الفصل الثامن ║ : { أدركتُ ما أنا عليهِ مُقدمٌ }
قُلِبَت الشَّقة رأسًا على عقبٍ، صارَ الضّابطانِ يُنقِّبانِ في كلِّ شبرٍ منَ مسكني، بحثًا عنْ شيءٍ كنتُ متيقِّنًا من استحالةِ تواجدِهِ بحوزتِي.
« هلْ تتعاطَى أيّ نوعٍ منَ المخدِّرات؟! »
نفذَ إلى أذنيّ سؤال المُحقّقِ جاكِ وهوَ يُسجُّلَ أقوالِي في مفكِّرةٍ صغيرةٍ حملَتها يداهُ.
« لا، أبدًا »
أجبتُ بهدوءٍ ونبرةٍ ثابتةٍ تفيضُ ثقةً.
« هلَ تُخبِّئ أيّ صِنفٍ من الممنوعاتٍ في شقَّتِك؟! »
« لا »
فورَ أنْ أتممتُ جوابِي استدعانا ذانكما الضّابطانِ إلى غُرفتي بعدَ أنْ فرغوا من تفتيشِ الصّالةِ أمامَ مرآي ولمْ يجدوا فيها شيئًا، نهضتُ معَ المُحقّقِ متّجِهًا للغرفةِ.
أنشَأَ الضّابِطَانِ يبحثانِ في الغرفةِ، كانَ جليًّا أنّهما يبحثانِ في مواضعَ معيّنةٍ بمنهجيّةٍ حثيثةٍ.
لازلتُ متخبّطًا لا أفقهُ شيئًا ممّا يحدُثُ!
رهبةٌ طفيفةٌ اعترتني لغرابةِ الموقِفِ وخطورَتِه، رُبّما إجراءاتٌ روتينيّةٌ للسّكنِ؟!
لكنَّه ذكرَ أنّ بحوزتِه مذكَّرةَ تفتيشٍ لشقـتي على وجهِ الخُصوصِ.
ما الذّي يجري هنا؟!
يــاربُّ سلِّمْ!
شهدتُ بعينايَ أحدَ الضّابطان يُخرِجُ من أسفلِ مرتبةِ السّريرِ حقيبةً صغيرةَ الحجمِ مسطّحةً - أراها لأوَّلِ مرّةٍ - تبدو للرّائي فارغةً إلّا أنّها كانَت أبعدَ ما يكونُ عن الفراغ!
فُتحت الحقيبةُ وجحظَت عينايَ من محاجِرها!
وجفَ قلبِي واضطربَت أوصالـي، شعرتُ كـأنّ صخرًا هوى على صدري فجعلَه دكًّـا وأبَى الهواءُ أنْ يلجَ رئتيّ لمّا رأيتُ الضّـابطَ يستخرجُ أكياسًا صغيرةً بها مسحوقٌ أبيضَ اللّونِ.
أخرجَ ما يزيدُ عن عشرةِ أكياسٍ ثمّ فجأةً أسرَعَ الضّابطانِ للصّالةِ وأخذا يرفعانَ مراتبَ الأرائكِ صعبةَ الرّفعِ من مكانها.
عثرُوا بأسفَلِها على كبسولاتٍ طويلةٍ.
بغتةً أحسستُ بوهنٍ في أقدامي، كأنّ مطرقةً هشّمت مفاصلي ولم تذَرْ منها الفُتاتَ!
أقربُ أريكةٍ هويتُ بجسدي عليها، نبضاتُ قلبي لم تُفارق مسمعي، تفصّدَ جبيني عرَقًا والمُحقّقُ يُحادثني بنبرةٍ صارمةٍ : « سَنُجري اختبارًا للتّحقُّقِ مِن مُحتوى الأكياس، إن تفاعلَت هذه المادّةُ التّي لديَّ هُنا مع محتوى الأكياس؛ فهذا يعني أنّها ممنوعاتٌ »
غمسَ قطنةً في سائلٍ ما ثمّ غمسَها في قليلٍ من ذلك المسحوقِ؛ فاستحالَ لونُ القطنةِ فيروزيًّا تمامًا في أقلِّ من ثانيةٍ.
« النّتيجةُ إيجابيّةٌ، هذا اللّونُ الفيروزيّ يدلُّ على كونِها مُخدِّراتٍ »
صمتَ هنيهةً ثمّ عاود الحديث وكمْ وددتُ لو طالَ صمتُه!
« سيّدْ إلياسْ، أنتَ رهنُ الاعتقال بتهمةِ حيازةِ المخدِّراتِ بطريقةٍ غيرِ قانونيّةٍ »
رنّت نبرتُه الصّارمةُ في عقلي، أبـى عقلي التّصديقَ!
كيفَ؟! كيفَ ذلك؟!
من أيّ ربوةٍ قُذفتْ تلكَ الممنوعاتِ في سكني؟!
رانَ الصّمتُ لثويناتٍ ثمّ بدّدتُه بقولي : « هذهِ ليستْ لي! أُقسّمُ بخالقي ليستْ لي! لستُ أنا من دسّها هنا! ولمْ أدرِ عنها شيئًا! لمْ يمضِ على سُكناي هنا شهرٌ! »
نطقَ لساني دارئًا عنّي الشبهةَ بما اسطاعَ من محاولاتٍ، ولكنْ كلُّها باءت بفشلٍ ساحقٍ.
وما هي إلّا لحظاتٍ حتّى أخرجَ أحدُ الضّباطُ الأصفادَ من حزامِهِ
وقيَّد يديّ بالأغلالِ وما عبأوا بأقوالي ولا كلّفوا آذانهم بالاستماعِ لكلماتي!
وما سمعتُ منهم سوى جملةٍ واحدةٍ ردّدتها ألسنتُهم الأعجميّةُ : « لكَ كاملُ الحقِّ في التزامِ الصّـمتِ، أيُّ شيءٍ تقولُه يُمكنُ استخدامُه ضدَّك في المَحكمةِ. »
محكمة! أيُّ محكمةٍ؟!
وما الذّي فعلتُهُ كيْ أُحاكم؟!
لا أفهمُ شيئًا!
لا أستطيعُ أن أستوعبَ شيئًا!
تلبّسني الذّهولُ وكادَ الخوفُ أن يفتِكَ بفؤادي!
فرّت النّبضات من قلبي كأسرعِ من وميضِ البرقِ وأحسستُ أنّ الفؤاد يبتغي فرارًا من بينِ جانحتيّ؛ فما عاد يسعُهُ صدري.
اقتادني الضّباطُ أمامهم إلى خارجِ الشّقةِ بجفاءٍ بالغٍ، لمْ تسنَحْ ليَ الفُرصةُ أن أستوعبَ ما يحدُثُ!
بينما بقيَ ضابطٌ في الشّقةِ يجمعُ ما وجدَ من ممنوعاتٍ.
صادفَ خروجُنا وجودَ ماكسْ وهو يفتَحُ شقّتُه؛ ليلِجها، التفتَ برأسِه إليّ وتربّعتْ تقطيبةٌ عظيمةٌ على جبينِه باستعلاءٍ، حثَّ خُطاهُ قِبَلي وهو يتساءلُ : « إلياس؟! ما الذّي يحدُثُ هنا؟! »
« إذا سمَحتَ يا سيّد، تنحّ جانبًا ولا تُعرقِل عملَ
الشُّرطةِ. »
أمسَك بي من كتفي وهوَ يؤرجِحُه بكفِّه مُلقيًا بسؤلِه المرتابِ عليّ : « إلياس! لمَ الشُّرطةُ هنا؟ ما الذّي حدثَ؟! أجبْني! »
« صدّقني لو أحطتُ علمًا بذلك لأجبتُك! لكنّي لم أفعلَ شيئًا! »
تحدّثتُ وقد نظرتُ بجدّيةٍ في عينيهِ اللّتين تنضحانِ فضولًا وتساؤلًا.
دفعَني الضّابطانِ بغلظةٍ متجاهلينَ اعتراضاتِ ماكس ومحاولاتِه حثيثةَ الخُطى للدّفاعِ عنّي وفهمِ الأمرِ منهم، لكن كلَّ محاولاتِه تلاشَتْ كما صوتُه الذي خنقَه الصّمتُ وشدّ الوِثاقَ عليه فما عُدتُ أسمعُ لهُ رِكزًا.
خرَجنا من السّكنِ برُمّتِه واقتادوني لسيّارةِ الشّرطةِ سوداءَ اللّونِ منطلقينَ بي إلى المجهولِ!
حاولتُ أنْ أقاومَهُم، أن أُبيّنَ لهم براءتي، ولكنّهم قيّدوا حركتي بقسوةٍ شديدةً ودفعوني لداخلِ السيّارةِ عنوةً.
كنتُ جالسًا في المقعدِ الخلفيّ للسيّارةِ مُكبّلًا بالأصفادِ الحديديّةِ والأغلالِ التّي أعاقتْ قدميّ عن الحركةِ.
أملتُ رأسِي تجاهَ اليمينِ فراقَبتْ عينايَ مسكَني يضمحلُّ ويتماهى بينَ المباني حتّى اختفى تمامًا وصارَ كلُّ شيءٍ يمضي بسرعةٍ خاطفةٍ.
ثمّةُ خطبٌ ما في هذا الأمرِ، كيفَ لتلكَ الممنوعاتِ أنْ تصلَ إلى حيثُ أسكنُ؟!
كيفَ حصلَ هذا؟!
أكانتْ قابعةً هناكَ من قبلِ مجيئي؟!
انحنيتُ برأسي على ركبتيّ وماجت الأفكارُ والمخاوفُ في عقلي وهاجَت وما استكانَ فؤادي ثوينةً واحدةً.
رفعتُ رأسي وسمحتُ لصدري بأخذِ ما شاءَ من الهواءِ، تنهّدتُ ثمّ حدّثتُ نفسي.
أنا على كاملِ يقيني أنّي بريء، ولا درايةَ لي من أينَ حلّـت تلكَ المصيبةُ على رأسي، لم يتبادَر لذهني سِوى دعاءٍ واحدٍ همسَ به خافقي وتبِعَه لسانِي.
﴿ لَا إلــهَ إلّا أنتَ سُبحـانكَ إنّي كنتُ منَ الظّالِمـين ﴾
الدّعاء الذّي لهجَ به لسانُ نبيّ الله يونسَ حينما التقفهُ الحوتُ فلبثَ في بطنِه يُسبّحُ اللهَ ولا غيرَ.
وإنّ قلبي قد فاضَ يقينُه أنّ التّسبيحَ ذكرٌ عظيمٌ، لا يُقالُ عندَ التّعجُّبِ من عظمةِ الله عزّوجلّ فقط، بلْ هوَ ذكرٌ ينجِّي من المصائبِ والكُروبِ إذا أيقنتُ أنّه كذلك.
فورَ أن استمسَك لساني بذكرِ اللهِ حتّى انزاحَ عنّي الوَهنُ واستكانَت طَرَقاتُ الفؤادِ.
﴿ اللّهمّ إنّـي أسلمتُ نفسي إليكَ و فوّضتُ أمري إليكَ، ووجّهتُ وجهي إليكَ، لا ملجأَ ولا منجى منكَ إلّا إليكَ، آمنتُ بكتابِكَ الذّي أنزلتَ وبنبيّكَ الذّي أرسلتَ ﴾
أجلْ أفوّضُ أمري للهِ عزّوجلّ، هو لنْ يُضيّعني أبدًا.
توقّفتْ السّيارةُ في ساحةٍ قفرٍ مُسفلتةٍ رحبَةُ الأرجاءِ، في وسطها شمخَ بناءٌ عالٍ عريضٍ أحاطتْهُ طبقاتٌ من الأسوارِ الشّائكةِ والسّياجات المُكهربةِ، على بُعد بضعةِ أمتارٍ منهُ كانَ هُنالِك بناءانِ أصغرَ حجمًا منَ الأوّل اتّصلا به، في الأعلى ارتقَت أبراجٌ للمراقبةِ ترصدُ كلّ حركةٍ تحدثُ.
أنزلني الضّبُّاطُ بغلظةٍ وأحكموا الوثاقَ حولي كأنّي مجرمٌ فارٌّ من العَدالةِ، دخَلْنا البنَاءَ الكبيرَ عبرَ بوّابةٍ عملاقةٍ حديديّةَ الصُّنعِ فُتِحت بطريقةٍ أوتوماتيكيّةٍ، انبسطَت أمامي ساحةٌ واسعةٌ رحبةٌ، بدَت كملعبٍ عافَ عليهِ الدّهرُ، رفعتُ رأسي فإذا بالأسوارِ الشّائكةِ المُكهربةِ والجُدرانِ الرّصينةِ تُحيط بي منْ كلّ حدبٍ وصوبٍ، مرتفعةٌ كالطّودِ لا أرَى سوى قطعةٍ مربّعة الشّكلِ من صفحةِ السّماءِ الصّافيةِ ولا غير.
ضاقَ صدري وفرَّ الهواءُ من رئتيّ، عدتُ أستجلُب الأنفاسَ فلا أجدُها!
شعرتُ بالنّسيمِ يخنُقني، الجوُّ ينسجُ خيوطًا خانقةً تلتفُّ على جِيدي فأتلوّى وأتخبّطُ أتقفّى الهواءَ دون جدوى!
المكانُ موحشٌ وخانقٌ بشكلٍ فظيعٍ!
في ركنٍ قصيٍّ آخرَ السّاحةِ كانتْ تقبعُ غرفةٌ مُغلقٌ بابُها، ولَجناها فسطَع ضوءٌ متّقدٌ أغشى عينايَ لشّدتِه، لمْ تبرَح أقدامُهم الأرضَ للحظةٍ، ظلّوا يسيرون بي في ممرٍّ طويلٍ ثمَّ انعطفوا يمينًا فبَدَت لي صالةٌ صغيرةٌ بيضاء تمركزَ بها عددٌ من أفرادِ الشّرطةِ، البعضُ كانَ واقفًا يحرسُ ويراقبُ ويُفتِّشُ السُّجناء، أمّا الآخرون فكانت أعيُنهم مصوّبةً على أجهزةِ الكمبيوترْ التّي قبعتْ أمامَهم على مكتبٍ طوليّ طويل امتدّ على طولِ الغرفة عرضًا.
كانَ هناكَ عددٌ كبيرٌ منَ المساجينِ، كانوا يصطفّونَ في طوابيرٍ أمامَ ذلك المكتبِ الطّويلِ كلٌّ ينتظرُ دورَه.
مساجينٌ من مختَلفِ الأجناسِ والهيئاتِ، غالبيّتُهم كانَتْ الوشومُ تملأُ أجسادَهمْ، هيآتُهم تلبّسها جمودٌ تامٌّ، نظراتُهم فارغةٌ جوفاءُ تفيضُ دهاءً وخُبثًا ما رأيتُ مثلَهُ يومًا.
النُّدوبُ تتربَّعُ على مُحيّاهُم بتفاخرٍ جمٍّ، وابتسامةٌ مُريبةٌ تحتلُّ ربواتِ وجوههِم، لعَمْري لمْ أتخيّل أنْ أتواجدَ في مثلِ هذا المكان يومًا!
حينَها أخذَ الضّبابُ الذّي أغشى عينايَ ينقشعُ بالتّدريجِ، انزاحَ عنّي التعجّبُ والذّهول وتغلغلَ الخوفُ في أغوارِ كيانِي، بدأتُ أستوعبُ حجمَ المُصيبةِ التّي أنا مقبلٌ عليها، أيقنتُ أنّ ذلك الكابوسَ هو واقعٌ أعيشُهُ وأحياهُ الآن بقلبٍ راجفٍ يرفعُ أكفَّ الدُّعاء للهِ أنْ يُنجّيني مِن تلكَ الهُوّةِ التي تردّيتُ في بواطنِها وحيدًا!
التُقطِت صورٌ لوجهي من جميعِ الجوانبِ، وأخذوا بصماتي، سجّلوا طولي ووزني وجميعَ معلوماتي، سألوني عن رقمٍ يتواصلون فيه مع ذويّ، أعطيتُهم رقمَ والدي ورقمَ قُصيّ، سألوني إذا ما كانَ جسدي يحملُ أيّ وشومٍ فأجبتُهم نافيًا.
فُتِّشتُ بطريقةٍ مُخزيةٍ عنيفةٍ تعمّدوا فيها الإهانةَ الجليَّةِ، كانَ لِزامًا على جميعِ السُّجناءِ أن يرتدوا زيَّ السِّجنِ المُوحّدِ، وكنتُ أنا من ضمنِهم!
بنطالٌ أبيضُ وقميصٌ بذاتِ اللّونِ انتَصفَتهُ بضعُ كلماتٍ بخطٍّ عريضٍ أسودَ
{ سجنُ كارلوك مُقاطعةِ جيرمستان - ولايةُ سلڤت - }
اتّجهت إليّ ضابطةٌ تحملُ ورقةً بين يديْها وأخذَت تُلقي عليّ أسئلةً غريبةً وتنتظرُ منّي إجاباتٍ.
« هل تنْوي إيذاءَ نفسِكَ؟! »
« هلْ سبَقَ أنْ حاولتَ إزهاقَ روحِك؟! »
« هلْ تفكّرُ في الانتحارِ؟! »
جوابي بالنّفيِ كان ثابتًا لجميعِ أسئلتها الغريبة.
« لا تتحرّك! لا تُقاوم! اركَع على قدَميْكَ! الآن! »
استجلَب صوتُ صراخِ أحدِ رجالِ الشّرطةِ انتباهَ الجميعِ وتركّزت النّظراتُ على ذاك الشّابِ المُنبطِح أرضًا رافعًا ذراعيهِ على رأسِه باستسلامٍ بينما يتلوّى ألمًا وصرخاتُه تتردّدُ في الغرفةِ بعدما رشّهُ الضّابطُ برذاذٍ حارقٍ لا أعرُف كُنههُ ولا أدري ما يفعلُ!
« أهلًا بكَ في سجنِ مقاطعةِ جيرمستان! هنا تنفّسك تحتاجُ فيه لإذنٍ منّا ! أتسمعني؟! »
« أجَلْ سيّدي! »
« لا أسمَعُك! »
« أجَلْ سيّدي! »
« أنتَ تهمسُ! أعلى! »
« أجل سيّدي! »
صاحَ السّجين حتى كادَت أوداجُه أن تتمزْقَ لشدّة ندائِه.
اعتدلَ الشُّرطيُّ وحدّق في وجوهنا بنظراتٍ مرعبةٍ قدّمت لي لمحةً بسيطةً عمّا أنا مُقدمٌ عليهِ في الأيّامِ القادماتِ!
· · ─────── ·𖥸· ─────── · ·
🔖 تمّ الفصلُ الثّامن
إذن كيف كان الفصلُ؟!
هل وصلتكم المشاعرُ والصدمة؟!
ماذا تتوقعون أن يحدث؟!
كيفَ ترون الرواية حتى الآن؟! بكلّ صدقٍ؟!
وإلى لقائنا القادم ألقاكم على خيرٍ ☁🤍
لا تنسوا إخواننا في غزة من دعائكم🤍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top