التوبة الرمضانية والنفاق
• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : التوبة الرمضانية والنفاق
تقول السائلة:
«في السابق كنت غير ملتزمة كليا وكنت أنشر منشورات فيها أغاني ومسلسلات لكن في رمضان توقفت وصرت أنشر آيات قرآنية وأحاديث وكلام ديني فصار البعض ينادونني بالمنافقة لدرجة أنني صدقت ذلك وأنا الآن خائفة أن أكون من الناس الذين قال فيهم الله تعالى "ويل للمنافقين"»
في البداية سواء كان الشخص منافقا أم لا فهذا لا يخصنا...الذي ينافق ينافق مع رب العالمين والله هو من يعرف مكنوناته وسيحاسبه بالتأكيد
وقد أمرنا ديننا الحنيف بحسن الظن بالناس والتوقف عن قراءة الأمر بطريقة سلبية دوما فلعل الشخص تاب فعلا
وأنت أيها الذي تسخر من الناس وتدعوهم بالمنافقين هل تعلم أنهم عند الله أحسن منك؟
نعم أنت ملتزم ولا تنافق وتؤدي عباداتك دوما فالله يعطيك حقك
لكن هل تعلم أن الله يحب التوابين الذين يخطؤون ويعودون أكثر من العابدين الثابتين الدائمين؟ فالعابد أصلا ثابت على السراط المستقيم أما التائب فيأخذ أجرا مضاعفا لأنه جاهد نفسه وشيطانه وملذات الحياة من أجل أن يتوب
والله أعلى وأعلم
أما بخصوص سؤال الأخت فليس شرطا أن كل من تغير في رمضان فهو منافق بل هو أمر طبيعي أن تفعل ذلك لأن الله أوجد لنا رمضان ليرى من منا يستطيع ترك المعاصي والآثام لأجل وجهه تعالى وجعل فيه الأجر مضاعفا عن الأيام العادية حتى يتوب العبد المخطئ عن ذنبه
بل أنت مجبر أيها المسلم أن تترك الذنوب والآثام لوجه الله وتنال أجرك كاملا وتجاهد نفسك لذا فهو ليس نفاقا بل توبة
ومن يترك نشر الأغاني والمتبرجات وما شابهها في رمضان فهو شخص قد اختار أن يصوم رمضان عن حق وحقيقة ويترك الآخرين من متابعينه يصومون عن حق وحقيقة
أما عن نيته الحقيقية فنحن لا دخل لنا بها حتى...لنركز على أفعالنا فحسب ولنبذل جهدنا بالطاعات بدل الانتشغال بمن تاب ومن كفر
وبخصوص من يصلي فقط ويتعبد في رمضان هذا شخص ينافق مع الله فبدل أن نسخر منه لندعو له بالثبات والهداية فيمكن أن يهديه الله ويتوب وبدل ذلك سيضل أولئك الأشخاص الذين يسخرون منه أو يأخذون إثما عظيما من السخرية منه...فليس هناك أحد منا كامل...النفس تميل للراحة والتوبة صعبة أمام مغريات الحياة...وكلما كانت الفتن أكثر كلما كان أجر التوبة أكبر
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top