26: مشاعر مشكّلة.

كانت تبتسم لمن حولها بخفة طيلة وقتها بالمشفى، اليوم هو بداية شهر نوفمبر واليوم الأوّل للعمل لها بعد إجازة الشهر. المدير سيردار يعتني بها ويطمأن عليها كما الباقي، هم يظنون أن خسارتها لوالدها أثّر عليها بشكل كبير لكن لا يعلمون أنها تخطت الأمر؛ هي اعتبرته ميتًا منذ لحظة وفاة والدتها، فهو قد مات شيءٌ بداخله حين رحلت، ومن يومها أصبح اسوأ.

«كيف حال الجميلة؟» سألها إليون لتبتسم وتجيبه: «بخير، وكيف حال الرائع؟» سألت بدورها ليضع الآخر يده على خده وتأملها: «الرائع رائع بسببكِ» قال لتخجل وتضربه على كتفه، شعر بقلبه ينكسر قليلًا لأنها تظن أنه يمزح وهي غير عالمة أنه يقصد كل كلمة.
عندما تحدّث مع إيدجار لم يخبره من الفتاة لكن على حسب كلامه فهو معجبٌ بها وكثيرًا أيضًا، وربّما قد وصل إلى أكثر من الإعجاب.

أما في الجهة الأخرى كان ينظر لهما بحنق، لا يعلم لمَ يود قطع يدها التي على كتفه كي يحتفظ بها لنفسه، متملكٌ هو نحوها ولا يستطيع التخلص من هذه المشاعر. وحين يحاول رفضها يبرر لنفسه أنه لم يحظى بهذه المشاعر من قبل بسبب امرأة لهذا يود الاحتفاظ للأبد.

«لي وحدي».

«استمر بهذه الأفكار وسوف تصبح لنا، لكن لنا جثة» قوطعت أفكاره بصوت غليظ. «استمر بهذا الكلام وسوف أجري على نفسي جراحة تقتلك» ردّ عليه بغضب، خرج نشرَوان من جسده ليمسك الآخر بشيء بينما يخرج كي لا يقع أرضًا، نظرا لبعضهما بتحدٍ واقترب الشيطان منه. «سأستمتع وأنا أشاهدكَ تحاول، تذكر أنه لا يمكنك التخلص مني» قال وابتعد لكنه التفت مرة أخرى. «أو افعلها، ربّما حينها سأقتل نورسين دون رداع، ولا تقلق سوف أفعلها بالجحيم كي ترانا» سخر وذهب بعيدًا هذه المرة، فقط من يراه هو إيجاكس لأنه مصاب باللعنة، ولأن نشرَوان لا يود أن يراه أحد في الوقت الحالي.

استشاط غضبًا وشدَّ على قبضته لكن سرعان ما ارتخى حين لمس أحدهم كتفه، التفت وكانت يدها وعيناها القلقة. «هل أنتَ بخير؟ كنتَ شاردًا ويبدو عليك الغضب» سألت بحنية ليبتسم ويومئ أكثر من مرة. «فقط أفكر بالعمل، متعبٌ قليلًا».

«أتفق، جميعنا متعبون، كان شهرًا طويلًا» قال جاكسون والجميع وافقه. «ما رأيكم أن نذهب للرحلة التي اتفقنا عليها؟» سأل إليون ونظر لنورسين بابتسامة، فكّر أنها فرصة كي يتقرب منها أكثر ويعرف مشاعره بدقة كي يعترف لها.

«من سيخبر المدير سيردار؟» سأل آليك ونظر الجميع لها، نظرت خلفها لترى على من ينظرون لكن لم تجد أحد. «أنتِ هي يا غبية! المدير يحبّكِ ولن يرفض لكِ طلب» قالت تارا ورفعت حاجباها.

«لا أعلم...» قالت بتردد لكنهم دفعوها للخارج دون رغبة منها، تنهدت وأخذت طريقه لمكتبه، طرقت الباب وسمح لها بالدخول، وقفت أمامه بتوتر وهو عقد يداه أمامه على المكتب. «قولي ما لديكِ يا ابنتي».

«أنا والرفاق كنا نخطط لأخذ عطلة من العمل لمدة أسبوع كي نذهب إلى رحلة خارج البلاد، بعد ما حصل يودون الترفيه عني قليلًا. لذا... هل تسمح لنا بها؟» سألت ونظرت له ببراءة. «فقط لأسبوع؟» سأل لتومئ بسرعة. «حسنٌ يا ابنتي، أرجو أن تقضي وقتًا جيدًا هناك» قال بحنية لتبتسم، التفت لكنه عادت لمكانها. «شيء أخير، يمكنك الرفض بالتأكيد، هل يمكنني وضع قطتي عندك حتى رجوعي؟ هي قطة لطيفة تقضي معظم وقتها نائمة، وتأتي مع الطعام والملابس وكل شيء» سألت ليضيق عيناه نحوه، تنهد باستسلام وأومأ لها، «الأطفال سيحبون وجودها على أية حال» قال وشكرته وخرجت بفرح.

لطالما اعتبر نورسين كواحدة من أطفاله، خصيصًا عندما بدأت بالعمل هنا فقد رأى نفسه بها. هو تظاهر أنه لا يعلم بأي شيء عن مشاكلها بالمنزل لكن هو ليس غبيًا كي لا يربط كل شيء معًا، لهذا سوف يفعل ما يستطيع فعله كي يسعدها وينسيها أيامها السيئة.

أما في الجهة الأخرى فدخلت الغرفة بعبوس، نظرت لهم ونفت برأسها ليتنهد الجميع. «لحسنُ حظكم أنني طبيبته المفضلة وإلا كنتم ستحلمون بالذهاب من الأساس. والآن هيّا، قبّلوا يد منقذتكم» مدت يدها لهم لكنهم كانوا مشغلين بالاحتفال لموافقة المدير، إلّا هو تقدم وأمسك يدها، سحبها ناحية شفتاه وطبع قبلة صغيرة عليها لتخجل دون أن يراهم أحد، أو ربّما إليون فقط من حدّق بهما بحنق وقلبٌ يشتعل.

«رائع! الآن كل واحدٌ منكم ليعد لمنزله ويجهز أغراضه، سوف نلتقي أوّلًا في منزل نورسين الساعة الرابعة والنصف فجرًا، ثم الخامسة ننطلق. سبق وخططنا إلى أين سنذهب لذا فقط علينا تجهيز أنفسها، اتفقنا؟» سألت تارا بحماس «اتفقنا» أجابوا جميعهم.

«أنا سأتواصل مع نيرو كي أرى لو سيأتي» قالت نورسين ليومِئوا لها. خرج كلٌ منهم من المشفى وذهبوا لمنازلهم، دخلت منزلها ليكون أول شيء تراه قطتها إيسِن، حملتها بخفة وبدأت باللعب معها.
أمسكت هاتفها لتتراسل مع نيرو.

-مرحبًا نون، غدًا سوف نذهب للرحلة التي خططنا لها، هل ستأتي؟
-بالطبع يا فتاة!
-جيد، حضّر نفسك وكن أمام منزلي قبل الخامسة فجرًا لأننا سننطلق حينها.
-حسنًا.

أغلقت الهاتف وبدأت بتحضر ما ستأخذ معها، وحين انتهت جلست في المطبخ تأكل طعام البارحة. من دون والدها فليس هناك داعٍ للطبخ فهي لا تملك وقتًا حتى، أو ربّما تملك لكنها لا تود فعل شيء.

نظرت حولها للمنزل، هو هادئ جدًا، لا صراخ، لا لوم، لا طعام مخصص لأحد في الثلاجة، لا زجاج مكسّر ولا جروح، لا دماء.

نظّفت كل شيء ثم صعدت لغرفتها، كانت الساعة التاسعة، حضرت كل أغراض القطة ثم ذهبت لإيصالها حتى منزل السيد سيردار، استقبلها بحب وودعها بالأحضان، أما الأطفال فحالما رأوا نورسين حضنوها ثم أخذوا القطة معهم، كانوا ثلاثة توائم بعمر السابعة.

عادت للمنزل وصعدت غرفتها، احتضنت وسادتها وذهبت للنوم.

أما في مقابل المنزل يوجد إيجاكس يحضّر ماذا سيأخذ معه هناك بينما يتجاهل نشرَوان الذي يجلس أمامه يحدّق به بغضب بعيناه التي تطلق شرارًا حقيقيًا.

«لقد خالفت أوامري، أخبرتكَ أن تكرّس وقتك في البحث عن ضحية أخرى وخالفت أمواري اللعينة!» صرخ به. «لقد ضغطوا علي في الذهاب معهم، ما الذي تتوقع مني فعله؟» قال بهدوء، ثم وضع أغاني على هاتفه في حال علا صوته.

«هذا سؤالٌ صعب لنفكّر قليلًا به، لا أعلم، ربّما ترفض؟» سخر بغضب ليرمي الآخر الملابس في الحقيبة. «ثم ماذا؟ هل تعتقد أنهم سيصدقون حجتي التي سأقولها، ليس لدي عائلة أو أصدقاء كي لا أبقى هنا، وأيضًا اليوم قلت أنني متعب من العمل، لهذا لو لم أذهب سيظهر أن الأمر كذبة» قال وأدار ظهره له.

«لكن أتعلم» همس ثم التفت واقترب من وجه الآخر «لا أعلم لم أبرر لك لأنني سوف أفعل ما يحلو لي، سوف أذهب لهذه الرحلة اللعينة ولن توقفني، وعندما أعود سوف أبحث لك عن ضحية أخرى ترضيك، هل هذا جيد يا نشرَوان؟» همس بحنق وذكر اسمه ليعلم أن الموضوع جديّ، ليحدق الآخر في عيناه، «اتفقنا يا إيجاكس صاميول» شددَّ على اسمه وابتعد.

كلاهما يستخدمان نفس الأساليب، وحتى أحيانًا نفس طريقة الكلام والغضب، فبالنهاية الوقت الذي قضياه معًا ليس بالقليل. سيكون من الطبيعي لو أنهما تعلّما من بعضهما شيئًا، وكما كان دائمًا نشرَوان يتذمر له أنه الآن يستطيع إقامة عملية جراحية كاملة لأنه تعلّم من كثرة مشاهدته يدرس ويقوم بها.

دخل نشرَوان جسده ليتنهد الآخر، أغلق حقيبته ثم تمدد على سريره، تذكّر موقف اليوم حين قبّل يدها وابتسم، لا يعلم لمَ فعل هذا لكن هو لم يرد أن تبقى يدها معلّقة هكذا لهذا قبّلها.

«أجل، أجل، اقنع نفسك بهذه الحجج الغبية، حتى جدتي التي على حافة القبر لن تصدق هذه الحجة» سخر في رأسه ليقلب عيناه.

«وهل جدتك لا تزال على قيد الحياة؟» سأل إيجاكس بدهشة، «أتمزح؟ ليس لدي جدة من الأساس أيّها الغبي، وهذا دليل مضاعف على أن حجتك غبية لأنها صدرت من شخص غبي مثلًا» سخر وضحك ليشتمه الآخر.

«مهلًا مهلًا، سمعتُ هذه وأود تجربتها، أنت إذا اشتركت في مسابقة للأغبياء فسوف تفوز في المركز الثاني» قال وانتظر إجابة الآخر. «ولم ليس المركز الأوّل؟» سأل بملل. «لأنكَ غبي!» قال وضحك بشكل أقوى ولم يستطع الآخر كبح ابتسامته بسبب ضحكاته.

وبين صدى الضحكات وجمال الابتسامات يقبع السنفور غضبان في غرفته، يعيد تذكر مشهد اليوم حين رأى إيجاكس يقبّل محبوبته، أراد أن يحطم فك إيجاكس لكن ليس هناك مبرر ليفعل هذا، فنورسين لا تعلم بمشاعره، وإيجاكس له الحق الكامل ليحب نورسين لأنها ليست مرتبطة.

بقي ساعة كاملة وهو يرتب أغراضه بينما يتمتم بـ: «أنا كنتُ معها منذ وقت طويل، أنا الأجدر بحبّها».

همس لنفسه لهذا وعقله أخبره بـ: أجل، أنتَ الأجدر بحبها، هي لك فقط، ولا أحد آخر يستحقها، ولا حتى إيجاكس لأنه لا يعرفها كما تعرفها أنت.

ابتسم لهذه الأفكار ونام وهو يفكر بها، غير عالم أنها ليست أفكاره، وأنها أفكار شيطانٍ لعين يود أن يبعد نورسين عن إيجاكس كي يحظى بكامل انتباه إيجاكس.

خرج من المنزل وذهب لمنزل من يكره، استلقى بجانبها وبقي يحدق بها وهي نائمة بسلام، نشرَوان يود التخلص من نورسين كي يكون إيجاكس له، وإليون هو الدمية المناسبة لفعل هذا؛ فهو سوف يستغل مشاعره نحوها، وهذه هي خطته المثالية.

---

الفصل: ↗↙🔃⬅

كهيف؟ 😭

أحس الفصل هذا جممميييللل ومشكّل مشاعر، وقبلة اليد سزءهسزضنضخشنست!!!

-يغمى عليها- وأحس كمان رح يغمى على كاسيوبيا -اسمك صعب ياخي، دوري اتعلمه حتى ألفظه لك- 😭😂

على أي حال أحبكم إيميز، كونوا بخير وسنة سعيدة عالكل، ويا رب بهي السنة الجديدة يتحقق كل يلي تبغوه وتجيبوا معدلات عالية بالدراسة يا رب. -مواحات إسلامية وغير إسلامية- 🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top