نكبة أمّةّ

بقلم نهال عبد الواحد

إنّ لرياح اليأس قوة لا يمكن وصفها، كما أنّ لجبال الأمل صلابة لا مثيل لها، وحقيقةً مَن يقرأ التّاريخ ويستوعبه تمام الاستيعاب لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدًا وسوف يرى الدّنيا أيامًا يداولها الله بين النّاس، وأنّها حكايات متكرّرة لمَن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد...

كانت عيناه مرتكزتان على الشّاشة المرئية، ثابتتان كصاحبهما الّذي كأنّ على رأسه الطّير! لقد ضاق صدره وتمزّق قلبه ممّا يتابع منذ أسابيع... مجازر لا تنتهي بحقّ أبرياء... وعالم قيل عنه من التّقدّم والرّقي... والكثير من الكلمات الرّنّانة... وفي الحقيقة هي مجرد فقّاعة صابون تجذب الأنظار لكن لا أصل لها، مجرد أقنعة قد سقطت عن وجوهٍ أبشع ما يكون!

وأمّة نائمة قد هدّها طول السّبات لا يدري أحد متى تستيقظ!

أغمض عينَيه مرجعًا ظهره للخلف مقلّصًا ملامحه المنحوتة بتجاعيدٍ معلنةً عن اجتيازه ثمانين عامًا، رغم ذلك لم ينسى أحداثًا فاصلة في حياته لكنّها مع أحداث عدوان غزّة باتت بركانًا خامدًا لكنّه لا يدري كيف ينفجر بحممه!

تمتم من طيّات قلبه مناجيًّا ربّه: يا ربّ كيف الخلاص؟ ليتني أملك المزيد من العمر أو العافية، أنت وحدك العالم بصدق نيّتي وقد فعلتُها من قبل منذ سنوات...

وهنا قاطعته تلك الّتي تتابعه بإشفاقٍ احتلّ قسمات وجهها السّبعينيّ مربّتةً عليه بيدها المجعّدة: اهدأ عزيز رجاءً! أخشى أن يعاود ضغطك للارتفاع!

سكت قليلًا ثمّ مسح وجهه بيدَيه المرتعشتَين وأومأ لها متنهّدًا بحرارةٍ: إنّه الجرح القديم يا نور... جرحٌ لا يندمل وذكرى لا تنضب...

ثمّ أكمل بشرود: ذلك الصّباح الّذي لن يُنسى أبدًا... صباح الخامس من شهر يونيو، يوم النّكسة، كنتُ لا أزال شابًّا عشرينيًّا كما تدرين، كما كنتُ مليئًا بأحلامٍ اتضح أنّها مجرد أوهام... أصبحنا يومئذٍ في تمام السّاعة السّابعة وخمسة وأربعين دقيقة شعرتُ أنا وجنود كتيبتي بمرور عدد من الطّائرات الحربية من فوقنا! ظننا جميعًا أنّها مناورة أو تدريب لسلاح الطّيران خاصّةً وأنّها تطير على ارتفاعٍ منخفض فلم نلقِ لها بالًا وعُدنا لأماكننا خاصّةً وأنّه لم يكن لدينا أي إخباريات أو أوامر بأي نوع من التّعامل أو بتفسير ما يجري...

لكن تابعها صوت لقذائفٍ وانفجاراتٍ عن بعد وبدا لنا أنّه خطبٌ خطير، فنظرنا ثانيًا نحو تلك الطّائرات المارّة مدقّقين، لتكن الصّدمة... إنّها طائرات إسرائيلية!

ظللنا نتلفّت ننظر بعضنا إلى بعض دون أي فهم أو حتى ما يجب علينا فعله!

ضحك بسخريةٍ وأكمل بمرارة: أرسلنا الرّسائل وانتظرنا الرّد... بلا فائدة! كنتُ أصيح بغضبٍ شديد: أنظلُّ في هذه الكارثة نشاهد مكتوفي الأيدي؟!ورغم أنّ الكتيبة غير مؤَمَّنة جوًا على الإطلاق، وددتُ أن أضرب وأُسقط كلّ تلك الطّائرات المارّة فوقنا... لكن الحقيقة كانت مجرد شطحة غير مبرّرة، فلم يكن لدينا من الذّخيرة ما يناسب ضرب طائرات بوينج بكلّ تلك الأعداد؟!

كانت طائراتهم كعادتها تقصف بجنون، تقذف كميات مهولة من النّبان حتى أنّها قذفت مدرّعة مجاورة فصهرتها بالكامل بكلّ مَن فيها!

قرّرتُ التعامل... الغير متكافئ تمامًا فتساقط مجنّد خلف الآخر وداخلي إحساس متناقض، فلا أدري إن كنتُ محقًّا في التّعامل قبل تلقي الأوامر أم كان عليه الانتظار!

لكن الانتظار لمتى؟!
لقد دُمّرت حوالي خمسٍ وثمانين بالمئة من طائراتنا كما دمّروا المطارات جميعها إلّا واحدًا لتستخدمه القوات المعادية... مرت عدّة ساعات وهجم اللّيل ولا زال الجميع يقاوم بكلّ ما يستطيع بينما الموقف غير مسيطر عليه تمامًا!

وفجأة جاءتنا الأوامر بالانسحاب وترك كل شيء والاتجاه نحو السّويس في اتجاه القناة... الانسحاب بلا نظامٍ ولا خطّة مسبقة ليصبح مجرد فرارًا فوضويًا مبعثرًا فسهل على العدو اصطيادنا...

فالتفت نحو زوجته صائحًا بانفعالٍ وحسرة: أين أنت يا خالد يا ابن الوليد؟ يا سيف الله المسلول! أين أنت لتعلّمهم فنون الانسحاب من المعارك بأقل الخسائر؟!

ربّتت نور مجدّدًا وقالت بقلقٍ: هوّن عليك عزيز! أرجوك! اهدأ رجاءً!

لكنّه أكمل: ثمّ أظلم كلّ شيءٍ... بعدها بفترة دون أن أدري كم مرّ من الوقت، تآتت لأذنَيّ أصوات عصافير وطيور بعيدة... قد جاء الصّباح ولا أزال مغلقًا عينَيّ لا يقطع ذلك الإيقاع الواحد شيء... إلّا فجأة تداخل صوت رجل يتحدث لآخر...

بدأتُ حينئذٍ أفتح عينَيّ شاعرًا بألمٍ غزا رأسي محاولًا مقاومة النّوم ورؤية النّور بصعوبة بالغة... لم أكن أدري أين أنام! في معسكر الكتيبة أم في بيت أمّي! سافرتُ بوعيي للحظاتٍ فسقطتُ في سِنةٍ من نومٍ للحيظاتٍ ثمّ عاودت مجاهدتي لفتح عينَيّ ، وأخيرًا فتحتهما!

كان مكانًا لا أعرفه، كأنّها حجرة فارغة من أي أثاث، بدت جدرانها غريبة بعض الشّيء، معلّقًا عليها بعض المعلّقات المزركشة المصنوعة من الصّوف الملوّن بالنّول اليدوي.

وبينما كنتُ أجول بعينَيّ إذ وجدتُ رجلًا ستينيًّا بدويًّا من هيئته ولباسه، الجلباب وذلك الصّديري الدّاكن اللّون فوقه، التفت إليّ الرّجل بوجهه الودود معدّلًا وشاحه الأبيض على رأسه ومن فوقه العقال الأسود...

انتفضتُ فجأة محاولًا النّهوض لكن سرعان ما شعرتُ ببعض الألم فتوقّفتُ عن الحركة متفاجئًا بذلك الألم الشّديد! وصِحتُ فيه متألّمًا: مَن أنت؟

كنتُ أحاول استرجاع أي شيء لكن أجابني الشّيخ ممسّدًا على لحيته البيضاء الخفيفة وبلهجة بدوية سيناوية: حمدًا لله على سلامتك يا ولدي! أنا عمّك الشّيخ بدر!

فوجمتُ فجأة وجحظت عيناي... فقد تذكّرتُ كلّ شيء! ثمّ عُدتُ بنظري نحو الشّيخ وقُلتُ: إذن لم يكن كابوسًا... قد كانت الحرب حقيقة!

فأغمض الشّيخ عينَيه الغائرتَين فسيطرت تلك العبسة المحفورة بين حاجبيه مومئًا رأسه بمرارة أن نعم.

فتذكّرتُ كلّ لحظة عصيبة مرّت عليّ... لا بل كان دهرًا، فأسرعتُ حينئذ أتساءل باندفاع: ماذا حدث لي؟ وكيف نجوت؟ وأين أشيائي ومتعلقاتي؟ منذ متى وأنا هنا؟ وماذا حدث في الحرب؟

سكت الشيخ قليلًا ثم ابتلع ريقه بمرارة يجيبني: مهلًا عليّ يا ولدي! لقد وجدتُك ملقيًا في الصّحراء فاقدًا للوعي ويبدو عليك أنّك ضابطٌ مصري، اقتربتُ منك، فحصت نبضك ونَفَسك لأتأكّد إن كنت على قيد الحياة أم لا، فوجدتُك لا زلتَ حيًّا فحملتك إلى هنا، كان جسدك ممتلئًا بكمٍّ من الشّظايا عجزت عن عدّه، ثمّ قمتُ بتمريضك ورعايتك بقدر ما استطعت.

فابتلعتُ ريقي متسائلًا بخوف: والحرب! هل انتهت؟

أومأ برأسه إيجابًا لكن ملامحه بدت غير مفهومة أو ربما تكون مفهومة لكنّي رفضتُ تصديقها!

ظللتُ ناظرًا نحو الشيخ منتظرًا منه إجابة، وليست أي إجابة، بل أريد الإجابة الّتي تريحني دون غيرها! وفي نفس الآن أخشى أن أسأله بل لا أجرؤ على سؤاله مثلًا «هل حققنا نصرًا؟»

ما أصعب هذا السّؤال!

فلم أجد بدًا وزفرتُ أنفاسي ببطءٍ متسائلًا بمرارة: إذن أين أشيائي يا شيخ بدر؟

فقال الشّيخ: لقد قمت بإحراقها.

فصِحتُ بوجعٍ وصدمةٍ معًا: ماذا؟! لماذا فعلتها يا شيخ؟!

- إن علم أحد كونك ضابطًا مصريًّا ولا تزال على قيد الحياة فلن يطلع عليك نهارٌ آخر...

- رجاءً فهّمني! وقص عليّ ما حدث فأنا لا أفهمك...

- لقد دنّسوا أرضنا وأخذوا سيناء بأكملها حتى شواطئ القناة!

صحتُ بصدمةٍ أشد حبست الكلمات في حلقي وشلّت لساني لدرجة جعلتني أتهته كحديث عهدٍ بالكلام وبصوتٍ تخافت ببحّةٍ شديدة: ماذا تقول؟!

فتابع الشّيخ مستطردًا: إنّها الحقيقة المُرّة يا بُني، ولم يدعوا ضابطًا ولا مجنّدًا إلا قبضوا عليه وقيدوهم جميعًا وسحبوهم أو وضعوهم في سيارات نقل كالأغنام، أمّا مَن قام بمساعدة أحد المصابين بإخفائه أو تمريضه قاموا بقتلهم جميعًا بلا تمييز بين شيخٍ كبير ولا أطفال ولا نساء...

- ولأين أخذوا الضّباط والمجندين الّذين سقطوا في الأسر وأين احتبسوهم؟

- لم يذهبوا بهم في أي مكان، لقد بخلوا عليهم حتى أن يحتبسوهم، عليهم اللعنة! عليهم اللعنة!

وانفجر الشيخ ببكاءٍ شديد ثم أكمل وسط شهقاته المقهورة: رموهم مقيدين على وجوههم أرضًا ودهسوهم بالدّبّابات، سووهم بالأرض...

وأكمل الشيخ بكاءه وارتفع نحيبي غير مصدق كمّ هواننا...

ثمّ التفت إلى زوجته المتابعة بحزنٍ رغم تكرار حكايته على مدار أعوام، وقال: هل سمعتِ عن الوجع المدمي للقلب؟ شعور انفطار الفؤاد! هو أسوأ شعور على الإطلاق... أجل! قد غُدر بنا، ثم قالوا انسحبوا! اهربوا! فروا! وهانحن قد فررنا...

سكت هُنيهة ثمّ تابع: أمّا الآن فالجميع تجاوز كلّ سوء، الكلّ متخبّئ، الجميع يتصنّع العمى والصّمم... لا أحد يرى... لا أحد يسمع... ننام ملء أعيننا ونأكل ملء بطوننا ونضحك مقهقهين ملء أفواهنا... ثمّ نسرع الشّكوى من اللاشيء... ما أتفهنا!

فررنا قديمًا كي نستعيد قوتنا ثمّ نتقدّم من جديد ونأخذهم أخذة رجلٍ واحد، ثمّ قد فعلناها! أخذنا بثأر كل أولادنا! انتصرنا واسترددنا أرضنا!

زفر مرّة أخرى وأكمل بتهكّم: بعدها رُددنا أسفل سافلين من جديد...

فسألته نور ولم تكن المرة الأولى لسماع تلك الحكاية: أجل زوجي الغالي ومنذ يومها ونحن نفخر بكم وخاصّةً أنا، أفخر بك يا بطلي...

التفت إليها وأطال النّظر نحوها فابتسمت ثمّ أعاد وجهه نحو شاشة المرئي وقال: كيف نستعيد قوتنا الآن متقدّمين لنأخذهم أخذة رجل واحد؟ هيّا قولي كيف أو متى؟!

ثمّ رفع سبابته المهتزة ارتعاشًا نحو الشّاشة المرئية وتابع منفعلًا: هؤلاء المذيعين والمراسلين أخبرونا بما يحدث... أخبرونا بمدى الوحشية والقتل والاعتداءات! أرونا قتلى مستضعفين من الشّيوخ والرّجال والنّساء والأطفال... حتى المرضى... حتى مصادر الطّعام والعلاج والماء الصّالح للشّرب... حتى كلّ شيء!

الأطفال تموت جوعًا، حتى مَن ارتقى لا يعرفون كيف يدفنوه! جثث الموتى تتحلّل في الطّرقات!

وبعد كلّ هذا لا زلنا نقنع البعض بأي شيء! نقنعهم بأضعف الإيمان... مثلًا بمقاطعة بضائع الأعداء والتّوقّف عن شراء أحد أنواع الحلوى أو رقائق البطاطس أو... جميعها أمورًا تافهة لم ترتقِ يومًا إلى حدّ الحاجات أو الضّروريّات! لكن منهم المتبجّح ومنهم أسير رغباته مَن لا يستطيع المقاطعة، بل منهم مَن يراها بلا فائدة! ماذا فعلت الأحداث فيهم؟! لا شيء!

بل ما زاد الطّين بلّة مَن يحتاج ليقتنع بالقضية من الأساس وأنّها قضيتنا، ليس من باب الوحدة القومية ومثل تلك الشّعارات -وإن صار غير ملتفَتٍ لها- فالجميع يختار نفسه ومصالحه أولًا حتى ولو اضطر لمؤازرة العدو وموافقته ودعمه!

القضية قضية عقدية في المقام الأول، لأجل أقصانا ومسرانا، أولى القبلتَين وثالث الحرمين مَن يُشدّ إليه الرّحال... ولكن زاد الخزي وفاق كلّ حدٍّ متصوَّر، لا أدري إن كان جهلًا أم عارًا استوطن فينا رغمًا عنّا...

تنهّدت نور بألمٍ شديد توافقه ثمّ تنهّدت بقلّة حيلة قائلة: أتفق معك يا عزيز في كلّ ما قُلته، لكن تُرى كيف السّبيل؟! إنّه سرطانٌ متمكّن في آخر مراحله، حين فشل كلّ أنواع العلاج وبات استئصاله من أشدّ الخيارات لسوء حالة المريض... فلم يجد الطّبب إلّا تعريض المريض للعدد لانهائي من جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي... تحصيل حاصل... وفي النّهاية لا يزداد إلّا تعبًا ووهنًا!

أغمض عينَيه بقهرٍ قائلًا: صدقتِ يا نور...

ثمّ تابع مشاهدته بنفس حسرته، لكن بعد لحظاتٍ التفت إليها قائلًا: إنّ الإنسان لربّه لكنود!

عقدت حاجبَيها وسألته بعدم فهم: ماذا تعني؟!

شهق نفسًا عميقًا ثم زفره ببطء وقال: دومًا أعيد.تذكّر مشاهد النّكسة وآلامها واضطهادها لكنّي لا أسترجع مشاهد النّصر...

سكت هُنيهةً ثمّ استطرد: وسط كلّ معاناتي من آلام الهزيمة وفقد الكثير والحالة الّتي انتابتني عقب تجربة النّكسة والنّجاة من الموت، إضافةً إلى سخرية الأهل والأصدقاء ومعظم العامّة... كُنّا موضع تهكّم وتنمّر لدرجة صعوبة التّحكم في نفسي، فكنت أكاد أهجم عليهم جميعًا وأبطش بهم... فكلامهم كان دومًا كالملح على جرحٍ حيٍّ!

لكن ماذا عن شعور الانتصار؟! شعور الانجاز! ما أروعه! وإن كان سريع التّلاشي بعد سرعة تردي المجتمع لدرجة أنّي نسيتُ ذلك الشّعور!

فأومأت نور موافقة: أتفق معك بشأن هذا... ربما لأن ما فقدته وقت الهزيمة كان أشد قسوة! تدري كيف عِشنا الأيام الأولى للحرب في السّويس! ذكرى تهجرينا! بعدها مقتل أبي على يد قوات العدو -نحسبه شهيدًا عند الله- كلّها ذكريات أليمة ورغم مرور الزّمن وتعاقب الأحداث لم أنسَ تلك الذّكريات أبدًا... بل نُحتت داخلي كنقشٍ على قطعة آثار عتيقة!

هزّ عزيز رأسه يوافقها وأجاب مؤكّدًا: وهذا ما يحدث معي دومًا كما تدرين، لا زلتُ أذكر قول أبي لي وقتئذ أنّ الأيام تتداول بين النّاس وقد عهدنا تكرار التّاريخ، فمهما تعاقبت الأيام تكرّرت الأحداث والمآل...

فقاطعته نور متسائلة: تعني الاستعداد للحرب ثم خوضها!

-وماذا إذن؟!
لكن الأهم من الحرب حالنا مع الله، حال الإيمان والثّبات... حال الإخلاص لله... فنحن أمة لا تنتصر بعدة أو عتاد!

-ليت الجميع يشعر أنّ أذى أخواننا يؤتى من قِبَلنا، كلّما تهاون أحدنا تضرّروا وكلّما أذنبنا تأخّر النّصر؛ لا يصمد الباطل أمام الحقّ إلّا بمعاصينا...
كلٌ عليه المراد منه، ما في وُسعه، فالحساب دومًا على ما في وسعنا، على سعينا وليس النّتيجة، وبصدق السّعي مهما بدا ضئيلًا للغاية في أعيننا سيفتح الله بدل باب فرج واحد أبوابًا لانهائية ونتائج فوق توقّعاتنا، سيأتي النّصر والفتح المبين بحسن أفعالنا سواء رأيناه أو لم نره؛ ثقّةً وحسنَ ظنٍ بربنا، فنصر الله أكيد وقريب لكن بتحقيق شرطه...

ابتسم عزيز مؤيدًا لكلامها وقال: أحسنتِ يا رفيقة العمر، رغم بساطتك لكن كثيرًا ما ينطق فوكِ بالدّرر، الحقيقة يا نور أنّي لا أسمع كلامك بل آراه أمامي بوّابة الفرج وسط الكرب الشّديد... قبسٌ من نور يشقّ أحلك العتمات...

تمّت بحمد الله 💜
مارس 2024

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top