حلم صغير
~~~~
أمنيتها هي الحصول على أربع جدران تحميها من قذارة الشوارع ليلاً ، أما نهاراً فتعمل جاهدة لتحقيق أمنيتها البسيطة..
أنزل الليل ستاره وهاقد بدأ الخوف يستحوذ عليها ، أسرعت متجهة نحو الملجئ الوحيد لها وهو تلك الزاوية المظلمة قرب إحدى المتاجر ...
رغم الخوف الذي تعيشه في نومها في هذه الزاوية إلا انها تبقى أفضل من الشارع الموحش...
خبأت نفسها خوفاً من المعتدين والشبان ...
ما هي إلا دقائق حتى خرجت من هذا العالم القاسي ودخلت الى عالم أحلامها الجميل حيث تنام على سريرها مع عائلةٍ تحبها وتحميها ، تنام بعدما تشبع بطنها...
تغطي نفسها بقطعةٍ من الكرتون القاسي ، بينما هناك من يراقبها من بعيد مع إبتسامة خبيثة...
حمل هاتفه بعدما إبتعد عن المكان بسيارته السوداء
متصلاً على شخصٍ ما يعلمه بمكان تواجدها ، قد تفيده ...
" أرسلت لك مكانها ،يمكنك أخذها غداً ،فأنا متأكد من بقائها هنا"
"ما الذي يؤكد ذلك"
ضحك بخفة مجيبا إياه قبل ان يقفل الهاتف
" أراقبها منذ مدة وهذا هو ملجئها الوحيد"
عادةً ما تستيقظ بفزع من أصوات الكلاب قربها ، لكن اليوم كان مختلفاً ، أفاقت بفزع أثر ضربة بالمكنسة تلقتها من صاحب المتجر ، كان يبدو عليه الغضب وصرخ عليها
" فل تجدي مكان آخر تنامين به ، لا أريد تواجدك قرب متجري"
إكتفت بالإعتذار له وحملت حقيبتها الصغيرة وخرجت من هناك ...
اليوم لن تكتفي بالبحث عن عمل بل ستبحث كذلك عن ملجئ آخر ... لا يهمها أين يتواجد بل كل ما يهمها هو القليل من الأمان المنعدم من هذا العالم...
شابة تبلغ التاسع عشر من عمرها ذات عينان عسليتان شعر قصير وملامح هادئة وجميلة بشكل مبالغ به ، لكن قساوة الحياة تخفي هذا الجمال تحت غلاف من الفقر و التشرد ، فهل هناك من ينظر إلى إبنة الشوارع على أنها جميلة ؟
في مجتمعنا هذا الجمال يكمل بالمال والموضة والنسب.
أما هي فلا عائلة ولا مال لها وترتدي ما يرميه الأغنياء.....
تقطع الشارع حافية القدمين ... ولم تشعر إلا بسيارة مسرعة ترتطم بيدها بقوة مما أدى إلى سقوطها أرضاً
جلست ممسكة يدها والدموع تجمعت بعيناها من شدة الألم ، سمعت شخص يتكلم بغضب
" لمَ لا تنظرين أمامكِ؟"
رفعت رأسها بتعجب لتنظر لذلك الواقف بغرور وأجابته بغضب بعدما حاولت الوقوف
" أنت من كان عليه النظر يا هذا"
نظر لها بسخرية وتكلم بنبرة مستفزة
" لم أكن أعلم أن للفقراء أمثالك لسان"
رمقته بغضب "لا تتخطى حدودك معي "
إبتسامة سخرية رسمت على محياه ليردف قائلا
" فتاة شوارع "
أجابته بحقد
" هو شرف لي المكوث في الشوارع على أن أكون مقرفة كأمثالك"
شعرت به يقترب منها بخفة فلم تعي على نفسها إلا وهي تصفعه بقوة
صدمت من نفسها وهو الآخر ناظرها بصدمة تامة ، كيف لها أن تفكر حتى في صفعه ...
شدها من ملابسها ليقربها نحوه بهمجية ناطقا بصوت مخيف " ليس جيون من يصفع ، أعدك ستندمين "
أبعدها عنه بعشوائية بينما يبتعد عن المكان كي لا يقتلها أمام الجميع
أما هي مشت لتجلس قرب إحدى المتاجر مسندة نفسها على حائط ما تحاول التخفيف من الآلام التي سيطرت عليها أثر ما حصل ...
***يتبع***
.
.الأمل في داخلي لا زال ينبض بالحياة ..
شو رأيكم بالبارت ؟
ما في مانع من تصحيح الأخطاء الإملائية ... جميعنا نخطئ 🙂
ما تنسوا الفوت 😁⭐
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top