الفصل السادس



علمت حيدا منذ يومان بالتحديد انها وقعت في حفرة لم يسبق لها وان وقعت بها.

بنفس الحفلة التي أقيمت للاحتفال بقدوم الأمير الإيطالي والتي علمت من فاتن انه أتى لكسب قلب فاتن لا غير، كانت حيدا تبحث عن ما يسليها. اي شي جديد ليجذبها، فرأته هو.

كان يقف كالصرح بطوله الفارع وشعره الداكن المبعثر بطريقة جذابة، وعيناه. رباه من عيناه، كانتا بندقيتان متسعتان تحث الناظر على التأمل بهما، لم يسبق لها ان رأت جمالاً صاخباً كذاك، ولم يسبق ان شعرت بنفس التوتر الذي شعرت به عندما نظر اليها للحظة وهو يبلل شفتيه الحمراوتين الممتلئتان قبل ان يزيح بنظره عنها ليراقب الراقصين بكل ملل. تنهدت وهي تستغرب ترددها في الذهاب اليه، فهي عادة ما تذهب لأي رجل يجذب نظرها بلا تردد او تفكير. الا ان منظر ذاك الشاب كان مختلفاً، وكأن هالة خطر و جنون تحيط به، تمنعها من ان تقترب اكثر.

تجاهلت كل التحذيرات التي شعرت بها من غرائزها والتي استطاعت من نظرة ان تعلم بأنه يشكل خطراً. الا ان شيئاً اخر أقوى من غرائزها وجهها لأن تتقدم من ذلك الشاب وتقدم نفسها اليه.

بثوبها الأزرق الذي كان يفرش الأرض وهي تمشي، ووشاحها الشفاف بلون البحر المرتمي على أكتافها شديدة البياض مشت بثقة مزيفة اتجاهه. لم يعرها الشاب اي اهتمام ونظراته مصوبة لما هو خلفها. تبعت نظراته حتى علمت ما يراقبه منذ مدة بكل حماسة. ولأول مرة في حياتها كلها، شعرت حيدا بالغيرة من اقرب الناس اليها.

نعم، كان يتبع بنظره تحركات فاتن كلها. وكأنها عرض بهلواني يتمتع بالنظر اليه ويخشى ان تفوت عليه ثانية واحدة. عندما ادركت انه لن يعرف عن نفسه ولن ينتظر حتى تعريفها عن نفسها قالت. كلمة واحدة لا غير. "اهلاً."

نظر اليها سينا للحظة، لحظة أربكتها بحق وعيناه البندقيتان تنظران اليها لأول مرة، أتُراها تبدو جميلة؟ اتشبه ابنة عمها في هذه اللحظة؟ لأنها ولمرة أرادت ان تشبهها كتوأمها، ان كان ذلك ما سيجذب نظر هذا الغريب اليها، فليكن إذاً.

"اهلاً" قالها بكل برود وهو يشيح بنظره عنها مرة اخرى مراقباً الأميرة فاتن وهي تأخذ بيد الأمير ويليام بعيداً. شعرت هي بالإحراج لعدم معرفتها بما يجدر بها فعله، انه حتى لم ينطق بكلمة اخرى ولا يبدو مرحبا بوجودها نهائياً. "كيف حالك؟" سألت هي بعد تردد شديد وهي تقف لجانبه كالبلهاء التي لا تدري ما جلبها لجانبه.

التفت اليها مرة اخرى واطال النظر بها هذه المرة. "انني بأتم حال، لا أحبذ إزعاجي لو تكرمتِ."

انزعجت حيدا من صراحته المباشرة، من يظن نفسه حتى لا يرغب بالتحدث للأميرة حيدا مبارك المنصور. لا، انها لن تتراجع بهذه السهولة. "وأوقوفي هنا يسبب لك إزعاجاً؟" أسبلت هي بعينيها بمحاولة لإغرائه ونبرتها تحثه على التلاعب معها.

لم يلتفت الرجل قائلاً وهو مصوباً عينيه على فاتن."لا، ما دمت لا تتحدثين."

وكأنه صفعها على وجهها بقوله هذا، حاولت حيدا تمالك نفسها. لم يجرؤ احد قط على محادثتها هكذا أبداً. "حسناً، أوامر الأمير مطاعة." قالت هي متعمدة، فهي لم تتعرف عليه الى الان. لا تستطيع تمييز اي الأمراء هو، ولكنته لم تساعدها إطلاقاً. فتبين لها انه ترعرع في ستراثكلايد لا غيرها،ولكن من يكون؟

"امير؟ اود لو أكون كذلك، لعلي ألقى فرصة مع الأميرة فاتن آنذاك." قال الشاب ببرود وصراحة صدمتها.

افاقت من ذاكرتها وهي تتذكر بكل سخط انها في تلك الليلة وبكل سذاجة، عرضت على ذاك الشاب ان تساعده في الحصول على رضا الأميرة. ان كان هدفه ذلك وان كان ما يهمه هي فاتن، اذن ستدخل الى عالمه من تلك الثغرة لترى ما باستطاعتها فعله بعد ذلك. الا انها الان تشعر بعدم الرضا عن ذاتها، ليس لان فاتن قد تفكر به. انها لم تقدم على تلك الخطوة الا وهي موقنة بأن فاتن لن تلتفت لغير ليث. بل كان عدم رضاها عن ذاتها ناتجاً عن قبوله هو بالعرض. منذ متى وهي تساعد الرجال الذين نالوا إعجابها بالحصول على من نالت إعجابهم هم. دائماً ما كانت هي من تنال إعجابهم، قد لا تضاهي ابنة عمها جمالاً، الا انها لا تقل عنها جمالاً بطريقتها الخاصة أيضاً. وان قل الجمال الظاهري ففي تلك الحالة ستعوض شخصيتها المرحة عن ذلك. لترقى لمستوى فاتن وتنال إعجاب الجميع مثلها مثل أبنة القيصر.

وكانت تدرك أيضاً في أعماقها، انها ليست راضية بمقارنتها هذه بينها وبين فاتن، انها ليست راضية عن الغيرة التي اشتعلت بقلبها ما ان افصح عن رغبته بفاتن لا بها. هو حتى لم يسألها عن اسمها بذلك اليوم، بينما عرفها هو على اسمه بعجلة وهو يصافحها ويهم بالخروج بلا ان ينتظر تعريفها على نفسها هي الأخرى. كيف يجدر بها ان تساعده ان لم يعرف ابسط التفاصيل عنها؟ ام تُراه لا يكترث بمساعدتها التي باتت تلوم نفسها الان على عرضها عليه. انها تلوم و نفسها وتوبخها على الكثير منذ ذلك اليوم. واهم ما توبخ به نفسها وتحذرها منه، ان لا تجعل يوماً رجلاً يباعد بينها وبين صديقة عمرها.

كلما تذكرت حيدا وجهه ذاك الشاب المسمى بسينا، شكت انها ستستمع لعقلها ما ان تراه، ذلك ان رأته ثانيةً أصلاً. ولكنها اطمئنت حتى الان بتوبيخها لنفسها، وكأنها تحصن نفسها بذلك. لأن نساء عائلة المنصور دائماً ما يعجبهم الخطر والمستحيل، وفي حالتها هي كان سينا من يشكل ذلك الخطر الذي يجذبها اليه بطريقة لم تألفها حيدا في أي رجل اخر.

لم يبدو على ملامح القيصر اي انفعال جراء سماعه لنميمة الشعب وكلامهم الذي يتهامسون به فيما بينهم في أوقات فراغهم. فإنه توقع لكل ما قيل بأن يُقال.

الا انه لم يتوقع غضبه العارم الذي بدأ يشعر به وهو يستمع لرمانة، فما كان منه الا ان أخرسها بطريقة لم تعتد عليها. "كفى، كفى يا رمانة." قال بضجر. "ان هؤلاء من صدقوا تلك المهزلة بعد ان نفيتها انا عنهم، فلمَ كل هذه البهرجة؟"

توقفت رمانة عن الحديث برعب. "ان ذلك ما يقوله الناس، وانت لا غيرك بإمكانك خرس ألسنتهم." قالت هي بغيض، بالطبع بإمكانه اخراسهم كما ما اخرسها هي.

نظر لها القيصر للحظات أدركت فيها مدى حماقتها بقول ما قالته، ان مالك المنصور لم يتجرأ على مواجهة الشعب بعد وفاة حبيبة قلبه الملكة سيدا، وذلك كان منذ زمن بعيد. ما يقارب السبعة سنوات قد مرت على وفاتها. ولا يزال القيصر حبيساً لذلك الحب الخالص. خالص لدرجة انه لا يطيق مقابلة الشعب بغيرها، فإن تلك المرأة شهدته وهو يتوج للعرش وشهدت معه وهي بجانبه اول خطاب القاه أمام الشعب رغم ربكته من ذلك. فكيف له وبعد ان ماتت ان يلاقي الشعب بلا ان تتأبط هي ذراعه وكأنها تبث اليه الثقة والطمأنينة بذلك. لا، لن يستطيع مالك المنصور ان يخرس السنة الشعب، لانه لن يقابل أياً منهم.

ادركت رمانة ذلك في تلك اللحظات القصيرة التي ما ان انقضت، قام القيصر من طوله ومر من جانبها متجهاً لحيث فاتن بالتأكيد.

فاتن كانت تدرك تماماً تأثير عدم اقدامها على خطوة تثير الشعب، اما فرحاً او سخطاً. فإنهم ليعشقون ان يحصلوا على ما يتحدثون عنه في حياتهم الروتينية المملة. تماماً كحياتها هي، الا ان حياتها اكثر رفاهية واقل كفاحاً. ولكن ان ترى أباها جالساً على سريرها هي، يسألها عمّا يؤخرها عن اختيار زوج مناسب لها، اوضح ذلك اكثر فأكثر لها.

"ولمَ السؤال يا ابي؟ الم تنوي ان تتجاهل انني جئت بالباقة ذلك اليوم وكأن شي لم يكن؟" فاتن قالت بعد تردد كبير.

"نويت انا، الا ان الشعب لم يتفق معي. وانت تعلمين انني لن أحادث الشعب لأنفي ما يظنونه."

"ولمَ لا؟" قالت فاتن وهي تقترب منه لتقعد بجانبه على سريرها الملكي. "لم تكن امي لتمانع يا ابي، أتعلم ذلك؟" بدى صوتهاً اكثر رقة وحناناً، بدى صوتها شبيهاً بصوت والدتها. لذا نظر اليها المنصور بانكسار، نعم بانكسار رجل احب امرأة من أعماق قلبه، وعندما ادرك ذلك، ادرك انه ليس باستطاعته المضي قدماً بلاها. الا ان الحياة ودت ان تتحداه فتكسر ظنه فتأخذها منه لتتركه يتولى زمام الامور بنفسه. لذا قرر المنصور إثبات الامر لنفسه بطريقته الخاصة. عن طريق عدم فتح قلبه لأي امرأة اخرى، وعن طريق توقفه عن فعل ابسط الأمور التي كان يفعلها معها، كأن تقف الى جانبه وهو يلقي خطاباً يشهده ألوف من الشعب، وبعدم وجودها الى جانبه، لم يعد يلقي اي خطاباً كالسابق.

"انا أمانع يا فاتن،" قال بحرقة وهى يأخذ نفساً، "لن أقابل أحداً من الشعب بلا ان تكون بجانبي، ممسكة بذراعي."

دمعت عينا فاتن لرؤية أباها بهذا الضعف، هي تعلم مدى صعوبة الامر عليه. ان تحب شخصاً حباً خالصاً فيختفون في لحظة، لا لشيء الا موت مفاجئ. ربما لو كان موتها ناتج عن مرض لتقبله أباها وهي بشكل أفضل. لكانا يتوقعان الامر، الا ان موتها كان مفاجاة. مفاجأة حقيرة تذكرهم بأنهم لم يودعوها كما يجب، لم يستغلوا وقتهم بجانبها كما يجب لأي شخص مقبل على الموت.

"ولديك رمانة لتفعل هذا الان يا ابي، ولكم يؤلمني هذا الا ان هذا الفعل الصحيح. هي زوجتك الان، وهذا ابسط حقوقها."

وقف أباها معلناً انتهاء الحديث العاطفي عن زوجاته هذا ليقول قبل ان يستدير. "رمانة أخذت حقوقها كاملة، اما هذا الامر فهو حقي انا. انا من اقرر ان رغبت بمقابلة الشعب ام لا."

تنهدت فاتن بضيق ما ان سمعت صوت إغلاق الباب. من الصعب نسيان الحب الاول، اوليس كذلك؟

كانت تستند بظهرها على احدى جدران الزنانة المتسخة بإنهاك، تراقب بعينيها الجامدتين تحركات الشرطيان الذان يقفان أمام زنزانتها.

لم تكن تدري ان كان هذا هو اليوم الثاني او الثالث لها بهذا المكان القذر، الا ان جل ما تدركه ان قهرها لم يخف ولو مقدار ذرة. أن تُزج هنا بذنب ارتكبته-على الرغم من انها لتكرهه اقترافها لذنب يؤول بها الى هنا- كان ليكون اقل وطأً عليها من ان تُرمى هنا ظلماً. تشوش المنظر أمامها  تحت تاثير دموعها فأخذت تمسحها بأصبعها بصمت.

هي في غربة بحق الله. لطالما كانت هي حذرة في كل خطوة تخطيها، من تجارتها التي بدأت في النجاح اكثر فأكثر مؤخراً والى خطوات سيرها في الطرق لعلمها ان امرأة بجمالها من المحتمل ان يتم تتبعها. لم يكن غروراً، فقط حذراً،خصيصاً عندما تضطر للعودة للمنزل في اخر الليل لكثرة العمل لديها. الا ان كل ذلك الحذر لم يقيها من ان تقع في مكيدة تافهه كاللتي وقعت بها. للحظة تمنت انها لم تكن حذرة، لو انها كانت بلهاء بما فيه الكفاية لأن تقع بفخ كذاك، لعل المصيبة تكون اقل وطأة عليها. الا انها هي، ايميليا هينري، الامرأة الحديدية ذاتها، قد وقعت بحفرة عميقة، عميقة لحد ان تبقى سجينة هذه الزنزانة متى ما حييت.

كانت كل الدلائل ضدها، لأنها ببساطة لا تمتلك دلائل لتبرئة نفسها ما عدا شهادتها هي. نعم، فإن السلطات ستأخذ بشهادة باريس كينجستون لنفسها، بينما من الاستحالة ان يأخذوا بشهادتها هي لنفسها. فمن تكون هي سوى نكرة بدأت بالصعود لأعلى الهرم اخيراً. الا ان فرحتها بذلك لم تكتمل وسرعان ما أُخذت منها بأقسى الطرق الممكنة، ظلماً ورغماً عنها.

زفرت بقوة ما ان سمعت صوت باب زنزانتها يُفتح. "ايميليا هينري؟" سأل الشرطي بتملل فرفعت رأسها له مع علمها انه يدرك من هي تماماً، فمن لا يعلم بقصة تلك الفاتنة التي دخلت للسجن بتهمة سرقة كبيرة من احدى السياسيين. رباه، تفكيرها بهذا كان يؤديها للجنون، فكيف لها ان تواجه الآخرين بعد هذا؟ ان جاء يوماً وخرج فيه الحق.

"لديكِ زيارة."  قال وهو يراقبها تقف بكل بطئٍ وكسل، وكأنها تدرك بأن من ينتظرها ليس بالشخص الذي قد ترحب به، بل على العكس تماماً.

مشت هي وراء الشرطي بلا ان تسال عن هوية الزائر او ان حتى ترفع عينيها لترمق المكان المتهالك بنظرة. وعندما دخلت للغرفة
الضيقة المضاءة بمصباحين فقط مع مساعدة ضوء النهار للرؤية، ادركت انها كانت لتفضل ان ترفع رأسها فترى الزائر لتخرج قبل ذهاب الشرطي مبتعداً معطياً اياهم بعض الخصوصية.

تحورت عيناها البنفسجيتين لشيء من الحدة، بل من الحقد والقهر. لم يستطع هو تفسير تحور عيناها الجميلتين لأنه كان مشغولاً اكثر بتأمل جمالهما. عينين لم يسبق له ان رأى مثيلاً لهما، تنهد محاولاً تجاهل تلك النظرة قائلاً بكل فضاضة. "لا اراك مرحبة بي يا ايمي."

تقدمت ايميليا شيئاً فشيئا من الكرسي الموضوع للمسجونين أمثالها، في كل خطوة تخطوها تتحرك معها خصلات شعرها الشقراء المائلة للون البندقي فتزداد ضربات قلبه مراقبا كل خصلة وكل حركة حتى توقفت عيناه عند وجهها متأملاً ملامحها، وعجبا من ملامحها. بينما لون عينيها لم يوحي بأن جذور اصولها تعود لستراثكلايد، كانت ملامحها التي جمعت بين العرب والعجم دليلا مشرقا واضحاً لذلك، مع استمرارها بإنكار تلك الحقيقة الواضحة، كان هو متأكداً وبل متيقن ان ايميليا هذه، ليست من تظن نفسها هي. انفها السليل كان مرفوعا كما هو دائما بحضوره و شفتيها التي لا ترحمه فتتقول عليه اقسى الكلمات كانت متزمتتان بتكتم ناتج عن قهر شديد استطاع ادراكه فابتلع ريقه لا خوفاً، بل لأنها وبحالتها المزدرية تلك كانت تبدو أجمل من اكثر نساء البلاد، لانها وفي حالتها تلك كانت تبدو له جذابة لاقصى حد. لم يرى في حياته قط امرأة تفوقها جمالا الا واحدة، وتجرأت تلك على رفضه بطريقة لم يستطع بعدها ان يدوس على كرامته فيعاود محاولته لكسبها بالإضافة الى انه حصل على إلهاء اخر ليلهيه عن التفكير بها، ذلك الإلهاء يقف الان أمامه.

"أبتلعت القطة لسانك الطويل ذاك؟ عليك ان تعرفيني يوماً على تلك القطة فإنني سأود ان اكافئها على هذه الهدية التي قدمتها للبشرية."

التزمت هي الصمت بعد ان سكنت في كرسيها، تحدق به وقل ما ترمش فتجعله يشعر بأنه صغير، صغير جدا أمام امرأة مثلها. امرأة تكن له الحقد والضغينة بينما هو يكن لها الرغبة. تحديقها ذاك وبالرغم من حالتها المستعصية الحالية جعلته يبتلع ريقه بارتباك وتوتر لم يعهده الا بحضرتها، وبصعوبة استطاع اخراج من فمه الكلمات التي جاء لأجلها. ونعم نجح هو في اذلال نفسه أمامها مرة إضافية للمرات العديدة التي نجحت بجعله فيها يُذل كما لم يُذل رجلا بمقامه. فإن ما نطق به توه ما كان لعاقل ان ينطق به أمامها، وللحظة لم يصدق انه لتوه عرض عليها ان يخرجها من هنا مقابل ليلة يتمتع بها فيها. لكم شعر بالخزي وكلماتها تتردد على ذهنه بعد ان حدقت به طويلا حتى ظن هو ان القطة بالفعل قد ابتلعت لسانها. "ان كنت تظن انه وبمجرد ان تلفق عاهرتك تلك جريمة لي فإنني سأتكور من الذعر منتظرة من ايٍ كان ان ينقذني فأنت مخطئ." توقفت للحظات لترمقه بنظرات تعمدت ان تُشعره بالخزي والعار، "أُفضل ان اتعفن في سجني هذا على ان ارافقك لحظة،" حدقت به بحقد وهي تقف لتكرر، "لحظة!" وتختفي بعد ذلك من أنظاره.

"السيد فرانسيس، هل هناك خطب ما؟"

شخصية جديدة تطل علينا لتحل الخيوط المتشابكة، آرائكم بذات العيون البنفسجية؟ وبالإضافة الى انه تقريبا تعرفنا على دور سينا بالرواية، آرائكم؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top