30: سنة جديدة.
«لا أعلم من أين أبدأ لكن مايسون كان يتصرّف بغرابة في بعض الأحيان، يعود للمنزل بوقتٍ متأخر، ومرة عاد للمنزل وعليه بعض الدماء، عندما سألته لم يجبني وتجاهل وجودي فقط. وفي اليوم التالي خرج قبل أن أستطيع سؤاله حتى.
فتشت اغراضه ووجدت بها مسدس عندما عاد بنفس اليوم واجهته لينهار ويخبرني بالحقيقة، في البداية لم أصدقه لكن حين خرج الشيطان أمامي لم أستطع تصديق ما رأته عينيّ. حينها علمتُ أن ما يحدث شيء لا يقدر مايسون إيقافه، كان يقتل الرجال من دون رادع.
حاولت إيقافه لكن الشيطان لم يخبرنا في أي يوم سوف يقتل، كان يتحكّم بجسده متى ما يريد وبأيام عشوائية، لهذا كان من الصعب عليّ ردعه. قمتُ بربطه بالحبال والسلاسل الحديديّة لكنه كان يتخلص منها بسهولة.
حاولت وحاولت لكن بالنهاية تم القبض عليه. وبعد مدة طلبوني وأعطوني الدفتر؛ كان قد كتب عليه وأخبروني بحالته أنه مصاب باضطراب الهوية التفارقيّ، وأنه يتخيّل كل هذه الأشياء.
سألوني لو أنني أعرف عن هذه الأشياء لكن لم أستطع سوى الكذب، لو وافقته فسوف يأخذوني معه، لهذا أخبرتهم أنني نادرًا ما كنت أراه بسبب عملي وبسبب وجوده مع عائلته. أعتذر مايسون».
أعاد مجموعة مايسون مع بعضها وشبكها ليذهب لأخرى، آريان، كانتا ورقتان فقط.
«انتقلت اللعنة لآريان، لكنها هنا اختلفت أنه لم يكن يقتل جسديًا بل كان يقتل نفسيًا، حيث كان يتنمر على المتنمرين بطريقة وحشية حتى يصبحوا بلا روح، كما لو أنه يأخذها دون قتل.
أظن أن اللعنة تنتقل لأبناء مايسون لأن آريان أصابته بعد مايسون، لكن مايسون لم يكن قد مات بعد لذا استنتج أن الشخص لا يجب أن يموت كي تنتقل لشخص آخر.
وأظن أنها تتحدد بماذا كان يعاني الشخص، فآريان المتنمرين لأنه كان يتعرض للتنمر، بينما مايسون ومن يمسك السلاح».
ذهب للأخرى وكانت مجموعة نيد التي تكونت من ورقة واحدة فقط.
«اللعنة لا تصيب فقط أبناء مايسون لأنها أصابتني، حدث هذا بعد موت ابني بحادث سيارة بسبب سائق ثمل، وبهذا أصبحت لعنتي السكارى. مثل آرِيان الذي كانت لعنته المتنمرين لأنه تعرض للتنمر بسبب والده، أنه والده قتل ويجب أن يزج بالسجن مثله، عاش حياة صعبة.
لاحظت أيضًا أنها تصيب من يكون مكتئب. وأن نشرَوان أصبح منظّم أكثر، ف مع مايسون كان يقتل بعشوائية أما معي فيقتل كل فترة، ربّما يخاف أن يتم كشفه؟ لا أعلم، هذا فقط للآن».
تنهد وأغلق الكتاب. طيلة الأيام السابقة كان يكتب رحلته في الكتاب يحاول إيجاد حل للعنة، أبقى قصتهم للنهاية وقرأ باقي الكتاب لكنه لم يجد شيئًا، كان به أشياء عشوائية، الجملة التي يجب أن يتم قولها، ملاحظات عن الاكتئاب، سبب اللعنة التي أخبرنا بها نشرَوان البارحة، أفكار كل من نيد، مايسون وآريان، وبعض المعلومات عن نشرَوان.
أما الباقي كان فارغًا، وحين قلّب أكثر وصل لآخر صفحة وكان يوجد رسمة تقريبيّة لشكل نشرَوان.
علمتُ أنه لا يجب علي رفع آمالي لإيجاد حل للّعنة.
«هيّا إيجاكس العد سوف يبدأ بعد دقيقة» نادته نورسين ليبتسم لها، وقف وذهب معهم أمام التلفاز، اليوم سوف تنتهي سنة 2015 وتبدأ السنة الجديدة. وكانوا يحتفلون بهذا في منزل نورسين.
شعر فجأة بشعور غريب ومؤلم، دام لمدة خمس عشر ثوان ثم اختفى. «مرحبًا يا مغفل، هل ظننت أنني لن احتفل معك؟» قال نشرَوان برأسه ليقلب عيناه. «لم كان الألم أكثر هذه المرة؟» سأله إيجاكس ليتوتر الآخر. «لا أعلم، اصمت الآن العد سيبدأ» قال وأعاد إيجاكس نظره على التلفاز.
«ثلاثة، اثنان، واحد، سنة سعيدة!» قالوا بصراخ واحتضنوا بعضهم.
بعد ساعة من الاحتفال رحلوا وبقيت نورسين تنظف المكان، لم يكن هناك أشياء كثيرة لتنظيفها فقط الطعام. وضعت آخر كأس في مكانه وأرادت الخروج لكن استوقفها شيء على الأرض، انحنت لتحضره ووجدت أنه كتاب يوميات عائلة إيجاكس الذي كان يقرأه دائمًا.
«سأعيده له غدًا» قالت وصعدت لغرفتها، وضعت الكتاب على المنضدة، احتضنت إيسِن التي أصبحت أكبر وذهبت للنوم.
أما في الجهة الأخرى فكان متوترًا وقلقًا، جسد إيجاكس حاول مقاومة نشرَوان دون أن يعرف وهذا غير جيد، يجب أن يضع حدًا لهذا في أقرب وقت.
---
مضى يومان من محاولة البحث على ضحية جديدة، ونورسين لم تعطيه الكتاب لأنها نسيته، وكل مرة تراه فيها تخبر نفسها أنها سوف تعطيه اياه ثم تنسى وجوده بسبب العمل.
كانوا يجلسون في مطعم المشفى يأكلون، تذكرت حينها الكتاب وأرادت أن تتكلم لكن صوت السماعة تطلب حضورهم لحالة طارئة أوقفها.
ركضوا للخارج الأشخاص اللذين كانوا قادمين، كانوا ثلاثة قد خرجوا من حادث، بدأوا في معالجتهم حيث لم تكن الإصابات بليغة.
كانت نورسين تكتب بيانات المرأة وبجانبها تارا، سمعت صوت إيجاكس لترفع رأسها وتراه يتحدث مع طفلة بلطف ويضحك معها، أدخل هذا المشهد السعادة في قلبها وابتسمت.
«يبدو أن أحدهم يحدق كثيرًا» قالت تارا من خلفها لتخجل الأخرى. «أنا أحدق بالجمال، هل هذا شيءٌ سيّئ؟» سألتها بخفة لتنفي برأسها. «بالعكس، أثق أنكما ستبدوان لطيفان معًا» قالت لتحدق نورسين به.
«لا أعلم لمَ أشعر هكذا نحوه، أحب رؤية ابتسامته أو رؤيته بشكل عام، أود البقاء معه للأبد. ماذا يحصل لي؟» سألت لتبتسم تارا وتحضن كتفها وتقول: «أنتِ يا عزيزتي واقعة في الحب، هل تحبينه؟» سألتها لتعيد النظر له، نظر لها هو بدورها وابتسم لها وذهب لتزداد نبضات قلبه وتشعر بالسعادة.
«أجل، أظن أنني أحبه» قالت بخجل لتحضنها تارا. «رائع!» قالت بسعادة ثم ابتعدت. «حسنٌ نتكلم بشأن هذا في وقت لاحق، هيّا لنعد للعمل» قالت نورسين لتومئ الأخرى.
---
عادت نورسين لمنزلها واستلقت على السرير، ابتسمت لاعترافها اليوم وقهقهت، قلبت جسدها للجهة الأخرى ورأت كتاب إيجاكس. كانت قد قاومت فضولها لتفتح وترى ما بداخله طيلة الأيام الماضية لكنها لم تستطع مقاومته الآن، لهذا عدلت جلستها وفتحته لتبدأ في قراءته.
أما في الجهة الأخرى فكان إيجاكس يجلس أمام نشرَوان ينتظر. «هيّا قل ما لديك، أنا أشعر بالنعس وأريد النوم» قال إيجاكس وتثاءب.
«اليوم كانت نورسين تتحدث مع تارا... عنك» قال ليعقد الآخر حاجباه ويسأل: «ثم؟» قال وتنهد الآخر بحزن: «لقد اعترفت لها أنا لا تحبك» قال لينصدم الآخر، أراد التحدث لكن الكلمات تبخرت من فمه.
«قالت أنك مريضٌ نفسيّ وتتحدث مع نفسك كثيرًا، أنها لم تحبك منذ اللحظة التي رأتك بها، وتراك كشخص كريه، أنا أعتذر» أكمل وحضن إيجاكس الذي كان مشدوهًا ولا يعلم ماذا يفعل. كان واثقًا أنها تبادله الشعور، هذا كسر قلبه وحطم مشاعره.
«هي لا تستحقك، أنت تستحق فتاة أجمل منها، انساها».
كلاهما ألقى بجسده على السرير وبقيا يفكران ويعيدان ما حدث برأسهما، النعاس اختفى لكن أفكارهما كثيرة وتزداد في كل ثانية، لا يصدقان كل هذا ويودان لو أن يعود للخلف كي لا يتعرفا على بعضهما أبدًا، أبدًا.
«لن أدعها تفلت بفعلتها هذه أبدًا!».
مرّت الساعات الطويلة وكلاهما لم يذهبا للعمل بحجة المرض، هي لا تصدق أن ما قرأته حقيقيّ، وهو لا يصدق أن قلبه انكسر هكذا بسببه. يود حمايتها لكنه لا يستطيع، وفي تمام الساعة الواحدة صباحًا بتاريخ خمسة من يناير نام إيجاكس واستيقظت نورسين من حلم مرعبٌ.
«لا تقلق يا صديقي، سأقتل كل من يكسر قلبك».
---
لا أحد:
إيجاكس ونورسين: سعيدين.
نشرَوان: وهنا كان لازم اتدخل! 😭
شو بتتوقعوا رح يصير؟ 😔
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top