الأمير

يقول ديستوفسكي لحبيبته:-
في الشارع الذي تقيمين به ، هناك تسع نساء أجمل منكِ ، وتسع نساء أطول ، وتسع نساء أقصر ، وواحدة تحبني أكثر منكِ .. ولكنني أحبك أنتِ
في العمل هناك إمرأة تبتسم لي دائماً وأخرى تستحثني على الكلام ، النادلة في المقهى تضع لي العسل في الشاي بدلاً من السكر .
ولكنني أحبك أنتِ
تقول البائعة لي : لا تشترِ التفاح من غيرنا
ولكنني أحبكِ انتِ
لا أعرف كيف يولد الحب ولا كيف يوضع شخصين اثنين على شمس واحدة أو يوزع الليل نجمة نجمة بينهما ولاأعرف لماذا قلبي ترك جاراتك والنادلة والبائعة ، وأختاركِ أنتِ .

●●●●●

من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة
كونفوشيوس

كلما كبرت السنبلة انحنت وكلما تعمق العالم تواضع
مثل صيني

ندنو من العظمة بقدر ماندنو من التواضع
طاغور

تاج القيصر لايحميه من وجع الرأس
مثل روسي

ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي هو التواضع
الفريد دي موسيه

●●●●

صحيح المنشور طويل ، لكن تحمّلوا قراءته ـ قليلا ـ فلربما تصيرون امراءَ وتحتاجونه ، يوما ما
126 صفحة فقط ، غيّرَت مجرى العالم .. ولن اترددَ لو انني قلتُ انه من اكثر الكتب التي يمكن ان تقرأها ، حقارةً في المحتوى ،، حتى انّ ميكافيللي نفسه لم يتوقع لكتابه ( الامير ) الذي انتهى من كتابته قبل وفاته بـ 14 عاما  ، ان يكون مرجعا سياسيا للكثير من قادة العالم .. اذ كان كل ما يطمح اليه ، ان يقرأ الاميرُ هذا الكتاب ويعمل بما جاء به ليستطيع توحيد ايطاليا ، فصار عاراً يلاحقه حتى بعد وفاته بقرون ،، ولم تنفع المحاولات العديدة ، للدفاع عنه او لتُفقِدَه السمعة السيئة التي حاقت بهما ( المؤلف والكتاب )
فقد اعتبره علماء الاخلاق في بريطانيا وفرنسا انه كتاب مناسب ـ فقط ـ للاشرار والطغاة ..
الكثير من القراء لا يعرفون عن ميكافيللي سوى انه صاحب عبارة ( الغاية تبرر الوسيلة ) ومعناها واضح وصريح ، ، اي الوصول الى ما نريد ، بأي طريق ، حتى و إن كان غيرَ مشروعٍ ..
ورغم ان فرانسيس بيكون معاصر شيكسبير حاول ان يوضّح انّ ميكافيللي تناول الاشخاص ، كما هم ، لا كما يجب ان يكونوا ،،، الا ان ذلك لم يُجدِ نفعا في تبييضِ سمعته ، التي ساهم في تسويدِها صدورُ قرارٍ عام 1559 بإدراجِ جميع اعمال ميكافيللي ضمن قائمةِ الكتب الممنوعِ نشرُها ..
ويقال ان موسوليني اختاره موضوعا لرسالةِ دكتوراهُ ، وهتلر كان يضعه على مقربةٍ من سريره ليقرأ فيه كل ليلة قبل النوم ..
اعتُبِرَ الكتاب بشهادة الكثير من المؤرخين اولَ كتاب في السياسة ، حتى بات يُدَرّس في جامعات العالم ضمن ( العلوم السياسية )…
وُلُدَ ميكافيللي سنة 1469 في فلورنسا في ايطاليا ، وكان والده محاميا من عائلة عريقة لكنها ميسورة الحال ، ماديا
كانت ايطاليا اثناء حياته مقسمة الى امارات كثيرة وصغيرة ، عكس فرنسا واسبانيا وانگلترا ، لذلك كانت ضعيفة رغم لمعان ثقافتها
حكَمَ فلورنسا ايام شباب ميكافيللي ( آل مديشي )وابرزهم لورنزو العظيم ، وبعد وفاته طُرِدَ آل مديشي من فلورنسا واصبحت جمهورية ، وعام 1498 حصل ميكافيللي على وظيفة في الخدمة المدنية قام خلالها بمهمات دبلوماسية بالنيابة عن فلورنسا لمدة 14 سنة وكان يتنقل بين فرنسا والمانيا وايطاليا ، وعام 1512 هُزِمت فلورنسا من قبل فرنسا ورجع آل مديشي الى السلطة وبالتالي خرج ميكافيللي منفيا من مدينته ، معتمِدا على دخلٍ بسيط من ممتلكاته الموجودة في بعض الضواحي ..
كان يستيقظ مبكرا الى الغابة فيتحدث الى الحطابين ويتبادل معهم الاقاويل والشائعات ، ثم يذهب الى التلال وحيدا ليقرأ لدانتي وشيراك و آخرين ، ثم يمضي الى الحانة بعد غدائه الخفيف فيتحدث مع الطحان والقصاب والبنّاء ويُمضي معهم وقتا حتى يعود مساءً الى المنزل ، فيغير ملابسه الريفية التي تقذّرت خلال النهار ، ويرتدي ملابس البلاط والتشريفات ليكون بصحبة من احبّهم ..
ثم يدخل الى مكتبته ليدوّن ملاحظاته في كتابه الذي اسماه ( الامير ) ، اعتزم ان يهديه الى احد افراد آل مديشي لسببين ، الاول هو ان ينعموا عليه بمنصب جديد ، والثاني هو ان يقرؤوه فيعتمدوا مافيه ليتمكنوا من توحيد ايطاليا
تقييمي 5 نجمات ، لما فيه من دهاء و ذكاء ودراسة للنفس البشرية ..
من اقوال ميكافيللي المهمة في الكتاب
1ـ  خراب ايطاليا لم يحدث الا بسبب الاعتماد ـ لسنوات ـ على المرتزقة ..
2ـ ينبغي على الانسان ان يكون محبوبا ومُهابا في نفس الوقت
3ـ الصداقة التي يمكن شراءها ، غير مأمونة ولا يمكن ان تعمل لصالحك عند الضرورة
4ـ من يريد الخير ، لن ينعم ابدا ، اذا كان حوله الكثير من الاشرار
5ـ من المستحيل ان يحترم الجنود اميرَهم الذي يجهل الامور الحربية
6ـ لن نرى رجلا مسلحا ، يطيع رجلا اعزل ، ولن نرى اعزل ، سالما بين مسلحين
7ـ الامراء يفقدون ولاياتهم عندما يفكرون في مظاهر الترف اكثر من تفكيرهم في الاسلحة
8ـ البشر يترددون في الاساءة الى من يحبون ، اقل من ترددهم في ايذاء من يهابون
9ـ على الامير ان يكون ثعلبا ليواجه الفخاخ ، ويكون اسدا ليخيف الذئاب
10ـ يحمي الامير نفسه من الاخطار الخارجية بالسلاح الجيد والاصدقاء المخلصين ، وضد الاخطار الداخلية ، بحب الشعب

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top