ، تنهدت ، ثمّْ أردفت : "فلتبقى هنا .."

حدَّق بها غير مصدقٍ لما يسمع ، عقد حاجبيه ثمَّ جلسَ على الأريكة..

جونقكوك قد نام بسبب تعبه الشديد ، كانت تريد الذهاب وتعديل طريقة نومه السيئة إلَّا أنَّها لم تستطع تحريكَ قدميها ، فاستسلمت واكتفت بالجلوس والنظر إليه .

____

"أعتقدُ أنَّنا نستطيعُ اخراجك اليوم ، لكن علينا التأكد من بعض القحوصات أولاً"
حدَّثها الطبيب بابتسامة لتومئ له .

"ستأتي الممرضة بعد قليل لتأخذك لإجراء الفحوصات " ، قال ثمَّ خرج تاركاً إياها مع جونقكوك .

تنهدت بعمق ثمَّ أردفت : "جونقكوك .. أنا موافقة سأكونُ لك.."

حدَّق بها عاقداً حاجبيه : "هل هذا يعني ..؟"

"نعم ، أحبك" ، قالت ببرود تام ..

ابتسم بتكلف ثمَّ اومأ لها ، وجلسا كلاهما بصمت ينتظرا وصول الممرضة .

__
بعد عدة دقائق ، دخلت لتطلب منها الوقوف .

"لا أستطيع تحريك قدماي " ، قالت ليزي عاقدة حاجبيها .

ذهبت الممرضة لتعود بعد ثوانٍ والطبيب خلفها .

أخرج مطرقة صغيرة وبدأ يضرب على قدما ليزي ثم يسألها إن كانت تتألم وكانت تجيب نافيةً .

"أعتقدُ أنَّهُ شللٌ سفليّ.."

____

كسرت خاطري !
صحيح .. انتهى

اححح احسني تأخرت .

الزبدة .. كنت بصيح .

املاي الفراغ بما يأتي : (علامتين)

١. ليش تتوقعون الاخت الفاضلة ليزي قالتله انها تحبه :| *اتوقع كان واضح انها ما 🌝🌝* .....

٢. رد فعل جنقة من درى عن شللها ؟ .....

البارت الوراه سببلي عقدة نفسية وحاولت اخلص احداثه واختصر اكتر ما اقدر .. ياخي ابطال الرواية منفصمين او فيهم شي مب طبيعي 🤦‍♀️

كله بسبة الكاتبة ☹️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top