02: الثّامن عشر.

زفرت بملل بينما شدت المِعطفَ على جسدها، الجوُّ باردٌ جدًا، أنها مِن أبردِ الليالي التي مرّت في هذا الشهر إلى الآن كما تقولُ الأرصادُ الجوية، أشعرُ كما لو أننا في الأقطاب، فكرت هي.

ابتسمت بطفولية بينما ترى البخار يَخرجُ مِن فمها، قرّبتُ أصابعها من فاهها وزفرت الهواءَ كما لو أنها تُدَخِن. «على مَن تضحَكين جيس؟ أنتِ بالفعل تُدخنين» قهقهت بسخرية ثم أعادت يداها لجياب معطفها.

فتحت هاتفها لتتفقد الساعة، ابتسمت لرؤية تاريخ اليوم، الثامِن عشر مِن يوليو، اليوم عيدُ ميلاد صَديقتها كورتني، وهي بالفعل ذاهبة لها الآن لِحتفلا مَعًا، تأخرت عليها نصف ساعة لكن لا بأس، المُهم أنني سأراها.

شعرت بِأحدهم يسيرُ خلفها، بلعت ريقها بخوف، الساعة الآن الحادية عشر ولن تستغرب بوجودِ مختطفٍ أو سكيرٍ هنا، التفت ببطء، لكن لا يوجد أحد، ربما يتهيَأ لي.

أكملت المشي بسرعة قليلًا، لكن سماعها بصوتِ الخطوات أخافها لتبدأ بالركض، ركضت بسرعة والتفتت للجهة الأخرى مِن الشارع ودخلت في زقاقٍ ضيق.

تنفست بسرعة وارتكت على ركبتاها، أظنني أضعتهُ، ابتسمت براحة والتفتت لتكمِلَ طريقها إلى منزل كورتني لكن تراجعت للخلف بخوف عندما رأته أمامها.
المكانُ مظلم ولا تستطيع تمييز وجهه لكي تخاف لكن بنيته الضخمة لم تشعرها بالراحة أيضًا، تراجعت للخلف بينما يقترب وشعرت بالدموع تتجمعُ في عيناها.

«م-ما الذي تريدهُ مني؟» سألت بصوتٍ مُرتَعِش وأكملت: «أرجوك دعني أذهب، أنا لا أملكُ مالًا» قالت وهو اقترب قليلًا وتراجعت هي لتتعثر بشيء وتقع على الأرض، وقفت بسرعة وأكملت الركض.

«لا لا، زقاقٌ غبي!» قالت عندما رأت نهاية الزقاق، شعرت بهِا خلفها على بعد متر لتبدأ الخوفُ يتسلل بها، التفتت ببطء ونظرت له.

لا تصدقُ ما تراهُ عيناها... هي خائِفة جدًا، قدماها تتخبطان ببعضهما بقوة وبالكادِ تستطيعان حملها، قلبها ينبضُ بهلع وتستطيعُ الجزم أنهُ يستطيع سماع نبضاتهِ من مكانِ وقوفه.

«السّماء قارصةُ البرودة
تصيبُ بالتيبُّس وتأكلُ روحنا بردًا
لكن الجسد ميتٌ، باردٌ للغاية
والرّوحُ تفيض من العيون
وجيدةً للأكل تكون».

قالها بِخبث وهو يحرك السكين بخفة بين أصابِعه، تستطيعُ الشعور بإبتسامته الخبيثة من خلف قِناعه على شكلِ أرنب.

«لقد وقعتِ، وقعتِ في جُحرِ الأرنَب».

كان آخر ما قاله قبل أن يُغمى علها لضربهِ على رأسها بطرف السكين.

---
تشعرُ بالعديد مِنَ الأصواتِ حولها، أصوات أشياء حديدية لا أشخاص، تشعر وكأنها على وشك السقوط من مكانٍ عالٍ ولكن هناكَ شيء يمسكها، شعرتُ بالثقلِ لفتحِ عيناها ولكنها فتحتهما لترى أين هي.
بدأ قلبها ينبضُ بسرعة لما تراه، هي عارية وترتدي فقط الملابس الداخلية ومقيدة على الحائط مِن يداها وقدماها، غُرفة حمراء شنيعةُ اللونِ، أدواتٌ كثيرة نظيفة لامعة، عدة عِظام مرمية على الأرضِ، وبصراحة لا تريد معرفة مصدرها لكن تبدو أنها عظام حيوانات.

«م-مرحبًا! هل مِن أحدٍ هنا؟» قالت بخوف ورجت ألا يجيبها شخص لا تريده، بدأت بمحاولة فكِّ القيود عنها لأنها تؤلمها بشدة، لكن كلما تحركت زاد الشدُّ على يداها وقدماها.
بدأت بالبكاء لما هي به، والأسوأ أنها لا أعلم لِم هي هنا، لا تستطيع تذكر شيء.

شعرتُ بدخول أحدهم الغرفة، رفعتُ رأسها ورأت ما أخافها، إنهُ هو؛ الأرنب الذي رأته قبل قليل، تذكرت الآن!

«لا لا، أرجوك لا تفعل هذا أرجوك!» بدأت بالصراخ والبكاء لما سيحدث لها، هي انتهت بالفعل.

سحبَ كرسي مِنَ الغرفة وجلسَ عليه بالعكس ووضع يداه على مقدمة الكرسي، أخرجَ عُلبة سجائر مِن جيبه وأشعلَ واحدة وبدأ بالتدخين.
الدخان يندفِعُ من الفتحة التي مكان فمه في القناع، قناع أرنب مخيف ومليء بالدماء، أطرافه سوداء متعفنة.

وقفَ عن كرسيه وأقترب منها لتبدأ غريزة البقاء تندفع بها لتحاول التحرر من قيودها، وقف أمامها وأمال رأسه بخفة.

«أتُريدين؟» سأل ونفث الدخان في وجهها، لم تجبه ونظرت له بخوف والدموع في عيناها: «أ-أرجوك دعني أذهب، أرجوك» قالت بتقطّع وعيناه احتدت وأردف: «هل تُريدينَ واحدة؟» أعاد السؤال مرة أخرى وأقترب أكثر «أرجوك دعني أذه-...» همستُ بخوف حتى قاطعها: «قلتُ هل تُريدينَ واحدة!» صرخَ بوجهها ولكمَ الحائِط بجانبها لتبدأ بِالبُكاء بهلع وهي تهزُ رأسها للجانبين ب كلا، أمال رأسه قليلًا وابتسم مِن خَلفِ قِناعه.

«إجابة خاطِئة» قال وابتعد عنها، رمى السيجارة على الأرض وأخذ سكين من على الطاولة وأقترب منها «لا لا، لا!» صرخت بينما يمرر السكين على يداها وقدماها وجميع أنحاء جسدها «أرجوك توقف، أرجوك» قالت ببكاء، الألم يسري داخل جسدها وكل ما تفكّر به بطريقة لمحاولة جعله التوقف عن تعذيبها، أما هو نظر لها بكل هدوء مع ابتسامة علت شفتاه وأردف: «لِمَ؟ الحفلة لم تبدأ بعد!» قال هذا وضحكَ بسخرية وخبث وذهب ليبحث عن أداته التالية للتعذيب، أما هي وقع قلبها عند قدماها وبدأت بالنحيب.

«السّماء قارصةُ البرودة
تصيبُ بالتيبُّس وتأكلُ روحنا بردًا
لكن الجسد ميتٌ، باردٌ للغاية
والرّوحُ تفيض من العيون
وجيدةً للأكل تكون».

بقي يُردد هذهِ الكلمات وهو يستمتع بتعذيبها.

نظر لها وكانت هي بِحالة يُرثى لها، الدماءُ تقطرُ منها كالشلال، وصوتها اختفى لكثرة صراخها من الألم.

أشعل واحدة من السجائر وذهب ناحيتها ليسحب الدخان إلى رئتيه وينفثه في وجهها. «هل تُريدينَ واحدة؟» سألها بهدوء وهي فكرت أن تجيب بأجل، ربما يخفف عذابها عنها، أومأت ليبتسم بخبث «إجابة خاطِئة، مجددًا» قال هذا ووضع فوهتها المشتعلة على جسدها ليحرقها لتبدأ بالصراخ والبكاء بألم.

«لِم تفعل هذا؟» سألت مِن بين بكاءها وصراخها ليميل رأسه ويبتسم بجانبية، ابتعد عنها وأحضر مسدس ووقف أمامها «بِبَساطة، لأنكِ وقعتِ في جُحرِ الأرنَب» قالها وأطلق الرصاصة داخل رأسها ليُنهي عذابها.

أنزل جثتها المعلقة وحملها وخرج من الغرفة بهدف التوجه إلى المطبخ وهو يُردد مقولته الدائِمة.

«السّماء قارصةُ البرودة
تصيبُ بالتيبُّس وتأكلُ روحنا بردًا
لكن الجسد ميتٌ، باردٌ للغاية
والرّوحُ تفيض من العيون
وجيدةً للأكل تكون».

قالَ ووضع جثتها على المنضدة وأمسك السكين بيديه المليئة بالدِماء وابتسم بِجانِبية.

«جيدة للغاية».

---

العبارة يلي بحكيها رح تشوفوها كتير هون.

برأيكم تاريخ الثامن عشر شو بيعني؟

البارت كان فقط توضيحي للأحداث الجاية.

ربما رح تشوفوا إنه فكرة الرواية معروفة لكن صدقوني الفكرة جديدة، وغريبة أظن.🕯-يا رب تكون جديدة وما تتفشل-🕯

لوف يو إيميز. 🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top