06: شلّة لعينة.
نظرتُ للفوضى العارمة التي تعمُّ المكان لأزفرَ بملل «اللعنة على هذا المنزل!» همستُ وحملتُ أدوات التّنظيف وبدأتُ أنظّف المكان، سيكون من الصعب تنظيفه بسبب يدي لكن سأحاول ألّا استخدمها كثيرًا.
استلقيتُ بتعب على الأريكة بعد ساعتين متواصلتين من التّنظيف، عقّمتُ يدي وغيّرتُ الشاش الذي حولها كي لا تلتهب لأزفر بملل بعدها: «أنا متعبة جدًّا» همستُ عند تذكّري لعمل غدًا، كلُّ ما أريده هو أسبوع كامل من الرّاحة، لا عمل، لا أبي، فقط نوم وطعام صحّي، أنا متأكدة أنني سأموت تسممًا بسبب الطّعام السّريع كل يوم.
قاطع تفكيري رنين هاتفي وكانت تارا «مرحبًا» قلتُ بهدوء «بدون أي مقدمات وأي اعتراضات، شلتنا سوف تخرج للعشاء الليلة وأنتِ سوف تأتين معنا» عقدتُ حاجباي «لك-...» حاولت الاعتراض لكنها أوقفتني «قلتُ دون أي اعتراضات، إليون سوف يأتي وستأتين معه، معكِ نصف ساعة فقط لكي تتجهزي».
قالت ثم أغلقت الخط بوجهي، إذا أرادت تارا أن أذهب فسوف أذهب، وسأذهب بكرامتي وإلا سوف تجرني من شعري. ارتديتُ ملابسي وتركتُ رسالة لأبي أنني خرجت. خرجتُ من المنزل ورأيتُ إليون واقفٌ أمام الباب وهو متأنق.
«تبدو جميلًا دون المريول الأبيض» قلتُ بصراحة ليخجل ويردف: «شكرًا، وأنتِ أيضًا» قال ومدّ يده لأمسكها «شكرًا» رددتُ أيضًا.
فتح لي باب السّيارة وركبتها ليدخل هو من باب السّائق ونتحرك. وصلنا لمطعم كبير ثم ترجلنا من السّيارة ودخلنا المطعم ورأينا شلتنا بأكملها بالإضافة إلى، إيجاكس؟ رائع! المتعجرف والسّافل هنا.
«يا إلهي أنتِ هنا! اعتقدتُ أنني سوف أذهب لمنزلكِ وأجرّكِ من شعركِ لتأتي» قالت تارا لأقلب عيناي «أتيتُ فقط من أجل إليون» قلتُ و وضعتُ يدي فوق كتفه.
«لقد جرحتِ مشاعري!» قال جاكسون بدرامية «حقًّا؟» قلتُ وهو أومأ بحزن «إذًا أنظر إلى هذا» قلتُ وقبّلتُ وجنتة إليون المحمرّة.
«إليون أنتَ أفضل رجل في العالم وأفضل زميل في العمل، جاكسون لا» قلتُ ورفعتُ حاجباي لجاكسون بخبث ليرفع لي أصبعه الأوسط لأقهقه.
«أنتِ حقًّا مستفزة» قال آليك لأنظر له وأنا أرفعُ حاجبي الأيمن مترقبة لما سيقوله «أنا ماذا؟» سألتُ بنبرة تهديد «نعم تارا أنتِ حقًّا حقًّا مستفزة» قال بتوتر ليضربه إيدجار ويردف: «لا تتكلم عن زوجتي المستقبليّة هكذا» ليأن بألم بينما يشتمنا: «اللعنة عليكم!» لنضحك.
«حسنًا رفاق هدوء» قالت تارا وأكملت: «في تاريخ الثاني والعشرون من يناير، أريدُ أن أرحب بزميلنا إيجاكس إلى مجموعتنا 'الشّلة اللعينة'، أهلًا بكَ إيجاكس مبدئيًّا» قالت تارا لنصفق، تقاليد غبية.
«لكن هناك شروط لكي تنضم لنا، أولًا: ما يحصل في غرفة الملابس في المستشفى يبقى فيها» قالت تارا ليومئ إيجاكس ويقول بهدوء: «ليس هناك أحدٌ لأخبره بما يحدث أصلًا» نفت برأسها واسترسلت: «لا يهم، وأهم شيء الحيّة السّيدة لي» قالت «اللعينة!» همسنا جميعنا بنفس الوقت.
«ثانيًا، لا شجار بين الشلة خارج غرفة الملابس. ثالثًا؛ مهما كان زميلكَ في المجموعة على خطأ ستبقى معه وتقول أنه على صواب، وفي الخصوص أمام وجه اللعينة» قالت ليومئ آليك ويردف: «نعم هذا صحيح».
«وثالثًا وأخيرًا وأهم شيء، يجب أن لا تقع في حبِّ أحد من داخل المجموعة، للأسف أنا وإيدجار فعلنا وحصلنا على عقابنا» قالت تارا لأبتسم «لكنه عقاب جميل، بهذا حصلتُ على نجمتي التي أضاءت حياتي» قال إيدجار وقبّل رأسها لتقهقه بخجل.
«ما هو العقاب؟» سأل إيجاكس «أن تتزوج، يمكنكَ أن تحبّ شخصًا في داخلك لكن إذا أردته أن يعرف يجب أن تطلب منه الزّواج» قالت تارا العقاب، «هل هناك سبب معين لوجود هذا العقاب؟» سأل مرة أخرى لتنفي برأسها وتجيب: «لا، ربّما تفاديًا للمشاكل والحزن الناتج عن العلاقات؟ هذا أفضل حل كما اتفقنا جميعًا، هل أنت موافق عليه؟» سألت ليومئ برأسه وتبتسم.
في الواقع هو عقابٌ مناسب، لكن إذا كان الشّخص الآخر لا يحبّك سوف تنحرج عندما يرفض طلب الزّواج، أمّا إذا كان يفعل حياة سعيدة وحب ينتهي بالزّواج.
بقينا نختفل طوال الليل حتّى أصبحت السّاعة الحادية عشر، الجميع ثمل عداي وإليون، إيجاكس وإدجار، ذهب إدجار مع تارا للمنزل، وإليون أرسل آليك وجاكسون إلى منازلهم مع تاكسي، إيجاكس أراد أن يذهب مشيًا ولكن إليون أصر على إيصاله، لعين.
«أين منزلكَ إيجاكس؟» قاطع إليون الصمت ليجيبه: «أنا في الحقيقة أعيش في فندق ريثما أجد منزل مناسب، لقد عدتُ إلى المدينة قبل يومان» فسّر ليومئ إليون ويكمل: «بالتوفيق في البحث، لو أردت يمكنني مساعدتكَ في البحث عن أماكن جيدة براتب معقول» قال ليبتسم «شكرًا لك» قال إيجاكس ليبتسم.
«هل تريد مني أن أوصلك له؟» سأل إليون لينفي برأسه «لا بأس، شكرًا لك، ضعني في أي مكان هنا وسأمشي للفندق» قال وتمنيت ألا يوافق، لا أريد الجلوس معه أكثر «سأوصلك يا رجل، لن أتركك في الشارع لوحدك في منتصف الليل» قال وأومأ له وأنا تخيّلت أنني أضربُ إليون بعقلي.
«أعلم أن طلبي وقح، لكن هل يمكنكَ التوقف أمام أي سوبر ماركت؟» سأل إيجاكس لجيبيه إليون: «بالطبع أكيد» قال ليبتسم إيجاكس، أنا أكرهكَ إليون. مررنا بجانب واحد ونزل إيجاكس بينما بقينا نحن في السّيارة ننتظره.
«كيف حال يدكِ؟» سأل إليون ونظر لي ثم لها بمعنى هل تسمحين لي لأومئ، أزال الشّاش ليظهر الجّرح الكبير المخيط، عبس قليلًا وأعاد الشّاش لمكانه.
«عرفتُ عنها البارحة، رأيتكُ وأنتِ تتألمين وتحاولين إخفاءها، أردتُ مساعدتكِ ولكن لم تتح لي الفرصة» قال وطأطأ رأسه لأبتسم «لا بأس يا رجل» قلتُ وضربتُ كتفه.
«أتعلم إليون، أنا ممتنةٌ لكَ، أنتَ شبه تعلم عن وضع حياتي ولكنكَ لم تسأل أبدًا، ربما هذا ما يجعلني مقربة منك، أنا لا أعلم لمَ لكن أشعر أنني أستطيع الوثوق بك» قلتُ وهو ابتسم «أنا صريحةٌ جدًّا كما ترى، وإذا لم أكن أثق بك لما كنتُ هنا معك».
قلتُ وأمسكتُ وجنتاه الطّريتين «صديقي الصّدوق إيلي ويلي الذي أظهر أمامه كطفلة كما يعرفني» قلتُ وأنا أشدُّ وجنتاه ليمسك هو بدوره وجنتاي ويكمل: «صديقتي الصّدوقة سيني ويني التي أظهر أمامها خجول وبريئ وأنا لستُ هكذا» قال وشدَّ وجنتاي ليدخل إيجاكس علينا ونحنُ بهذه الوضعية.
«كما كنتُ أقول إذا شديت هكذا على الوجنة ستعرف إذا كان سنّكَ يؤلمك أو لا» قلتُ وشديتُ لآخر مرّة وابتعدت «شكرًا لكِ على المعلومة» قال ليكمل التمثيلية الفاشلة وهو يقاوم الضّحك «على الرحب والسعة، في أي وقت» قلتُ وأدرتُ وجهي وأنا أبتسم، إيلي ويلي اللطيف.
طيلة الطريق وأنا أفكر بإيجاكس، هو لا بأس به كطبيب لكنه وقح، وأنا لا أحب الوقحين رغم أنني وقحة، حسنًا... لا أحب أن يكون أحد وقح معي بل العكس، وبما أنه الآن في شلّتنا فهل سوف تزيد وقاحته؟ إذا فعل هذا سأريه وجهي الآخر.
«شكرًا لكَ إليون» قال إيجاكس حالما وصلنا الفندق «لا بأس» قال بعد أن التفت له في المقعد الخلفيّ «تصبح على خير» قال لأبتسم «إلى اللقاء» قلتُ ليومئ، لعين، قلتُ هذا فقط لأن إليون هنا وإلا لن أعبره أصلًا هذا اللعين، من هو ليقول عني حقيرة وأبحث عن الرّجال؟ كريه.
طيلة الرحلة للمنزل بقينا صامتين، والأغاني فقط تُذاع في الراديو، آمل أن يكون أبي نائم لأنني لا أريد تعكير مزاجي أكثر بسببه.
وصلنا للمنزل لأودع إليون بعناق وشكر لأنه أوصلني. فتحتُ باب المنزل لأراه كما هو، يبدو أنه لم يعد للمنزل بعد، أفضل، مزقتُ الورقة التي وضعتها له وصعدتُ لغرفتي، غيّرت ملابسي واستلقيتُ بتعب على سريري.
«ضوء القمر على وشكِ أن يخفت» همستُ ونمت.
---
معلومة غير مهمّة، تارا معناه النجمة، ونورسين معناه ضوء القمر.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top