02 | إضطراب
'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____
"أجل ، كيف علمت ؟" ، سألته بهدوء .
"إنَّها صدفة بحتة ، هو عطري المفضلُ كذلك ، لذا لاحظت انك استخدمته اليوم فخمنت أنَّه المفضلُ لديكِ كذلك" ، قال بابتسامة ، صدقتهُ بمنتهى الغباء .
"سأريكِ باقي المنزل ، اتبعيني .." ، قال بابتسامة بينما بدأ يسير بانحاء المنزل وهي تتبعه ، أطلعها على كلِّ زاويةٍ في المنزل عدا غرفة قال أنَّها خاصة جداً ..
لم تكترث للأمر كثيراً كان فضولها يتركز على أشياء أخرى : "هل تعيشُ بمفردك ؟" ، سألته ، نظر لها ثم ابتسم مومئاً بنعم .
بقيا جالسين بصمت ، هي لا تجيد الحديث بل لا تفضله ، وهو يحاول جاهداً أن يتحدث معها دون أن يظهر كمغفل !
"هل تريدينَ الشُّرب ؟" ، سأل بينما يحمل زجاجة نبيذ يبدو قديماً جداً بين يديه ..
نظرت له ، لم تستسغ الفكرة بدايةً فظهرت تعابير رافضة لم يلحظها هو ، قدَّم لها كأساً فلم ترفض ، وانتهى بها المطاف ثمله ، وهو شبه ذلك ..
كانَ يحدِّقُ بها بابتسامةٍ مغفلة واضعاً كفَّه على وجنته .. كانت تلقي نكاتاً مغفلة بصوتٍ خافت وتضحك عليها مع نفسها ، وهو يبتسم حينما يراها تضحك ، كان الوضع غريباً جداً ..
نظرتْ للساعة ، وفغرتْ فاهها ثم أعادت بصرها إليه : "عليَّ أن اذهب ... " ، ضحكت ثم أكملت : "ستصبح الواحدة بعد منتصف الليل" ، وضحكت مجدداً ، "انّا ستقتلني" ..
وقف قائلاً : "سأوصلكِ" ..
دفعته ليقع جالساً على الأريكة قائلة : "اجلس ، لا اريد النوم في السجن لأنني كنت مع شاب ثمل وهو يقود"
تنهد ثم قال بعد أن وقف مجدداً : "لستُ ثملاً تماماً ، أستطيع القيادة "
قال ممسكاً بمعصمها بسبب حركاتها العشوائيّة ، افلتها ثم أردف : "انتظريني هنا ، سأحضر لكِ معطفاً وأعود ، الجوُّ يكون بارداً الآن"
وقفت وهو ذهب لإحضار المعطف ، نظرت حولها لتتذكر تلك الغرفة الخاصة ، قدماها قادتها إليها لتفتحها ..
حدَّقتْ بعينان ناعستان بما يوجد في تلك الغرفة ، عقدت حاجبيها بغرابة .. تمتمت : "إنَّها أنا !"
____
استيقظت شاعرةً بصداعٍ يغزو رأسها ، ذهبت نحو انّا لتطلب منها مسكناً لكن الأخيرة واجهتها بالتوبيخ : "لقد كنتُ قلقة عليكِ حدَّ الموت أمس ، لم لم تخبريني أنَّكِ ذاهبةٌ معه ؟ وكيف تعودي وثملة أيضاً في الثانية صباحاً ؟! وماذا لو فعل جونقكوك شيئاً لكِ ؟ فلتشكري الاله أنه ابن عمِّ نامجون"
"كفى ، كفى .. أرجوكِ" ، قالت بهدوء بسبب الصداع الَّذي اشعر به ، ثم أردفت : "أريد مسكن الآم .."
تنهدت الأخرى بيأس : "تباً لكِ ، هاكِ لقد كنت سأحضر هذه القهوة لكِ" ، مدَّت لها كوباً من القهوة لتتناوله الأخرى متمتمة بِـ "شُكراً"
___
"اذاً ؟ ماذا فعلتما البارحة ؟ او اليوم اياً يكن ؟" ، سألتها بتذمر .
"لا اعلم ، كلُّ ما أذكره أنه أراني منزله ثم شربنا وبعدها ثملت .. وأعتقد أننا تشاجرنا ، ربما لا أذكر تماماً ؟! "
قالت تحاول تذكر ما حدث ..
"على أيِّ حال ، سأذهب للجامعة وبعدها سأذهب مباشرة للمكتبة ، سأعود في المساء ." ، قالت ثم ذهبت سريعاً لتبديل ملابسها ، وتتهربُ من فيضان الاسئلة الّذي سيأتي .
____
انتهت من محاضراتها لتتجه نحو المكتبة ، وهناكَ حيث انتبهت أخيراً أنَّ هاتفها ليس بحوزتها ولا بالمنزل حتى .
"آه تباً نسيته مع جونقكوك" .. تمتمت بنبرة شبه غاضبة ؛ لتتنهد ، نظرت حولها فكانت كلُّ الكتب في مكانها ، وقررت أن تنام .
استيقظت بسبب صوت الطرق على الطاولة ، نظرت بانزعاج للذي يقف امامها محاولةً تحليل هويته .. هيئته ، إنَّه جونقكوك .. فتحت عينيها بعد أن حكّتهما بيديها ، نظرت له قائلة : "ماذا تريد؟"
ابتسم ثمَّ رفع هاتفها : "لأنَّ قلبي أبيض لقد نسيت ما نعتني بهِ البارحة ، وتجاهلت الشجار الَّذي حدث دون سبب ، فأتيت لإحضار هاتفك .." .
تنهدت ثم تناولت منه الهاتف ووضعته دون النظر اليه حتى على الطاولة أمامها ، أعادت نظرها إليه ، تنهد ثمَّ قال : " هل تنامين دائماً بالمكتبة ، كانَ هناكَ شابٌ هنا منذ قليل ، يضعُ قناعاً ويقرأ أحد الكتب "
"حسناً إنها مكتبة ، ولا أرى مشكلة في ذلك " .. قالت بهدوء ، بدا لها مغفلاً ، فسأل : "ماذا لو كان شخصاً سيئاً وآذاكِ وأنتِ نائمة ؟ لقد بدا مثيراً للشبهة "
"هل كانَ يقرأ كتاب هاملت ؟" ، سألته بينما تسدل نصف جفنيها ، اتسعت ابتسامته واومئ بنعم ، لتقول وهي تتثاءب : " لا اعتقد أنَّه سيؤذيني ، لقد تحدَّثت معه مسبقاً وبدا مغفلاً ، كما أنَّه الوحيد الَّذي يأتي إلى المكتبة وأنا متواجدة بها وأيضاً هذا ليس من شؤونك ، لا أذكر أنني عرفتك سوى بالأمس ... بالمناسبة ، إن رأيتهُ مجدداً أشكرهُ نيابةً عنّي ، هو لمْ يجعلني أتكلمُ كثيراً ذاتَ مرة ، على عكسكَ تماماً.."
"في الأمس .. اجل ، في تلك الفترة القصيرة عرفت أنَّك تحبين المغامرات ، تعملين في المكتبة ، طالبة جامعية ، اسم عطرك المفضل ، أريتك منزلي ، ثملنا معاً وتشاجرنا .. ونسيتِ هاتفك معي .. ليس اعتيادياً فعل كلِّ هذا بهذه الفترة ، أعتقد أنَّ علاقتنا مميزة "
قهقهت بسخرية : "علاقة ؟ ليست حتى اقتراناً !" ، حتى هي لم تفهم ما تفوهت بهِ لكنَّها نطقته وانتهى الأمر ، كانت تتذكر هذا الشيء بالرياضيات ، صفعت نفسها داخياً ..
"حسناً آنسة ليزي ، لنرى إن كنتِ ستسخرين من علاقتنا بعد الآن " ، قال بابتسامة .
"لا ، أتمنى أن لا نلتقي بعد الان " ، ابتسامة مستفزة تعمدتها ، أزعجها جداً ؛ لأنه جعلها تتكلم كثيراً .
"كنت لأطلب أن تتحقق أمنياتك ، آسف سأحاول جاهداً ألّا أحققها .." ، قال بنبرة اكثر استفزازاً ، اكتفت بإراحة ظهرها للخلف قائلة بابتسامة : "إن لم ترِد قراءة شيء فالترحل ، المكتبة ليست للأحاديث" ..
____
انصرم اسبوعان كالعادة ، أضيف شيء آخر إلى روتينها وهو ذلك الشاب الَّذي بدأت زيارته شبه منتظمة إلى المكتبة ، رغم أنَّها تأتي باوقاتٍ عشوائية تماماً ؛ إلَّا أنَّها تراه في كلِّ مرة ، حين دخوله وخروجه ، وهذا قلل من نومها تلك الفترات ..
"أجل ، سنخرج ... تستطيعين الَّذهاب للتسوق تركت مفاتيح السيارة في المنزل ، وداعاً" ، كلمات انّا عبر الهاتف تخبرها بأنها ستذهب لمكان ما مع نامجون ، لم تكترث ..
تنهدت ، كانت تخطط للذهاب والنوم ، لكنَّها نامت في أغلب المحاضرات ، والوقت متأخر ، أعجبها الطقس والأجواء ؛ فقررت البقاء والمشي قليلاً ..
صوت صفيرٍ صدر من خلفها ، لم تأبه له وأكملت مسيرها ، إلا أنَّ ذلك الصفير أصبح كلاماً ، وتقدم شخصٌ حتّى أصبح بجانبها ، التفتت إليه لتقلِّب عيناها بملل .. : "أرجو أنَّكِ تتذكري ، لن أجعل أمنيتك المغفلة تتحقق .." ، تحدَّث المتطفل بابتسامة مستفزّة .
"لا يهم." ، نبست .
هي بالفعل لا تكترث طالما أنَّهُ سيبقى صامتاً ، لكنَّهُ بدأ يتحدَّث :
" بالمناسبة ، لم تشكُريني!"
عقدتْ حاجبيها ، لا تتذكرُ أنَّه قد فعلَ شيئاً يستحقُّ الشكرَ أو الثناء حتَّى فقالت باستنكار : "على ماذا ؟ ازعاجكَ لي مثلاً ؟!"
تحمحم ثم بدأَ يقول وهوَ يثني أصابعَ يده مع كلّ شيء يعدده : " أولاً على أنني تركتكِ تذهبي من منزلي دون أن أؤذيك رغم أنَّني كنت أستطيع ، ثانياً أوصلتكِ لمنزلكِ وأنتِ ثملة ، تذكرت عليكِ الإعتذار أيضاً على تلك الشتائم التي وجهتها لي في ذلك الوقت ، وأيضاً والأهم أنني أتيتُ إلى المكتبة خصيصاً لأعيد الهاتف لكِ ، يا لي من رجلٍ نبيل .. ، تذكرت عليكِ الإعتذار لأنَّكِ تصرِّفت بشكلٍ غير لائِق بدلَ أن تشكريني .."
كان يبدو على ملامحها الامتعاضُ وهو يتكلَّم ، تحدَّثت فجأةَ وهي تضع يداها على أذنيها : " كفى كفى ، تباً لكَ ألا تجيد شيئاً غير الكلام ؟!"
"اعتذار آخر .. ، سأتغاضى عن كلِّ شيء إن شكرتني مرةً واحدة .." ، قال بابتسامة ساعياً للوصول الى هدفه.
نظرت إليه بطرف عينها وسألت : "إن شكرتك ، ستصمت ؟"
ابتسامة ظهرت على زاوية شفته ، اومئ لها إيجاباً ، لتتنهد ثمَّ نبست : "شكراً لك .."
توسَّعت ابتسامته ، بعد برهة ، رفع نظره إلى السَّماء التي بدأت نقاطها القليلة تزداد تدريجياً حتّى أصبحت تمطر بغزارة ..
عقدَ حاجبيه ، أمسك بمعصمها سريعاً وبدأ بالركضِ جاراً إياها خلفه ، وضعها في سيارة بينما عقلها استغرق وقتاً ليحلل ما يحدث ، نظرت إليه حينَ جلسَ أمام المقود ، سألت بهدوء : "مالَّذي حدث ؟"
عقدَ حاجبيه بينما يمدُّ رأسه أمام المقود ناظراً للسماء ، قال بانزعاج : "يبدو أنَّها ستمطر كثيراً اليوم ، تباً أكره المطر"
وسعت عيناها بصدمة ، قالت : "هل أنتَ مريضٌ نفسيّ ، لمَ تكرهه ؟"
اعتدل في جِلسته ، ابتسم بهدوء ثم أردف : "آذى شخصاً أُحبه .. "
بدأت تقهقه بسخريّة :"جدياً ، وهل المطر يؤذي أحداً ؟! ، أعني .. حسناً أدرك أمر الفيضانات وغيرها ، لكنَّ فصل الشتاء ، ابتل من المطر ، أعتقد أنَّها تجعلني سعيدة بلا سبب.."
تنهدَ بابتسامة ، ثم شغَّل المحرِّك وانطلق قائلاً :"غداً لديكِ محاضرةٌ في الثالثة والنصف وتنتهي في الخامسة والنصف ، وستمطر بغزارة في هذه الأوقات تقريباً تستطيعين المشيَ تحت المطر في اثناء ذهابك للمكتبة ، الآن سآخذكِ لمكان آخر ."
قطعا نصف المسافة بصمت ،هي تسند رأسها على كفِّها وهو يقود بهدوء بينما يستمعان للموسيقى ، التي ولغرابة الأمر كانت المفضلة لديها ، قائلاً بأنها المفضَّلة لديه ..
"وصلنا" ، صرَّح بابتسامة ؛ فنظرت للمكان حولها ، منزلٌ خشبي ؟ هل قطع كلُّ المسافة هذه لأجل هذا ؟! .. تنهدت ، ثم تبعته بعد أن ترجلت من السيارة نحو المنزل ..
أضاء الإضاءات ذاتِ اللون البرتقاليّ ، تفحصت المكان ملياً ، بدأت تغيِّر رأيها ، إنَّه من أجمل المنازل التي قد رأتها في حياتها ..
"إذاً لمَ نحنُ هنا ؟"، سألتهُ بينما تتبعه بناظريها .
"هذا منزلي ، تستطيعين القولَ أنَّني أريدُ فعل شيء .
____
"ما خطبكِ ليزي ؟ وأين كنتِ حتى هذا الوقت المتأخر ؟" ، حدَّقت بها آنَّا بنبرة قلقة ، وجهها كان شاحباً ويبدو عليها الخوف .
____
انتهى .
تصفيقة عال ١٢٩٠ كلمة :)
👏👏👏
شوقرن شوقرن مافي داعي .. 🌝💔
يا اخي سولفو :((
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top