20: مُقابَل بمُقابِل.
وقف أمام باب المشفى ونظر لها بكل هدوء. «هل أنت متأكد من فعل هذا عمّي؟» سأله آرِيان ليأخذ نفس عميق ويومئ: «لم أصل لهذه النقطة حتى استسلم أو أتراجع. حتى لو لم أخبره بكل شيء، أريد فقط... رؤيته قبل أن أذهب» قال ليرتب الشاب على كتفه.
دخلا المشفى وأوّل من قابلاه الممرضة عند الاستقبال، ابتسما لها ليشير آرِيان نحو عمّه نيد.
«مرحبًا، عمي هنا لديه مرض في قلبه، وفجأة ظهرت بعض الأعراض لديه، لذا هل يمكننا عمل فحوصات له لنتأكد أنه بخير» قال لتبتسم لهم وتردف: «بالتأكيد، من فضلكم اجلسوا هنا وسيأتي لكم أحد كي يأخذكم للقيام بها، لكن أوّلًا املأ هذه الاستمارة من فضلك» قالت ليشكراها ويجلسا على المقاعد ليبدأ نيد بالكتابة بها. «هل أنت متأكد أنه لن يتم كشفنا؟» سأل آرِيان ليجيبه: «يا كريه أنا سأموت بالفعل، دعني أمضي بقية حياتي أكذب بهدوء» قال ليضحك آرِيان بشدة.
«مرحبًا بكم، أنا الطبيب آليك سولتز، من فضلكم تفضلوا معي للغرفة» قال وتبعوه ليكمل: «هل هناك أعراض سابقة أو أمراض أنت مصاب بها؟ سيد... نيد ساميول» سأله لينفي برأسه «أنا رجل اهتم بصحتيّ، ربّما أتعب بين الفينة والأخرى ولديّ مرضٌ في قلبي، ولم يتبقى لدي الكثير لأعيشه لكنني رجلٌ قوي» قال ليضحك آليك ويردف: «جيد».
---
«إذًا سيد نيد، عدا عن قلبك ف صحتكَ جيدة، هل أخبرك الطبيب بالخبر السّيئ؟» قال آليك وهو يبتسم بهدوء ليومئ نيد ويردف: «أنه لم يعد لدي الكثير لأعيشه؟ أجل، لا بأس، لقد عشتُ بما فيه الكفاية» قال ليربت آليك على كتفه: «أنتَ رجلٌ شجاع بحق. أعراض التعب شائعة لمرضى للقلب، لذا أنصحكَ أن تبقى هنا الليلة حتى نتأكد من سلامتك ويمكنكَ غدًا الرحيل. هل هناك شيء آخر تحتاجه؟» سأل لينظرا نيد وآرِيان لبعضهما.
«في الواقع أجل؛ هل هناك طبيب يدعى إيجاكس هنا؟» سأل بترقب ليعقد آليك حاجباه ويردف: «الطبيب إيجاكس ماتياس؟» سأل ليومئ بتلهف «أجل، هل تودني أن أحضره لك؟» أعاد ليومئ أكثر، ابتسم آليك وخرج.
ضربات قلبه بدأت بالازدياد، لا يصدق أنه سوف يراه بعد كل هذه المدة. عشرُ سنوات وهو يبحث عنه، تنقّل كثيرًا كما تنقّل إيجاكس ولكن عند لحظة إمساك طرف الخيط كان ينقطع فجأة لينهار كل بحثه. هو أتى لهنا مستسلمًا ومتقبلًا لفكرة أنه لن يجده، كما لم يفعل سابقًا، لكن بعد أن عَلِمَ أنه هنا لم يصدق، لا يصدق أن ما سيحصل حقيقيّ، أنه وأخيرًا سيراه بعد أكثر من ثلاثون عامًا.
وبينما كان نيد يرتجف من السعادة والخوف، في الطرف الآخر من المحادثة كان آليك يخبر إيجاكس بما حدث. «أين تقع الغرفة؟» سألته بهدوء ليجيب: «رقم خمسة» اومأت له وذهبت لها، من هذا يا تُرا؟
دققتُ الباب وسمح لي صوتٌ أجش بالدخول، فتحته وكان على يمين السرير رجل، ربّما في بداية الأربعينيات أو منتصفها، أما على السرير رجلٌ بآخر الخمسينات، شعورٌ غريب اجتاحني فجأة لكنني لم أعلم ما هو، الصوت في عقلي بدأ يهمس بشيء لم اسمعه، أحسُّ به ينهار، كما لو أنني اسمع أفكاره، هذا يحصل لأوّل مرة.
«مرحبًا، أنا الطبيب إيجاكس، كيف يمكنني مساعدتك؟» سألت بينما أقف أمامهم، الرجل الكبير بقي فقط يحدق بي، عيناه السوداء بدأت باللمعان لأعقد حاجبيّ «هل أنتَ بخير سيدي؟» سألته ليومئ بهدوء.
«اسمي نيد ساميول، وأنا طلبتك كي اسألك عن شخص ما، ربّما تعرفه وربّما لا» قال بهدوء لأومئ له أن يقول ما بجبعته ويكمل: «هل تعرف شخص يدعى نشرَوان؟» سأل لأشعر بقلبي يخرج من قفصي الصدريّ، من هذا الرجل؟ وكيف يعلم بأمر نشرَوان؟!
أشعر بالعرق يخرج من أماكن عديدة، هل يعلم بأمري؟ هل سوف يسلّمني للشرطة! الصوت بعقلي بدأ يزداد حدّة، ولولا وجودهم لانهرت على الأرض بسببه.
بلعتُ ريقي وتمالكت نفسي، أرخيتُ جسدي المشدود وبنبرة رزينة أجبت: «لا، من هذا؟» بدأ يتفحصني بنظراته، تبًا! يبدو أنه لاحظ توتري.
«أعلم بما تفكّر، ولا لن أشي بك للشرطة، أنا على معرفة مسبقة بنشرَوان، وأريد أن أقابلك بانفراد، بعيدًا عن هنا، كي أخبرك بشيء مهم، يتعلّق بكَ وبه» قال وعقدت حاجبيّ لأردف: «ولمَ يجب أن أثق بك؟» سألت «لا تثق به!».
«ما الذي يقوله لك؟ أراهن أنه يخبركَ ألّا تثق بي» قال ليقشعرّ بدني ويكمل: «صدقني أنا لستُ هنا لأؤذيك، فقط أريد إخبارك بشيء، وربّما أذهب بعدها، أعطني فرصة واحدة، فقط واحدة» قال بنبرة يائسة.
«لا تفعل هذا إيجاكس!».
«لم لا أثق به؟ أريد سماع ما لديه».
«ثق بي ولا تذهب».
نظرتُ له بعمق واومأت «حسنًا، فرصة واحدة فقط، أين ومتى؟» قلت ليبتسم «بعد غد، في تمام الساعة السادسة مساءً، قابلني في فندق هوبلين» قال، اومأت له وخرجتُ بكل هدوء.
«ستندم على هذا إيجاكس».
«لمَ أنت مصرّ على عدم مقابلتي له؟».
«أنا لا أحب هذا الرجل».
قال وصمت لعدة دقائق، لا أفهم لمَ هو مصرّ على ألّا إقابله، وكيف أصلًا يعرف نشرَوان؟
«لو لم تذهب... سوف أعفيك من القتل الشهر القادم من هذه السنة» قال لأعقد حاجبيّ وأردف: «حقًا؟» سألت ليجيب: «أجل». «سوف أخلّد تاريخ هذا اليوم الواحد والعشرين من سبتمبر لأن نشرَوان طلب مني التأجيل وليس العكس» سخرت. أصدق أنني صنعتُ شخصية كاملة بعقلي وتعطي لي حجج كي لا أقتل، لكن لا أصدق أن هذه الشخصية تطلب مني التأجيل، يبدو أنني مجنونٌ جدًا.
ومن بحق اللعنة يسمّي شخصية باسم نشرَوان؟ كأنه اسم علبة طعام المرتديلا واللحوم. هو شخصية خيالية لذا يمكنني تسميتك بأي شيء أريده، الطفل الباكي جيد له فهو يحزن بسرعة ولأتفه سبب، هذا الطفل! «تعلم أنه يمكنني سماعك أيها ال-...» بدأ يشتم بكلمات بذيئة لكنني تجاهلته.
فكّرت بالأمر، سيكون شيء جيد ألّا أقتل أحد، لكن عادةً أنا أطلب من نشرَوان ألّا أقتل، طلبت عدة مرات عندما يكون لدي دراسة مكثفة أو أنني مريض، أو حتى عندي عملية، والمقابل يكون تأجيل القتل، مثلًا لا أقتل هذا الشهر لكن سوف أقتل الشهر الذي بعده بالتأكيد.
لكن نظرًا إلى أنه هو من طلب فهذا يظهر أن الرجل هذا لديه شيء كبير لإظهاره، وهذا فقط أعطاني الدافع كي أذهب لأرى ما لديه.
«لا، في الواقع أنتَ غبي جدًا؛ لأن كلامك هو الذي جعلني أتحمّس لمقابلته ومعرفة ما لديه، على الأرجح لو أنكَ لم تقل شيئًا أو لم تعرض مُقابِل لعدم مقابلته لكنتُ عارضت على الذهاب».
قلتُ بكل هدوء وسمعتُ شتائمه بعقلي. نظرتُ للساعة وكانت الخامسة مساءً، كتبتُ كل ما حدث اليوم بتاريخ العشرين من شهر سيبتمبر ثم ذهبتُ لغرفة تغيير الملابس، غيّرت ملابسي وانتظرت إليون كي نذهب للمنزل معًا.
نظرتُ لنورسين الشاردة بالأرض، كانت تحرك أصابع يدها بالهواء، تحرّكهم بعشوائية أم تكتب لا أعلم، لكن وجدتُ هذا لطيف بسبب أصابعها الصغيرة، بيدها يمكنها إمساك أصبعان فقط من أصابعي، ويمكن ليداي أن تخفيا يداها بكل سهولة، لطيف.
بدأتُ بتخيّل يدانا متشابكة حتى حمحم الحقير برأسي لأعود للواقع من تفكيري، وهي رفعت نظرها نحوي وابتسمت بهدوء لأردّها لها.
«جاهز؟» سأل إليون لأومئ له، خرجنا وصعدنا السيارة، نورسين لم تصعد بخاصتها لهذا أنا قدتُ سيارة إليون وهو قاد سيارتها للمنزل، أرادت أن تمشي، آمل أنها بخير.
«ولمَ أنت مهتم بها؟».
«اخرس».
اخرسته ليشتمني بكلمة بذيئة.
ركبتُ السيارة وقدتُ للمنزل، وصلته وجهزتُ أغراضي للغد، آمل أن لا يكون هناك شيء بالعمل غدًا كي اذهب للموعد على الوقت.
---
وشنشزستسس الصورة وفاتي. 😭😭
شو رأيكم؟
يا ترا مين نيد وآرِيان؟
ومن هو نشرَوان؟
نورسين وإيجاكس الرايعين؟
أحبكم إيميز. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top