الأم و الأب
من أعنف ما جاء في الأدب ..
"لقد توفيت منذ دقيقتين ..
وجدت نفسي هنا وحدي معي مجموعة من الملائكة .. و آخرين لا أعرف ما هم .. توسلت بهم أن يعيدونني إلى الحياة .. من أجل زوجتي التي لا تزال صغيرة وولدي الذي لم يرَ النور بعد .. لقد كانت زوجتي حامل في شهرها الثالث .. مرت عدة دقائق اخرى .. جاء احد الملائكة يحمل شيء يشبه شاشة التلفاز .. أخبرني ان التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيرا .. الدقائق هنا تعادل الكثير من الايام هناك
" تستطيع ان تطمئن عليهم من هنا "
قام بتشغيل الشاشة .. فظهرت زوجتي مباشرةً تحمل طفلاً صغيراً !
الصورة كانت مسرعة جداً .. الزمن كان يتغير كل دقيقه .. كان ابني يكبر ويكبر .. وكل شيء يتغير .. غيرت زوجتي الأثاث ، استطاعت أن تحصل على مرتبي التقاعدي ، دخل ابني للمدرسة ، تزوج اخوتي الواحد تلو الآخر .. أصبح للجميع حياته الخاصة .. مرت الكثير من الحوادث .. وفي زحمة الحركة والصورة المشوشة .. لاحظت شيئاً ثابتاً في الخلف .. يبدو كالظل الأسود .. مرت دقائق كثيرة .. ولا يزال الظل ذاته في جميع الصور .. كانت تمر هنالك السنوات .. كان الظل يصغر .. و يخفت .. ناديت على أحد الملائكة .. توسلته أن يقرب لي هذا الظل حتى اراه جيدا .. لقد كان ملاكا عطوفاً .. لم يقم فقط بتقريب الصورة .. بل عرض المشهد بذات التوقيت الأرضي .. و لا ازال هنا قابعاً في مكاني .. منذ خمسة عشر عام ، أشاهد هذا الظل يبكي فأبكي .. لم يكن هذا الظل سوى أمي " .
انطوان تشيخوف
●●●●
يصرخ الطفل اليتيم، الملطّخ بالطين، الواقف أمام باب البيت:
- ماما، كيف يصنعنا الله من تراب وماء؟
علّميني
أحاول صنع أبي منذ الصباح
ولا أستطيع.
____عبد الله زيود
●●●●
محمد الماغوط والمجتمع العربي
سأنجبُ طفلاً أسميه آدم.. لأن الأسامي في زماننا تهمة.. فلن أسميه محمد ولا عيسى.. لن أسميه علياً ولا عمراً.. لن أسميه صداماً ولا حسيناً.. ولا حتى زكريا أو إبراهيم.. ولا حتى ديفيد ولا جورج.. أخافُ أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمهِ نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابياً.. وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً.. أخافُ أن يكون اسمه جواز سفره.. أريده آدم، مسلماً مسيحياً.. أريده أن لا يعرف من الدِّين إلا أنه لله.. وأريده أن يعرف أن الوطن للجميع.. سأعلمه أن الدين ما وقر في قلبه وصدقه وعمله وليس اسمه.. سأعلمه أن العروبة وهم.. وأن الإنسانية هي الأهم.. سأعلمه أن الجوع كافر، والجهل كافر، والظلم كافر.. سأعلمه أن الله في القلوب قبل المساجدِ والكنائس.. وأن الله محبة وليسَ مخافة.. سأعلمه ما نسيَ أهلنا أن يعلمونا.. سأعلمه أن ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأن ما عندنا هو الذي ينقصنا.. سأعلمه أني بدأت حديثي بأنني سأنجبهُ ذكراً.. لأن الأنثى ما زالت توؤد.. وأن الخلل باقٍ في ( المجتمع العربي ).
●●●●●
ﻓﺘﺎﺓ تبيع الكتب وﺭﺃﺕ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻗﺎﺩﻣﺎً نحوها ..
وفي هذه الأثناء كان والدها واقفاً بالقرب منها
فقالت لحبيبها :
ﻫﻞ ﺟﺌﺖ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ الذي هو ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﻫﻞ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺷﻜﺴﺒﺮﺱ ?
قال ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻻ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺃﻳﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻫﺮﻧﺎﻧﻴﺮ .
ردت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ الذي هو بعنوان " ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﺠﻮ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺎﺗﺮﻳﺲ ﺃﻭﻟﻔﺮ ...
فقال ﺍﻟﺸﺎﺏ: حسناً ﻭ ﻟﻜﻦ هل تستطيعين غداً أن تحضري معك للمدرسة كتاب " ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺑﻌﺪ ٥ ﺩﻗﺎﺋﻖ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﺭ .
فردّت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : نعم بكل سرور ﻭ ﺃﻧﺖ ﻻ تنسى ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﻌﻚ كتاب " ﻟﻦ ﺃﺧﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ." ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻴﺸﻞ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ....
ﺑﻌﺪ ﺫلك....
قال ﺍﻷﺏ : ﻫﺬه العناوين كثيرة، ﻫﻞ ﺳﻴﻄﺎلعها كلها ؟!
قالت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﻧﻌﻢ يا ﺃﺑﻲ ﺇﻧﻪ قارئ ﺫﻛﻲ ﻭ ﺣﺎﺫﻕ ﻭ ﻣﺠﺘﻬﺪ،
رد ﺍﻷﺏ : ﺣﺴﻨﺎ يا حبيبتي لقد فهمت ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ يقرأ ايضاً كتاب " ﻟﺴﺖ ﻏﺒﻴﺎً ﻓﻬﻤﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻱ ﻓﺮﺍﻧﻚ ﻣﺮﺗﻴﻨﻴﺰ .
ﻭكذلك ﻋﻠﻴﻚِ ﺃﻧﺖِ يا بنيتي ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻌﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ جلبتهُ ﻟﻚِ وتجدينه ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ وهو ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺍﺳﺘﻌﺪﻱ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻏﺪﺍً ﻣﻦ إﺑﻦ ﻋﻤﻚ " ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻫﻨﺮﻱ
●●●●
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top