"Ch 1" ملاك وحيد

خريف 2017 ~ الساعة الثانية عشرة ظهراً ...

حمل حقيبته القديمة علي ظهره بسرعة بعد أن لملم أغراضه بربكة شديدة حين رن جرس الخروج .. لم يلبث أن غادر فصله و مدرسته كلها بخطوات متسارعة قلقة ، يود لو أن يصل بقطاراً سريعاً !

خطواته بدأت تزيد بين تلك الابنية و المنازل الريفية البحتة ! .. بدأ يركض و يركض ، ملامحه اللطيفة عكست إنهيارات يعاني منها الفتى .. شعره الداكن الكثيف الذي يصل لأسفل رقبته مغرقاً رأسه به تحرك للخلف لإرتطام الهواء به لكن وجهه لم يظهر بعد .. فرغم ذلك قد أخفي شعره ملامح منه .

تباطئت خطواته حين ظهر المنزل القديم الذي يخص حياته كلها ليسرع بعدها بالدخول .. كان المنزل عبارة عن طابقين تلفهما حديقة انتشرت بها الورود و بعض الاشياء التي لم يستطع معرفتها للآن غير أنها ستكون صالحة للأكل !

" أمي ! "

صدع صوته الطفولي يصرخ بينما يرمي بحقيبته بإهمال و يسرع نحو غرفة والدته ، دخلها ليجدها مستلقية علي سريرها و شخصين يقفان الي جوارها ، لم يعيرهما انتباهاً بينما يقفز الي جوارها لينغمرٍ بحضنها ثم هتف متذمراً :

" أيتها الأم السيئة ألا تودين أن أطمئن عليكي ؟! "

ابتسم الرجلان بقلة حيلة منه ، جلس صاحب البشرة الحنطية و التجاعيد التي ملأت وجهه ، مبعداً شعره البني الملون بخصلات بيضاء للخلف بتعب لينطق بصوت رخيم به لطافة :
" سيل .. دع أمك ترتاح فهي مريضة ."

نفى الفتى بعناد و إنغمر أكثر متشبثاً بعنق والدته التي ابتسمت بحزن و ذراعيها يلتفان حول جسده الضئيل ، نطق يرد علي جده :
" جدي ميل أنا لن أؤذيها كما تعلم لذا لا تقطع عناقي لها بإشعاري بالندم ! "

تنهد جده بإحباطٍ منه و قد قهقه الرجل الاشقر بجانبهم قائلاً :
" سيلين لا أمل منك يا ولد .. مازلت طفل ! "

عبس بقوة و هو يغمر رأسه بعنق أمه بإحراج يتذمر :

" لست طفلاً! ، لديّ إثني عشر عاماً بالفعل لذا لا تناديني بالطفل دكتور ميكايل. "

" عمرك عشر سنوات لا تكذب عليّ يا شقيّ! فأنا أعرف يوم مولدك "
عقب ميكايل و هو يميل رأسه بسخرية ليعبس الفتى بغيظ !

سعلت والدته فجأة بشئ من الشدة ، ففزع و ابتعد عنها سريعاً يهتف بإسمها بقلق بالغ لكن قبل أن يجد منها رداً جذبه ميكايل عنها يدفعه لجده الذي إلتقطه ممسكاً به من خاصرته .. لم يقاوم ، كل ما في الامر أنه أخذ يتطلع بتركوازيتَيه الي والدته المريضة بقلق و حزن شديد بينما يتعامل معها ميكايل الذي خاطبها متذمراً :

" أخبرتك ديفيا أن لا تكتمين ألمك ! أخبريني بأي عرض تشعرين به لأساعدك! "

أبعدت وجهها عنه بصمت لكنها عادت لتنظر لإبنها و تبتسم بعذوبة رغم شحوب وجهها لتنطق بتعب :

" سيل تعال صغيري أنا بخير .. مجرد تعب بسيط!"

" أنت كاذبة .... "

قاطعها يهمس بإستياء و ألم ليتحرر من بين يديّ جده و يخرج بصمت دون كلمه أخري تحت نظراتها الحزينة ، فأغمضت عيناها الزرقاء قبل أن تفيض بالدمع .. لا تريد لملاكها أن يراها بهذه الحال .. لم ترد من الحياة سواه .. عانت كثيراً حتي حصلت عليه ، إنهارت حياتها لكنه كان ملاذها الوحيد لتبقى علي قيد الحياة تتمسك بها رغم مرضها و تعبها المستمر ! .. أصيبت بأحد أمراض المناعة الذاتية و عجزت عن علاج نفسها بسبب فقرهم لكنها رغم ذلك حاولت بقدر الامكان توفير العيش لطفلها حتي لا تشعره بالوحدة !
" لا تقسين علي نفسك ديفيا .. سيكون كل شئ علي ما يرام إن شاء الله ."

تحدث ميل يخفف عن ابنته فأومأت بخفة تنطق :
" حسناً أبي ، أيمكنك الذهاب خلفه و الاطمئنان عليه ؟ ."

ابتسم ميل و رد بمرح :
" أجل بالتأكيد فهو حفيدي اللطيف !"

ابتسمت نحوه ، ممتنة حقاً لوالدها فهو من يعتني بهما منذ أن أصابها المرض .. والدتها ماتت منذ سنوات لهذا اضطرت أن تجلس مع والدها منذ ذلك اليوم ليبقى صغيرها يترعرع بينهما .

خرج ميل للخارج ليجده جالساً وحده و أمامه قطة بيضاء كثيفة الفرو يداعبها بمرح و حماس ، فتبسم الجد قبل أن تختفي ابتسامته حين صرخ سيلين بألم و ابتعدت لحظتها القطة بعيداً !

اقترب مسرعاً من حفيده ليجثو أمامه يمسك بذراعه الايمن التي خربشته القطة بينما ينطق معاتباً :
" تعلم أن هذه القطة مخادعة و أخبرتك أن تتعلم من ما حدث منها سابقاً لكنك مازلت تحبها ! "

لم يجادله سيل بل بقى يحدق بالاتجاه التي هربت منه القطة ليهمس لجده بشرود :
" جدي .. كيف هو العالم الخارجي ؟ .."

نظر نحوه يردف بفضول :
" .. أهو جيد ؟ "

نهض الجد و معه يسحب يد حفيده ليتمشيا سوياً ، أجابه الجد بهدوء يشبع فضول الصغير :
" أنه ليس سئ لكنه أيضاً ليس بجيد .. قد تجد الحلو و تستطعم طعم المر فيه .. "

توقف ينظر لحفيده الذي يبادله بحيرة دون فهم شئ ليسترسل :
" حين تكبر ستعلم أن الحياة ليست سوى خِبرات ، سوف تتعلم الكثير صغيري حين تطأ قدمك فقط بين الناس و تختلط بهم .. ستتعلم الكثير ."

كانت هذه كلمات جده التي تذكرها بينما يجلس وحيداً بإحدي زوايا مطبخ المطعم الذي يعمل فيه ، لم يفهم بعد معني ما قاله جده ، هو رغم عمله بهذا المطعم منذ ثلاث أشهر الا أنه لم يختلط بأحد بعد سوى زملائه الذي يفوقوه عمراً فوق عمره!

" هل وضعت الاطباق بالمغسلة ، سيلين ؟ "

رفع نظره نحو فتاة شقراء تنحني نحوه بمرح فابتسم و أومأ ينطق :
" أجل أنسة ميراندا .."

عبست ميراندا لتجذبه من أذنه مصطنعة الغضب :
" أيها الطفل ، اسمي ميرا و ليس أنسة ميراندا ."

أومأ لها ببراءة ليقاطعهما شاب ذو أعين عسلية و شعر حالك السواد :
" هيه ميرا أوقفي تعذيبك لصغيرنا سيلين ."

" لم أفعل له شئ غير أنني أخيفه فقط يا أدريان ."

رفع أدريان حاجبه بغير رضا لتبتسم ببراءة لكنه تجاهلها بينما يقترب من سيلين يجلس أمامه و يجذب يده بغتة ، فشهق سيل بألم و حاول جذب يده لكن أدريان أحكم إمساكه لمعصميه بينما ينطق معاتباً :
" أخبرتك أن لا تلمس الاطباق حين تخرج من المغسلة لأن درجة حرارتها تكون مرتفعة لكنك لا تستمع لكلامي ."

" أسف أدي ."

تنهد أدريان و رفع كفه يبعثر شعر الصغير بإبتسامة :
" لا تفعلها مجدداً سيلين حتي لا تتأذي ."

أومأ الفتي بإبتسامة ، لم يتعرف سوى علي هذين ، ميراندا و أدريان بالمطعم كله .. يطلب منهما كل ما يريده ولا يقترب من الاخرين .. هما كانا سبباً بعمله هنا فلصغر سنه ممنوع قانونياً أن يعمل !

" أدريان نحتاجك لرؤية طلبات الزبائن ."

صاح أحد العاملين بالمطبخ فإلتفت أدريان يلبي رغبتهم .

كاد أدريان يغادر لكن سيلين أمسك بطرف بدلته ليلتفت له الاكبر برأسه فنطق سيل بقلق من ردة فعله :
" أد ، أيمكنني أن أخرج أنا لرؤية طلبات الزبائن ؟ .. أريد .. أريد أن أكون مثلك ."

وقف قبالته حين ترك الصغير طرف بدلته لينطق بغرابة:
" لكن سيلين تعلم أن ذلك ممنوع بالفعل كي لا يراك أحد فأنت قصير جداً مقارنةً بمن يعمل هنا لهذا إن علم المدير سيغضب ."

أُحبط تماماً ، الان لن يستطيع معرفة ماذا كان يعني جده بكلماته ..

" لكن .."

تهللت أساريره و ادريان يكمل بإبتسامة كي لا يحزن :
" سأخذك معي لترى ماذا أفعل ، هيا إرتدي بدلتنا الخاصة لتحضر معي ."

لم يصدق ما قاله ، فنهض يركض نحو غرفة الملابس ليرتدي البدلة الخاصة بالعمل التي كانت عبارة عن قميص أبيض عليه سترة برتقالية محفوراً عليها إسم المطعم و بنطال أسود .

خرج بحماس لينبه الجميع علي أنه جاهز للعمل فتوقفوا لحظات يتطلعون به بإنبهار قبل أن يقاطعهم أدريان و هو يضحك بشدة و قال مندهشاً :
" إنها تغرقك !! "

عبس سيلين بينما يحاول ضبط قميصه الطويل و الفضفاض لتتقدم ميراندا تضطبها لأجله بينما توبخ أدريان :
" أدريان يا مزعج أوقف ضحكك علي الفتى ."

" حاضر ! "

بعد ذلك خرج سيلين مع أدريان يرون طلبات الزبائن ، مرت الدقائق تلتها الساعات و سيل يراقب ما يفعله أدريان بتركيز شديد حتي انتهيَا ليدخلا .. لكن رن الجرس مرة أخرى منبهاً علي وجود زبون أخر فتنهد أدريان و إلتفت ليذهب إليه لكن سيلين أوقفه ينطق بحماس :
" أدريان دعني أنا من أفعل ما تود فعله ! "

" ستعرف ؟! "

ابتسم سيل بحماس :
" أجل أجل ثق بي ."

تنهد المعني ليوافق فقفز سيل من السعادة و كلام جده قبل مجيئه للعمل تكرر بذاكرته ليهمس داخله :
« الامر ليس صعباً جدي .. معاملة الناس جميلة .»

وقف أمام الزبون و ابتسم ابتسامة كبيرة يسأل :
" ما هو طلبك سيدي ؟ "

نظر له الرجل بصمت ، كان ذا شعر بني و عينان سوداء ، عقد جبينه بغرابة و رفع نظره نحو باب المطعم الداخلي بانزعاج ، لقد تعكر مزاجه حقاً ، كان فقط ينتظر رجل أخر سيعقد معه صفقة أن يأتي لكن رؤيته لطفل صغير يعمل قد عكرت صفو مزاجه ليوجه حديثه للفتى المستغرب ملامحه التي تغيرت حين رؤيته :
" إذهب و نادي أحد الكبار أتعامل معهم لست متفرغاً لطفل ."

إنزعج سيلين ، هو لم يفعل إليه شيئاً غير أنه يؤدي عمله فنطق ببرود :
" سيدي أنه عملي لذا أطلب رجاءاً ."

رفع إصبعه و نقر به كتفه بشئ من القوة بينما ينطق بغلظة :
" إذهب و نادي أحداً حالاً ."

تراجع سيل من قليلاً متألماً من حركته لكنه وقف يحدق بالرجل بغضب يخاطبه :
" يمكنك الطلب بأدب يا سيد لا أن تمد يدك و تضرب ! "

" أنت وقح ! .. "

بتر كلمته الغاضبة حين نقره سيلين كما فعل ، و رغم أنها ليست قوية الا أن الاكبر غضب ليصرخ :
" كيف يتجرأ حثالة مثلك علي لمسي ؟! "

تراجع سيلين بدهشة غير متوقع ردة الفعل هذه بينما خرج أدريان وقتها بقلق و اقترب بسرعة منهما حين رفع الرجل يده ليصفع سيلين المتجمد !

أغمض الفتى عيناه خوفاً و أخفى وجهه بذراعيه تاركاً القلم و النوتة يقعان منه لكن لم يحدث شئ ففتح عيناه بحذر ليجد أحدهما يقف أمامه يغطيه و يمسك بيد الرجل الذي كاد يضربه ، لمح شعره الاسود الكثيف و بدلته السوداء التي تغطي جسده الرياضي لكنه لم يلمح وجهه حتي وجد نفسه بعنق أدريان الذي جذبه يحتضنه بسرعة قلقاً عليه .

" أسف حقاً سيد روجر علي ما حدث ."

بادر أدريان معتذراً بينما ترك آريان يد شريك عمله ليلتفت نحو أدريان يحدق به بعيناه الزرقاء الباردة و نطق بصوت هادئ :
" أنا من أعتذر نيابةً عن شريكي السيد سميث ويلتون علي ما كاد يفعله بحق الصغير ."

عقد سميث حاجبينه بإعتراض لإعتذاره لكنه لم ينطق بينما يستعيد هدوئه و يجلس بينما أخذ آريان يتطلع علي الفتى دون رؤية ملامحه ، هناك شئ جذبه لرؤيته و لكنه لم يهتم برغبته تلك بل إلتفت و جلس يطلب ببرود :
" كوبيّ من القهوة أحدهما سادة و الاخري بسكر خفيف "

أومأ أدريان و إبتعد عن سيلين يجره معه فلم يقاوم الفتي لكنه أيضاً لم يقاوم فضوله لرؤية الذي دافع عنه بينما يلتفت برأسه يحدق بآريان الذي نظر بجمود لرفيقه يتحدث :
" تعلم أنه طفل ! لما فعلت ذلك سميث ؟"

قلب سميث عيناه بإنزعاج ينطق مبرراً بغباء :
" لا توبيخ حسناً ؟ .. تعلم بالفعل أني أكره أن أري هذا الوضع .. تعلم أطفال يعملون بسبب أهلهم لهو أمر مزعج و هذا الطفل أزعجني لأنه متواطئ مع عائلته بالامر ."

" و ما دخلك إن عمل و ساعدهم ؟ هو حر ."

تأفف سميث ليرد :
" آريان ! .. أنت قلتها أنه طفل فلما لا يلعب مثل الاخرين ؟ لما يريد أن يهين نفسه وسط أسرته الانانيـ..ـة !!"

بتر ما ود قوله بينما يطلق شهقة مصدومة و جسده ينتفض واقفاً يحدق بما حدث له ، لقد غرق كلياً !!

رفع الاثنان نظراتهما بغير تصديق بسيلين الذي كان يقف أمامهما بحقد شديد ، ملامح ليست لطفل ! .. بيده كوب من الماء فرغ بسبب إنسكابه كله علي سميث ، لقد سمع محادثتهما ، أراد أن لا يهتم لكنه لم يستطع و سميث ينعت أسرته بالانانية دون معرفة ما تعاني منه هذه الاسرة الانانية !

تقدم أدريان منه بسرعة يحاول إبعاده لكن سيلين دفع بيده ليصرخ بهما بكل ذرة حقد و كره داخله :
" لا أحد غيركما أناني .. ماذا تعرف أنت عني لتنعت عائلتي الوحيدة بالانانية ؟! ماذا تعرف هاه ؟! .. "

قاطعه أدريان يسحبه بغضب و قلق :
" سيل تعال حالاً .. "

رفع آريان عيناه نحو أدريان ثم وجهها للفتى الذي قاوم سحب أدريان له بينما يتابع صراخه بعصبية :
" عملت لمساعدة أمي لأنها مريضة منذ سنوات ، أحاول جمع المال دون عِلمها لتجري العملية و تعود صحتها ، لتأتي أنت مثلك شخص فاسد ينعتها بالانانية ؟! ...تبـ.."

أغلق أدريان فمه سريعاً حين علم أنه لن يصمت بسبب غضبه ، و حمله من خصره تحت محاولاته لتملصه ، لكن أدريان نطق بتوتر :
" أنا أسف لما حدث من الفتى ، أتمني أن تستمتعا ."

لم ينطقا بحرف في حين إلتفت آدريان يغادر من أمامهما بسيلين حتي إختفى من أنظارهما .

تنهد آريان وابتسم بحزن يفكر بشئ ما ، ذلك الفتى ذكره به .. إلتفت بعدها لصديقه ينطق :
" ألا يكفي إهانة ؟ "

رمقه سميث بحقد يجيبه بانزعاج:
" أنت من قررت أن تقابلني هنا بهذه القرية لذا أنت السبب أيها الوغد ."

ضحك آريان بخفة ليدفن يديه بجيبيّ بنطاله و يغادر أمامه بينما ينطق :
" أنت من أسأت للفتى دون أن تفكر ."

غادر غاضباً خلفه لكن داخله كان نادماً عما فعله حقاً فلابد أنه جرح الفتي بسبب تهوره ، كان عليه التفكير قبل أن يغضب و يتصرف هكذا ، فلكل إنسان حياة و أسرار لا أحد يعلمها غيره !

" ليس لأن الفتى قرويّ تعامله بهذا الشكل ..."

خاطبه آريان معاتباً تصرفه ليتنهد سميث و ينطق بينما يركب السيارة :
" ليس هذا سبب ما فعلته .. ."
ابتسم بخبث مسترسلاً :
" كنت أعبث يا رجل معه فلقد ذكرني بلوان."

" أنت حقاً مزعج ، لتتزوج و تخلص الفتي من شرك. "
عقب آريان ضاحكاً بدهشة و مغيظاً رفيقه الذي نطق بإبتسامة ساخرة :
" و ماذا فعل من تزوج يا سيد آريان ؟.. لا تنسى أنك أيضاً ذا حياة يائسة بعد أن إنفصلت عنها ."

إختفت ابتسامة آريان ليقود السيارة بصمت ، سميث فتح جرحه مجدداً متعمداً فعل ذلك .

----

" ما فعلته خطأ يا ولد .."
وبخه المدير بشدة ، تقدم منه يجذبه من ياقته بغضب بينما يكمل :
" هل لك حق بالتحدث حتى ؟ لما طال لسانك علي أشخاص أهم منك ؟ .. "

نمى الغضب بقلبه أكثر ، يكاد يغرز تلك السكين التي يمسكها الطباخ بعقل المدير الذي أمامه ، لكن رغم ذلك وضع مبررات له فهو فقط غاضب لما فعله ، لكنه أيضاً يظن أن ما فعله كان ذلك الرجل يستحقه لهذا دفع بيد المدير و هتف منزعجاً :
" لا توبخني لأجلهم فلقد أسائوا لعائلتي ! "

" و هل لك عائلة أصلاً ليحترق دمك لأجلها ؟ .. أنت مجرد يتيم .. ! "

قاطعه أدريان بانزعاج بينما يرى ملامح الفتي التي تيبست :
" أستاذ كارل أوقف ما تقوله ! "

نظر له كارل و نطق بحاجب مرفوع :
" لا تقاطعني مجدداً و الا .. "

" سأطرد ؟ .. هه لا أهتم ."
دهش المدير بينما تقدم آدريان ليمسك بيدي الفتى التي تأثر بما قاله كارل ، أمسك بيده و جذبه ليغادرا المطعم لتوقفه ميراندا بقلق:
" انتظر أدريان !! "

ترك يد الفتي ليخطو أمامه خطوة و يجثو طالباً منه أن يعتلي ظهره ففعل سيلين بكثير من التردد و الارتجاف بينما رد أدريان علي ميراندا قائلاً :

" لا بأس ميرا فهناك مطاعم أخري تتشرف بعملي فيها .. تمسك جيداً سيل ."

أحكم الفتي أنامله علي ياقة أدريان و أخفض جفناه بتآثر ليغمر رأسه بعنقه بحزن دون كلمة .. كان ملاكاً وحيداً تلقى طعنة غادرة لم يكن يتوقعها بمجتمع لا يهتم بالطفولة ، و لا يهتم بالمساكين !

*
*
*
*يتبع..

ها أنا نزلتها هنا ☺️

الان لمن لم يقرأها ع الفيس بوك ها هي الرواية هنا لأجلكم ، لكن ربما أتأخر بالتنزيل هنا و أسبق هناك 🙂

الرابط لمن يريد الصفحة الخاصة بي الذي سأنزل فيها مواعيد و أشياء تخص صفحتي هنا☺️
https://www.facebook.com/عاشقة-الخيال_Fantasy-lover-100389055798519/

الصورة فوق ☺️☝️❤️✨

رأيكم يا حلوين بالرواية ☺️❤️

حقاً اشتقت لكم لم أركم منذ السنة الماضية 😂❤️

خلصنا من 2021 و أصبحنا في 2022
كل عام و انتم بخير ❤️✨

انتقادكم ؟

السرد؟

كل شئ ؟😂

باي 😎✨

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top