Ch 11


تطفو بنا ذكرياتنا، تضعنا بدوامة من الألم فتقتلنا ببطئها و ألامها المبرحة .. نقاط فاصلة لحياتنا ترمينا الي ما قبل الهاوية فنريد التعلق بأي شئ لعله ينقذنا، لكن بالنهاية الالم يزداد و نحن نسقط بتلك الهاوية ، تدفعنا ذكرياتنا المؤلمة نحو القاع أكثر.

تهاوى علي ركبتيه و غزت عيناه الدموع، إشتبك الألم مع الرفض، غير مستوعب لكنه مدرك لكامل الحقيقة الان .. والدته .. و كل ما يملك يكاد يسحبها المرض للموت .. هي تريد تركه و ترحل .. ترحل بعيداً عنه؟! .. لن يراها مجدداً؟!

تقدم ميل نحوه و كله ألم يداريه بتنهيدة عميقة ، إنحني ليجثو علي ركبتيه أمامه، ثم لمس كتفاه بكفيه الضخمان يهمس بلطف:
" صغيري، لا شئ سيحدث .. أمك تتلقى العلاج اللازم و ستشفى. "

لكن لم تهدئه كلمات جده بل زادت من نحيبه بينما يضم جده بألم دافناً وجهه بصدره، كانت حقيقة مؤلمة و مخيفة أن تتركه و ترحل!

" لهذا لم أكن أود إخبارك .. "
همس إليه بإستياء ثم صمت لحظةً ليكمل و هو يضمه:".. كنت أعرف أنك ستنهار .. لكن لا تنسي أنها ما زالت معك .. لا زالت علي قيد الحياه تتنفس. "

استمع لجده لكنه لم يستطع النطق، لم يعلم ما قد يخبره به فلزم الصمت.

أما ميل فقد ابتعد عنه ليسحبه بعيداً عن الغرفة التي بها والدته، نظر للخلف و جده يسحبه .. ود لو يرآها لكنه كان خائف متردد من رؤيتها .. ألا يكفيها سنوات المرض التي أنهكتها؟ ليأتيها الموت علي طبق من ذهب؟!

لم يشعر بنفسه الا حينما لفح الهواء وجهه فتوضحت رؤياه لخارج مبني المشفى، يرى المرضي و الزوار يتوافدون عليها ليقاطع جده نظراته حين نطق و هو يتخذ مجلساً أمامه:
" إسمعني جيداً سيلين .. "

صمت و الاصغر يعطيه إهتمامه فأكمل جده بجدية:
" .. من الان و هذه اللحظة .. عليك أن تعلم أن الحياه ليست ملك أحد و أننا كلنا ضيوف في هذه الدنيا لكن ذلك لا يمنع من جعلك قوي، مسؤول عن نفسك قبل الجميع .. يوماً ما ستعلم أن لي الحق بقول كل ذلك لك من هذه اللحظة فأنا سأتي يوم قد لا تجدني فيه لذا عليك اسناد نفسك و اخبارها أنك قادر علي المستحيل. "

صمت قليلاً يسترد أنفاسه ليكمل بهدوء مبتسماً :
" و أنا أعلم أنك تستطيع ذلك يا سيلين. "

كنت أنظر لعين جدي بينما يتحدث .. كنت لا أفهم معني كلماته الملقاه علي مسامعي فقد كنت مشغولاً قلباً و عقلاً بأحوال والدتي .. لم أكن أعلم أن ما قاله جدي أمام مدخل ذاك المشفي بوضح النهار سيتحقق يوماً .. كنت طفلاً واهماً، لم يشعر يوماً بالمسؤولية المستحقة و كل ما أراده هو أماً بصحة جيدة ووالداً يراه و يحبه، و جَدّاً لطيفاً و ربما أخاً أو أختاً يبعدوا وحدتي بمشاغباتهم التي لا تنتهي .. لكن الحياة لم تسعفني لأفكر أكثر، او أبني أحلاماً لمستقبلي و حياتي و حينها علمت أن الحياة صعبة جداً ، لم تكن كما أخبرني عنها جدي بكلماته تلك لكنه كان يخفف عني قليلاً عن لعنتها التي تجسدت فيَّ .. فأصبحت بعدهما تائهاً تأخذني سفينة الحياه لأماكن لم افكر و لم أكن لافكر بالبقاء فيها.

و بمرور ثلاث أيام قضيتها بعيداً عن أمي التي احتجزوها بالمشفى .. كنت متقوقعاً حول ذاتي أسكن سريري الذي لم أتركه من يومها خائفاً من السؤال عن أمي او رؤيتها كيف تكون .. خائف أن يأتيني خبر سئ عنها! انا كنت مرعوباً!

" سيلين .. أمازلت نائماً؟! "

نبهه بسؤالاً بينما يدلف الي غرفته المعتمة، فلمحه بين الظلام متقوقعاً حول نفسه ، تنهد ثم تقدم منه أكثر فخرج صوت سيلين بصوت أشبه بالهمس ينطق بمخاوف داخليه :
" أتظن أنها قد تتركني و تغادر مثل أبي؟ "

تسمرت قدماه عن التقدم أكثر و اضطربت مشاعره، بينما يفكر بالسؤال الذي طرحه الفتى تواً.. بماذا يخبره الان و هو أيضاً خائف من ذلك خاصةً بعد ما قاله الطبيب له عن حالتها و كيف تحول السرطان الحميد لخبيث و بدأ بالانتشار بسرعة و أنها تحتاج لعملية ضرورية لعلها تعيش؟ !

رسم ابتسامة تخفي ما خلفها ليتقدم نحو الفتي، جلس الي جانبه ليمسح علي خصلات شعره بحنان بينما ينطق:
" لا أحد يعلم متي ستنتهي حياته صغيري، لربما أحدنا يسبق الاخر و ربما مكتوب لنا مزيداً من الوقت لنحيى ، لذا لا تفكر بتشاؤم مجدداً. "

أغمض عيناه حين أحس بتحرر دموعه لكنه لم يستطع ليغمر وجهه سريعاً بوسادته مخرجاً ذاك الشعور الذي يستوطن أعماقه منذ معرفته بخبر مرضها ، فلانت ملامح العجوز بدهشة و ألم ليقترب منه يجذبه نحوه فحضنه الفتي هاتفاً و هو يبكي بألم :
" لكني خائف من رحيلها عني .. لا أريدها أن تذهب و تتركني .. مثلما فعل أبي! لا أريد أكون وحيداً! "

عانقه المسن أكثر و هو يربت علي ظهره و لم يتكلم أكثر من ما رد عليه به قائلاً :
" لا شئ بيدنا سوي الدعاء و التمني لها يا صغيري. "

*****

أصوات الليل كانت ترتفع بينما يعتلي نافذة غرفته يحدق بالخارج بعينان شبه مفتوحة، يكاد يغلبه النعاس لسبب هو لا يعرفه لكنه رغم ذلك لم يترك غرفته أو يذهب للنوم، كان يغمره الخوف و القلق بهذه اللحظات المروعة فلا أحد غيره ووالده بالقصر بالاضافة لبعض المدعويين الغير محبوبين من قبله .. للثلاث أيام السابقة لم يترك غرفته أو يلتقي بوالده محتمياً و آمناً بوجود سميث بالمنزل معه، لكن اليوم خرج مستعجلاُ و لم يعد للآن ليجتمع رفقاء السوء مع والده المريض مجدداً!

" هل أقفز؟ "
جال بباله هذا السؤال و عيناه الناعسة تعانق الارض من ثالث طابق يسكن داخل احدى غرفه! ليعيده خوفه مجدداً لوعيه منبهاً إياه أن القفز سيتسبب بقتله حتماً!

أبعد جسده عن النافذة و تراجع بضع خطوات باضطراب واضح علي ملامحه ثم إنتفض بفزع حين دق الباب بعنف حتي كاد ينخلع من مكانه، توسعت عيناه و اضطربت دقات قلبه حين سمع صوته المزمجر يصرخ من الخارج و كان يبدو أنه ثمل :
" إفتح هذا الباب أيها العاق .. إفتحه و أخرج قبل أن .. أكسره فوقك. "

تعالت أنفاسه من الخوف و قد شعر بأن تنفسه يكاد ينقطع من شدة الرعب ثم فجأة تهاوي جسده و انقطع الشعور بما حوله وحينها اختفي الطرق و الصراخ ..

حين فتح عيناه مرة أخرى حتي وجد نفسه وحيداً يستلقي علي سريره فجلس بوهن ظناً أنه كان بحلم ..

" لما لم تخبرني بحرارتك؟ "

انتفض جسده حين صدع صوته البارد يقتحم مسامعه فنظر نحوه فوراً هاتفاً بدهشة :
" أخي سميث؟ ! "

فتبسم المعني ابتسامة تبدو مصطنعة و هو يجيبه بسخرية:
" أجل و من غيري؟ "

حين إستوعب ما قاله حتى نهض يغادر السرير ملقياً الغطاء بعيداً تحت نظر سميث الذي شعر بالحيرة ليتفاجأ بلكمة غاضبة علي معدته جعلته يتأوه و ما بيده من ملفات يسقط أرضاً، ليصرخ الفتى بغضب و ألم و عيناه تمتلئ بالدموع:
" أين كنت؟ كيف لك تركي مع هؤلاء المختليـ... "

لكن إنقطع صوته فجأة حين غشاه الظلام مرة أخرى فأمسك به سميث بسرعة قبل أن يسقط بملامح مذعورة ! .. إحتضن خصره مقرباً إياه منه أكثر و بيده الاخرى رفع خصلاته البيضاء عن وجهه لتظهر عيناه الناعسة فنطق منبهاً إياه بلطف:
" لوان أتسمعني؟ ... "

لم يستجب الفتى فلمس أخاه جبينه ليتفاجأ بحرارته التي عادت للإرتفاع .. لم يمهله ذلك ثوانيٍ حتي حمله بين يديه و غادر مسرعاً مروراً بوالده و زملاءه حتي غادر من أمامهم للمشفى متجاهلاً وجودهم.

*****

" كيف نقلتموها دون إذني؟! .. و ماذا تعنون بأنها قد تخرج من ذاك المشفى إن لم أدفع؟ ! "
ارتفع صراخ ذاك العجوز غير مستوعباً ما حدث، ترك ابنته هنا لساعاتٍ قليلة ليأتي و يجدها قد نُقلت الي المشفى الخاص بالعاصمة ! و فوق هذا تلك المشفى ترفض إكمال علاجها دون دفع المال!!

تنهد الشاب أمامه لينطق بهدوء:
" نحن أسفون سيد ميل، لكنها تحتاج لرعاية جيدة و اضطررنا لنقلها هناك و أنت غير موجود ، لذا فرغت مسؤوليتها منا ، المسئول الان تلك المشفى ."

ارتبك ميل و تراجع خطوتين بقلق ، ماذا عليه أن يفعل الان ؟! .. إن لم يأتي بالمال المطلوب سوف تموت إبنته !

" جدي ؟! "
همس سيلين و هو يمسك بطرف سترة جده الذي لم يستجب له بسبب أفكاره التي إستحوذت علي عقله ! فعليه أن يتصرف !

إلتفت لسيلين ممسكاً بيده و مغادراً هذه المشفى .. بعد ساعة فقط كان يقف أمام موظف الاستقبال مترجياً :
" أرجوك إبدأوا بالعناية بها و أعدك سوف أحضر المال المطلوب ."

" أسف سيدي ، لكنها قوانين المشفى ولا يمكنني فعل شئ ."
أجابه عامل الاستقبال بقلة حيلة فنظر له ميل بإحباط و ارتباك غير قادر علي التفكير أكثر !

أما سيلين و الذي كان يشاهد جده يترجى الجميع لإنقاذ حياة والدته ، لم يتحمل أكثر ليلتفت مبتعداً ذاهباً حيث هي موجوده .. ما إن وصل لغرفتها حتي فتح الباب و دلف للداخل فوجدها متسطحة علي ظهرها بوجه شاحب .

فتحت عيناها بوهن حين أحست به فوجدته أمامها ينظر إليها بهدوء شديد فتبسمت بتعب و همست بصوت بالكاد قد سمعه :
" تعال .. صغيري .."

فتحركت قدماه تسيير نحوها و ما لبث أن إنحني عليها معانقاً إياها لتبادله رغم ضعفها عابثة بشعره و هي تخاطبه بخفوت :
" أسفه لرؤيتك لي بهذا الذبول صغيري .. لكن ما باليد حيلة ، أعرف أنك تتألم لرؤيتي هكذا لكن .. سامحني ."

" ماذا فعلتي لأسامحك عليه أمي ؟ .."

همس و ابتعد عنها قليلاً يحدق بعيناها بجمود و يكمل و كأنه يعاتبها :
" أسامحك لأنك تخفين عني أشياء لا أعلمها ؟ أم أسامحك لأنك مريضة ؟ .. "

تحركت عيناها عنه تخشي النظر لعيناه،  فتنهد و عاد ليدفن وجهه بعنقها و هو يهمس بإستياء :
" أنت سيئة تعلمين ؟ .. لما لم تهتمي بنفسك جيداً ؟ أيعجبك ما أصبحتي به الان ؟! "

لفت ذراعيها حوله و أجابته بابتسامة متكلفة :
" لا شئ بيدنا صغيري ، لا يمكننا سوي الرضى بأقدارنا ."

فهمس و هو ينغمر أكثر بعناقها :
" أعلم يا أمي ، أعلم ذلك لكني أخاف ."

مسحت علي خصلاته برفق و حنان :
" لا تخف من شئ ، فهذه أقدارنا ، و فقط ابتسم أمام أي شئ .. تجاوز ."

" ليس هناك شئ أستطيع أن أتجاوزه أمي ، لا شئ البتة ، أنت لا تعلمين كيف أشعر . كيف يؤلمني قلبي كل يوم ! .. أيمكنك إخباري لما أنا يتيم الان ؟! .. "

" سيلين .. "

قاطعته بهدوء رغم إنفعاله بحضنها فلبث ساكناً فأردفت بجدية :
" لتسمعني جيداً ، إذا حدث لي شئ فعليك الذهاب معه .. "

إبتعد عنها يحدق بعيناها بحيرة :
" مع من ؟ تقصدين جدي؟ ..."

" إذهب مع آريان !"

قاطعته بنبرة جادة باللحظة التي دخل بها ميل للغرفة ليلبث ساكناً أمامهما ، غير مستوعب ما قالته إبنته للتو ! لكن ذلك لم يمنعها من النظر نحوه للحظات ثم لإبنها التائه لتخاطبه بجدية :
" لا تستغرب سيلين ، هو ليس غريباً ، هذه الحقيقة التي خبأتها عنك طويلاً ... لم أردك أن تتركني لأجله ..."

توقفت للحظات و قد انزلقت دموعها بخيبة و ندم بينما يحدق بها بغير إستيعاب لما تقوله لترفع أناملها تمسح دموعها و هي تنظر له بقوة :
" آريان هو والدك يا سيلين "

توسعت عيناه بصدمة و قد سكن تماماً عن إبداء رد فعل بينما ميل فقد كان يفكر بالذي قابله قبل قليل و الذي لم يكن غير سميث ...

بالغرفة بجانبها علي بعد مسافة كان يحتل سريرها لوان و هو عابس الوجه يحدق بعيداً عن شقيقه الذي كان شارداً بالحقيقة التي عرفها ، أعليه إخبار آريان أن ديفيا مريضة بمرض خطير لكي يساعدها ، أم لا يخبره كما طلب منه ميل ؟!

تنهد بعمق ، فقاطعه صوت لوان بضعف و يده تمتد لتمسك برأسه :
" سميث .. أ أخي.."

انتفض سميث بقلق و هو يقترب منه أكثر ينطق بوجل :
" أنت بخير ؟! انتظر سأذهب للطبيب !"

" لا .."

أمسك بيد شقيقه بسرعة ثم جذبه ليعانقه بحزن ينطق :
" لا تتركني ، أنا خائف ."

تنهد سميث و هو يبادله العناق برفق قائلاً و قد جلس الي جانبه :
" لا تخف ما دمت أنا معك ، أعلم جيداً أن الامر فوق طاقتك ، لكن أنت قوي .. لم أرك يوماً بهذا الضعف فلما الخوف ؟ .. لوان هو أقوى فتي لذا لا تخف أبداً حتي لو من والدك و أصدقائه المختلين ."

صمت قليلاً و ابتسم لهدوء شقيقه الذي يمر بوقت عصيب هذه الايام  ، فينطق مقترحاً :
" ما رأيك إذاً بأخذ شقة بعيدة عن القصر لنا ؟ "

" حقاً ؟! "

" اجل "

ابتسامة لوان زادت بسعادة ليهتف:
" موافق! "

أمسك كتفيه ليبعده عنه قليلاً و هو ينطق :
" رأسك مازال يؤلمك ؟ "

حرك الفتي رأسه نافياً بابتسامة فنطق سميث و هو يقف :
" حسناً إبقي هنا قليلاً ، سوف أذهب لمريضة هنا و أتي إليك مجدداً ."

" أي مريضة ؟ "

" أنها والدة سيلين ."

شهق لوان ينطق بدهشة :
" تقصد سيلين الذي أعرفه ؟ ! "

" أجل ."

" إذاً خذني معك لأراه ."

فحرك سميث رأسه موافقاً قبل أن يتعلق لوان بيد شقيقه و يغادران حيث غرفة ديفيا .

****

أثناء ذلك .. كان آريان يغفو بتعب علي مكتبه بالشركة فأمس تعارك مع كاميليا و اضطر بسببها النوم بالخارج مما جعله تعب .

" سيد آريان ! أنت بخير ؟! "

فتح عيناه علي صوت سكرتيرته ذات الشعر الاسود و العينان الفيروزية، فإعتدل يمسح وجهه بيديه بشئ من الإرهاق ، فخاطبته الفتاه مرة أخري بقلق :
" ما بك سيدي؟! منذ أيام و الجميع بالشركة يراك متعباً ، أيحدث شئ لك سيدي؟ "

تنهد بانزعاج لينطق بهدوء :
" لا شئ جيسيكا ، لكن مجرد مشاكل مع زوجتي ."

ما ان سمعت ما قاله حتي قلبت عيناها بضجر و هي تقول بعبوس :
" كان الله بعونك سيدي."

فابتسم مقهقهاً بخفة و هو يخاطبها :
" يا فتاه تعلمين جيداً أني لا أطيق تلك المزعجة لكنك انت أيضاً تبادليني نفس المشاعر لها ؟! "

فابتسمت برقة تنطق بخفة ظل :
" أجل يا عم آريان ، إن زوجتك تلك مزعجة ."

" من هي المزعجة أيتها الفتاة ! "

قفزت من مكانها حين صدع صوت المزعجة أقصد كاميليا خلفها لتبتسم جيسيكا بتكلف و توتر و هي تنطق بلطف مزيف :
" لا أبداً سيدتي ! .. أنا فقط .. آ آ .. كنت أتكلم عنك .. لا لا اقصد عن أحد له نفس إسمك .. "

فقاطعتها بحدة :
" إخرجي هيا قبل أن أجعلك بالشارع ."

اختفت إبتسامة جيسيكا و رفعت حاجباً بتهكم و هي تبادل كاميليا بغيظ فإحتد صوتها بجيسي:
" إخرجي حالاً ان لم يكن يعجبك كلامي."

الا أن جيسيكا لم تخرج فنهض لحظتها آريان بنفاذ صبر :
" كاميليا ، لا تعاملي موظفيني بهذا الشكل .. كما أن جيسيكا إبنة صديق لي ."

فنظرت إليه بحدة و كادت تنطق فسبقتها جيسي تخاطبه بهدوء :
" لا داعي سيدي ، إسمح لي بأخذ باقي اليوم أجازة فقط بما أن السيدة لا تطيق وجودي هنا ."

فتنهد تنهيدة متعبة و أومأ يجيبها :
" لكِ ذلك جيسي ."

فتبسمت و التفت تعبر من جانبها ببرود مما جعل كاميليا تشتاط غضباً لتصرخ :
" أتفضلها عليّ .. "

الا أن آريان قاطعها ببرود و بحدة حين وجد أن غيرتها و غضبها أعماها :
" كاميليا ، نحن لسنا بالمنزل ، لذا لا ترفعي صوتك هنا ."

فصمتت مجبرة لكن كبرائها كان يمنعها عن الصمت لذا فهي نظرت له بغضب و بصوت منخفض و هي تستعد للمغادرة :
" حسناً سيد روچر ، لكن حين تعود للمنزل لتخبرني من كان الطفل الذي بقي أسبوعاً بمنزلك و الذي كنت تعتني به دون إخباري ."

فإحتدت عيناه و هو يزمجر :
" لا  داعي لمعرفته ، أبعدي يداكي عن ذاك الامر كاميليا ."

ضيقت عيناها الزرقاوتان تستغرب حدته و غضبه من ذكر ذاك الامر لكنها إلتفت بدون كلمة أخرى و غادرت و عقلها يعمل بشئ لا يعلمه آريان .

اما أريان فلقد شعر بالقلق علي إبنه فهي علمت بأمر وجوده و بالتأكيد أحد الخدم أبلغها بالامر دون علمه !.. فهي دائماً تضعه بموضع الشك ، لذا تضع جاسوساَ لها بالمنزل دائماً .

" عليّ فعل شئ لأطمئن علي سيلين ."
همس الي نفسه و القلق قد بلغ أقصاه فأمسك بهاتفه و كاد يتصل بأحداً الا أن هاتفه صدع برنته العالية و اسم سميث يظهر علي الشاشة فأجابه بهمّ :
" مرحباً سميث .."

" لا وقت للسلامات ، هناك خبر سئ يا أخي و أودك أن تعلم بشأنه ."

*
*
*

يتبع...

وصل الفصل 😂💙

اعرف انه متأخر لكني كنت منشغلة فنشر سعادتي في كل مكان لأني و الحمدلله نجحت في الترم الاول من المرحلة الخامسة و الاخيرة من فني التمريض ☺️💙✨

و الحمدلله تقديري امتياز 💙✨

لو فيه وقت و افتكرت هنزل بارت تاني لو مقدرتش اعرفو ان النت مرضيش ينزل البارت مش ذنبي 😂😂

اخبروني برأيكم في البارت بشكل عام و أي تحداث للآن لم تفهموها

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top